ما معنى تعالى جدك في دعاء الاستفتاح

ما معنى تعالى جدك في دعاء الاستفتاح، الدعاء هو أكثرُ ما يقرب العبد إلى ربه، وهو مقترنُ بصيغ ليست بالمُحددة، لكن وُجب فيها التذلل والخضوع والأدب مع الله جلّ علاه، ودعاء الاستفتاح هو الدعاء الذي يفتتح به المرء صلاته، وقد أتت له بعضُ الصيغ المحددة، والورادة عن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن خلال موقع المرجع سنتعرفُ على معنى تعالى جدك في دعاء الاستفتاح.

ما هو دعاء الاستفتاح

دعاء الاستفتاح هو الدعاءُ الذي يستفتح به المُسلم صلاته، وتكونُ بعد تكبيرة الإحرام مباشرة، وقد اتفق جمهور العلماء على أنه مستحب وليس واجبًا، إلا الإمام أحمد، فقد جاء برواية وجوب هذا الدُعاء، لكن المُعتمد في مذهبه على استحبابه، وفي هذا السياق يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: “والاستفتاح أن يقول بعد التكبيرة الأولى: “سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك” هذا يُسمى الاستفتاح بعد التكبيرة الأولى، تكبيرة الإحرام، وإن استفتح بغير هذا؛ مما صح عن النبي -صلّى الله عليه وسلم- فهو حسن”.

شاهد أيضًا: دعاء الاستفتاح في الصلاة مكتوب كامل

ما معنى تعالى جدك في دعاء الاستفتاح

تعالى جدك بمعنى عظمت وتعاليت يا رب العالميّن، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يفتتح صلاتهُ بقول: سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك، وتعالى جدك ولا إله غيرك، ويعتبر دعاء الاستفتاح سنة مستحبة، ولو صلى المسلم ولم يستفتح كانت صلاته صحيحة عند جميع العلماء، وإن صلى المسلم فرضًا، فإنّه يستفتح في أول ركعة من كل صلاة يؤديها، فإذا كان يصلي أربع ركعات بتسليمة واحدة فإنه يستفتح مرة واحدة بعد تكبيرة الإحرام، وإن كان يصلي أربع ركعات بتسليمتين، فإنه يستفتح في الصلاة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، وفي الصلاة الثانية بعد تكبيرة الإحرام، أما إن صلى نافلة، فإنه يستفتح في الركعة الأولى فقط.

شاهد أيضًا: حكم دعاء الاستفتاح عند المالكية

حديث سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك

جاء في سنة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- دعاء الاستفتاح، وقد رواه الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنهُ- بهذه الصيغة:

“عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أنَّهُ كانَ إذَا قَامَ إلى الصَّلَاةِ، قالَ: وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ. وإذَا رَكَعَ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لكَ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي وَعَصَبِي. وإذَا رَفَعَ قالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الأرْضِ، وَمِلْءَ ما بيْنَهُمَا وَمِلْءَ ما شِئْتَ مِن شَيءٍ بَعْدُ. وإذَا سَجَدَ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ. ثُمَّ يَكونُ مِن آخِرِ ما يقولُ بيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ”.[1]

شاهد أيضًا: حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة

شرح حديث سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك

كان -صلى الله عليه وسلم- في صلاته يُكبر تكبيرة الإحرام ويقول: سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك، وتعالى جدك ولا إله غيرك، فقولهُ سبحانك اللهم أي نزهك يا رب عن أي نقص أو عجز أو ضعف، وبحمدك أي شكر الله جل علاه والثناء على عظيم نعمه ومُجريات حياته، ويقول تبارك اسمك وهو من البركة، وقول تعالى جدّك، أي بمعنى ارتفع وعلا جلالك وعظمتك، وارتفعت فوق كلّ عظمة وعلا شأنك فوق كلّ شأن، وقهر سلطانك فوق كلّ سلطان، أي أنّ الله تعالى وحده لا شريك له.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا ما معنى تعالى جدك في دعاء الاستفتاح، حيثُ سلطنا الضوء على صيغة دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- في بداية الصلاة، ومعنى دعائه.

المراجع

  1. صحيح مسلم , مسلم ، علب بن أبي طالب ، 771 ، [صحيح]

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *