ما حكم صيام ايام التشريق

ما حكم صيام ايام التشريق؟ تُعتبَر من الأحكام الفقهية والمهمة للمسلم، حيث ينبغي معرفتها عند اقتراب موسم الحجّ، حيث تعتبر أيام التشريق بأنها تلك الأيام الثلاثة الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة، فهي التي تبدأ بمجرد انتهاء أول أيام عيد الأضحى، حيث إنّ تلك الأيام من أعظم أيام العام لما لها من فضل عظيم، لذلك ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان هل يجوز صيام ايام التشريق، كما سنتَّعرف على فضلها والأعمال المستحبة بها.

ما هي أيام التشريق

تُعدّ أيام التشريق بأنّها تتمثل بالأيام الثلاثة التي تلي عيد الأضحى المعروف بيوم النّحر، فهي من الأيّام المُعدودات التي ذَكَرها الله -تعالى- في كتابه الكريم حيث قال: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)[1]، وتلك الأيام هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، كما أنّ هذه الأيام ليست أيام صيام، بل أيام أكل وشرب، وخلال هذه الأيام يبيت الحجاج لياليهم في منى، وعند حلول الغروب في اليوم الثالث عشر انتهى عيد الأضحى وذبح الأضحية والحج، وأيام التشريق الثلاثة.[2]

ما حكم صيام ايام التشريق

يُحرَم صيام أيام التّشريق وهي الأيام الثلاثة بعد يوم عيد الأضحى بإجماع المذاهب الفقهية الأربعة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: “أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وذِكْرٍ للَّهِ عزَّ وجلَّ”[3]، كما يدل على ذلك حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: (نَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ وَالنَّحْرِ)[4]، حيث يجوز صوم أيام التشريق للحاجّ الذي لم يجد الهدي فعن عائشة وابن عمر -رضي الله عنهم- قالا: “لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي”[5][6].

حكم صيام أيام التشريق عند المالكية

أوضح المالكية بأن صيام أول يومين من أيام التشريق حرام شرعًا بدليل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ”[3]، أما الحنفية ذهبوا إلى أن صيام أيام التشريق مكروه تحريمًا، فقد ذهبوا الحنابلة إلى أنّ صيام أيام التشريق حرام شرعًا، أما الشافعية رأوا عدم جواز صيام أيام التشريق بدليل ما روي عن كعب بن مالك رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- بَعَثَهُ وَأَوْسَ بنَ الحَدَثَانِ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ، فَنَادَى أنَّهُ لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا مُؤْمِنٌ وَأَيَّامُ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ”[7].

شاهد أيضًا: سنن عيد الاضحى وأحكام الأضحية

الأعمال المستحبة في أيام التشريق

تعتبر أيام التشريق بأنها من أعظم وأفضل الأيام عند الله -تعالى-، حيث يتم خلالها تذكير المؤمن بحقيقة الدنيا، كما أنّ هناك العديد من الأعمال المستحب القيام بها في أيام التشريق، ومن ضمنها ما يلي:[8]

• المَبيت في مِنى، حيث يُعد من ضمن واجبات الحجّ، وتكون في كلًا من ليلة الحادي عشر والثاني عشر من شهر ذي الحجّة.
• أداء الصلوات الخمس قَصراً بلا جَمع اقتداًء بفعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
• التكبير المُقيَّد بعد الصلاة الجماعيّة وصيغته “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”.
• رمي الجمرات الثلاث، حيث يعتبر رمي الجمرات من واجبات الحاجّ خلال أداء فريضة الحج.

شاهد أيضًا: كم عدد ايام التشريق وسبب تسميتها بهذا الاسم

فضل أيام التشريق

إنَّ لأيام التشريق فضلاً عظيمًا حيث يؤدي العبد أفضل العبادات، وهي ذكر الله -تعالى-، حيثُ قال الله -تعالى-: “فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا، وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ”[9]، كما تعتبر أيام التشريق فإنها من أعظم الأيام عند الله -عز وجل- بدليل قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ -تبارَكَ وتعالَى- يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ”[10]، بالإضافة إلى نحر الهدي للحاج والأضاحي لغيره لشكر الله -تعالى- على نعمه، ولتوزيع لحُومها على الفقراء والمساكين.[11]