متى يبدأ وقت الزوال لرمي الجمرات

متى يبدأ وقت الزوال لرمي الجمرات هو موضوع شرعي مهم بالنسبة لكل من ينوي أداء فريضة الحج في الإسلام، وذلك حتَّى يؤدي شعائر ومناسك الحج كاملة كما نصَّ عليها الشرع الإسلامي، فلا يقع في الخطأ الذي قد يفرض عليه الذبح كفارة عنه، وفي هذا المقال سوف يتحدَّث موقع المرجع عن رمي الجمرات وحكمها، وعن متى يبدأ وقت الزوال لرمي الجمرات كما سيتحدَّث عن حكم التأخير وحكم التعجُّل في رمي الجمرات.

رمي الجمرات

إنَّ رمي الجمرات جزء رئيس من أجزاء الحج في الإسلام، وهو عمل يؤديها جميع حجاج بيت الله الحرام في كل سنة أثناء أداء فريضة الحج، حيث يقوم الحاج برمي الحصى على ثلاثة أعمدة موجودة في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، ففي يوم عيد الأضحى العاشر من ذي الحجة من كل عام يجب على الحجاج أن يرمي كل واحد منهم ثلاث جمرات، كل جمرة بسبع حصى، ثمَّ يقوم بقص أو حلق شعر رأسه، ثمَّ في اليوم الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة، يجب على الحاج أيضًا أن يضرب كل عمود من الأعمدة الثلاثة بسبع حصى، وفيما يأتي سنتحدَّث عن كم عدد رمي الجمرات في الحج:[1]

كم عدد رمي الجمرات في الحج

يرمي المسلم الجمرات ثلاث مرات، ففي يوم العيد العاشر من ذي الحجة يرمي جمرة العقبة وهي سبع حصى فقط، ثمَّ في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة يرمي سبع حصيات على كل عامود، أي 21 حصاة، ثمَّ في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة يرمي الحاج 21 حصاة أيضًا، على كل عامود 7 حصيات.

شاهد أيضًا: متى تبدأ ايام التشريق ومتى تنتهي

حكم رمي الجمرات في الحج

أشار أهل العلم إلى أنَّ رمي الجمار واجب في الحج، وهذا قول الإجماع الذي نقله النووي وابن تيمية وغيرهم من شيوخ المسلمين وعلمائهم، ومن الأدلة الصريحة على وجوب الرمي في الحج ما يأتي:[2]

• قال جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- في الحديث الطويل الذي ذكر فيه كيفية حج النبي عليه الصلاة والسلام: “أتى الجَمْرةَ التي عند الشَّجَرةِ، فرماها بسَبْعِ حَصَياتٍ- يُكَبِّرُ مع كلِّ حصاةٍ منها- مِثْلَ حَصَى الخَذْفِ، رمى مِن بَطْنِ الوادي”[3].
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقَفَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ بمِنًى لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ، فَجَاءهُ رَجُلٌ فَقالَ: لَمْ أشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أنْ أذْبَحَ؟ فَقالَ: اذْبَحْ ولَا حَرَجَ فَجَاءَ آخَرُ فَقالَ: لَمْ أشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أنْ أرْمِيَ؟ قالَ: ارْمِ ولَا حَرَجَ فَما سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن شيءٍ قُدِّمَ ولَا أُخِّرَ إلَّا قالَ: افْعَلْ ولَا حَرَجَ”[4] والله تعالى أعلم.

متى يبدأ وقت الزوال لرمي الجمرات

يبدأ وقت الزوال لرمي الجمرات عند بداية وقت الظهر أي عند دخول وقت صلاة الظهر، ووقت الزوال هو بداية رمي جمرات في أيام التشريق، أمَّا جمرة العقبة فتُرمى بعد طلوع فجر يوم عيد الأضحى وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، والرمي في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة قبل زوال الشمس لا يحلُّ للمسلم أبدًا، وذلك لأنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يقمْ برمي الجمرات قبل الزوال، ولأنّ مناسك الحج تُؤخذ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فعلى المسلم أن يؤخر رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة إلى ما بعد زوال الشمسي حتَّى لا يقع في الحرج، والله تعالى أعلم.[5]

شاهد أيضًا: كم عدد ايام التشريق وسبب تسميتها بهذا الاسم

متى ينتهي وقت رمي الجمرات

يختلف وقت بداية ونهاية رمي الجمرات في الحج بالنسبة للمسلم باختلاف الجمرات، فجمرة العقبة يبدأ وقتها في غير وقت بداية رمي الجمرات في أيام التشريق، ويكون الفرق على النحو الآتي:[6]

رمي جمرة العقبة

يبدأ رمي جمرة العقبة في يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة بعد منتصف الليل وهذا عند الشافعية والحنابلة، ورأى بعض أهل العلم أنَّ وقت رمي جمرة العقبة يكون بعد طلوع شمس يوم النحر، واستدلَ الشافعية والحنابلة في قولهم هذا بما ورد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: “أنَّهَا نَزَلَتْ لَيْلَةَ جَمْعٍ عِنْدَ المُزْدَلِفَةِ، فَقَامَتْ تُصَلِّي، فَصَلَّتْ سَاعَةً ثُمَّ قالَتْ: يا بُنَيَّ، هلْ غَابَ القَمَرُ؟، قُلتُ: لَا، فَصَلَّتْ سَاعَةً ثُمَّ قالَتْ: يا بُنَيَّ هلْ غَابَ القَمَرُ؟، قُلتُ: نَعَمْ، قالَتْ: فَارْتَحِلُوا، فَارْتَحَلْنَا ومَضَيْنَا، حتَّى رَمَتِ الجَمْرَةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَصَلَّتِ الصُّبْحَ في مَنْزِلِهَا، فَقُلتُ لَهَا: يا هَنْتَاهُ ما أُرَانَا إلَّا قدْ غَلَّسْنَا، قالَتْ: يا بُنَيَّ، إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أذِنَ لِلظُّعُنِ”[7] وينتهي وقت رمي جمرة العقبة عند غروب شمس يوم النحر، والله تعالى أعلم.

رمي الجمرات في أيام التشريق

يبدأ وقت رمي الجمرات في أيام التشريق بعد زوال الشمس، قال الخطيب الشربيني رحمه الله: “يدخل رمي كل يوم من أيام التشريق بزوال الشمس من ذلك اليوم للاتباع، ويخرج -أي وقته اختياري- بغروبها من كل يوم، أما وقت الجواز فلا يخرج بذلك، الأظهر أنه لا يخرج إلا بغروبها من آخر أيام التشريق”، أما إذا خاف الحاج التزاحم والمشقة لكثرة الحجاج فلا حرج لو أنه رمى في الليل ولا يجوز أن يؤخر حتى طبوع الفجر، والله تعالى أعلم.

ما حكم تأخير رمي الجمرات بسبب الزحام

إنَّ الأفضل للمسلم في حجِّه أن يفعل كما فعل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حجة الوداع، فيرمي كما رمى فلا يؤخر ولا يعجِّل، فيرمي جمرة العقبة بعد طلوع فجر يوم النحر وقبل غروب شمسها، ويرمي جمرات التشريق بعد الزوال وقد غروب الشمس في كل يوم، أمَّا إذا خاف الحاج على نفسه من الزحام وتدافع الناس، فلا حرج عليه لو أنَّه أخر رمي الجمرات حتَّى الليل على أن يرمي قبل طلوع الفجر، واستدلّ أهل العلم في إباحة تأخير الرمي لليل في أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- سمح للرعاة أن يتأخروا في رمي الجمار بسبب مشقة ذلك عليهم في النهار، مع ضرورة الإشارة إلى أنَّ الأفضل بالنسبة للحاج أن يرمي كل الجمرات في وقتها كما فعل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والله تعالى أعلم.[8]

قد يهمك أيضًا: هل يجوز رمي الجمرات قبل الزوال

ما حكم تعجيل رمي الجمرات

يرى أهل العلم أنَّه لا حرج على الحاج إن هو تعجَّل في رمي الجمرات، ولو هو همَّ بالرحيل بعد أن قام برمي جمرات يوم النَّفر الأول أي يوم الثاني عشر من ذي الحجة، وقد استدلَّ أهل العلم في هذا الحكم الشرعي بقول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[9] والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضًا: اوقات رمي الجمرات في ايام التشريق الثلاثة

بهذه المعلومات نصل إلى ختام هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على تعريف ركي الجمرات وحكمه في الإسلام وتحدَّثنا عن متى يبدأ وقت الزوال لرمي الجمرات كما ذكرنا فيه وقت نهاية رمي الجمرات وحكم التأخير والتعجل في رمي الجمرات أيضًا.