ما هو حكم التبذير والإسراف عند استعمال المرافق العامة

ما هو حكم التبذير والإسراف عند استعمال المرافق العامة؟ إنّ الإسراف والتبذير من الأعمال التي تورث صاحبها الندامة في الدّارين، فهي من الأمور التي نهى عنها الدين الإسلامي، حيثُ إنّ الإسراف والتبذير لهما صور عدّة، فإما أن يكون في المال، أو المعاصي والآثام، أو في الأكل والشرب، كما أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حث على تجنّب الإسراف حتى في الوضوء، لذا سيقوم موقع المرجع بالإجابة عن السؤال المطروح وبيان الفرق بين الإسراف والتبذير.

الفرق بين الإسراف والتبذير

إنّ الإسراف والتبذير لهما نفس المعنى في اللغة والشرع، فكلاهما يشير إلى الزيادة عن الوضع الطبيعي، كما يعد كل منهما من الأمور التي حذرت منهما النصوص في الكتاب والسنة حيثُ قال الله -تعالى-: وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)[1]، وقال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[2]، حيثُ يعتبر الفرق بينهما بأنّ الإسراف هو الزيادة عن الحد المعقول بوجود حاجة ضرورية، أما التبذير فهو الزيادة عن الحد المعقول، ولكن في أمور غير ضرورية.[3]

ما هو حكم التبذير والإسراف عند استعمال المرافق العامة

لا يجوز، حيثُ إنّ الإسراف والتبذير هما من الأمور التي شدّد الإسلام على النهي عنها، كما أكد رب العالمين على ضرورة تجنّب الإسراف بقوله -تعالى- في كتابه الكريم: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[2]، ولذلك ينبغي عدم الإسراف والتبذير باستعمال المرافق العامة والخاصة واستخدامها بأسلوب معتدل، فالإسراف في استنزافها هو أمر فيه ضرر للبشرية، فقد أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده بالإحسان في الأرض حيثُ قال: (وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين)[4][5].

شاهد أيضًا: ما حكم الاسراف في الصدقة والمأكل والمشرب

حكم الإسراف في المال

نهى الإسلام عن الإسراف في المال إن كان غير ضروريًا، ودليل ذلك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تذم الإسراف في المال وتمدح الاعتدال بالإنفاق، فقد قال -تعالى-: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[6]، كما قال -تعالى-: (وَلا تَجعَل يَدَكَ مَغلولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلومًا مَحسورًا)[7]، حيث يترتب على الإسراف عدم محبة الله -تعالى- لهم، كما إنّ الإسراف يعوّد الإنسان على الأنانيّة لأنّه يسعى لإرضاء نفسه.[8]

شاهد أيضًا: حكم الاسراف في الطعام والشراب

أحاديث عن التبذير

إن التبذير من الأمور التي نهى عنها الدين الإسلامي الحنيف، حيثُ يشمل التبذير بالمال والطعام واللّباس، وفيما يلي سيتم بيان بعض من الأحاديث التي وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حذرت من التبذير والإسراف:

  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كلُوا واشربوا وتصدَّقوا في غيرِ مخيلةٍ ولا سرفٍ فإنَّ اللَّهَ يحبُّ أن يَرى أثرَ نعمتِه على عبادِهِ)[9].
  • روت خولة بنت قيس الأنصارية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: إنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ اللَّهِ بغيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ)[10].
  • روى عبد الله بن عمرو عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- مرَّ بسَعدٍ وَهوَ يتوضَّأُ، فقالَ: ما هذا السَّرَفُ يا سَعدُ؟ قالَ: أفي الوضوءِ سَرفٌ قالَ: نعَم، وإن كنتَ على نَهْرٍ جارٍ)[11].

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا ما هو حكم التبذير والإسراف عند استعمال المرافق العامة؟، حيثُ سلطنا الضوءَ على وصفِ الفرق بين التبذير والإسراف، كذلك تمّ بيان حكم الإسراف في المال، بالإضافة إلى معرفة بعض من الأحاديث من السنة النبوية عن التبذير والنّهي عنه.

المراجع

  1. سورة الإسراء , الآية 26
  2. سورة الأعراف , الآية 3
  3. islamweb.net , الفرق بين الإسراف والتبذير , 23/08/2022
  4. سورة القصص , الآية 77
  5. al-maktaba.org , [صور الإسراف ومظاهره] , 23/08/2022
  6. سورة الزمر , الآية 53
  7. سورة الإسراء , الآية 29
  8. shamela.ws , [المبحث الثاني السرف في نصوص القرآن والسنة وكلام العلماء والحكماء] , 23/08/2022
  9. الأمالي المطلقة , ابن حجر العسقلاني، جد عمرو بن شعيب، 32، حسن
  10. صحيح البخاري , البخاري، خولة بنت قيس الأنصارية ، 3118، صحيح.
  11. السلسلة الصحيحة , الألباني، عبدالله بن عمرو ، 7/860 ، حسن.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *