متى استشهد عمر بن الخطاب

متى استشهد عمر بن الخطاب الملقب بالفاروق، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد بشره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالشهادة في عدة مواضع، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن متى استشهد عمر بن الخطاب، ومن هو قاتل عمر بن الخطاب، وأين دفن عمر بن الخطاب، وعن تبشير النبي لعمر بالشهادة، وكيف تم اختيار خليفة لعمر بن الخطاب.

متى استشهد عمر بن الخطاب

استشهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السادس والعشرين من ذي الحجة من عام 23 هجري، على يد أبو لؤلؤة المجوسي، ففي فجر يوم الأربعاء، لأربع بقين من شهر ذي الحجة عام 23 هجري، خرج عمر -رضي الله عنه- من منزله ليؤم الناس لصلاة الفجر، حتى إذا انتظم جمع المصلين، بدأ ينوي للصلاة ليكبر، ودخل في تلك اللحظة رجل ظهر فجأة بجانبه وطعنه بخنجر له نصلان حادان، ثلاث طعنات أو ست إحداها تحت سرته، وشعر عمر -رضي الله عنه- بحر السلاح، فالتفت إلى المصلين باسطا يديه يقول: “أدركوا الكلب فقد قتلني”، وحاول القاتل الفرار، فتصدى له المصلون، فراح يطعنهم يمينًا وشمالاً فأصاب ثلاثة عشر منهم، ثم إن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- أتاه من ورائه وألقى عليه رداءه وطرحه أرضًا، وعندما أيقن أبو لؤلؤة أنه مقتول لا محالة انتحر بخنجره، كانت الطعنة التي أصابت عمر -رضي الله عنه- تحت سرته قاتلة فلم يستطع الوقوف من أثرها وسقط طريحًا، فاستخلف عبد الرحمن بن عوف على الصلاة بالناس ونقل إلى منزله وهو ينزف دمًا، ولما علم أن أبا لؤلؤة المجوسي هو الذي طعنه، حمد الله الذي لم يجعل قاتله يحاجه عند الله بسجدة سجدها له، وتوفي بعد ثلاث ليال، ودفن يوم الأحد مستهل المحرم من عام 24 هجري.[1]

شاهد أيضًا: متى اسلم عمر بن الخطاب

من هو قاتل عمر بن الخطاب

إن الذي قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو شخص فارسي الأصل من سبي نهاوند اسمه فيروز ولقبه أبو لؤلؤة المجوسي، وهو شخص مغمور لا يعرف الناس من أمره إلا إنه خادم للمغيرة بن شعبة، وكان قد شكا إلى الخليفة ثقل خراجه، فقد خرج عمر يومًا بعد عودته من الحج يطوف في السوق فلقيه أبو لؤلؤة، فقال له: “يا أمير المؤمنين أعدني -انصرني- على المغيرة بن شعبة فإن علي خراجًا كثيرًا، وقال عمر: كم خراجك؟ قال: درهمان في كل يوم، قال عمر: وما صناعتك؟ قال: نجار، نقاش، حداد، قال عمر: فما أرى خراجك بكثير على ما تصنع من الأعمال، قد بلغني أنك تقول: لو أردت أن أعمل رحى تطحن بالريح فعلت، قال: نعم. قال عمر: فأعمل لي رحى، قال: لئن سلمت لأعملن لك رحى يتحدث بها من بالمشرق والمغرب، ثم انصرف عنه، قال عمر: لقد توعدني العبد آنفا”، ودخل عمر منزله دون أن يكترث جديًا بهذا التهديد، فلما كان من الغد جاءه كعب الأحبار، فقال له: “يا أمير المؤمنين، فإنك ميت في ثلاثة أيام”، وأعاد عليه القول في اليوم الثاني، وفي الغداة من ذلك اليوم قال له: “ذهب يومان وبقي يوم وليلة وهي لك إلى صبيحتها”، وقد شهد عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنه- أنه رأى الخنجر الذي طعن به عمر بن الخطاب مع الهرمزان الأمير الفارسي وجفينة أحد نصارى الحيرة وأبي لؤلؤة، أثناء اجتماع لهم، مما دفع عبيد الله بن عمر رضي الله عنه وهو في ثورة غضب إلى قتل الهرمزان وجفينة.[1]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي يدخل الجنة بغير حساب

أين دفن عمر بن الخطاب

دفن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالحجرة النبوية إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بعد أن استأذن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فعندما طعن على يد أبو لؤلؤة المجوسي، قال عمر لابنه عبدالله انطلق إلى عائشة أم المؤمنين، فقل: يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميرًا، وقل: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه، فسلم واستأذن، ثم دخل عليها، فوجدها قاعدةً تبكي، فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه، فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرن به اليوم على نفسي، فلما أقبل، قيل: هذا عبدالله بن عمر قد جاء، قال: ارفعوني، فأسنده رجل إليه، فقال: ما لديك؟ قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين، أذنت، قال: الحمد لله، ما كان من شيء أهم إلي من ذلك، فإذا أنا قضيت فاحملوني، ثم سلم، فقل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أذنت لي، فأدخلوني، وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين.[1]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي قتل مائة مشرك مبارزة

تبشير النبي لعمر بالشهادة

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد بشر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالشهادة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: “أنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ: رأى على عُمرَ قميصًا أبيضَ فقال: ثوبُكَ هذا غسيلٌ أم جديدٌ؟ قال: لا، بل غسيلٌ. قال: البَس جديدًا، وعِش حميدًا، ومِت شَهيدًا”،[2] وعن أبي هريرة رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ علَى جَبَلِ حِرَاءٍ فَتَحَرَّكَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اسْكُنْ حِرَاءُ فَما عَلَيْكَ إلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ وَعليه النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ”،[3] وكان -رضي الله عنه- يكثر من الدعاء متمنيًا الشهادة، فعن عبد اللَّه بن عمر -رضي الله عنهما- قال: “كان جُلَّ دعاء عمر رضى الله عنه بها: اللَّهم ارزقني الشهادة في سبيلك”، وعن حفصة رضي اللَّه عنها، أن عمر قال: “اللَّهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك، فقالت حفصة: أنى يكون هذا؟ قال: يأتيني به اللَّه إن شاء”.[4]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي المستجاب الدعاء

كيف تم اختيار خليفة لعمر بن الخطاب

بعدما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لم يعهد بالخلافة إلى شخص بعينه، ولكنه جعلها شورى بين ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين، وقال: يحضركم عبد الله يعني ابنه، وليس له من الأمر شيء، بل يحضر ليشير بالنصح، وبعد استشهاد عمر -رضي الله عنه- اجتمعوا فجعل الزبير أمره إلى علي، وجعل طلحة أمره إلى عثمان، وجعل سعد أمره إلى عبد الرحمن بن عوف، فقال عبد الرحمن بن عوف لعلي وعثمان: أيكما يبرأ من هذا الأمر، فنفوض الأمر إليه ليولي أفضل الرجلين الباقيين، فسكت عثمان وعلي فقال عبد الرحمن: إني أترك حقي في ذلك، وسأجتهد فأولي أولاكما بالحق، فقالا: نعم، ثم خاطب كل واحد منهما بما فيه من الفضل، وأخذ عليه العهد والميثاق، لئن ولاه ليعدلن، ولئن ولى عليه ليسمعن وليطيعن، فقال كل منهما: نعم، فاختار عبد الرحمن بن عوف عثمان بن عفان ليكون خليفة بعد أن استشار المسلمين، فلم يجد اثنين يختلفان في تقديم عثمان بن عفان، فبايعه وبايعه علي وبايعه الناس.[5]

شاهد أيضًا: كم مدة خلافة عثمان بن عفان

وهكذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن متى استشهد عمر بن الخطاب، ومن هو قاتل عمر بن الخطاب، وأين دفن عمر بن الخطاب، وعن تبشير النبي لعمر بالشهادة، وكيف تم اختيار خليفة لعمر بن الخطاب.

المراجع

  1. alukah.net , قصة استشهاد الفاروق رضي الله عنه , 06/08/2021
  2. صحيح ابن ماجه , الألباني، عبدالله بن عمر، 2879، صحيح.
  3. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 2417، صحيح.
  4. islamweb.net , إخبار النبي باستشهاد عمر وعثمان وعلي , 06/08/2021
  5. islamweb.net , كيف صارت الخلافة إلى عثمان رضي الله عنه , 06/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *