من هم الاخلاء الثلاثة

من هم الاخلاء الثلاثة سؤالٌ ستتمّ الإجابة عنه في هذا المقال، حيث ذكر القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المباركة الكثير من الأنباء والأخبار الّتي تشمل العديد من جوانب حياة المسلم، وتخبره بما هو خيرٌ له وما هو شر، وتخبره عن حال الدّنيا الّتي ستفنى ويفنى هو معها أيضًا، كما أخبرته عن الحياة بعد الموت وما الذي سينفعه فيها، وعبر موقع المرجع سنتعرّف على الأخلاء ثلاثة فَمَنْ هم، وسنتعرّف على ما ينفع المؤمن والمسلم في حياة ما بعد الموت.

من هم الاخلاء الثلاثة

إنّ الأخلّاء الثّلاثة هم المال والأهل والعمل فهم أخلاء الإنسان سواءً كان كافرًا أم مسلمًا، حيث ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حديثٌ يرويه النّعمان بن بشير رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ما مِن عَبدٍ ولا أَمَةٍ إلَّا ولهُ ثَلاثةُ أخِلَّاءَ؛ فخَليلٌ يقولُ: أنا معَكَ، فخُذ ما شِئتَ ودَعْ ما شِئتَ؛ فذلكَ مالُه. وخَليلٌ يقولُ: أنا معَكَ، فإذا أتيتَ بابَ الملِكِ تَركتُك؛ فذلِكَ خَدَمُه وأهلُه وخليلٌ يقولُ: أنا معَك حَيثُ دخلتَ وحيثُ خرجتَ؛ فذلكَ عَملُه”.[1] فكلّ إنسانٍ في هذه الدّنيا له ثلاثة أخلّاء أو ثلاثة أصحاب، فأوّلهم المال، يأخذ منه الإنسان في الدّنيا وعند الموت يتركه لمن سيرثه فلا ينفعه بعد الموت، وثانيهم الأهل والخدم يخدمونه ويتعاملون معه فإن مات تركوه في قبره وحيدًا، وثالثهم العمل سواءً كان الصّالح أم السّيء، فهو الخليل الذي يلازم الإنسان بعد موته إمّا أن يكون صالحًا فيستبشر به، وإمّا أن يكون سيئًا فيسوؤه ذلك، فالعمل هو الذي سيلازم المؤمن وهو الذي سينفعه في الحياة الآخرة.[2]

شاهد أيضًا: ما حكم من يعمل الأعمال الصالحة يريد بذلك مجرد المطامع الدُنيوية

معنى الأخلاء في القرآن

قد ورد لفظ الأخلاء في القرآن الكريم في قوله تبارك وتعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}.[3] وهذه الآية تشير أنّ الأصحاب والأصدقاء يوم القيامة يكونون أعداءً، وذلكم أصحاب السّوء الّذين كانوا ينهون بعضهم البعض عن الخير والطّاعة والعبادة، فيتبرؤون يوم القيامة من بعضهم البعض أمام الله جلّ وعلا، إلّا الأخلّاء الأتقياء الّذين كتب لهم الله تعالى الهداية والإيمان والإسلام، وقد كانوا في الدّنيا يتعاونون على البرّ والتّقوى وطاعة الله تعالى ورسوله، فهؤلاء يرضى عنهم الله تعالى ويدخلهم جنات النّعيم وأولئك هم نعم الإخوان ونعم الأصحاب ونعم الأخلّاء.[4]

أهمية العمل الصالح

إنّ العمل الصّالح هو منجاة العبد من العذاب والهلاك في الدّنيا والآخرة، وهو سببٌ لتحقيق السّعادة للمسلم في الدّنيا والآخرة، والعمل الصّالح هو الالتزام بكلّ ما أمر به الله تعالى ورسوله والانتهاء عن كلّ ما نهى عنه الله ورسوله، وللعمل الصّالح المكانة العظيمة في الإسلام، فهو انعكاس الإيمان الّذي يسكن القلب، وقد حذّر الله تعالى الّذين لا يعملون صالحًا من الهلاك والخسارة، قال الله جل ّوعلا: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.[5] فعلى المؤمن السّعي في حياته والإكثار من الأعمال الصالحة ليحقّق النجاة والسعادة في الدّنيا والآخرة.[6]

شاهد أيضًا: حسن الظن بالله يُحمل على العمل الصالح والحث عليه، وإن حُمل على البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور

حياة المؤمن في القبر

إنّ الأخلاء الثلاثة هم الأعمال التي ترافق العبد بعد موته، حيث يرجع منهم اثنان ويبقى معه واحدٌ منهم معه، وهو العمل الصالح، وهو من جملة الأعمال التي يستفيد منها المسلم ويرجع عليه أجرها، فالعمل الصالح يترك له الولد الصالح الذي يدعو له، والعمل الصالح يترك له الصدقة الجارية بعد موته، والعلم الذي ينتفع به، والمعلوم أن الميت ترد إله روحه في قبره باختلاف الحياة الدنيوية، وعمله الصالح يثبّته عند السؤال، ويكون سببًا لنزول النعيم المقيم في القبر فيكون روضةً من رياض الجنة والله أعلم.[7]

أهمية العمل الصالح من القرآن والسنة

بمعرفة من هم الأخلاء الثلاثة فإنّ من المهم أن يُعرف أنّ العمل الصالح هو كلّ ما يرضاه الله سبحانه وتعالى من القول والعمل، والعمل الصالح يشمل أعمال القلوب والجوارح، وقد وردت الكثير من الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية التي تدلّ على أهمية العمل الصالح للإنسان المسلم، ومما ورد نذكر ما يأتي:

• قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.[8]
• قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[9]
• عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “إذا ماتَ الإنسانُ انقَطعَ عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ: صَدقةٍ جاريةٍ، أو عَملٍ يُنتَفعُ بِهِ، أو ولَدٍ صالِحٍ يَدعو لَهُ”.[10]

شاهد أيضًا: ما من ايام العمل الصالح فيها احب الى الله

مجالات العمل الصالح

إنّ الأعمال الصالحة كثيرة وعديدة، فهي كلّ عملٍ يؤديه المسلم ويكون مقترنًا بالإيمان بالله، وهي كلّ ما أمر الله به على الوجوب والاستحباب من العبادات والمعاملات، فلو قام بها المسلم طاعةً لله وانقيادًا لأمره وشرعه، مبتغيًا بذلك وجهه سبحانه وتعالى، فكلّ ذلك من العمل الصالح، وفي مقدّمة الأعمال الصالحة ما يأتي: “الصلاة والزكاة والصيام والحج، وقراءة القرآن وإيتاء الصدقات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومساعدة الناس، والمحافظة على النوافل في العبادات وكثرة ذكر الله وتسبيحه وتحميده وتهليله، وغير ذلك ممّا ابتغى به المسلم وجه الله وكان لا يخالف الشريعة الإسلامية” والله ورسوله أعلم.

بهذا نختتم مقال من هم الاخلاء الثلاثة، الذي بيّن معنى الأخلاء في القرآن الكريم، وبيّن أهميّة العمل الصالح، وحياة المؤمن بعد الموت في القبر، كما سلط الضوء على العمل الصالح في الكتاب والسنة، وختم بذكر مجالات العمل الصالح.