ما اسم هدهد سليمان عليه السلام

ما اسم هدهد سليمان عليه السلام الذي كان له أثر واضح في إسلام ملكة سبأ وقومها، وقد وردت القصة في القرآن الكريم كاملة وهي واحدة من القصص التي ذكرها القرآن الكريم من بين القصص التي ذكرت عن سليمان عليه السلام، لذلك فإن موقع المرجع يهتم بالحديث عن تلك القصة وتفصيلها بالاستناد إلى أقوال أئمة أهل العلم والفقه وتفصيل ذلك كاملًا في هذا المقال.

قصة سليمان مع الهدهد مختصرة

في أحد الأيام كان سليمان عليه السلام يتفقد الطير فلم يجد الهدهد فأقسم أن الهدهد لو لم يأت له بحجة غيابه فإنه سيعذبه عذابًا شديدًا أو سيقتله جراء غيابه دون إبداء عذر لذلك الغياب، فلما رجه الهدهد أخبر سليمان عليه السلام بأنه وجد قومًا تحكمهم امرأة وهم لا يؤمنون بالله بل يعبدون الشمس، فتأكد سليمان من الخبر فوجده صادقًا فأرسل إليهم ليؤمنوا وبعد عدة مراسلات آمنوا وهداهم الله تعالى.[1]

شاهد أيضًا: من الذي سيقتل إبليس

ما اسم هدهد سليمان عليه السلام

إنّّ اسم هدهد سليمان عليه السلام هو عنبر كما يروى عن الحسن البصري رضي الله عنه، ولكنّ هذه التسمية غير مذكورة في القرآن الكريم أو في السنة، وكل شيء غير مذكور في القرآن أو في السنة النبوية الشريفة فلا يمكن الجزم به، فيكفي أن يعلم المسلم لب القصة، إذ إن الهدهد عمل عملًا صالحًا وكان سببًا في هداية قوم بأكملهم، ويجدر بالمسلم الاهتمام بما يمكن أن يعطيه فائدة حقيقية، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[2]

شاهد أيضًا: متى استشهد عمر بن الخطاب

قصة الهدهد في القرآن الكريم

لقد وردت قصة الهدهد ونبي الله سليمان بن داود -عليهما السلام- في سورة النمل، فيقول الله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ * ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}.[3]

فعندما ذهب رُسُل ملكة سبأ -وقيل اسمها بلقيس- إلى نبي الله سليمان -عليه السلام- فإنّهم أخذوا له بعض الهدايا على عادة الملوك حينما يرسلون رسلهم للملوك الآخرين، فلمّا رآى الهدايا قال لهم: {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ}،[4] فلمّا تولّوا خطب سليمان -عليه السلام- بالحضور في مجلسه فقال: {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ * قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ * وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ * قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.[5]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي ختم القرآن في ركعة واحدة

تأملات في قصة الهدهد

لقد كان في قصة الهدهد وسليمان عليه السلام- كثير من العبر للمتأمّل فيها وفي غيرها من قصص القرآن الكريم، فأوّل ما يطالعنا في قصة الهدهد مع النبي سليمان -عليه السلام- هو أنّ الهدهد كان يعمل وكان يرسله النبي سليمان -عليه السلام- في مهمات، فلمّا أراد إرساله ولم يجده توعّده بالعقاب، ولكنّه قيّد هذا الوعيد بحال لم يعطه عذرًا مقنعًا، وفي هذا عدلٌ كبير فلم يأخذه بمجرد الظن، وأيضًا كان عمل الهدهد يدخل في باب حماية التوحيد وصيانته ودفع الناس عن الشرك والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعندما شاهد ضلال قوم سبأ فإنّه جاء بالنبأ إلى النبي عليه السلام، وفي جواب النبي له حيطة وحذر وتحري اليقين حين قال له: {سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}،[6] فلم يصدق الكلام فورًا وإنّما أرسل كتابه إليهم ليتيقّن من صدق فعلهم الذي قاله الهدهد، وأخيرًا تظهر قوة الإسلام وعزّته البالغة التي تعامل بها سليمان -عليه السلام- مع قوم ملكة سبأ، فلم يقبل منهم هداياهم ولم يقبل الجدال أو النقاش أو التفاوض في دين الله، بل أجابهم بكلّ حزم وقوة وكانت نهاية ذلك أن أسلمت الملكة وقومها جميعًا.[1]

شاهد أيضًا: من هو النبي الوحيد الذي تم ذكر اسمه خمس وعشرين مرة في سور القرآن الكريم؟

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال ما اسم هدهد سليمان عليه السلام بعد الوقوف على جواب هذه المسألة كما ذكر بعض أهل العلم، ثم الوقوف على أبرز تفصيلات قصة الهدهد مع النبي سليمان بن داود عليهما السلام.

المراجع

  1. almunajjid.com , قصة سليمان والهدهد , 08/08/2021
  2. quran.ksu.edu.sa , القرآن الكريم - سورة النمل - تفسير ابن كثير , 08/08/2021
  3. سورة النمل , الآية: 20 - 35
  4. سورة النمل , الآية: 36 - 37
  5. سورة النمل , الآية: 38 - 44
  6. سورة النمل , الآية: 27

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *