من هو النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة أيام

من هو النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة ايام سؤالٌ يُطرح بكثرة في الآونة الأخيرة، جوابه موجودٌ في القرآن الكريم، وسيعرف  جوابه من يتلو سورة مريم من المسلمين، فالقرآن الكريم ذكر للمسلمين الكثير من قصص الأنبياء والرّسل -صلوات الله عليهم أجمعين- وذكر بعض المواقف والعبر لكي يقوم المسلم باقتباس العظة والعبرة منها، ولذلك يهتمّ موقع المرجع بتعليمنا وإخبارنا بعض المواقف من قصص الأنبياء وإخبارنا من هو النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة ايام.

تفضيل الأنبياء على بقيّة البشر

قبل أن يجاب على السّؤال من هو النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة ايام سيتمّ الحديث عن فضل الأنبياء والمرسلين على باقي البشر، فممّا لا شكّ فيه أنّ الأنبياء هم صفوة البشر وأفضلهم على الإطلاق، وذلك بإجماع أهل الكتاب والسّنّة، وبإجماع المذاهب الأربعة، قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}.[1]

فقد رتّب الله -سبحانه وتعالى- عباده السّعاداء على أربع درجاتٍ ومراتب، وقد خصّ النّبيين بالدّرجة الأعلى، وهذه الآية نصٌّ في تفضيل الأنبياء غلى البشر جميعاً فهم فضل أولياء الله وأرفعهم درجةً ومنزلة، لأنّ رسل الله هم الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغهم شرعه ومراده، وشرف الرّسول يكون من شرف المُرسل ومن شرف الرّسالة، وهم المصطفون من عباد الله لتأدية الرّسالة والله سبحانه لا يصطفي إلّا أشرف خلقه وأكرمهم، وقد روي عن اهل العلم أنّ الرّسل والنّبيين كانوا خيار أقوامهم قبل أن يُبعثوا فقد عصمهم الله عن الزّلل.[2]

من هو النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة ايام

إنّّ النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة ايام هو نبي الله زكريا -عليه الصّلاة والسّلام- الذي كان عهده قريباً من عهد نبي الله -عيسى عليه السّلام- ينتهي نسب زكريّا إلى يعقوب بن إسحق -عليهما السّلام- ذكر الله عزّ وجل اسم زكريا في القرآن الكريم في سبعة مواضع، في ثلاث سورٍ قرآنيّةٍ كريمة وهي سورة آل عمران وسورة مريم وسورة الأنبياء، كان نبيّ الله زكريا قد تقدّم به به العمر وغزا المشيب رأسه، ولك يكن قد رزقه الله بولدٍ يقرّ به عيناً من زوجته التي قد تقدّم بها العمر، وقد كان بنو قومه من أولاد عمومته أشراراً فجّاراً وكان يرغب في أن يكون له وريث يرث منه حكمته ويردعهم من بعده عن غيّهم وفجورهم، فسأل الله سبحانه أن يهبه الولد ليكون من بعده نبيّاً ويقود قومه بنبوّته وما يوحى إليه، قال تعالى في سورة مريم: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}.[3]

توجّه زكريا إلى ربّه يسأله بلسانٍ صادق وقلبٍ خاشع، فاستجاب الله له وبشّره بغلامٍ سمّاه الله له يحيى، فطلب زكريا من ربّه آية فجعل له آيةً ألّا يكلّم النّاس ثلاثة ايام قال تعالى في سورة آل عمران: { قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}.[4] وقد خصّ تكليم النّاس دون ذكر الله، حيث ترك له القدرة على ذكر الله وعجز عن الكلام مع النّاس.[5]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قطعت النساء ايديهن عندما رأوه

لماذا طلب زكريا آية

بعد معرفة من هو النبي الذي صام عن  الكلام ثلاثة ايام والذي هو نبي الله زكريا -عليه الصّلاة والسلام- وبعد أن وهبه الله ولداً بالرّغم من أنّ امرأته كانت عاقراً وكبيرةً في السّن، تعجّب من قدرة الله وعظمة عطاءه، فقد أعطاه ما لم تجر به العادة من العطاء، وقد طلب زكريا من الله -سبحانه وتعالى- آيةً يعرف بها النّاس أنّ زوجته قد حملت بهذا الغلام الذي بشّره به الله، وليدركوا حجم المعجزة والموهبة التي وهبها الله، فأوحى إليه ربّه أنّ العلامة ستكون التّوفيق للخلوص بنفسه من شواغل الدّنيا واتجاهه كليّاً لذكر الله وتسبيحه وتحميده، دون أن يكون عنده دافعٌ لكلام النّاس، أو مخالطتهم بالرّغم من قدرته على ذلك، واستمراره على ذلك لثلاثة أيّام.[6]

من هو النبي الذي صام لأول مرة

إنّ فريضة الصّيام لم تكن يوما ًمكتوبةً على المسلمين فقط، دون غيرهم من الأمم، وأهل الدّيانات السّماويّة الأخرى، وقد ذكر القرآن الكريم ذلك، فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.[7] فقد فرض الله تعالى الصّيام على غير الأمّة الإسلاميّة، والدّلائل كثيرةٌ من القرآن الكريم، كما هو موضّحٌ في الإجابة السّابقة عن السّؤال المطروح والّذي يقول: من هو النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة أيام، وتبيّن من خلال البحث بأنّه نبيّ الله زكريّا عليه السّلام، وقيل في الأثر وعن أهل العلم بأنّ أوّل نبيّ صام بأمر الله تعالى هو آدم عليه السّلام، وكان يصوم ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهر، ثم أخرج ابن أبي حاتم عن الضّحّاك أنّه قال: أنّ أوّل نبيٍّ قد صام هو نوحٌ عليه السّلام، وقد كان يصوم أيضاً ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهر، والله أعلم.[8]

من هو أول من صام في الإسلام

لم يفرض الله تعالى الصّيام على الأمّة الإسلاميّة في بداية الدّعوة المباركة، ولم يكن المسلمون يصومون شهر رمضان المبارك، لكنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان صوم ثلاثة أيّام ٍمن كلّ شهر، كذلك كان يصوم يوم عاشوراء اقتداءً بفعل النّبيّ الّذي سبقه وهو موسى عليه السّلام، فالرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- هو أوّل من صام في الإسلام، ثمّ اقتدى به أصحابه رضوان الله عليهم واتّبعوا سنّته الشّريفة، وبعد ذلك فرض الله -تبارك وتعالى- الصّيام في شهر رمضان في السّنة الثّانية للهجرة، وصام رسول الله خلال حياته تسعة رمضاناتٍ فقط، وأوّل رمضان صامه رسول الله وأصحابه والمسلمون، كان في السّنة الثّانية للهجرة، وكان أوّل يومٍ صام النبيّ هو يوم الأربعاء والله أعلم.[8]

ما هو أفضل الصيام

قد تحدّثنا سابقاً عن إجابة سؤال من هو النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة أيام، وذكرنا النّبيّ الّذي صام أوّل مرّة، لكن ما هو أفضل الصيام؟ قد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ أفضل الصّيام هو صيام داوود عليه السّلام، فقد كان نبيّ الله داوود عليه السّلام، يقسم الدّهر يصوم يوماً ويفطر يوماً، لكنّ رسول الله لم يكن يصوم هذا الصّوم، خشية أن تصبح سنّة من بعده، ويشقّ على أمّته ذلك، أو أن يفرض الله تعالى ذلك على الأمّة الإسلاميّة، لكنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصوم بغير رمضان، ووصّى المسلمين بالصّيام أيضاً، كيوم عاشوراء، وصيام الأيّام البيض من كلّ شهر، وصيام الاثنين والخميس من كلّ أسبوع، وصيام ستٍّ من شهر شوّال، وكذلك صيام يوم عرفة، وكلّه مستحبٌّ للرّجال والنّساء، والله أعلم.[9]

من هو النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة أيام مقالٌ فيه تمّ التعريف بالنبيّ الذي صام عن الكلام، وقد تمّ شرح سبب صيامه ولماذا طلب النبي آيةً من الله تعالى، كما قدّم أيضاً بعض المعلومات المتعلّقة بأوّل من صام في الدّهر، ومن أوّل من صام في الإسلام، ومتى فُرض الصّيام، كذلك ذكر  أفضل الصّيام وسنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الصّيام.