من اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم

من اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم؟ من أكثر الأسئلة التي يتمّ البحث عنها في كثيرٍ من الأوقات، وهو سؤالٌ يرتبط ارتباطًا وثيقًا في الدين الإسلامي وفي التاريخ الإسلامي، وهو ما سيتمّ بيانه في هذا المقال، فالبسملة من الأمور التي على كلّ إنسان أن يحافظ عليها، وأن يكون عمله كلّه مقترنٌ بها، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم وأول من قالها، وسيتم التعرف على الكثير من الأحكام والمعلومات المرتبطة بالبسملة.

البسملة

إنّ البسلمة هي قول المسلم بسم الله الرحمن الرحيم، وهي ما يبدأ به المسلمون أعمالهم وأقوالهم وعباداتهم، وهي من الأمور والأسباب التي يتّخذها المسلم ويعمل بها لاستجلاب البركة والتوفيق في العمل والقول، فيكون بمعيّة الله بنطقه لهذه الجملة، وعندما يقرأ أيّ سورة من القرآن الكريم فإنّ المسلم يفتتح السورة بها، ومن أقبل على طعامٍ وشراب ودخولٍ وخروج، وغيرها من الأمور، وفي هذا المقال سيتمّ بيان من اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم.

شاهد أيضًا: من هو أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم

من اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم كما ورد عن أهل العلم أنّه نبي الله سليمان -عليه الصلاة والسلام- وهو ابن نبي الله داود عليه السلام، وقد ورد عن ابن أبي عاصم الشيباني عن ابن عباس في كتاب الأوائل أنّه نبيّ الله سليمان -عليه السلام- وقد روى عبد الرزاق في منصفه عن عطاء، ما رواه أبو مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يكتبُ : باسمك اللهمَّ ، فلما نزلت إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كتب : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ”.[1] فكلّ ما ورد من أحاديث يشير إلى نبي الله سليمان، وكذلك في القرآن الكريم ورد قوله تعالى: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}.[2] وذلك في الكتاب الذي أرسل من طرف نبي الله سليمان إلى ملكة سبأ والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: من هو اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم

أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم

بعد ما ورد من اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم، فسيتم بيان أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم عبر التاريخ، والإشارات والرّوايات كلّها تشير لشخصين اثنين، فنبي الله سليمان بن داوود -عليهما السلام- هو أوّل من قالها، والراجح أنّه أوّ من كتبها وذلك لما جاء في القرآن الكريم عن ملكة سبأ بلقيس وهي تقرأ الكتاب الذي أرسله نبيّ الله سليمان، وكان مكتوبًا في بدايته وأنّه بسم الله الرحمن الرحيم، ولكن في بعض الرّوايات كما روى الأزرقي في أخبار مكة، عن إبراهيم بن عقبة قال: “سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول إن كان أبي أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم” وعن الأزرقي أيضًا أنّه قال: “وأول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم في صدر الكتاب من أهل مكة خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه” ولا تعارض في الروايات فنبي الله سليمان -عليه السلام أول من كتبها على الإطلاق، وخالد بن سعيد -رضي الله عنه- أول من كتبها من أهل مكة.[4]

شاهد أيضً: ما هي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين

نبذة عن أول من كتب باسم الله الرحمن الرحيم

سيتم فيما يأتي بتقديم نبذة عن حياة الرّجلين الذين قيل فيهما أنّهما اول من قال وكتب بسم الله الرحمن الرحيم، ففي البداية سيتمّ المرور على نبذة عن نبي الله سليمان -عليه السلام- ثمّ سيتمّ المرور على نبذة عن حياة الصحابي الجليل خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه:

سليمان عليه السلام

إنّ سليمان -عليه الصلاة والسلام- نبيٌّ من أنبياء بني إسرائيل، وهو اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم، وهو ملكٌ من أعظم ملوك الأرض وبني إسرائيل، اشتهر بالحكمة والثراء والملك الواسع، وهو ابن نبي الله داوود -عليه السلام- وقد وردت قصّته في الكثير من السور في القرآن الكريم، مثل سورة سبأ وسورة البقرة والأنعام والنمل، وقد رزقه الله مع ملكه علمًا وحكمة وعلّمه منطق الخلق جميعًا، وسخّر له الجنّ والريح والحيوانات تحت خدمته، قال تعالى في محكم تنزيله: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}.[5] وقد كان عليه السلام من أعظم ملوك الأرض لما فضّله الله به عن غيره.[6]

خالد بن سعيد بن العاص

خالد بن سعيد بن العاص -رضي الله عنه- هو اول من قال بسم اللهم الرحمن الرحيم وكتبها في الكتب من أهل مكة، وهو صحابيٌّ جليل من السباقين للإسلام، وهو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي، يكنّى أبو سعيد، ويلتقي نسبه مع نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجدّ الثالث، وأمّه هي أمّ خالد بن حباب بن عبد ياليل بنت ناشب من ثقيف، وقد كان من السّباقين للإسلام، أسلم بعد أبو بكر الصديق، وقيل أسلم معه، وقد أسلم على أثر رؤيا رآى نفسه فيها يقع في النار وأبوه يدفعه والنبي -صلى الله عليه وسلم- يشدّه حتّى لا يقع فيها، توفي في السنة الرابعة عشرة للهجرة بأقوى الأقوال وذلك في موقعة مرج صفر في بداية خلافة عمر، وقيل أنّه استشهد في أجنادين في الشام وفي وفاته خلاف والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: لماذا سورة التوبة بدون بسملة

معنى البسملة

إنّ قول القائل بسم الله الرحمن الرحيم، يحمل معنىً كبيرًا فيه، فهي طلب العون والبركة من الله سبحانه بأسمائه الحسنى صاحب الرحمة الشاملة والخاصة قبل الشروع في القول والعمل، وتعني أبتدئ هذا القول أو الفعل مستعينًا باسم الله ملتمسًا البركة منه، واللهم هو الإله المحبوب المعبود الذي تتوجه إليه القلوب بالمحبة والتعظيم والطاعة، وهو الرحمن المتصف بالرحمة الواسعة، وهو الرحيم الذي يوصل رحمته إلى خلقه، ويقول ابن جرير أنّ الله عزّ وجلّ علّم نبيّه -صلى الله عليه وسلم- أن يذكر أسمائه الحسنى قبل جميع أفعاله وأن يصفه قبل جميع مهامه، فالباء في البسملة للاستعانة والتبرك، واسم هو مجرورٌ بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، ومعناه اللفظ الذي وضع للشيء لرفعة شأنه وتمييزه عن غيره، والله مضافٌ إلى مجرور مجرورٌ بالكسرة وهو أعظم اسمٍ من أسماء الله الحسنى، الرحمن الرحيم وهما اسمان عظيمان من أسماء الله الحسنى، الرحمن على وزن فعلان وهو يفيد السعة والامتلاء، وهو صاحب الرحمة الشاملة التي تسع جميع الخلق، والرحيم على وزن فعيل أي صاحب الرحمة الخاصة بالمؤمنين.[8]

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين

فضل البسملة والأوقات المشروعة لها

بعد بيان من اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم، فإنّه سيتم بيان فضل البسملة والأوقات المشروعة لها، فقد شرّع الله البسلمة لعباده في القيام والقعود، وفي القرآن والصلاة، والوضوء وفي الأكل والشرب، وذلك تبرّكًا بها وتيمّنًا واستعانة على بركة العمل وطلب القبول والإخلاص، ومن الأوقات المشروعة للبسملة وفضائلها ما يأتي:[9]

  • في أوّل القول والحديث من ندوة واجتماع وخطبة وذلك تأسيًّا من افتتاح القرآن الكريم باسم الله تبارك وتعالى.
  • تشرّع البسملة قبل دخول الخلاء.
  • من المستحبّ أن يبسمل المسلم عند الوضوء.
  • من المشروع أن يبسمل المسلم عند الأكل لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك في الحديث الذي روته أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنه- قالت: “إذا أكَلَ أحَدُكم طعامًا، فلْيقُلْ: بسمِ اللهِ، فإنْ نسِيَ في أولِه، فلْيقُلْ: بسمِ اللهِ في أولِه وآخِرِه”.[10]
  • عند دخول المسجد، وعند الخروج منه وعند دخول المنزل وعند الخروج منه.
  • وعند ركوب الدابة والسيارة وتعطلهما، لحديث أنس بن مالك: “بسمِ اللهِ فإذا اسْتَوى على ظَهرِها، قال: الحَمدُ للهِ ثلاثًا، اللهُ أكبَرُ ثلاثًا، ثم يقولُ: سُبحانَ الذي سَخَّرَ لنا هذا، وما كُنَّا له مُقرِنينَ وإنَّا إلى ربِّنا لمُنقَلِبونَ”.[11]
  • عند القيام من النوم وعند النوم.
  • تشرع البسملة عند الجماع بين الزوجين.
  • في الصباح والمساء لحديث عثمان: “ما من عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ و مساءَ كلِّ ليلةٍ : بسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرضِ و لا في السماءِ ، و هو السميعُ العليمُ ثلاثَ مراتٍ ، فيضرُّه شيءٌ”. [12]

نتائج قول بسم الله الرحمن الرحيم

كذلك فإنّ البحث عن من اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم يدفع المسلم للتّقصي عن نتائج وفوائد قول بسم الله الرحمن الرحيم، وقد بيّن أهل العلم فضائلها ونتائجها كما يأتي:[9]

  • الإيمان بأن الله -سبحانه وتعالى- سيحفظ المسلم ويصونه بالبسملة من كلّ شر، فمجرّد ذكر اسم الله بركةٌ للمسلم، وهو يحول دون وقوعه في الشر، ويحفظه من الشيطان وشروره ووساوسه.
  • إنّ بداية أيّ عملٍ أو قول ببسم الله فيه توجيهٌ للمسلم وجهةً قويمة مستقيمة من بداية قوله وعمله، ويسلك فيه طريقًا صالحًا مستقيمًا خاليًا من العوج، وينال فيه توفيق الله وإرشاده.
  • بنطق المسلم للبسملة يعينه الله ويرشده، وينظر إليه فالله يتوجّه لعباده إذا يمموا وجوههم شطره، ويأخذ بأيديهم ويوفّقهم ويهديهم.

الجهر بالبسملة في الصلاة

إنّ من أحكام البسملة الجهر بها في الصلاة، وهو أمرٌ اختلف فيه أهل العلم، ووقع بينهم خلافٌ على ذلك، فمن أهل العلم من قال أنّها سنّة ومنهم من قال أنّ الإسرار بها سنّة، وقال ابن قدامة إنّ الجهر بالبسملة غير مسنون وبه قال أكثر أهل العلم من أصحاب رسول الله -سلى الله عليه وسلم- والتابعين، أمّا الجهر بالبسملة فهو مسنون بقول الشافعي، فقال أهل العلم أنّها مثل أيّة آية من القرآن يجهر بها، وورد عن ابن القيم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يجهر بها تارةً ويخفيها تارةً أخرى، والغالب في القول أنّ السّنة هو الإسرار بها ولا بأس لو جهر بها المسلم في صلاته، والله ورسوله أعلم.[13]

هل البسملة آية من الفاتحة

اتفق أهل العلم في من اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم لكنّهم اختلفوا في حكم البسملة إن كانت من آيات الفاتحة، ولكنّهم اتفقوا على وجوب الإتيان بها وقراءتها في بداية سورة الفاتحة وأيّ سورة من سور القرآن الكريم إلا سورة التوبة، أمّا سورة الفاتحة فاختُلف في عدد آياتها، وقد كتبها جميع كتّاب المصاحف في الفاتحة بالرغم من اختلافهم في كونها منها أم لا، وقال ابن قدامة والنووب وابن حزم، أن الشافعية والحنابلة اختاروا القول أنّ البسملة آيةٌ مستقلة لا تصح الصلاة من دونها، لحديث أبو هريرة رضي الله عنه: “إذا قرأْتُمُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فاقرؤُوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّها أمُّ القرآنِ ، و أمُّ الكتابِ ، و السَّبْعُ المَثَانِي ، و بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِحْدَى آياتِها”. [14]

أمّا الأحناف والمالكية والقول الراجح عند الحنابلة اختاروا أنّها ليست آية في الفاتحة، وذلك لما روي من الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه: “قسَمتُ الصَّلاةَ بيني وبينَ عبدي نِصفينِ : فَنِصْفُها لي ، وَنِصْفُها لعَبدي ، ولعَبدي ما سألَ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : اقرَءوا يقولُ العبدُ ؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ؟”. [15] فالأمر موضع خلاف بين أهل العلم ومن تبع من المسلمين أيّ قول فعليه أن يتمّ صلاته بما اتّبعه والله أعلم.[16]

شاهد أيضًا: كم عدد آيات سورة الفاتحة

إلى هنا نصل لنهاية مقال من اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم، والذي سلط الضوء على البسملة ومعنى البسملة، وذكر نبذة عن نبي الله سليمان وعن الصحابي الجليل خالد بن سعيد، وقام ببيان فضل البسملة وأوقاتها المشروعة ونتائجها، وذكر بعض أهمّ الأحكام الشرعية المتعلّقة بها.

المراجع

  1. المراسيل , أبو داود/ أبو مالك/ 140/ أورده في كتاب المراسيل
  2. سورة النمل , الآية 29- 30
  3. islamweb.net , قول سليمان عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم , 31/12/2021
  4. islamweb.net , أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم , 31/12/2021
  5. سورة النمل , الآية 16
  6. marefa.org , سليمان , 31/12/2021
  7. wikiwand.com , خالد بن سعيد , 31/12/2021
  8. alukah.net , تفسير البسملة , 31/12/2021
  9. kalemtayeb.com , " البسملة (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) " , 31/12/2021
  10. الأحكام الصغرى , عبد الحق الإشبيلي/ عائشة أم المؤمنين/ 786/ أشار في المقدمة أنّه صحيح الإسناد
  11. تخريج زاد المعاد , شعيب الأرناؤوط/ علي بن أبي طالب/ 408/2/ إسناده قوي
  12. صحيح الترغيب , الألباني/ عثمان بن عفان/ 655/صحيح
  13. islamweb.net , أقوال العلماء في الجهر والإسرار بالبسملة قبل الفاتحة في الصلاة , 31/12/2021
  14. صحيح الجامع , الألباني/ أبو هريرة/ 729/صحيح
  15. الاستذكار , ابن عبد البر/ أبو هريرة/ 481/1/أقطع حديث وأثبته في ترك القراءة بالبسملة
  16. islamweb.net , أقوال العلماء في مسألة البسملة في الفاتحة , 31/12/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *