متى اسلم عمر بن الخطاب

متى اسلم عمر بن الخطاب ؟ فعمر بن الخطاب أحد صحابة رسول الله الكرام، الذين كانوا سبّاقين للإسلام ومن أصحاب الأثر الكبير في الدّعوة الإسلاميّة، فكان -رضي الله عنه- من أوائل من دخلوا في الإسلام، وكان ممّن أعز الله -سبحانه وتعالى- بهم الإسلام، وهو ثاني الخلفاء  الرّاشدين  وأوّل من لقّب بأمير المؤمنين، وفي هذا المقال سيقوم موقع المرجع ببيان متى اسلم عمر بن الخطاب.

عمر بن الخطاب

قبل معرفة متى اسلم عمر بن الخطاب سيتمّ التعرف على عمر، فنسبه هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، أمّه حنتمة بنت هشام المخزومية، كان عمر بن الخطّاب قبل إسلامه يعمل بالرّعي والتّجارة، وقد كانتا مهنتين فاضلتين عمل بهما العرب، حتّى أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عمل برعي الغنم، اشتهرت قريش بالغنى والثّراء عن ما سواها من القبائل العربيّة بسبب عملها بالتّجارة، أمّا عمر بن الخطاب فقد عاش حياة الفقر والعوز وشدّة العيش وقسوته، وهذه الحياة تجعل الفرد أكثر مقاومة للصّعاب وأشدّ تحمّلاً للحياة، فعمل برعي المواشي والاحططاب وقد كان أبوه يُعامله بقسوة وغِلظة، ثمّ اشتغل بالتّجارة وامتلك ثروةً كبيرة عند هجرته، وقد وكّلت قريش لعمر في الجاهليّة أمور السّفارة في أحوال الحرب وغيرها، وذلك لما اتّصف به من رجاحة العقل وصواب الرّأي، وقبل إسلام عمر وقد كان قد شبّ في ربوع مكّة بين اهله وعشيرته الذين يدينون دين الوثنيّة، فقد قاوم دعوة التّوحيد واضطهد من آمن بالإسلام من بني عدي، فقد كان ذا قسوة وشدّة على من يُسلم وذلك قبل أن يرق قلبه ويدخل الإسلام.[1]

متى اسلم عمر بن الخطاب

اسلم عمر بن الخطاب في ذي الحجة من السّنة السّادسة من النّبوّة وله من العمر سبع وعشرين سنة وذلك بعد إسلام حمزة بن عبد المطّلب بثلاثة أيّام، وكان بترتيب الأربعين من بين الذين دخلوا في الإسلام في تلك السّنوات الستّ، وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو الله أن يعزّ الإسلام بأحد العمرين، عمرو بن هشام وعمر بن الخطّاب، فأعزّ الله -سبحانه وتعالى- الإسلام بعمر بن الخطّاب، وذلك بعد تاريخٍ افلٍ بالشّدة والقسوة مع المؤمنين، فقد كان شديد القلب قاسيه، يعذّب الجواري والعبيد الذين دخلوا في الإسلام، لكنّ الأحداث التي والمستجدّات التي طرأت في مكّة، جعلت عمر يعيش صراعاً نفسيّاً حادّاً، فهو بين مكانته و زعامته في قريش، وبين أن يكون تابعاً في الإسلام، يشغل تفكيره في أنّه قد ييكون على خطّأ وأنّ من اتّبع الإسلام هو الصّواب، وممّا جعله يدخل في هذه الدّوامة هو ثبات المؤمنين بالرّغم من تعذيبهم والتّنكيل بهم، وها هي مكّة تنقسم لجماعةٍ يؤمنون بالله ورسوله ويتّبعون دينه، وجماعةٌ أخرى تصدّ عن سبيله وتحارب دينه، حتّى وصل عمر للحظةٍ عصيبة قرّر فيها أن يخلّص نفسه ومكّة من السّبب الذي أوصلهم إلى هذا الحال فقرّر قتل رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- واشتدّ قراره بعدما أهان حمزة خاله أبو جهل، فقرّر رد اعتباره ودفعته حميّته لذلك.

خرج عمر حاملاً سيفه ولم يكن يعرف أين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأوقفه في طريقه رجلٌ كان قد أسلم وأخفى إسلامه وقد لاحظ على ملامح عمر تقاسيم الشّر والغضب، وسأله عن مقصده فقال له أريد محمّداً الذي فرّق أمر قريش وسفّه أحلامها وعاب دينها، فأصاب الرّجل رعباً وفزعاً لما سمع، فأراد أن يغيّر له وجهته فأخبره عن إسلام أخته فاطمة بنت الخطّاب وزوجها، فنسي عمر وانطلق إلى بيت أخته ليعاقبها، فلمّا وصل إليها وهمّ إلى زوجها يريد أن يبطش به وقفت بينهما تدافع عن زوجها فضربها عمر ضربةً سالت الدّماء من وجهها بها، فاستحا عمر عندما رأى تلك الدّماء وبرد غضبه، ثمّ جلس حتّى قرّر أن ينطلق إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- إلى دار الأرقم وهو يتوشّح سيفه، حتّى وصل إليها وطرق بابها، فقام أحد الصّحابة الذين كانوا مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فعاد فزعاً لمّا رأى أن عمر بالباب، فقام حمزة متصدّراً ليدافع عن رسول الله وعن صحابته، فأذن له النّبيّ حتى إذا دخل إلى حجرته حتّى أعلن عمر بن الخطّاب إسلامه، وقد كان عمر بن الخطّاب فاروقاً للحقّ والباطل، فاقترح من فوره على عدم السّريّة في الدّعوة بل لا بدّ من الجهر بها وإعلانها، فخرج المسلمون في صفّين أحدهما على رأسه عمر والثّاني يرأسه حمزة، حتّى اكتأبت قريش من رؤيتهم لحمزة وعمر وهما من أشدّاء القوم وساداة قريش، وانتقلت بذلك الدّعوة الإسلامية بإسلام عمر من السّرية للعلن.[2]

شاهد أيضًا: اول مولود في الاسلام من الانصار بعد الهجرة

ما السورة التي كانت سبباً في إسلام عمر بن الخطاب

بعد التّعرّف على متى اسلم عمر بن الخطاب سيتمّ التّعرّف على السّورة التي كانت سبباً في إسلامه، فعندما قرّر عمر بن الخطّاب أن يخرج لقتل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لقيه رجل من قبيلته يُقال أنّه نُعيم بن عبد الله، وكان نُعيم قد أسلم وأخفى إسلامه، ولمّا رأى تقاسيم الغضب على وجه عمر سأله عن مقصده، فأجابه أنّه يريد قتل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ففزع نُعيم ورأى في نفسه أنّ مر خطرٌ مُحدق بالنّبي، فأراد إلهاءه عن هذا الأمر والتّفكير، فقال له أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمّد، أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم في أمرهم، وأخبره عن إسلام أختّه فاطمة وصهره، جنّ جنون عمر ونسي ما كان قد توجّه إليه واتّجه مسرعاً لدار أخته، وهناك كان الخبّاب بن الأرت كان يجلس مع زوجها سعيد بن زيد ويعلّمهما القرآن الكريم، فسمع عمر صوت الهمهمة الغريبة التي تخرج من بيت أخته، فصرخ فيهم بأن يفتحوا له الباب، فاختبأ الخبّاب خوفاً من أن يلقى مصرعه على يد عمر، وفتح سعيد الباب، فدخل عليهم عمر غضباناً وانقضّ على صهره يريد أن يفتك به وهويسألهم عن كونهما اتّبعا الإسلام، تدخّلت أخته فاطمة وألقت نفسها بينه وبين زوجها، فضربها حتّى سالت دماءها، فاستحى عمر لمّا رأى دماء أخته، فجلس وسألهم ما ذلك الصّوت الذي سمعته، فأمروه بالوضوء ففعل، فأتوا بالكتاب الذي فيه قوله تعالى: {طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ * تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ}.[3] فتزلزل عمر ووجد في نفسه خشوعاً وتصدّعاً من خشية الله، وقد خالط الإيمان قلبه وقال ما أحسن هذا الكلام، فكانت سورة طه هي السّورة التي كانت سبباً في إسلام عمر وتوجّهه لدار الأرقم ليعلن إسلامه لرسول الله صلى الله عليه وسلّم.[4]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب

أثر إسلام عمر في الدعوة الإسلامية

إنّ معرفة متى اسلم عمر بن الخطاب يدفع القارئ لمعرفة أثر إسلام عمر في الدعوة الإسلامية، فإسلامه وإسلام حمزة عمّ رسول الله -صلّى  الله عليه وسلّم- كان سبباً رئيساً لبدايية مرحلةٍ جديدة في الدّعوة، فقد ارتفعت معنويّات المسلمين، واستبشروا النّصر، فاتّخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- سبلاً جديدة في الدّعوة، فبدّل السّريّة بالإعلان، وأصبح المسلمون يتواجدون في البيت الحرام، يقومون بشعائرهم، ويقرأون القرآن، وكان إسلام عمر سبباً لعودة المسلمين الذين هاجروا للحبشة بعدما سمعوا نبأ إسلامه، ذهب خوفهم ودخلت منهم الشّجاعة مدخلها، وبعد إسلام عمر أصبح المسلمون يتحدّثون بالإسلام في شوارع مكّة، فسمع الكثير من أهل مكّة القرآن وبذلك كان سبباً لدخول عددٍ أكبر من النّاس للإسلام، فإسلام عمر طمأن القلوب الخائفة وشجّع المتردّدين للدّخول في الإسلام، وكان سبباً في دخول التّعاسة عى زعماء الكفر من قريش.[5]

وصف عمر بن الخطاب

إنّ صفات عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- تدلّ على قوذته وشدّته وهيبته ووقاره، فقد روي أنّه أسمر اللون وقيل أنّه أبيض، وقد يكون أبيضاً في شبابه ثمّ اسمرّ نتيجةً لمشقّات الحياة التي تعرّض لها، وقد روي أنّه كان أصلع الرّأس طويل القامة عريض المنكبين، ضخم الجسد والبنية، يملك صوتاً جهوريّاً عريضاً، كان يعمل بكلتا يديه، وقد وهبه الله القوّة في الجسم والبنية، حتّى قيل أنّه في ذات مرّة شذّت له ناقة فلحقها عمر فاعتقلها وطرحها لجنبها من قوّته، وكان يُصارع في سوق عكاظ، وكان -رضي الله عنه- وثّاباً يثب وثوباً من على فرسه، وأمّا لحيته فهي عظيمةٌ طويلة، وقد كان يُسرع في مشيته، وكان كثير الشّيب وهي صفةٌ أخذها من أخواله بنو مخزوم، وكان في صفة شعره غليظ الشّعر وكثيره في الجسد،وقد كان صارماً حازماً غليظاً في الحقّ، ويُجاهد نفسه فيه، وقد زهد في أمور الدّنيا من طعامٍ وشراب، رضي الله عنه وأرضاه.[6]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة أيام

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي أجاب على سؤال متى اسلم عمر بن الخطاب، معرّفاً بعمر بن الخطّاب، ومشيراً إلى سبب إسلامه وأثر إسلامه على الدّعوة الإسلاميّة، وختم بذكر صفاته الجسديّة والنّفسية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *