اين تذهب ارواح المؤمنين بعد الموت

اين تذهب ارواح المؤمنين بعد الموت هو الموضوع الذي سوف يدور حوله المقال، حيث يعد الموت من أكثر الأمور التي تشغل أذهان البشر وتثير مخاوفهم، لذلك تراهم يبحثون عن كل ما يطمئنهم لمعرفة مصير الإنسان بعد الموت روحًا وجسدًا، وسوف نتعرف في موقع المرجع على تعريف الموت في الإسلام وحقيقته وعلى المكان الذي تذهب إليه روح المؤمن وعلى أين تذهب روح المؤمن بعد الموت وما إلى هنالك من معلومات متعلقة بذات الموضوع.

الموت في الإسلام

تعدُّ حالة الموت في الإسلام هي عملية انتقال من الحياة في هذه الدنيا إلى الحياة في الآخرة أو ما يسمَّى العالم الآخر، وينظر إلى الموت في الإسلام على أنه فصل روح الإنسان عن جسده وانتقالها من الحياة الدنيا إلى الآخرة، وقد وردَت في الكثير من الكتب الإسلامية تفصيلات كثيرة وواضحة حول الأمور التي حدث قبل أو أثناء الموت أو بعده، رغم أن ما وصفَ من أحداث وما يجري في تلك اللحظات ليس واضحًا بشكل دقيق وصريح وواضح بسبب عدم وجود أدلة راسخة على ذلك في كثير من الأحداث المذكورة، وكما هو مرويٌ في الكتب أنه عندما يحينُ موعد أجل الإنسان يظهر له ملك الموت حتى يقبض روحه ليموت، وتجرد الإشارة إلى أنه يقوم بنزع نفوس الكفار والمشركين والعاصين بطرق موجعة ومؤلمة، في حين يقوم بالتعامل مع الصالحين  والمؤمنين بِرفق ولطف ولين، ويأتي ملكان بعد دفن الميت هما منكر ونكير من أجل استجواب الميت وإجراء اختبار لإيمانه.[1]

اقرأ أيضًا: هل الميت يشعر بمن يبكي عليه

اين تذهب ارواح المؤمنين بعد الموت

إنَّ أرواح المؤمنين بعد الموت ترفعها الملائكة إلى الله تعالى لفترة تمتد طوال فترة تكفينه وتغسيله، وذلك من أجل أن ترى روح المؤمن مقعدها من الجنة، ثمَّ بعد انتهاء عملية التغسيل والتكفين تعود الروح إلى الميت وتبقى بين الجسد والكفن، ولذلك يكون الميت في حالة يستطيع من خلالها أن يسمع أصوات من حوله ولكنه لا يتكلم ولا يشير إلى أحد، وهذا ما نص عليه مذهب أهل السنة والجماعة، ويقول الله تعالى في كتابه العزيز: “فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ* وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ* وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـكِن لَّا تُبْصِرُونَ”،[2] وبعد أن يتم دفن المؤمن تعود إليه روحه ويجلس في ذلك الوقت بجسده وروحه كما ثبت في الحديث، فقد ورد في الحديث عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “فذلكَ قولُهُ يُثَبِّتُ اللهُ الذينَ آمَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَياةِ الدنيا وفي الآخرةِ فيُنادِي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أنْ صَدَقَ عَبدي فَأَلْبِسُوهُ مِنَ الجنةِ وأَلْبِسُوهُ مِنَ الجنةِ وافْتَحُوا لهُ بابًا إلى الجنةِ فَيأتيهِ من رَوْحِها وطِيبِها ويفسحُ لهُ في قبرِهِ مدَّ بصرِهِ وإِنَّ الكافرَ، فذكرَ مَوْتَهُ قال فتُعَادُ رُوحُهُ في جَسدِهِ ويأتيهِ مَلكَانِ فَيُجْلسانِهِ فَيَقُولانِ لهُ مَنْ رَبُّكَ فيقولُ هاهْ هاهْ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ وما دِينُكَ فيقولُ هاهْ هاهْ فَيَقُولانِ لهُ ما هذا الرجلُ الذي بُعِثَ فيكُمْ فيقولُ هاهْ هاهْ لا أَدْرِي فَيُنادِي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أنْ قد كذبَ فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النارِ وأَلْبِسُوهُ مِنَ النارِ وافْتَحُوا لهُ بابًا إلى النارِ فَيأتيهِ من حَرِّها وسَمُومِها ويُضَيَّقُ عليهِ قَبْرُهُ حتى تَخْتَلِفَ فيهِ أَضْلاعُهُ زادَ في روايةٍ ثُمَّ ييُقَيَّضُ لهُ أَعْمَى أَبْكَمُ مَعَهُ مِرْزَبَّةٌ من حَدِيدٍ لَوْ ضُرِبَ بِها جَبَلٌ لَصارَ تُرَابًا فَيَضْرِبُهُ بِها ضَرْبَةً يسمعُها ما بين المَشْرِقِ والمغربِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ فَيَصِيرُ تُرَابًا ثُمَّ تُعَادُ فيهِ الرُّوحُ “.[3]

شاهد أيضًا: هل البكاء على الميت يعذبه في قبره

حقيقة الروح في الإسلام

تعدُّ الروح في الإسلام من أعظم المخلوقات عند الله تعالى، فقد كرمها الله تعالى وشرفها وعظمها غاية التعظيم، ولذلك فقد نسبها إلى ذاته الجليلة في كتابه العزيز فقال جل من قائل: ” فإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ”،[4] وزيادة في التعظيم والتشريف فقد اختص الله تعالى بالعلم الكامل حول الروح ولا أحد من الخلق يستطيع أن يحيط بعلم الروح وماهيتها إلا بمقدار ما أخبر به الله تعالى، فهو الذي خلق الروح وهو الذي يعلم ماهيتها وحقيقتها وقد جعلها من الأمور المغيبة والمعجزة حتى يدرك البشر قدرة الله تعالى وعظمة علمه، حيث يقول في محكم التنزيل: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا”،[5] وقد يتساءل البعض ما الفرق بين النفس والروح في الإسلام، ومن الجدير بالذكر أن الله تعالى لم يطلق اسم الروح عليها عند وجودها داخل الجسد بل سماها النفس، وبعد خروجها من الجسد أطلق عليها اسم الروح، لذلك يرى بعض العلماء أن الروح هي ذاتها النفس الإسلام.[6]

مستقر الأرواح بعد الموت

اختلف أقوال الصحابة والتابعين من بعدهم والعلماء من أهل الفقه والتفسير في المكان الذي تستقر فيه الروح بعد الموت، خلال الفترة التي تمتد من الموت وحتى قيام الساعة، وكان الخلاف نتيجة تعدد الأحاديث والآثار الواردة في ذلك، وتشير خلاصة أقوال الصحابة والتابعين إلى أن المؤمنين تكون أرواحهم في عليين أما الأشقياء فتكون أرواحهم في الأرض، وفيما يأتي سيتم توضيح مستقر الروح بالنسبة للمؤمن وبالنسبة للكافر بعد الموت:[7]

أرواح المؤمنين

ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من التفاصيل حول خروج روح المؤمن من جسده ثم صعودها إلى السماء بواسطة الملائكة الذين يصعدون بها، ثم رجوعها إلى الأرض، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث: “إنَّ العبدَ المؤْمن إذا كان في انْقِطَاعٍ من الدُّنْيَا، وإِقْبالٍ من الْآخِرَةِ، نزل إليه من السَّمَاءِ ملائكةٌ بِيضُ الوجُوهِ، كأَنَّ وجوهَهُمُ الشمسُ، معهُمْ كفنٌ من أكْفَانِ الجنَّةِ، وحَنُوطٌ من حَنُوطِ الجَنَّةِ، حتى يَجْلِسُوا منه مَدَّ البَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ حتى يَجلِسَ عندَ رأسِه فيَقولُ: أيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إلى مغْفِرةٍ من اللَّهِ ورِضْوَانٍ، فتخْرُجُ تَسِيلُ كما تسِيلُ القَطْرَةُ من فِي السِّقَاءِ”، وأما الدليل على صعود الملائكة بروح المؤمن إلى السماء، ومدح الملائكة له ففي الحديث نفسه عندما يأخذ ملك الموت روح المؤمن ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: “فيَأْخذُها، فإذا أخَذَها، لم يَدَعُوها في يَدِه طَرْفَةَ عَيْنٍ، حتى يَأْخُذُوها فيَجْعَلُوهَا في ذلكَ الكَفَنِ وفي ذلكَ الحَنُوطِ، فيَخْرُجُ منها كأَطيَبِ نَفْخَةِ مِسْكٍ، وُجِدَتْ على وجْهِ الأرضِ، فيَصْعَدُونَ بِها فلا يمُرُّونَ بها على مَلَكٍ من الملائِكَةِ، إلَّا قالُوا: ما هذا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فيقولُونَ: فُلَانُ بنُ فُلَانٍ بأَحْسَنِ أسمائِه التي كانُوا يُسَمُّونَه بها في الدُّنْيَا حتى ينْتَهُوا بها إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحون له فَيُفْتَحُ له، فيُشَيِّعُهُ من كلِّ سماءٍ مُقَرَّبُوها إلى السماءِ التِي تلِيها، حتى يُنتَهَي إلى السماءِ السابِعةِ”، ودليل إعادة روح المؤمن إلى الأرض مرة أخرى بعد صعودها قوله عليه الصلاة والسلام: “فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: اكْتُبُوا كِتابَ عبدِي في علِّيِّينَ، وأَعِيدُوا عَبدِي إلى الأرضِ، فإِنِّي مِنها خَلَقتُهم، وفِيها أُعِيدُهُم، ومِنها أُخْرِجُهم تارةً أُخْرَى”.[3]

أرواح الكافرين

ورد في نفس الحديث الذي رواه البراء بن عازب رضي الله عنه أنَّ روح الكافر تخرج من جسده، ويلاقي صعوبة في موته إذ تأتيه ملائكة سود الوجوه لتخويفه، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ العبدَ الكافِرَ إذا كان في انقِطَاعٍ من الدنيا، وإقبالٍ من الآخِرةِ، نزل إليه من السماءِ ملائكةٌ سُودُ الوجُوهِ معَهُمُ المُسُوحُ، فيجلِسُونَ منه مَدَّ البَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الموتِ حتى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: يَا أيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إلى سَخَطٍ من اللَّهِ وغَضَبٍ، فَتَفْرُقُ في جَسَدِهِ فيَنتَزِعُهَا كَما يُنتَزَعُ السَّفُّودُ من الصُّوفِ المَبْلُولِ”، ودليل صعود الملائكة إلى السماء بروح الكافر وذمه وبيان مستقر روحه في النهاية هو ما جاء في الحديث أيضًا: “فيصْعَدُونَ بِها، فلا يَمُرُّونَ بها على مَلَكٍ من الملائِكَةِ إلَّا قَالُوا: ما هذا الرُّوحُ الْخَبِيثُ؟ فيَقُولُونَ: فُلَانُ بنُ فُلَانٍ بأَقْبَحِ أسْمَائِهِ التي كان يُسَمَّى بِهَا في الدُّنْيَا، حتى يَنْتَهِيَ بِهَا إلى سمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لهُ، فلا يُفْتَحُ لهُ، ثُمَّ قَرَأَ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّمَاءِ قال: فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَه في سِجِّينٍ في الْأَرْضِ السُّفْلَى”.[3]

اقرأ أيضًا: تفسير حلم الميت ينظر إلى الحي بمختلف التأويلات لكبار الأئمة والمفسرين

هل يشعر الميت بمن يبكي عليه

حسب ما ورد في تعاليم الإسلام إنَّ الميت يشعر بمن يبكي عليه، وقد ذلك القول عن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وهذا ما ذكره أهل الفقه والعلم في الإسلام، وقد ورد في الحديث أنَّ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أصيبَ أتى إليه الصحابي صهيب الرومي رضي الله عنهما، وكان يبكي ويصيح على ما أصاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ففي تلك اللحظة ردَّ عليه عمر بن الخطاب وأخبره بما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له: “عَلَامَ تَبْكِي؟ أَعَلَيَّ تَبْكِي؟ قالَ: إي وَاللَّهِ لَعَلَيْكَ أَبْكِي يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، قالَ: وَاللَّهِ لقَدْ عَلِمْتَ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: مَن يُبْكَى عليه يُعَذَّبُ”، وذهب شيخ الإسلام والإمام ابن القيم إلى هذا القول، وهو أنَّ الميت يتألم عند سماع صوت بكاء أهله وأحبابه، ويحزن ويرق لهم ويصيبه الجزع والأسى على أحوالهم.[8]

اقرأ أيضًا: حكم قراءة الفاتحة على الميت

هل تبقى الروح بعد الموت في البيت

يعتقد بعض الناس أنَّ الميت يزور أهله في المنزل ويتعرف على أحوال الجميع هناك، ويؤكد كثير من الناس على حصول مثل تلك الحوادث، ولكن لا يوجد أي دليل في الكتاب ولا في السنة ولا في الأثر على صحة هذا الكلام، حيثُ أنَّ الثابت في الشريعة الإسلامية أنَّ الإنسان إذا مات انتقل إلى عالم البرزخ في قبره، ولا يملك المسلمون عن أحوال عالم البرزخ إلا شيئًا قليلًا جدًّا، وهو ما ورد في بعض الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما أنَّه ثبت في بعض الأثر أنَّ الميت يسأل من لحقه من الموتى من المسلمين عن أهله وأحوالهم وما فعلوه بعد موته، فإنَّ ذلك دليل على أنَّ الميت لا يزور البيت ولا يعرف عن أهله وأحبابه شيئًا، ولذلك لا تبقى الروح في البيت بعد الموت.[9]

في نهاية مقال بعنوان اين تذهب ارواح المؤمنين بعد الموت تعرفنا على حقيقة الموت في الإسلام وعرفنا أين تذهب أرواح المؤمنين بعد الموت تفسير ذلك في كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما عرفنا هل الميت يشعر بمن يبكي وهل يزور الميت أهله وما إلى هنالك.

المراجع

  1. wikiwand.com , الموت في الإسلام , 19/10/2021
  2. سورة الواقعة , آية 83-85
  3. صحيح الجامع , الألباني، البراء بن عازب، 1676، صحيح
  4. سورة الحجر , آية 29
  5. سورة الإسراء , آية 85
  6. wikiwand.com , الروح في الإسلام , 19/10/2021
  7. islamweb.net , مستقر الأرواح بعد الموت , 19/10/2021
  8. al-maktaba.org , كتاب أحكام الجنائز , 19/10/2021
  9. islamweb.net , هل يعلم الميت أحوال أهله وما يدور حوله , 19/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *