من هو اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم

من هو اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم سؤالٌ لطالما تردّد في أذهان الكثير من المؤمنين، فاستحضار اسم الله -عزّ وجل- واستحضار رحمته وصفاته من الأمور التي يحبها المولى سبحانه، ولله تعالى 99 من أسمائه، قد ورد ذكرها في القرآن الكريم، وذلك لتعرّف الإنسان بصفات الله -سبحانه وتعالى- وعظمته، وفي هذه الأسماء الفضل الكبير، والخير الكثير، فمن حفظها يدخل الجنّة كما أخبر النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وبها يدعو الإنسان ربّه، ويسأله بها ما يريد، والأسماء الحسنى تورث محبّة الله تعالى، وتحلّ بركته، ورحمته، فينزّل بها من فضله وخيره، ويهتمّ موقع المرجع في بيان اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم منذ الأزل، وبيان معنى البسملة وفضلها العائد على المؤمن.

البسملة

البسملة هي الاسم المختصر من بسم الله الرحمن الرحيم، وهي أوّل ما كتب في اللّوح المحفوظ الّتي يفتتح بها المسلم المتّبع لهدي النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، كالطّعام والشّراب والخروج والدّخول وسائر الأعمال الّتي يقوم بها في نهاره وليله، فهي من أهمّ الأذكار والورد اليوميّ للمسلم، وكذلك هي واجبةٌ في العديد من العبادات والفرائض، كالصّلاة وتلاوة القرآن، وبالبسملة يستعين المسلم بالله تعالى على أموره جميعها، ويكون مداوماً على ذكره في قيامه وقعوده.[1]

والبسملة تذكّر المسلم بأنّه بحاجةٍ دائمةٍ وماسّةٍ لله رب العالمين، في كلّ ثانيةٍ من حياته، وقيل عن البسملة بأنّها آيةٌ كريمةٌ، فقد ذكرت في القرآن الكريم في سورة النّمل، وإنّ للبسملة شأنٌ عظيمٌ، ومكانةٌ رفيعةٌ في الشّريعة الإسلاميّة، وجُعل في قولها الخير الكثير والفضل العظيم، فهي ذكرٌ لاسمين من أسماء الله الحسنى، وقد افتتح بها -النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام- القرآن الكريم، واتّبعه بذلك أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، فمن هو اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم ؟[1]

من هو اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم

اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم على خلاف أهل العلم هو النّبيّ سليمان عليه السّلام في تاريخ الأرض وخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه من أهل مكّة المكرّمة، فقد جاء في سير الأنبياء عليهم السّلام أجمعين، وما صحّ في قصصهم، أنّ النّبيّ سليمان -عليه السّلام- هو اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم في التّاريخ مطلقاً، وكان ذلك في رسالته إلى ملكة سبأ بلقيس، وذكر ذلك في القرآن الكريم في سورة النّمل.[3]

كما جاء في كتابٍ للأزرقيّ أنّ اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم من أهل مكّة المكرّمة هو الصّحابيّ خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه وأرضاه، حيث كان يكتبها في صدر الكتب كما وقد ثبت في حديثٍ شريفٍ: “كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يكتبُ : باسمك اللهمَّ ، فلما نزلت إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كتب : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ”،[2] وقد ذكر -النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام- في بعض حديثه أنّ جبريل -عليه السّلام- عندما كان ينزل بالوحي عليه كان يبدأ بقول بسم الله الرحمن الرحيم والله أعلم.[3]

قول سليمان للبسملة لأول مرة في التاريخ

ذات يومٍ كان سيدنا سليمان -عليه السلام- يتفقّد جنوده وخدمه، فلم يجد الهدهد بينهم، فغضب واقسم على أن يعذّبه، أو أن يذبحه إن لم يبرّر له فعلته، وعندما حضر الهدهد قال لسليمان بأنّه كان في سبأ، يراقب أهل مملكة سبأ، وأخبره بأنّهم قومٌ ضالّون، يشركون بالله تعالى، ويعبدون ما خلقه الله تعالى وسخّره في هذا الكون، فكتب سليمان عليه السّلام رسالةً لملكة سبأ، واسمها بلقيس، وكتب في أوّلها البسملة، يدعوها فيها للتوحيد والإيمان بالله -سبحانه وتعالى- واتّباعه مع قومها، فرمى الهدهد هذه الرّسالة لملكة بلقيس، وعاد لسيّده سليمان ينتظران الإجابة على هذه الرّسالة، وبذلك فإنّ اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم هو سيدنا سليمان عليه السلام، والله أعلم.[4]

معنى بسم الله الرحمن الرحيم

وكذلك حرص المفسرون وأهل العلم على توضيح معنى بسم الله الرحمن الرحيم، وقد ورد في ذلك أنّها تحمل معنى الاستفتاح، والتّيمّن، والتّبرك باسم الله جلّ وعلا، واسم الله هو اسمٌ قد تفرد به الخالق الحكيم، ولم يرد له اشتقاقٌ مطلقاً، ومن ثمّ تبع هذا الاسم بالرّحمن والرّحيم، وهما الاسمان الّلذان يدلّان على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى، وسعة فضله وخيره، الّذي شمل كلّ شيءٍ، وكلّ المخلوقات في الكون، والبسملة هي وسيلةٌ لطلب العون من الله تعالى وبركته في كلّ أمرٍ قد يفعله المسلم في حياته، ولها من الفضل والخير الكثير الكثير، وقد كان اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم هو سليمان عليه السلام، قبل أن تسنّ في الدين الإسلامي، والله أعلم.[5]

فضائل البسملة

إنّ الخوض في بيان من هو اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم يقتضي الإشارة إلى أنّ البسملة هي أوّل ما كتب في اللّوح المحفوظ، وأوّل ما نزل من القرآن الكريم، وذلك كما هو ثابتٌ في السّنّة الشّريفة، وكذلك هي ما كان يبدأ بها جبريل بتلقين الوحي للنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وقد ثبت فيها الخير والفضل الكثير والأجر العظيم لمن اتّبع سنّة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وذلك حين أمر بقول البسملة لافتتاح أيّ عملٍ، وأيّ عبادةٍ، ومن فضائل البسملة :[6]

  • تذكّر المسلم بالله تعالى في القيام والقعود وفي جميع الأوقات وأنّه معه أينما كان.
  • كذلك في كلّ حرفٍ منها حسنةٌ فهي آيةٌ من آيات القرآن الكريم.
  • وكذلك تجعل بين المسلم وبين الجنّ والعفاريت حجاباً لا يرونه منه.
  • كما سنّها النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في أوّل الكثير من المباحات منها الأكل والشّرب والغسل وعند دخول الخلاء.
  • وقد وجبت على المسلم عند ذبح الأنعام.
  • والبسملة واجبةٌ على المسلمين عند الوضوء لكي يصحّ وضوءهم.
  • وكذلك سنّها رسول الله عليه الصّلاة والسّلام عند قراءة القرآن وعند ذكر الله جلّ وعلا.
  • وهذه كانت غيضٌ من فيض فضائل البسملة والله أعلم.

أحكام البسملة في تلاوة القرآن الكريم

ذكر فيما سبق أنّ النّبي ّ-عليه الصّلاة والسّلام- قد سنّ للمسلمين وحثّهم على قول بسم الله الرحمن الرحيم في بداية كلّ سورةٍ يقرأونها، كما فعل هو صلّى الله عليه وسلّم، وعندما كتب القرآن الكريم كتب الصّحابة الكرام في بداية كلّ سورةٍ بسم الله الرحمن الرحيم، حيث أنّهم قد اختلفوا في مسألة إن كانت سورة التّوبة وسورة الأنفال هي في الأصل سورةٌ واحدةٌ أم أنّهما سورتان منفصلتان. لكن إن كان القارئ قد بدأ في القراءة لتوّه فعليه التّعوّذ قبل القراءة والتّسمية، وهذا ما أمر به الله -سبحانه وتعالى- وإن لم يقل بسم الله الرحمن الرحيم بعد أن يتعوّذ فلا حرج عليه بذلك، فهي سنّةٌ نبويّةٌ وليست فرضاً، والله أعلم.[7]

البسملة من الأمور المهمة في حياة كلّ مسلم، فبذكرها تعمّ البركة بإذن الله، وها قد وصل مقال من هو اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم إلى نهايته، وذلك بعد أن ذكر معنى البسملة، وفضائله العظمية، وكذلك بيّن المقال أحكام البسملة في تلاوة القرآن الكريم، كما ورد في الشريعة الإسلامية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *