اين صنعت اول كسوه للكعبه

اين صنعت اول كسوه للكعبه فالكعبة المشرفة كانت موجودة في عهد ما قبل الإسلام، ولها تاريخ كبير من حيث قيمتها الإنسانية ما قبل الإسلام وبعده، قكان القبائل العربية المتناحرة في الجاهلية، تتجمع حول الكعبة في مواسم الحج آنذاك، وذلك لتحل الخلافات فيما بينها ولتتصالح مع بعضها البعض، ويتعرض لباس الكعبة للتلف بسبب عوامل الطقس والظروف الطبيعية وما إلى ذلك، ولذلك كان يتم تغيير ثوبها باستمرار، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتعرف على مكان صنع أول لباس لها وكسوتها ولونها والآيات المكتوبة عليها وكل ما يخص هذه الكسوة. 

كسوة الكعبة

كسوة الكعبة المشرفة في وقتنا الحالي، هي قطعة من القماش سوداء اللون، والمطرز عليها في أماكن متفرقة آيات من القرآن الكريم، وهذا التطريز يأتي باللون الذهبي اللامع لإبراز الآيات القرآنية الكريمة على الأرضية السوداء تحتها، وتلبس الكعبة ثوبها الجديد في كل سنة بدءاً من صباح اليوم التاسع من ذي الحجة، وذلك لتهيئتها لاستقبال الحجاج الذي صعدوا جبل عرفة قبل الطواف، وهذا التقليد الإسلامي المتبع يعود إلى عهد النبي الكريم صلوات الله عليه، وقد وضع الكسوة على الكعبة في حجه إليها في العام التاسع الهجري، وقد التزم بهذا التقليد الإسلامي كل الصحابة والخلفاء المسلمين من بعده وحتى يومنا هذا.[1]

شاهد أيضًا: كم مرة يتم تغيير ثوب الكعبة

لماذا ثوب الكعبة أسود

على مر العصور الإسلامية، شهدت ألوان غطاء الكعبة التغير المستمر، إلا أنه استقر ثوب الكعبة على اللون الأسود في نهاية العصر العباسي، وذلك بسبب جودته لأنه متوفر دائماً، كما أن يمكن أن يتحمل لمسه من قبل الزوار والحجاج ولا يتسخ بسهولة، وقد تدرج تغيير لون الكسوة في هذه العصور على الشكل التالي:[1]

  • غطى النبي عليه الصلاة والسلام الكعبة بقطعة قماش من اليمن عندما أدى فريضة الحج.
  • فيما بعد، غطاها والصحابة والخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، رضي الله عنهم جميعاً، بقطعة قماش بيضاء.
  • ثم قام الخليفة ابن الزبير في ظل حكمه بتغطية الكعبة المشرفة بالديباج الأحمر.
  • وفي العصر العباسي، تمت تغطية الكعبة تارة بقطعة قماش بيضاء، وتارة ​​بقطعة قماش حمراء.
  • خالف السلطان السلجوقي هذا في العهد العباسي، إذ غطاها بقماش مطرز أصفر.
  • ثم قام الخليفة العباسي الناصر بتغيير لون الكسوة إلى الأخضر ثم إلى الديباج الأسود.
  • وفي الوقت الحالي، يتم كسوة الكعبة بقماش أسود مطرز بالذهبي.

اين صنعت اول كسوه للكعبه

بالرغم من أن أول كسوة للكعبة كان النبي عليه الصلاة والسلام جلبها من اليمن، إلا أنه صنعت اول كسوه للكعبه بشكل مخصص في:

  • مصر.

حيث أنه تم جلب قماش القباطي من مصر وكان من أفضل أنواع الأقمشة المستخدمة في تغطية الكعبة المشرفة، وكانت الكسوة اليمنية أيضًا من القماش عالي الجودة والأكثر شهرة في ذلك الوقت، ولكن القماش المصري كان أجود منها، وقد تمت أول صناعة للكسوة بشكل مخصص في عهد الدولة العباسية بأمر من الخليفة المهدي آنذاك، والجدير بالذكر، أن ثوب الكعبة كان يتم تغييره وفقاً لتوافر القماش، فتارة يتم تغييره مرتين في السنة وتارة يتم تغييره ثلاث مرات في السنة، في حين أنه يتم تغييره مرة واحدة في وقتنا الحالي.[1]

أول من لبس الكعبة

يعود تاريخ أول لباس للكعبة لعصور ما قبل الإسلام، وكان أول من لبس الكعبة الملك الحميري اليمني تباع الحميري، فقد ارتبط اسم الكعبة بالحج منذ عهد ما قبل الإسلام، حيث كانت العرب والقبائل العربية تتجمع فيها في موسم الحج، ويحلون الخلافات والحروب القبلية بينهم في هذا الموسم، وتشير الروايات، إلى أن الحميري غطى الكعبة بقطعة قماش سميكة تسمى خَصْف، وفيما بعد بغطاء مافير، وهو قماش يمني يعرف بهذا الإسم نسبة إلى مدينة يافر اليمنية التي يصنع بها، وفي روايات تاريخية أخرى، ينسب أول لباس للكعبة لسيدنا إسماعيل ذبيح الله وابن سيدنا إبراهيم عليهم السلام، ومع ذلك، لا يوجد إسناد لهذا الحدث التاريخي وهو ضعيف، وفي رواية أخرى، يسند أول لباس للكعبة لجد النبي الكريم وهو عدنان، وهو أيضاً إسناد ضعيف.[2]

ماذا يفعل بثوب الكعبة القديم

يتم نقل ثوب الكعبة القديم إلى المستودعات الحكومية حيث يتم حفظها بشكل آمن بمنئ عن الرطوبة والتلف، وتبدأ عملية إزالة الثوب القديم للكعبة بدءاً من اليوم الثامن ذي الحجة، لتنقل إلى هذه المستودعات دون إحداث أي ضرر بها، وتحفظ بشكل بشكل آمن لمنع تسلل الرطوبة أو الحشرات والبكتريا التي تتلف نسيجها، وتبدأ بعدها أعمال الدهان والإصلاحات في حال وجود أي خلل في بنيتها، لتبدأ بعد ذلك عملية إلباس الكعبة ثوبها الجديد في التاسع من ذي الحجة، على أيدي مجموعة من أمهر الفنانين الإسلامين المختصين في هذا المجال، لتستقبل الكعبة حجاجها بثوبها الجديد.[2]

شاهد أيضًا: الذي وضع الحجر الأسود مكانه بعد تساقط الكعبة وإعادة بنائها هو

ما هي الآيات المكتوبة على ستار الكعبة

على ستار الكعبة المشرفة، يتم تطريز الكلمات التعظيمية للخالق عز وجل مثل، يا حنان ويا منان والشهادتين وسبحان الله وبحمده والتسابيح وغيرها، إضافة إلى ذلك، توجد الآيات القرآنية باللون الذهبي التي تطرز باستخدام الأسلاك الذهبية والفضية، وهناك آيات قرآنية محددة تتعلق بالحج مأخوذة من القرآن الكريم، وموزعة على جوانب الكعبة وفق الترتيب التالي:[2]

  • مما كتب في الزاويتين العلويتين للكعبة: توجد عدد كثير من الآيات الكريمة، كقوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ}[3]، وقوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ }[4]، وقوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا}[5]، وقوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}[6]، وقوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[7].
  • مما كتب وسط الدائرتين وتحت القفل مباشرة: كتبت سورة الفاتحة وهي أم الكتاب، إذ قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}[8].
  • مما كتب في أعلى القفل: وتحديداً في أسفل الحلقتين، كتب قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[9].
  • مما كتب من جهة حجر سيدنا اسماعيل: قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِ}[10]، وقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}[11].
  • مما كتب من الجهة الموالية لباب سيدنا ابراهيم: قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}[12]، وقوله تعالى: {وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ، ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}[13].

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان اين صنعت اول كسوه للكعبه والذي تعرفنا من خلاله على كسوة الكعبة ومكان تصنيعه وألوانه وأين يحفظ ثوب الكعبة القديم وأول من كساها في التاريخ والآيات القرآنية التي كتبت على كسوتها.

المراجع

  1. indonesiawindow.com , Story of Kiswa over centuries , 09/12/2021
  2. lifeinsaudiarabia.net , what is written on kiswa of kaaba , 09/12/2021
  3. سورة الحجر , الآية 46
  4. سورة المائدة , الآية 97
  5. سورة الإسراء , الآية 80
  6. سورة الأنعام , الآية 54
  7. سورة غافر , الآية 60
  8. سورة الفاتحة , الآيات 1-6
  9. سورة الزمر , الآية 53
  10. سورة البقرة , الآية 197
  11. سورة البقرة , الآية 198
  12. سورة الحج , الآية 26
  13. سورة الحج , الآية 29

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *