ما هو اجر ختم القران في رمضان

تَساءل كثيرون ما هو اجر ختم القران في رمضان الذي يُعتبر أحد أبرز شهور الخير والعَطاء، والتي يستقبلها الإنسان المُسلم بالعَمل الجاد على الطّاعة، حيث يُعتبر شهر رمضان المُبارك شهرًا للتقرّب من الله، ففيه ضاعف الله الأجور للعِباد، وفيه أغلق أبواب النّار وفتح أبواب الجنّة، وفيه تُصفّد الشّياطين، وعبر موقع المرجع نقوم على طرح حديث عن ما هو فضل ختم القران في رمضان وأجره ضمن مقالنا الذي نتحدث فيه عن أجر ختم القران في شهر رمضان المُبارك.

قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان

إنّ قراءة القرآن هي إحدى العبادات العظيمة التي يقوم الإنسان المُسلم على تأديتها في هذا الشّهر المُبارك، ويتم التّركيز عليها في تلك الأيّام الفضيلة، لأن شهر رمضان هو الشهر إلى انزل الله به القرآن، والذي يُعتبر الدّستور الذي يقوم على تنظيم حياة البشر، وتقويم حياة الإنسان المُسلم، ويتم ذلك على خلفيّة البركات التي تواجدت بين طيّات هذا الشّهر الكريم، حيث ضاعف الله بها الأجور، وعبّد الطّريق للإنسان المُسلم الرّاغب إلى الله، للوصول إلى جنات عرضها السّماوات والأرض، فقال تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”. [1] وانطلاقًا من ذلك فقد جعل الله تعالى أجرًا كبيرًا في قراءة القرآن في شهر رمضان، وهو ما سنتحدّث به عبر سطور المقال الآتية.

اقرأ أيضًا: دعاء ختم القران ابن باز

ما هو اجر ختم القران في رمضان

إنّ ختم القرآن الكريم هو أحد الطّاعات الجزيلة التي أعدّ الله له الكثير من الثّواب، وقد جاءت في عدد من الأبواب الُهمّة، وهي:

  • إنّ ختم القرآن هو ارتقاء يضمن للمُسلم الارتقاء في الجنّة، وفقًا لما تمّ قراءته في القرآن الكريم، حيث يصل بما قرأ إلى المراتب العليا في جنّات النّعيم، استنادًا لحديث رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه- الذي قال فيه: “يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها”[2] وقد أعدّ وعد الله سبحانه وتعالى العبد المسلم بالأجر عن كلّ حرف من حروف القرآن، وقد عدّها العلماء فبلغ عددها ثلاثمئة وأحد عشر ألفاً ومئتَين وخمسين حرفاً، وعند ختم المُسلم للقرآن يكون قد مرّ لي قراءتها جميعها، فله بكل حرف منها حسنة، والحسنة تُضاعف إلى عشرة أضعاف، وفي شهر رمضان يُضاعف الله فوق ذلك.
  • إنّ القرآن هو أحد الشّفعاء في صاحبه يوم القيامة، حيث يشفع في الإنسان المُسلم، وقد ورد ذلك عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ قال: “الصِّيامُ والقرآنُ يشفَعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ يقولُ الصِّيامُ أي ربِّ منعتُهُ الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ فشفِّعني فيهِ ويقولُ القرآنُ منعتُهُ النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعني فيهِ قالَ فَيشفَّعانِ”.[3]
  • إنّ الله تعالى قد أعدّ كثير من الخيرات لمن قام على ختم القرآن الكريم، ومن ضمنها الدّعوة المُجابة بإذن اله تعالى، وقد ثبت ذلك عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وغيره، وكذلك كما كان أنس بن مالك -رضي الله عنه- يجتمع مع أهله، ويدعو الله حين خَتْم القرآن الكريم.

شاهد أيضًا: دعاء ختم القران مكتوب لماهر المعيقلي

طريقة ختم القران الكريم في رمضان

على الرّاغب بختام القرآن الكريم في شهر رمضان أن يقوم بالانخراط التّام في برنامج من أجل تحقيق تلك الغاية، والتي تتعدّد بحسب عدد المرّات التي يرغب المُسلم في قراءة القران بها، وجاءت وفق الآتي:

الطريقة الأولى (طريقة الصفحات) الطريقة الثانية (طريقة الأجزاء)  الطريقة الثالثة (طريقة السّور)
 تكون تلك القراءة بعمليّة تعداد تامّة لعدد صفحات القرآن الكريم، حيث تبلغ 604 صفحات فضيلة، فيقوم المُسلم بتقسيم تلك الصّفحات رسميًا على عدد أيَّام القِراءة في شهر رمضان المُبارك، ويتم الالتزام ببرنامج رسمي للقراءة اليوميّة لتحقيق الهدف المُحدّد، بقراءة أربع صفحات على سبيل المِثال مع كلِّ صلاة من الصّلوات الخَمسة. بعدَ إحصاء عدد صفحات القرآن، يتم تقسيم كتاب الله إلى أجزاء، ويبلغ عددها ثلاثين جزء، فيقوم الإنسان المُسلم بتقسيم هذه الأجزاء على عدد أيّام الشّهر الرّمضاني، ويقوم على قراءة جزء من تلك الأجزاء في كلّ يوم، في الوقت الذي يقوم هو على تحديده. تكون تلك الطريقة عندما يمتلك الإنسان المُسلم العزيمة لهذا الفعل، ويستطيع من خلالها أن يقوم على ختم القرآن أكثر من مرّة في شهر رمضان المُبارك، حيث يتم تقسيم السّور القرآنية على عدد أيّام شهر رمضان، ويتم تقسيمها بشكل رسمي ومدروس، ليقوم المُسلم بإنهاء القرآن الكريم مع رمضان.

اقرأ أيضًا: دعاء ختم القران ابن باز

فضل القران في رمضان المبارك

تتعدّد الأفضال التي تَتواجد بين سطور قراءة القرآن وختمه في شهر رمضان المُبارك، وقد جاءت في عدّة إيجابيات، ومنها:

  • إنّ قراءة القرآن هي التنشيط الحقيقي لروح المُسلم، لينطلق معها في فضاء واسع من الإيمان والتّسليم لله تعالى، فتعود تلك بكثير من الإيجابيات على المُسلم في حياته الشخصيّة، وحياته الدّنيا مع الله.
  • إنّ عبادة الصّيام، وعبادة قراءة القرآن، هما العبادتان التان تضمنان لصاحبهمها الشّفاعة يوم القيامة، فالصّيام يمنع صاحبه من الطّعام والشّراب وجميع الشّهوات، والقرآن بقوم على منع المُسلم من النوم في الليل ليقوم على تلك الطّاعة، لذلك أوجب الله فيهما الشّفاعة يوم القيامة.
  • إنّ قراءة القرآن وتدبّر آياته، هي إحدى النعم الجزيلة التي منّ الله تعالى بها على المُسلم، فكلّما قرء الإنسان المُسلم المزيد من الآيات زاد إقباله على الله عزّ وجلّ، وزاد في درجته ومكانته الإيمانيّة قربًا وحُبًا في الله، فمع تلك الآيات يستطيع أن يرى الثّواب الكبير الذي يتواجد بين السّطور، والذي أعدّه الله تعالى لعباده المُسلمين، وما أعدّه الله تعالى للكافرين، الذين فرّوا عن طاعة الله، فيصبح المُسلم أكثر إبصارًا لوضعه الديني، وإقباله عليه.

شاهد أيضًا: جدول ختم القران في 30 يوم

دعاء ختم القران في رمضان

وعد الله عباده الصّالحين القارئين لكتابه بدعوات لا تُرد ولا تخيب، وقد جاءت الصّيغة الأشمل لدعاء ختم القران في رمضان مطبوعة على المصاحف الورقيّة، وهي:

اللهم ارحمني بالقران واجعله لي إماما ونورا وهدى ورحمة *اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار واجعله لي حجة يا رب العالمين *اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر *اللهم اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه *اللهم إني أسألك عيشة هنية وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح *اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العلم وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات وثبتني وثقل موازيني وحقق إيماني وارفع درجتي وتقبل صلاتي واغفر خطيئاتي وأسألك العلا من الجنة.

شاهد أيضًا: دعاء صلاة التراويح مكتوب مختصر

نصائح لمن يرغب في ختم القرآن الكريم في شهر رمضان

تُساعد تلك النصائح المميّزة الإنسان المُسلم الذي عقد العَزم على ختام القران الكريم في شهر رمضان، وجاءت موضّحة في النّقاط الآتية التي لا بدّ من الإصغاء إليها:

  • النصيحة الأولى: على المُسلم الرّاغب في ختم القران الكريم في شهر رمضان أن يقوم على حسم قراره بعدد المرّات التي يرغب بختمها، ليتم الاستناد على ذلك الرّقم في تحميل البرنامج الخاص بالعدد المستهدف، والالتزام به بشكل تام.
  • النصيحة الثانية: من المُهم على المُسلم أن يقوم على تحديد الوقت المُناسب الذي يُمكن خلاله قراءة القرآن، بشكل هادئ، وبما يعود بالنّفع والأجر على المُسلم، فيتم تحديد الوقت المُناسب من النّهار، بحيث يتناسب مع الأجواء العامة للطاعات.
  • النصيحة الثالثة: من المُهم أن تكون القراءة في التوقيت والمزاج الذي يضمن للمُسلم المحافظة على الصّفاء الذّهني، وذلك لتحقيق الغاية الأسمى، والهدف العظيم من قراءة القرآن الكريم، وذلك للتفكّر في آيات الله، عزّ وجل.
  • النصيحة الرابعة: من المُهم عليك أخي الغالي، أن تسعى في اختيار المكان اليومي للقراءة، على أن تتوافر فيه شروط الهدوء والبعد عن الضجيج، والإضاءة المناسبة، وغيرها من الأمور التي تُساعد على استكمال القراءة.
  • النصحية الخامسة: يتوجّب أن تكون القراءة الخاصّة بالإنسان المُسلم، عبر المصحف الورقي، ولا يجب أن تكون عبر المصحف الإلكتروني، وذلك لما فيه من الدّقّة والرّاحة للعين، وهو غير موجود في المصاحف الإلكترونية، فهي غير مُخصّصة للقراءات الطّويلة.

إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه الحديث حول ما هو اجر ختم القران في رمضان الذي يُعتبر أحد أبرز طاعات شهر الخير والكَرم، وقد جاءت تلك الفضائل والأجور بأشكال متعدّدة، قمنا على شرحها بين السّطور والفقرات الخاصّة بالمقال، لنختم أخيرًا مع باقة من النصائح لتحقيق أكبر فائدة من قراءة القرآن في رمضان.

المراجع

  1. سورة البقرة , الآية: 185
  2. تخريج المسند لشاكر , أحمد شاكر، عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم : 11/55 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (1464)، والترمذي (2914)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8056)، وأحمد (6799) واللفظ له
  3. تخريج مشكاة المصابيح , الألباني، عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم : 1904 | خلاصة حكم المحدث : حسن | التخريج : أخرجه أحمد (6626)، وابن المبارك في ((الزهد)) (2/114)، والطبراني (14/72) (14672)، والحاكم (2036)، والديلمي في ((الفردوس)) (3815) باختلاف يسير.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *