ما هو أول مسجد بني في الإسلام
جدول المحتويات
ما هو أول مسجد بني في الإسلام المسجد هو مكان التقاء المسلمين وتقوية الأواصر بينهم، ويعد مدرسة لتعليم المسلمين كل أمور حياتهم، والمسجد يقوي وينمي الروابط والأواصر بين المسلمين، ويذيب الفوارق بينهم، و يتعاون فيه المسلمون على البر والتقوى دون النظر إلى الفوارق الطبقية التي بينهم، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن ما هو أول مسجد بني في الإسلام، وعن فضل مسجد قباء، وعن مسجد قباء عبر التاريخ، وعن أهمية المسجد في الإسلام، وعن أول مسجد على الأرض، وعن ثاني مسجد في الإسلام.
ما هو أول مسجد بني في الإسلام
إن أول مسجد بني في الإسلام هو مسجد قباء، وقد بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وصوله إلى المدينة المنورة مباشرةً، فقد كان بناء مسجد قباء أول عمل قام به النبي -صلى الله عليه وسلم- عند وصوله للمدينة، قال الحافظ في فتح الباري: “فهو أي مسجد قباء في التحقيق أول مسجد صلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه بأصحابه جماعة ظاهراً، وأول مسجد بني لجماعة المسلمين عامة”، وقال ابن كثير في البداية والنهاية: “فكان هذا المسجد أي مسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام بالمدينة، بل أول مسجد جعل لعموم الناس في هذه الملة”، وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: “وأسس مسجد قباء، وهو أول مسجد أسس بعد النبوة”، ومسجد قباء هو أول مسجد عام لكل المسلمين، وإلا فإن أبا بكر رضي الله عنه كان قد أسس مسجدًا في مكة في داره يصلى فيه، وروى ابن أبي شيبة عن جابر قال: “لقد لبثنا بالمدينة قبل أن يقدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنين نعمر المساجد ونقيم الصلاة”، والله أعلم.[1]
اقرأ أيضًا: دعاء دخول الحرم ورؤية الكعبة مكتوب
فضل مسجد قباء
لقد كان بناء مسجد قباء أول عمل قام به النبي -صلى الله عليه وسلم- عند وصوله للمدينة، وهو أول مسجد تم تأسيسه في الإسلام، وفي مسجد قباء نزل قول الله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}،[2] وفيه: دليل على فضيلة مسجد قباء، وفضل أهله لصلاح نيتهم رضي الله عنهم، وقد وردت أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تبين فضل الصلاة في مسجد قباء: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: “كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ كُلَّ سَبْتٍ مَاشِيًا وَرَاكِبًا”،[3] وفي رواية: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ رَاكِبًا وَمَاشِيًا فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ”،[3] وعن أسيد بن ظهير الأنصاري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الصَّلَاةُ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ كَعُمْرَةٍ”،[4] وعن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تطَهَّرَ في بيتِهِ , ثمَّ أتى مسجدَ قباءٍ ، فصلَّى فيهِ صلاةً ، كانَ لَهُ كأجرِ عمرةٍ”.[5][1]
شاهد أيضًا: هل يجوز الاحرام من عرفة لاهل مكة
مسجد قباء عبر التاريخ
لقد مر مسجد قباء عبر التاريخ بتغييرات كثيرة، ويمكن تلخيص هذه التغييرات بما يلي:[6]
العهد النبوي
وضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أساس المسجد، وقام بالمشاركة الشخصية في بنائه، وسارع الصحابة المهاجرون منهم والأنصار في إعماره، حتى قامت بنيته وعلا كعبه.
عهد الخلافة الراشدة
لما كانت خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، قام بتجديد مسجد قباء، وزاد فيه وحسنه، وذلك أسوة بما فعله بالمسجد النبوي الشريف، إلا أنه لم يخرجه عن صورته البسيطة التي كان عليها المسجد في بنائه الأول.
العهد الأموي
بقي مسجد قباء على حاله منذ توسعة عثمان بن عفان حتى كانت أيام حكم الوليد بن عبد الملك، والذي قام بعمارة العديد من المساجد والآثار الإسلامية في البلاد الإسلامية، وكان مولعاً بذلك ناشطاً فيها، فأوعز إلي واليه على المدينة المنورة ابن عمه عمر بن عبد العزيز بأن يجدد بناء مسجد قباء وأن يعتني به، فقام عمر بن عبد العزيز بتنفيذ تلك التعليمات، وأتم تنميق المسجد وتوسعته، وهو أول من شيد له مئذنة، وجعل له رحبة وأروقة حول صحن المسجد تقوم على أعمدة حجرية، وقد جاءت زيادة الوليد بن عبد الملك في مسجد قباء من جهة القبلة.
توسعات متفرقة
في سنة 435 هـ قام الشريف أبو يعلي أحمد بن الحسن بعمارة مسجد قباء، كما هو مسجلاً في حجر منقوش بالخط الكوفي القديم موضوع فوق المحراب، ثم جرى تجديده من قبل جمال الدين الأصفهاني وذلك في عام 555 هـ، ثم جرت بعد ذلك عدة تجديدات لمسجد قباء وذلك في الأعوام 671 هـ وعام 733 هـ وعام 840 هـ وعام 881 هـ، وقام السلطان قايتباي سلطان المماليك البرجية بتجدد بناء المسجد النبوي الشريف، واعتنى في نفس الوقت عناية خاصة بمسجد قباء فجدد بناءه، وأضاف إليه محراباً جديداً صنع من الرخام، وقد بقيت صورة المسجد على ما بناه السلطان قايتباي، رغم التجديدات المتكررة التي كانت بعده، ومنها عمارة حدثت في عهد السلطان العثماني محمود الثاني سنة 1245 هـ وابنه السلطان عبد المجيد الأول، حيث قام السلطان محمود الثاني ببناء منارة بديعة لمسجد قباء، أكملت في أيام السلطان عبد المجيد الأول، وعندما أهدى السلطان العثماني مراد الخامس إلى المسجد النبوي منبراً فخماً في عام 998 هـ، نُقل المنبر القديم الذي صنع في توسعة السلطان قايتباي من المسجد النبوي ووضع في مسجد قباء.
العهد السعودي
في عام 1388 هـ وفي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، جدد بناء مسجد قباء تجديداً قيماً وبخاصة في جدرانه الخارجية، وتم زيادة رواقه من الناحية الشمالية الموالية لجهة المدينة المنورة مع مدخل خاص للنساء، وأدخلت المئذنة في نطاق المسجد بعد أن كانت منفصلة عنه في الركن الشمالي الغربي، وفي عهد الملك فهد قامت وزارة الحج السعودية بتعمير مسجد قباء وتجديده وفرشه مع الحفاظ على الطراز المعماري الإسلامي الخاص به.
التوسعة المستقبلية
تقوم هيئة تطوير المدينة المنورة بالتخطيط لمشروع الدراسة التخطيطية العمرانية لتوسعة مسجد قباء والمنطقة المحيطة به، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والزائرين، وتطوير المنطقة المحيطة به عمرانياً وبيئياً بتوفير المرافق والخدمات العامة والإجتماعية والسياحية مع المحافظة على التراث العمراني والمزارع والبساتين المحيطة به، ويتضمن المشروع توسعة مسجد قباء، وكذلك توسعة المنطقة المحيطة بالمسجد، حيث ستشهد المنطقة المحيطة بالمسجد إنشاء متاحف متعددة بالإضافة الى مراكز للدراسات والبحوث، وكذلك إنشاء المقر الجديد لمكتبة الملك عبدالعزيز التاريخية، وسيتم إنشاء واحد من أكبر أسواق التمور في المدينة المنورة، بالاضافة الى إنشاء عدد من الأسواق الشعبية، وسوف يتم تنفيذ المشروع على أربع مراحل لتصل طاقة مسجد قباء الإستيعابية الى 55 ألف مصلي.
اقرأ أيضًا: كم استمرت الدعوة في مكة قبل الهجرة
أهمية المسجد في الإسلام
لقد كان أول عمل قام به النبي -صلى الله عليه وسلم- عند وصوله للمدينة بناء مسجد قباء، وفي ذلك إشارة إلى أهمية دور المسجد في الإسلام، وأنه لا قيام للدولة الإسلامية بغير المسجد، فهو مكان التقاء المسلمين وتقوية الأواصر بينهم، ويعد مدرسة لتعليم المسلمين كل أمور حياتهم، والمسجد يقوي وينمي الروابط والأواصر بين المسلمين، ويذيب الفوارق بينهم، و يتعاون فيه المسلمون على البر والتقوى دون النظر إلى الفوارق الطبقية التي بينهم، بل كان المسجد أيضًا مكانًا لإعلان أفراح المسلمين، ومكانًا لتربية الأطفال، ومأوى للفقراء وعابري السبيل، وقبل ذلك فهو مكان يعبد فيه المسلمون ربهم، ويحافظون على إيمانهم، ويقوون علاقتهم بربهم.[1]
شاهد أيضًا: كيف أعرف اتجاه القبلة بالبوصلة
أول مسجد على الأرض
يعتبر المسجد الحرام أول مسجد وضع للناس في الأرض، قال الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}،[7] وقد وضعه الله تعالى لعبادته وطاعته، وجعل تلك العبادة سببًا لنيل رضاه والفوز بجنته، وقد دلت كلمة أول في الآية القرآنية على الأولوية المطلقة لبناء البيت الحرام زمانيًا، أما كلمة وضع فتدل على مكانة البيت وتشريفه باختيار مكانه وتحديد موضعه، فلفظ الوضع يدل على الحط والإدناء، فقد وضع الله للناس موضع البيت؛ أي أدناه وقربه للمتناول حتى يهيء رفعه والانتفاع به فيما بعد، وفي ذلك تشريف للبيت وتعظيم لمكانته، وحتى تتعلق القلوب به وتهفو إليه.
وقد مر البيت الحرام بمراحل عديدة من البناء؛ فقيل إنه بني أول مرة على يد الملائكة وآدم عليه السلام، ثم جاء إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- فرفعوا قواعده، حيث كان إسماعيل -عليه السلام- يأتي بالحجارة إلى أبيه إبراهيم -عليه السلام- حتى ارتفع البناء، ثم وقف إبراهيم على الحجر حتى يستكمل بناء الكعبة، وبعد ذلك تولت قبيلة جرهم التي سكنت مكة إصلاح البيت وإعادة تعميره بعدما تصدع أكثر من مرة بسبب السيول، ثم أعادت قريش بعد ذلك بناء الكعبة ورفعت بابها بعد أن كان ملاصقا للأرض، وفي عهد عبد الله بن الزبير أعيد بناءها من جديد، حيث أدخل الحجر في البيت، وألصق باب الكعبة بالأرض، وفي عهد عبد الملك بن مروان أعيد بناء الكعبة على الهيئة التي كانت عليها أيام النبي صلى الله عليه وسلم.[8]
شاهد أيضًا: هل يجوز جمع الصلاة قبل السفر
ثاني مسجد في الإسلام
إن ثاني مسجد بني في الإسلام هو المسجد النبوي، فقد بناه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد بناء مسجد قباء، وقد بني المسجد النبوي في شهر ربيع الأول من العام الأول لهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويبلغ طول المسجد كما بناه النبي -عليه الصلاة والسلام- سبعين ذراعًا، أما عرضه فقد كان يبلغ ستين ذراعًا، وكان أساسه من الحجارة، وداره أي جدرانه من الطوب الذي يحرق بالنار ويعرف باللبن، وله ثلاثة أبواب، وسقف من جريد، وقد شارك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بنائه، وحين ازدحم المسجد بسبب زيادة عدد المسلمين قام -عليه الصلاة والسلام- بتوسيعه، وكان ذلك في العام السابع من الهجرة بعد عودة المسلمين من غزوة خيبر، فزاد في طوله عشرين ذراعًا، واشترى الأرض عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب على جذع نخلة إلى أن صنع له منبرًا فأصبح يخطب عليه.[9]
شاهد أيضًا: حديث يدل على خطورة ترك الصلاة
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن ما هو أول مسجد بني في الإسلام، وعن فضل مسجد قباء، وعن مسجد قباء عبر التاريخ، وعن أهمية المسجد في الإسلام، وعن أول مسجد على الأرض، وعن ثاني مسجد في الإسلام.
المراجع
- islamweb.net , أول مسجد في الإسلام , 23/08/2021
- سورة التوبة , الآية 108
- صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن عمر، 1193، صحيح.
- سنن الترمذي , الترمذي، أسيد بن ظهير، 324، حسن غريب.
- صحيح ابن ماجه , الألباني، سهيل بن حنيف، 1168، صحيح.
- marefa.org , مسجد قباء , 23/08/2021
- سورة آل عمران , الآية 96
- marefa.org , المسجد الحرام , 23/08/2021
- marefa.org , المسجد النبوي , 23/08/2021
التعليقات