ما حكم من يعمل الأعمال الصالحة يريد بذلك مجرد المطامع الدُنيوية

ما حكم من يعمل الأعمال الصالحة يريد بذلك مجرد المطامع الدُنيوية، واحدٌ من الأسئلة الّتي كثر البحث عنها ورفعها على محرّكات البحث الإلكترونيّة، فالعبادة والطّاعة الّتي أمرنا بها الله -سبحانه وتعالى- لها أحكامٌ وأصولٌ وشروط، يجب على المسلم الالتزام بها، ولكن قد يخلّ المسلم بأحد أركان أو شروط العبادة، فيقع بما حرّم الله تعالى وما نهى عنه، لذا سيساعدنا موقع المرجع على معرفة حكم القيام بالأعمال الصّالحة الّتي انعقدت بها النّيّة على مطمعٍ دنيويّ، مع التّعرّف على بعض أحكام أعمال المسلم.

شاهد أيضاً: من شروط الشفاعه المقبوله عند الله

ما حكم من يعمل الأعمال الصالحة يريد بذلك مجرد المطامع الدُنيوية

إنّ السّؤال المطروح هو أحد الأسئلة النموذجيّة الّتي قد ترد ضمن المناهج التّعليميّة في مدارس المملكة العربيّة السّعوديّة، وسنوافيكم فيما يأتي بأصحّ وأفضل إجابة للسّؤال ما حكم من يعمل الأعمال الصالحة يريد بذلك مجرد المطامع الدُنيوية:

  • الحكم الأوّل: هو أنّ المسلم لا يأثم على ذلك، ومثالاً على موضع المشروعيّة، صلة الرّحم من أجل مالٍ أو طعامٍ يصيبه، ومن أجل رضا الله تعالى.
  • الحكم الثّاني: هو أنّ المسلم يأثم على ذلك، ومثالاً أن يتصدّق المسلم من أجل أن يراه النّاس فيمدحونه ويُعجبون بعمله.

فقد قال الله تبارك وتعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ * وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار}.[1] وتسمّى العبادات الّتي شرّع الإسلام فيها أن تنعقد النّية على مطامع دنيويّة وأخرويّة معاً هي العبادات غير المحضة، ومنها صلة الرّحم والزّواج، وكذلك إكرام الضّيف، فهي في أصلها مشروعة للانتفاع من الدّنيا، ولحقت بها الطّاعة والعبادة، أمّا العبادات المحضة، وهي العبادات الّتي لا يجوز للمسلم أن يشرك في نيّته عند أدائها شيءٌ غير ابتغاء وجه الله تعالى وكسب رضاه، ومنها الصّلاة والحجّ والعمرة والصّيام والزّكاة، وإن وقع الإشراك في النّيّة، كان ذلك رياءً، والرّياء محرّمٌ في الشّريعة الإسلامية فهو شركٌ أصغر والعياذ بالله، وينبغي للمسلم تجنّبه والاستعاذة منه، فالمقصود من هذه العبادات هو الخضوع لأمر الله تعالى وكسب محبّته ورضاه، وأخذ الأجر والثّواب العظيم الّذي يكون ذخراً للمسلم يوم القيامة.[2]

شاهد أيضاً: من امثلة شعب الايمان المتعلقة بالقلب

حكم من يعمل الأعمال الصالحة من أجل الدنيا

بعد أن تعرّفنا على إجابة السّؤال ما حكم من يعمل الأعمال الصالحة يريد بذلك مجرد المطامع الدُنيوية، سنتحدّث عن حكم من يعمل الأعمال الصالحة من أجل الدنيا، فالعمل بالعبادات من أجل ابتغاء الدّنيا دون الآخرة، لهو من محبطات العمل، فإنما الأعمال بالنّيّات كما أخبرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أي أنّ كلّ عمل يكون على حسب النّيّة الّتي انعقد عليها القلب، والعمل بالطّاعات والصّالحات من أجل الدّنيا فعلٌ غير مشروعٍ ولا هو جائزٌ في العبادات الّتي يجب أن تكون لله تعالى وحده، وابتغاءً لوجهه الكريم سبحانه، وعلى المرء التّقيّ الصّالح، أن يُصلح نيّته، فإن صلحت النّيّة صلح العمل وقُبل، وإن فسدت النّيّة فسد العمل ورُدّ على صاحبه ولم يُقبل، وكان مُحبَط الأعمال في الدّنيا والآخرة.[2]

شاهد أيضاً: ما هو الشرك الخفي

حكم الاستغفار بنية تحصيل بعض المنافع الدنيوية

تدفع معرفة ما حكم من يعمل الأعمال الصالحة يريد بذلك مجرد المطامع الدُنيوية، إلى البحث عن حكم الاستغفار بنية تحصيل بعض المنافع الدنيوية، فقد شرّع الله تعالى لعباده الاستغفار، وخصّه بالفوائد العظيمة والفضائل والخيرات الكثيرة الّتي ينتفع منها المؤمن في الدّنيا والآخرة، فمن الجائز أن يستغفر المسلم ليحصل باستغفاره على منافع دنيوية، والدّليل على ذلك حصول الخيرات والفوائد الدّنيوية الّتي ذكرها الله -تبارك وتعالى- في القرآن الكريم، قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}.[3] فالاستغفار ينفع في الدّنيا والآخرة، فيجلب الأرزاق للمسلم ويمدّه بالخير بإذن الله تعالى، ويُنزل به الله تعالى الرّحمة على المسلم ويغفر به الذّنوب ويرفع به الدّرجات في الآخرة والله أعلم.[4]

شاهد أيضاً: دعاء الاستغفار من الذنوب مكتوب ومستجاب

حكم إرادة الدنيا بعمل الآخرة

إنّ إرادة الدّنيا بعمل الآخرة قد يوصل المسلم للشّرك بأنواعه والعياذ بالله من ذلك، قال الله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ}.[5] فإرادة المرء للدّنيا بعمل الآخرة يكون على نوعين يؤدّيان به للشّرك الأكبر، أو للشّرك الأصغر، وهذه الأنواع هي:

  • إن تعبّد المرء وأطاع الله تعالى استعراضاً ورياءً، وكان قلبه مؤمناً ومسلماً كان ذلك شركاً أصغر.
  • إن أسلم المرء وقال إنه من المؤمنين ابتغاء عرَض الدّنيا، وكان يضمر الكفر والعداوة للإسلام والمسلمين، كان ذلك شركاً أكبر وسمّي نفاقاً.

ولكلٍّ جزاؤه يوم القيامة يُحاسب ويُجزى على ما عمل في دنياه والله أعلم.[6]

شاهد أيضاً: دعاء التوبة والاستغفار من الذنوب والمعاصي مكتوب

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا، والّذي تعرّفنا من خلاله على الإجابة الصّحيحة للسّؤال ما حكم من يعمل الأعمال الصالحة يريد بذلك مجرد المطامع الدُنيوية، كذلك تحدّثنا عن حكم الاستغفار بغية المنافع الدّنيوية، وحكم إرادة الدنيا بعمل الآخرة، وذكرنا عقد النّية في الأعمال الصّالحة للانتفاع بها في الحياة الدّنيا.

المراجع

  1. سورة البقرة , الآية 201 ، 202.
  2. islamweb.net , الرياء في العبادات التي شرعت لتعظيم الله تعالى وتحصيل رضاه وفيما وضع لمنافع الدنيا , 08/09/2021
  3. ٍسورة نوح , الآية 10 ، 11 ،12
  4. islamweb.net , مسائل حول الاستغفار , 08/09/2021
  5. سورة هود , الآية 15
  6. binbaz.org.sa , 44 باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا , 08/09/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *