ما هي اتفاقية مينسك وما هي بنودها

ما هي اتفاقية مينسك وما هي بنودها التي استعاد المتابعين تفاصيلها، بعدما عولوا على أن مينسك قد تكون الحل الدبلوماسي الوحيد، الذي من الممكن أن يسمح لأطراف الصراع للجلوس على طاولة الحوار من جديد، مما سيسمح بوقف مخاطر التدخلات العسكرية، ويقود دول المنطقة لحرب عالمية جديدة، ويتساءل البعض متى انفصلت اوكرانيا عن روسيا، وعن أسباب النزاع بين روسيا وأوكرانيا، وهي الحقائق التي سيطلعكم عليها موقع المرجع، في معرض الحديث عن اتفاقية مينسك وأهم بنودها.

سبب التوتر الروسي الأوكراني

ترى روسيا أن أي تحالف بين أوكرانيا والغرب يمثل تهديداً أمنياً مباشراً لمصالحها في المنطقة، لذا تسعى دائماً لإبعاد أوكرانيا عن تلك التجمعات والتحالفات، خصوصاً في ظل سعي الأخيرة الانضمام لحلف الشمال الأطلسي الناتو، والذي يضم قرابة الـ 30 دولة في اتفاقية مشترك لرعاياها، بعد انضمامها إلى للاتحاد الأوربي على خلفية تضامن الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل الفصل بين روسيا وأوكرانيا وتدخلات روسيا في جارتها الغربية، حيث تسعى روسيا للحفاظ على نفوذها في المنطقة ويبعد عنها مخاطر الموالاة للغرب، لكن الأمر لم يكن بالسهولة التي توقعها الغرب حيال الموضوع، بسبب التوزع الديموغرافي في المنطقة، حيث أنّ غالبية مدن شرق أوكرانيا موالية للروس وتربطهم علاقات أسرية، عدا عن تكلمهم باللغة الروسية وتعلقهم بثقافتها منذ تاريخ الاتحاد السوفييتي.

شاهد أيضًا: معلومات عن جمهورية دونيتسك الشعبية

اتفاق مينسك اوكرانيا

هو الاتفاق الأول الذي تم التوقيع في مينسك عاصمة روسيا البيضاء، بعد محادثات جمعت هايدي تاغلي أفيني ممثلة منظمة التعاون والأمن بأوروبا، وليونيد كوتشما رئيس أوكرانيا السابق وميخائيل زورابوف سفير روسيا بأوكرانيا، بالإضافة للمتمردين إيجور بلو تنيتسكي والكسندر زاخار تشينكو، حيث سعت المشاورات للوصول لاتفاق يقضي بوقف الحرب الدائرة في إقليم دونباس الأوكراني، حيث أعلن التوقيع على الاتفاق منذ الـ 5 من سبتمبر / أيلول خلال العام 2014، برعاية منظمة التعاون والأمن الأوربية، وقد نفذ الاتفاق مع محاولات مستمرة لوقف إطلاق النار ولكن فشل في تنفيذ الأهداف المرجوة منه، ويشار إلى أن أوكرانا تكره هذا الاتفاق لإيمانها بأنه أجج الموقف الشعبي تجاه حكمة البلاد، وخرجت المظاهرات الرافضة للاتفاق ما زاد من متاعب أوكرانيا في الآونة الأخيرة.

شاهد أيضًا: متى ضمت روسيا شبه جزيرة القرم

ما هي اتفاقية مينسك وما هي بنودها

بعد الفشل الذي منيت به اتفاقية مينسك الأولى تم التوقيع على اتفاقية جديدة بعنوان مينسك 2، في الـ 12 من فبراير / شباط خلال العام 2015 ميلادي، ضمن إطار السعي لوقف النزاع المستعر بمنطقة دونباس، حيث تم التنسيق بين رؤساء رباعية النورماندي (أوكرانيا – روسيا – ألمانيا – فرنسا)، خلال المؤتمر المقام في مينسك بفبراير / شباط 2015، وخرجوا بوثيقة تحت عنوان “إجراءات تنفيذ اتفاقات مينسك”، كما وقع على الاتفاق فريق التنسيق الخاص بحل النزاع ضمن مناطق شرق أوكرانيا، كما تمت المصادقة على بنود الاتفاق من قبل مجلس الأمن الدولي، الذي تبنى قرار داعم للاتفاق بتاريخ الـ 17 من فبراير / شباط خلال العام 2015.

صيغة النورماندي

توصلت جهود رباعية النورماندي (أوكرانيا – روسيا – ألمانيا – فرنسا)، إلى اتفاق ضم 13 بند، سمي بـ “الإجراءات الخاصة لتنفيذ اتفاق مينسك”، وهي كما يلي:[1]

• تنفيذ وقف شامل وفوري للعمليات العسكرية ضمن مناطق دونيتسك ولوغانسك، بدءً من تمام الساعة 00: 00 بتوقيت كييف، في يوم الـ 15 من فبراير/ شباط سنة 2015.
• سحب الأسلحة الثقيلة على مسافات متساوية من أطراف النزاع، للمساهمة بإنشاء منطقة آمنة بعيدة عن المدى المجدي للمدفعية وراجمات الصواريخ تتراوح بين الـ 50 – 140 كيلو متر، على أن يتم سحب القوى والأسلحة خلال 14 يوم من بدء التنفيذ.
• السماح لجميع وسائل التكنلوجية والتقنية المساعدة بأعمال المراقبة، كالأقمار الصناعية الرادارات والطائرات بدون طيار وغيرها.
• بدء الحوار فور الانسحاب بخصوص الانتخابات بموجب القوانين والأنظمة الأوكرانية، فيما يتعلق بنظام الإدارة الذاتية ضمن منطقتي دونيتسك ولوغانسك ومستقبلهما.
• العفو عن الأشخاص المرتبطين بأحداث إقليمي دونيتسك ولوغانسك وضمان عدم مقاضاتهم.
• الإفراج عن كافة المحتجزين جراء الأحداث والسعي لإنفاذ بعنوان صفقة تبادل “الجميع مقابل الجميع” خلال خمسة أيام من تاريخ الانسحاب.
• السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن لمحتاجيها، وتخزينها وتوزيعها بالآلية المعتمدة دولياً.
• الاتفاق على تحديد وسائل لاستكمال الاتصالات الاجتماعية – الاقتصادية، وتكمين أوكرانيا من السيطرة على نظامها المصرفي من جديد.
• إعادة سيطرة أوكرانيا على الحدود الكاملة للدولة منذ اليوم الأول لانتهاء الانتخابات المحلية.
• انسحاب التشكيلات المسلحة الأجنبية والمرتزقة من أراضي أوكرانيا بمراقبة دولية، ونزع سلاح المجموعات غير الشرعية. غير الشرعية.
• البدء إصلاح دستور البلاد ودخول بنود الدستور حيز التنفيذ في نهاية العام 2015، بحيث تكون اللامركزية بند أساسي من بنوده.
• مناقشة قضايا الانتخابات المحلية مع مندوبي دونيتسك ولوغانسك، بالاستناد للقوانين الأوكرانية.
• السماح بتكثيف جهود مجموعة الاتصال الثلاثية، مما يتيح خلق مجموعات مساعدة على التنفيذ.

شاهد أيضًا: خريطة روسيا وأوكرانيا وتفاصيل منطقة النزاع

الفرق بين روسيا وأوكرانيا

على الرغم من أن كلا البلدين يتقاسمان العادات والتاريخ، لكن توجد بعض الاختلافات في التقاليد والثقافات، روسيا وأوكرانيا هما أكبر دولتين في الاتحاد السوفييتي المنحل منذ ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وتجمع الروس والأوكرانيين علاقات أسرية قوية خصوصاً في مناطق الشريط الحدودي، حيث تنتشر الثقافة واللغة الروسية في غالبة مدن أوكرانيا الشرقية، وعلى وجه العموم يوجد تقارب في اللغات بين البلدين، إلا أن الأوكرانية أقرب للبولندية، وروسيا تفوق أوكرانيا من حيث المساحة بشكل كبير، كما تختلف من حيث رموز البلاد وبيارقها ففي روسيا يتضمن العلم الألوان (الأحمر – الأزرق – الأبيض)، أما أوكرانيا فعلمها بالألوان الزقاء والصفراء.

هكذا؛ ومع هذا القدر من البيانات حول نقاط التشابه والفروق بين روسيا وأوكرانيا، نكون قد انتهينا فقرات المقال المطروح بين أيديكم، الذي عرفنا خلال فقراته المنوعة ما هي اتفاقية مينسك وما هي بنودها، كما اطلعنا على تفاصيل صيغة النورماندي، التي تم التوصل لها بعد فشل اتفاقية مينسك 1.