من هم الاعراب المذكورين في القران الكريم

من هم الاعراب المذكورين في القران الكريم هو الموضوع الّذي سيناقشه المقال. فقد تضمّن القرآن الكريم الكثير من القصص. وأكثر القصص كانت تحكي عن الإنسان وعن أحداث الأمم السّابقة والقرون الخالية، كما تحدّثت هذه القصص عن الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام. و كذلك مع الّذين اتّبعهم من النّاس ومع من كذّبهم. ويساعدنا موقع المرجع في معرفة من الأعراب الّذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم، وما أصلهم. و كذلك سبيّن ما هي صفاتهم الّتي ذكرها القرآن الكريم.

الأعراب

قيل أنّ الأعراب هم سكّان البوادي والصّحاري، أي أنّهم العرب المتنقّلون من مكانٍ لآخر، الّذين لم يسكنوا القرى أو المدن ولم يستقرّوا بمكانٍ معيّنٍ واحد. فالأعراب هم الععرب المتّقلّون في البوادي والصّحاري، المتتبّعون مساقط المطر ومنابت الكلأ والمراعي للأنعام، فهم بعكس أهل المدن والقرى. و كذلك قد يخطأ البعض بالظّنّ، بأنّ الأعراب هم قبيلةٌ معيّنة. حيث أنّ الأعراب يطلق على جميع القبائل المتنقّلة بين البوادي الغير مستقرّة ٍفي قريةٍ أو مدينة. كما أنّهم لا يدخلون المدن أو القرى أبداً. إلّا عند الحاجة الضّروريّة والشّديدة.[1]

من هم الاعراب المذكورين في القران الكريم

إنّ الاعراب المذكورين في القران الكريم هم العرب الّذين يسكنون البادية والصّحراء لا المدن أو القرى. حيث ذكر فئتين مختلفتين من الأعراب في بعضٍ من آياته الكريمة، وهما الأعراب الّذين أعرضوا عن دين الإسلام ونافقوا وجحدوا تعاليم الإسلام وأنكروا الأوامر الرّبّانيّة في القرآن الكريم. و كذلك ذكر الله تعالى في محكم تنزيله الأعراب الّذين آمنوا بالله -تبارك وتعالى- وآمنوا برسوله الكريم -عليه الصّلاة والسّلام- واتّبعوا القرآن الكريم وسنّة الرّسول.[2]

وكما جاء في القرآن الكريم وصفهم وصفاتهم المختلفة عن أهل المدينة المؤمنين والمشركين على حدٍّ سواء. فالأعراب المنافقين كانوا يملكون أقبح وأسوء الصّفات. وكان كفرهم أشدّ من كفر أهل المدن من العرب الصّادّين عن دين الله الحنيف. وعرفوا بكرههم الشّديد لرسول الله وأصحابه والمؤمنين بشكلٍ عامٍّ. و كذلك قد جاء ذكرهم في القرآن الكريم حيث قصّ الله تعالى ذكرهم على رسوله وصحابته والمسلمين، ليعتبروا منهم. حيث بيّن القرآن عاقبة الأعراب المنافقين والمشركين وأنّ الزّمن سيدور عليهم. و كذلك سيلاقوا عواقب ما يفعلون وما يكسبون والله تعالى أعلم.[2]

مواطن ذكر الأعراب في القرآن

قد ورد ذكر الأعراب المنافقين والمؤمنين في العديد من المواضع والآيات الكريمة من القرآن الكريم. حيث ذكرهم الله تعالى وذكر كفرهم ونفاقهم وجهلهم. كما ذكر الفئة المؤمنة العالمة بدين الله تعالى ، المتّبعة لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وتعاليمه وسنّته. وفيما يأتي الآيات الّتي ذكر فيها الأعراب في القرآن الكريم:[3]

  • قال تعالى في محكم تنزيله: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}. [4]
  • كما قال جلّ وعلا في سورة التوبة: {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ۚ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ ۚ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.[5]
  • كذلك قال الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة: {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.[6]
  • قال جلّ جلاله في سورة التوبة أيضًا: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ}.[7]
  • كذلك قال تعالى في سورة الحجرات: { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.[8]
  • قال الله عزّ وجلّ: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.[9]
  • كذلك قال جلّ وعلا في سورة الفتح: {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا}.[10]
    فهذه الآيات الّتي ذكرت الأعراب وصفاتهم وعقابهم في الدّنيا والآخرة وجزاء المؤمنين منهم والله أعلم.

شاهد أيضًا: كم مرة ذكر اسم محمد في القرآن الكريم

كيف وصف القرآن الأعراب

قد ارتبط ذكر الأعراب في القرآن الكريم غالباً بالصّفات السّيّئة والغير محمودةٍ أبداً. و كذلك قد عدّد القرآن هذه الصّفات واحدةً تلو الأخرى، وذلك ليبيّن حقيقة الأعراب لرسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- ولأصحابه الكرام. كما وصف القرآن الكريم جهلهم وقلّة علمهم، وشركهم بالله تعالى زنفاقهم. لكنّ الله جلّ وعلا لم يعمّم في الآيات الكريمة هذه الصّفات على سائر الأعراب. وإنّما استثنى منهم من كان مؤمناً صالحاً، متّبعاً لدين الله ومطيعاً لرسوله الكريم. حيث ذكرهم وذكر جزاءهم في الآخرة ومآلهم العظيم ومنزلتهم في جنان الخلد والله أعلم.[3]

صفات الأعراب

كذلك بعد بيان من هم الاعراب المذكورين في القران الكريم وبيان كيف وصف القرآن الأعراب لا بدّ من ذكر صفات الأعراب. فقد ذكرت الآيات الّتي خصّها الله -تبارك وتعالى- بذكر الأعراب، بوصفهم والحديث عن الصّفات الّتي اتّسموا بها عن غيرهم من العرب. كما ثبتت في السّنّة الشّريفة مواقف لهم مع رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- تثبت حقيقة هذه الصّفات. وصفاتهم هي:[3]

  • شدّة الكفر والعداء للإسلام والمسلمين.
  • النّفاق في أعلى الدّرجات والمراتب.
  • الإصرار على الشّرك والنّفاق.
  • الجهل بتعاليم القرآن الكريم وحدود الله جلّ وعلا.
  • الجفاء والقسوة والشّدّة.
  • التّمسّك بالتّقاليد القبليّة والإصرار عليها.
  • الانغلاق والانعزال عن العرب وعدم التّواصل معهم إلّا لحاجة.
  • أمّا المؤمنون من الأعراب فقد كانوا من الصّالحين، الّذين وعدهم الله تعالى بالرّحمة و بجنّات الخلد في الآخرة، فقد وصفهم الله تعالى في القرآن الكريم بأنّهم كانوا يعملون بما أمرهم ونهاهم عنه، ويبتغون بأعمالهم مرضاة الله -جلّ جلاله- ومرضاة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- والله أعلم.

الفرق بين العرب والأعراب

إنّ العرب هم الّذين استقرّوا وسكنوا المدن والقرى، وعملوا بالتّجارة والبيع، وكذلك هم من التحق بالمدينة أو القرية من البدو والأعراب، أمّا الأعراب فهم من تتبّع منابت كلأ الأنعام ومراعيها، وتتبّع مساقط المطر والغيث، فينتقل من مكانٍ لآخر، ولا يستقر في المدينة أو القرية ولا يدخلها إلّا لضرورةٍ وحاجة، ومن النّاس من يخطئ ويكفّر الاعراب جميعهم ويعتبرهم من المنافقين والكفرة، وهذا تصرّفٌ خاطئ، فالله تعالى قد استثنى في القرآن الكريم بعضاً من الأعراب، وهم المؤمنون الصّالحون، ولا يجوز للمسلمين أن ينادوا المهاجرين والأنصار الّذين سكنوا مكّة ثمّ هاجروا للمدينة بالأعراب، لكنّ المسلمين الّذين اقتنوا الغنم وتتّبّعوا الغيث ومساقطه ومنابت الكلأ، يقال له متعرّباً أي صار أعرابيّاً، ومن استقرّ من الأعراب في مدينةٍ أو قريةٍ، يطلق عليه لفظ عربيٍّ والله أعلم.[11]

تفسير آية الأعراب أشد كفرا ونفاقا

قال الله -جلّ جلاله- في محكم تنزيله: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.[12] وقد جاء في تفسيرها أنّ الله تعالى، قد وصف الأعراب بأنّ النّفاق والكفر عندهم في أشدّ وأعلى درجاته ومراتبه، عدا اتّصافهم بالجفاء والقسوة والشّدّة والغلظة، كما أنّهم شديدوا الجهل بأمور الدّين وأحكامه وكذلك جاهلون بحدود الله تعالى، وقد ذكرت ماوقف في السّيرة النّبويّة تشير إلى مدى غلظتهم وقلّة رحمتهم، وأنّ من حكمة الله العظيمة أن لم يبعث منهم أي رسولٍ أو نبيّ، وإنّما بعث من أهل القرى فقط، لأنّهم ألين وألطف، ويتحلّون بالأخلاق الحميدة والله أعلم.[13]

شاهد أيضًا: لماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة

جاء ذكر الأعارب في القرآن الكريم متكرّراً ومرتبطاً بالصّفات السّيئة إلا بعضاً منهم، حيث ذكر هذا المقال الآيات الّتي تحدّثت عن صفاتهم وحالهم في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كما جاء فيه الحديث عن الفروق بين العرب والأعراب، وتفسير آيةٍ من الآيات الّتي ذكرت الأعراب وأحوالهم.

المراجع

  1. islamweb.net , من هم الأعراب؟ , 17/03/2021
  2. islamqa.info , تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) , 17/03/2021
  3. islamqa.info , تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) , 17/03/2021
  4. سورة التوبة , الآية 97
  5. سورة التوبة , الآية 99
  6. سورة التوبة , الآية 98
  7. سورة التوبة , الآية 101
  8. سورة الحجرات , الآية 14
  9. سورة التوبة , الآية 90
  10. سورة الفتح , الآية 11
  11. islamweb.net , معنى (الأعراب) , 17/03/2021
  12. سورة التوبة , الآية 97
  13. quran.ksu.edu.sa , الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا , 17/03/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *