متى يجوز للمسافر أن يفطر

متى يجوز للمسافر أن يفطر ومتى يفطر المسافر في رمضان وما حكم إفطار رمضان للمسافر، فالله سبحانه وتعالى أمر عباده أن يسيروا في الأرض وأن يتبغوا من فضل الله وأن يضربوا في الأرض مسافرين متنقلين، وفي ذات الوقت فرض عليهم الصيام في شهر رمضان، ولكن سبحانه رحيمٌ بعباده فجعل لهم السفر إذنًا ورخصة للفطر في رمضان حتى لا يكون عليهم مشقة وعناء في ذلك، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان حكم الإفطار في رمضان للمسافر.

حكم إفطار المسافر في رمضان

إنّ الإفطار في السفر مشروع ورخصة من الله سبحانه وتعالى لعباده، فقد قال تعالى في كتابه الحكيم وفي سورة البقرة: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.[1] وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يصوم ويفطر في أسفاره، وكذلك الصحابة رضوان الله عنهم كانوا يصومون ويفطرون، وقد رخّص الله الفطر للمسافر سواءً سافر بالسيارة أو على الجمل، أو بالسفينة أو بالطائرة، والله سبحانه وتعالى يحب أن تؤتى رخصه سبحانه وتعالى.[2]

شاهد أيضًا: متى يفطر المسافر في رمضان

متى يجوز للمسافر أن يفطر

يجوز للمسافر أن يفطر عندما يحقق الشروط الشرعية التي حددتها الشريعة الإسلامية وفصّلها أهل العلم، وقد اتّفق أهل العلم على مشروعية الفطر للمسافر في نهار رمضان وبينوا أنّه يشرع له الفطر عندما تتحقق الشروط الآتي ذكرها:[3]

  • أن تبلغ مسافة سفر الصائم مسافة القصر المشروعة: والتي حددها جمهور أهل العلم أنّه أربعة برد، والتي تساوي ثمانين كيلو متر تقريبًا، وفريقٌ من أهل العلم قالوا أنّه لا اعتبار للمسافة، تكفي النية في السفر.
  • أن يكون السفر في أمرٍ مباح: وهو أمرٌ مختلفٌ فيه بين أهل العلم، فبعض أهل العلم قالوا أنّ الفطر في السفر الغير المشروع والذي يكون غرضه محرمًا لا يجوز ولا يعطى الإذن ليفطر.
  • أن لا ينوي المسافر الإقامة في البلد التي سافر إليها: واختلف أهل العلم في المدة الزمنية التي يصح للمسافر الفطر فيها، فقيل أربعة أيام وقيل تسعة عشر يومًا وقيل غير ذلك.
  • أن يكون السفر حقيقةً: وليس زيفًا كمن يسافر ليحصل على رخصة السفر.
  • مفارقة بيوت البلد: فلا يصح له أن يفطر قبل أن ينطلق ويفارق بلدته.

شاهد أيضًا: مسافر افطر يومين ما الواجب عليه

يريد السفر بالطائرة عصرًا في نهار رمضان فهل عليه صيام

متى يجوز للمسافر أن يفطر من المسائل الفقهية الهامة للمسلم في شهر رمضان المبارك، فالمسلم لو أراد السفر بالطائرة عصرًا في نهار رمضان فإنّه يبيت نية الصوم ولا ينوي الفطر، ولا يفطر إلا إذا غادر وركب الطائرة وفارق البلد، وقد اختلف في هذه المسألة أهل العلم، فقد ذكر بعضهم أنه يباح له الفطر في بيته قبل خروجه، أما ابن قدامة فقد قال في المغني: “إذَا ثَبَتَ هَذَا، فَإِنَّهُ لَا يُبَاحُ لَهُ الْفِطْرُ حَتَّى يُخَلِّفَ الْبُيُوتَ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، يَعْنِي أَنَّهُ يُجَاوِزُهَا وَيَخْرُجُ مِنْ بَيْن بُنْيَانِهَا، وَقَالَ الْحَسَنُ: يُفْطِرُ فِي بَيْتِهِ، إنْ شَاءَ، يَوْمَ يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: قَوْلُ الْحَسَنِ قَوْلٌ شَاذٌّ، وَلَيْسَ الْفِطْرُ لِأَحَدٍ فِي الْحَضَرِ فِي نَظَرٍ وَلَا أَثَرٍ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ الْحَسَنِ خِلَافُهُ” والله أعلم.[4]

متى يحرم الفطر على المسافر؟

يحرم على المسافر أن يفطر في عدّة مواضع وظروف بيّنها أهل العلم، فيحرم على المسافر أن يفطر في حال لم يكن سفره قد بلغ مسافرة القصر، وبحرم عليه الفطر في حال لم يكن سفره مباحًا، ويحرم  عليه الفطر لو أنّه سافر من أجل الفطر، ويحرم عليه الفطر لو نوى السفر لكنّه لم يغادر بيوت قريته ومدينته، ولو أقام المسافر في البلد الذي سافر إليه أكثر من أربعة أيّام فيرى الكثير من أهل العلم أنّه لا يحلّ له الصوم بعدها، وآخرون قالوا بل يترخص برخص السفر مهما طالت المدة والله ورسوله أعلم.

لو أصبح المسافر صائم وأراد أن يفطر هل يجوز

ذهب أصحاب المذهب الشافعي وأصحاب المذهب الحنبلي أنّ المسلم المكلف لو أصبح صائمًا، ثم أراد أن يفطر أفطر بغير عذر، وذلك لأن العذر قائمٌ معه وهو السفر، ولدوام العذر ذاته، وقد جاء عن النووي: “فيه احتمال لإمام الحرمين وصاحب المهذب: أنه لا يجوز، لأنه دخل في فرض المقيم، فلا يجوز له الترخص برخصة المسافر، كما لو دخل في الصلاة بنية الإتمام ثم أراد أن يقصر، وإذا قلنا بالمذهب ففي كراهة الفطر وجهان، وأصحهما أنه لا يلزمه ذلك للحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، وزاد الحنابلة أن له الفطر بما شاء، من جماع وغيره كأكل وشرب” فالمسافر يفطر في سفره ولا حرج عليه، وليس عليه سوى القضاء في فترةٍ أخرى بعد رمضان والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: من يباح له الفطر في رمضان ويجب عليه القضاء

الأفضلية بين الصيام والإفطار في السفر

ذهب أهل العلم بإجماعهم من أئمة المذاهب الأربعة وجماهير الصحابة والتابعين إلى أنّ الصوم في السفر جائز ومشروع ومنعقد، ولو صام المسافر أو أفطر لا حرج عليه، والأفضلية بين الفطر والصيام في السفر على النحو الآتي:[5]

  • إذا كان الفطر والصوم سواء: فلا يتأثر المسافر بصومه، فبذلك يكون الصوم أفضل، ذلك أنّه أسرع في إبراء الذمة، فالقضاء يتأخر، وهو أسهل على المكلف في الغالب فالصوم والفطر مع الناس أسهل، ولأن الصوم في رمضان أفضل من غيره لمحل الوجوب فيه.
  • أن يكون الفطر أرفق به: فبذلك يكون الفطر أفضل، ولو شقّ الصيام على المسلم الصائم لو قليلًا في سفره فصار في حقّه مكروهًا، وذلك أنّ ارتكاب المشقة مع وجود الرخصة يشعر بالعدول عن رخصة الله.
  • أن يكون الصيام شاقًا: مشقةً شديدة غير محتملة في السفر، فبذلك يكون الفطر في حقه واجبًا والصوم محرمٌ عليه، وذلك لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج في عام الفتح إلى مكة صائمًا حتى بلغ موضعًا ولما شق عليه وعلى المسلمين شرب أمامهم من الماء وقال عن من أكملوا صيامهم أنّهم العصاة.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال متى يجوز للمسافر أن يفطر والذي سلط لنا الضوء على أحكام المسافر والصيام في شهر رمضان المبارك، والحالات التي تبيح للمسافر الفطر، بيّن متى يكون الفطر عليه محرمًا.

المراجع

  1. سورة البقرة , الآية 185
  2. binbaz.org.sa , مشروعية الفطر للمسافر , 11/03/2024
  3. islamqa.info , متى يحرم الفطر على المسافر؟ , 11/03/2024
  4. islamweb.net , حكم إفطار من نوى السفر قبل شروعه في السفر , 11/03/2024
  5. islamqa.info , أيهما أفضل : الفطر في السفر أم الصوم ؟ , 11/03/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *