ما حكم الاحتفال بعيد الحب

ما حكم الاحتفال بعيد الحب هذا العيد الذي يُعد من الأعياد المشهورة والتي يحتفل بها العالم أجمع بالحب والمحبة، فهو يوم التعبير عن الحب بكافة الطرق والوسائل، ويُعد هذا العيد من الأعياد الغربية التي انتقل إلى العالم الإسلامي مؤخرًا، وفي هذا المقال من مقالات موقع المرجع سوف نتحدث عن تعريف عيد الحب وسنلقي الضوء على الاحتفال بعيد الحب حلال ام حرام وسنضع مجموعة من أقوال أهل العلم في الاحتفال بعيد الحب.

ما هو عيد الحب

يُسمَّى عيد الحب بيوم الحب ويُسمَّى بعيد العشاق ويُسمَّى أيضًا بيوم القدس فالنتين، ويُعرف هذا العيد باللغة الإنجليزية باسم Valentine’s Day، وجدير بالقول إنَّ هذا العيد هو عيد يحتفل به العالم بأسره بالحب والمحبة، ويصادف هذا اليوم وفق التقويم الذي تتبعه الكنيسة الغربية في يوم الرابع عشر من فبراير شباط ثاني شهور السنة الميلادية من كل عام، أمَّا وفق تقويم الكنيسة الشرقية فيصادف يوم عيد الحب يوم السادس من شهر يوليو تموز سابع شهور السنة الميلادية، وسنتحدث فيما يأتي على حكم الاحتفال بهذا العيد في الشرع الإسلامي. 

ما حكم الاحتفال بعيد الحب

اتّفق علماء المسلمين على أنَّ الاحتفال بيوم الحب هو من الأمور المحُرمة في الشرع الإسلامي، فلا يجوز للمسلم أن يشارك المشركين في الاحتفال بهذا اليوم، والاحتفال بهذا اليوم هو من البدع التي لا أصل لها في الشرع الإسلامي، وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في حديثه عن الاحتفال بعيد الحب بالنسبة للمسلمين: “الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله سبحانه عنها: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} وقال: {لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه} كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد، وبين مشاركتهم في سائر المناهج؛ فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة”، والله تعالى أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم بيع الهدايا في عيد الحب 

آراء أهل العلم في الاحتفال بعيد الحب

كثيرة هي آراء أهل العلم عن موضوع الاحتفال بعيد الحب في الإسلام، وسنلقي الضوء فيما يأتي على أشهر أقوال أهل العلم في هذه المسألة المهمة لكي يتمّ تبيان الرأي الشرعي الصحيح بمختلف المذاهب في مسألة حكم الاحتفال بعيد الحب:

• قال الشيخ عبد الله بن جبرين في هذه المسألة:

لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة؛ لأنه بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” أي مردود على من أحدثه.

• قال عبد العزيز الراجحي:

هذا الاحتفال بما يُسمى بعيد الحب هذا بدعة! بدعةٌ مُنكرة! فيه تقليد للنصارى والكفرة، وموافقة لهم؛ فلا يجوز الاحتفال بعيد الحب هذا باطل، ليس للمسلمين عيد إلا عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع وهو يوم الجمعة، أما عيد الحب هذا باطل، هذا تقليد للكفرة، تقليد لأعداء الله، وكذلك ما يفعله بعض الناس من كونهم يتهادون الهدايا في يومِ عيد الحب، أو يلبسون الشيء الأحمر، أو يهدون هدايا في هذا اليوم كل هذا موافقة للكفرة؛ فلا يجوز، لا يجوز للإنسان أن يحتفل بهذا العيد، ولا أن يشتري شيئًا أحمر، ولا أن يُهدي شيئًا أحمر، ولا أن يلبس شيئًا أحمر، ولا يوافقه في شيءٍ من الشعارات الباطلة؛ كل هذا من البدع التي تُبعِد مِنْ الله ولا تُقرِّب مِنهُ.

أسباب تحريم الاحتفال بعيد الحب

تتجلّى أسباب تحريم الاحتفال بعيد الحب في الشرع الإسلامي في أنَّ هذا العيد عيد من أعياد النصارى وأنَّه لا أساس له في الشرع الإسلامي وأنَّه يدعو إلى العشق والغرام وانشغال قلب الإنسان بما لا ينفع وبما لم يُعرف عن السلف الصالح، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في سبب تحريم الاحتفال بعيد الحب: “الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه: الأول: أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة، الثاني: أنه يدعو إلى العشق والغرام، الثالث: أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم، فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل، أو المشارب، أو الملابس، أو التهادي، أو غير ذلك”، والعلم عند الله تعالى.

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بعيد الحب الفلانتين

إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على تعريف عيد الحب وعلى ما حكم الاحتفال بعيد الحب ومررنا على أشهر أقوال أهل العلم في حكم الاحتفال بعيد الحب وعلى السبب الكامل وراء تحريم عيد الحب في الإسلام.