من هم اولياء الله وما هي درجاتهم

من هم اولياء الله وما هي درجاتهم هو موضوع هذا المقال، فقد خلق الله البشر وجعلهم في الأرض خلفاء، وخلق لهم المنازل ليختاروا هم منزلتهم بعملهم، وقد خصّ بعض عباده دون غيرهم بعملهم وميزهم عن سائر الخلق، وهم أولياؤه  الصالحين، وعبر موقع المرجع سيتمّ  التعرف على عباد الله الأولياء الصالحين وما هي درجاتهم وشروطهم وعلاماتهم التي تميّزهم عن سائر عباد الله.

من هم اولياء الله وما هي درجاتهم

إنّ اولياء الله الصالحين هم أهل الإيمان والتقوى الذين يراقبون الله في كلّ شؤونهم وهم على ثلاث درجات الظالم لنفسه والمقتصد والسابق للخير، فالله -سبحانه وتعالى يخبر عن أوليائه الصالحين وهم كما وصفهم الذين آمنوا بالله واتّقوه حقّ تقاته، فكلّ تقيٍّ وليّ، وهم الذين يلتزمون بأوامر الله ويجتنبون نواهيه، وقد قال تعالى في سورة يونس: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. [1] فيأمنهم الله من أهوال الآخرة يوم القيامة ولا يحزنون على ما فاتهم في الدنيا، فالولاية ليست حكرًا على أحد وليست علامة تميّز طبقةً من الناس، ولا تكون بالوراثة والمناصب، بل يدخل فيها كلّ من يخشى الله ويحبّه ويعظّمه، والولي هو من يقوم بالعبادات على أكمل وجه ويزيد في الطاعات والقربات، ويبتعد عن النواهي والحرمات.[2]

شاهد أيضًا: من هم الاسباط

ما هي درجات أولياء الله

في تتمة الحديث عن من هم اولياء الله وما هي درجاتهم، فإنّ الولاية لا تكون على سويّةٍ واحدة، بل هي تتفاوت تبعًا لحجم إيمان العبد وتقواه، فكلٌّ تكون ولايته بحسب أعماله الصالحة التي يتقرّب بها إلى الله، وقد قسّم أهل العلم مراتب الولاية لثلاثة درجات، وهي:

• الولي الظالم لنفسه: وهو كلّ مؤمنٍ بالله لكنّه عاصٍ له، فله بعض الصغائر من الذّنوب، أو أنه عاصٍ بترك مأمور أو فعل محظور، وهذا له من الولاية بقدر أعماله الصالحة وإيمانه بالله.
• الولي المقتصد: وهو كلّ مؤمنٍ يحافظ على أمر الله ويبتعد عمّا نهى عنه الله، لكنّه يقتصر على الفرائض ولا يجتهد في النوافل، وهو أعلى درجة من الولي الظالم لنفسه.
• الولي السابق للخير: وهو كلّ مؤمنٍ بالله يلتزم بالفرائض ويجتهد بالنوافل، وهو شديد الإيمان في القلب، ولا ينطق ولا يفعل إلا خيرًا، ولعلّ أعلى مراتب الولاية هي النّبوة، وقد يكون للمقتصد والسابق للخير ذنوبٌ تمحى عنه بتوبة أو بحسنات ماحية، أو بمصائب مكفّرة.

ما معنى ولي من أولياء الله

بالخوض في من هم اولياء الله وما هي درجاتهم سيتم بيان معنى ولي في اللغة والاصطلاح، فالولي في اللغة هو القرب والدنو، وهو القرابة والنصرة يقال بينهما ولاء أي يتناصران، والولي ضدّ العدو، ووليّ الله هو المطيع له، أمّا الولي اصطلاحًا فقد عرّفه الكثير من أهل العلم ومن بينهم الشيخ ابن تيمية الذي عرفه بقوله: “وقد قيل إن الولي سمي ولياً من موالاته للطاعات أي متابعته لها ويقابل الولي العدو على أساس من القرب والبعد” أمّا الشيخ الشوكاني فقد عرّفة الولاية والولي في تفسيره بقوله: “والمراد بأولياء الله خلقه المؤمنين كأنهم قربوا من الله سبحانه بطاعته واجتناب معصيته، أي يؤمنون بما يجب الإيمان به ويتقون ما يجب عليهم اتقاؤه من معاصي الله سبحانه” فالمعنى يتراوح بين الحبّ والقرب وهو ما أراده القرآن الكريم من ولي ومشتقاتها فيه، وبالمعنى الذي أتى فيه القرآن يكون الناس إمّا أولياء لله، أو أولياء للشيطان وهم أعداء الله.[3]

شاهد أيضًا: من هم الملائكه الذين زاروا سيدنا لوط في بيته

صفات أولياء الله الصالحين

قد  فسّر الله -سبحانه وتعالى- وبيّن في كتابه العزيز من هم اولياء الله وما هي درجاتهم، فهم قسمان سابقون ومقتصدون أصحاب اليمين، وقد بيّن أهل العلم صفاتهم التي يتصفون بها، وقد قيل إنّ الخطأ والغلط مع حسن القصد وسلامته، وصلاح الرجل وفضله ودينه وزهده، وورعه وكراماته كثير، فليس من شرط الولي أن يكون معصومًا عن الخطأ أو الغلط، ولعلّ من أبرز صفات أولياء الله ما يأتي:[4]

• تقوى الله: والتقوى من الصفات التي حثّت عليها كلّ الآيات التي تحدّثت عن أولياء الله، وفي غيرها من الآيات الكريمة، والتي تحثّ على اتذباع أوامر الله واجتناب نواهيه.
• طاعة الله واتّباع هدي نبيّه: فالوليّ هو الذي يطيع الله ويطيع رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ويكون موحدًا حقيقًا بغير بدع.
• يحبّون في الله ويبغضون فيه: فكلّ ولي يحبّ ما يحبّ الله ويبغض ما يبغضه.
• التوسط في العبادة: فخير الأمور الوسط والأولياء لا يغالون ولا يبالغون، فيعبدون الله من غير نسيان نصيبهم من الدنيا بما يرضاه الله لهم.
• الزهد في الدنيا: فقلوب الأولياء معلّقةٌ بالله وليس بالدّنيا، وهم في شوقٍ كبير لملاقاة ربّهم.
• التقرب إلى الله بالنوافل: فمن يرغب بنيل محبّة الله ورضاه يتقرّب إليه بالنوافل.
• مكارم الأخلاق: فمن يتبع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي بعثه الله متممًا مكارم الأخلاق، لا بدّ من أن يكون صاحب خلقٍ كريم، وهي صفة أولياء الله.
• ومن صفاتهم سلامة القلب والكرم والجود، وكذلك العدل والحكمة وحرصهم على العلم وتزوّدهم بالفضائل.

شاهد أيضًا: رفعهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله تعالى إياها هو معنى

فضائل أولياء الله الصالحين

إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد عرّف من هم اولياء الله وما هي درجاتهم في كتابه العزيز، وقد خصّهم بالكثير من الفضائل والكرامات التي لا تكون لغيرهم من الناس، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “يقولُ اللهُ تعالى : من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربةِ ، وما تقرب إليّ عبدي بمثلِ أداءِ ما افترضته عليه ، ولا يزالُ عبدي يتقربُ إليّ بالنوافلِ حتى أحبَّه ، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به وبصرَه الذي يُبصِرُ به ويدَه التي يَبطشُ بها ورجلَه التي يمشي بها ، فبي يسمعُ وبي يُبصرُ وبي يَبطشُ وبي يمشي ، ولئن سألني لأُعطينه ولئن استعاذني لأُعيذنه ، وما ترددت في شيءٍ أنا فاعلُه ترددي في قبضِ نفسِ عبدي المؤمنِ يكرهُ الموتَ وأكرهُ مساءتَه ولابدَّ له منه”. [5] فالله سبحانه يحفظ أولياءه، وينصرهم ويوفّقهم ليلجأوا إليه بالدّعاء، ومن فضلهم أنّهم يطلبون العلم النافع للدين والدنيا ويشكرون الله على نعمه وفضله ولا يكفرونها، ويوفون بعهودهم ووعودهم، ويرزقهم الله الرزق الحلال الوفير الذي ينفقون منه في سبيل الله ولا يمنعون الناس من حقوقهم بمال الله، وغير ذلك من الفضائل التي ميّزهم الله بها وكرّمهم فيها.[6]

شاهد أيضًا: من هم المؤلفة قلوبهم فى القرآن

كيف يعرف العبد أنه من أولياء الله وكيف يصبح منهم

عندما يعرف المسلم من هم اولياء الله وما هي درجاتهم، سيعرف كيف يصبح منهم وإن كان هو منهم أم لا، ويكون العبد وليًّا بأن يحبّ الله ورسوله، وأن يتّبع أمر الله ويؤمن به، وأن لا يعصيه لا في قلبه ولا في سرّه ولا في علنه، فمن يريد أن يكون وليًّا، عليه أن يؤمن بالله ورسوله ظاهرًا وباطنًا، وأن يحارب كلّ من خالفه ويبغضهم، فمن اتّقى الله وعبده حقّ عبادته وعظّمه كان من أولياء الله الصالحين والله أعلم.[7]

إلى هنا نصل إلى نهاية مقال من هم اولياء الله وما هي درجاتهم، والذي بيّن معنى الولي والولاية، وبيّن فضل أولياء الله ومكانتهم وصفاتهم، ووضّح كيف بكون العبد منهم.