من بنى مدينة البتراء في الاردن

من بنى مدينة البتراء في الاردن وهي المدينة التي أُدرجت ضمن قائمة أوابد التاريخ العالمي المعدّة من قبل اليونيسكو منذ العام 1985 ميلادي، ثم عُدّت في وقتٍ من عجائب الدنيا السبع الجديدة، فما هي مدينة البتراء ومن هم الشعوب الذين توارثوها وقطنوها، هو ما سنعلمه في موقع المرجع، الذي سيافينا بما يأتي بمعلومات تاريخية عن البترا من حيث النشأة وفنون العمارة وأهم العالم الموجودة فيها.

من بنى مدينة البتراء في الاردن

إنّ الأنباط هم من قاموا ببناء البتراء وأول من قطنوها، أحد أقوام العرب القدماء من ذراري نبط ابن إسماعيل ذبيح الله عليه السلام، ومنهم يمتد خط النسب النبطي لمؤسسي مملكة الأنباط، ومستوطناتهم التي عاشوا بها تسمى “نباطي”، استقروا بين الجزيرة جنوباً والشّام شمالاً، وامتد سكنهم من شواطئ الفرات وصولاً إلى البحر الأحمر غرباً، تحكم الأنباط بحركة طرق التجارة القديمة على مدى 8 قرون، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي على هذه الطرق، وغناها بعدد من الواحات كمؤهلات على مجموعة من الواحات المتصلة ببعضها البعض، وشبكة طرقات تربط هذه الواحات بالمدينة.

حقائق تاريخية عن البتراء

تعتبر البتراء من أقدم المدن المأهولة بالأردن، لكنها اليوم مجرد أوابد وأطلال تاريخية سياحية بعدما كانت ذات يوم مركز تجمع وثقل وملتقى حضارات العالم القديم؛ لاجتماع خطوط التجارة القديمة على أعتابها، وفيما يأتي أهم الحقائق عنها، وهي:[1]

• موقع البتراء: تبعد عن عمّان والقدس مسافة متساوية تقدر بـ 150 ميلاً جنوباً، تماماً بمنتصف الطريق الواصل بين البحر الأحمر ودمشق أقدم مدينة في تاريخ البشرية.
• تصميم البتراء: صممت البتراء على نحو يستفاد به من تضاريس الجبال الصخرية المحيطة بها، فكانت الجبال جداراً طبيعياً لحماية البتراء، ما جعلها عصيةً على الاقتحام لأعوام طوال.
• سكان البتراء: توالى على السيطرة على البتراء (الأنباط منذ مطلع القرن الرابع قبل الميلاد حتى العام 106 مـ – الرومان حكموها منذ العام 106 مـ، واستمر حكمهم 250 عاماً – قطنها البيزنطيين 300 عام).
• البتراء المفقودة: منذ مطلع القرن الثامن للميلاد خرجت من دائرة المناطق المأهولة لفقدها أهميتها التجارية، والتي تسببت في جلب الحروب عليها، نظراً لتغير ممرات التجارة في العالم القديم، لكن البتراء ظلت شاهداً من الشواهد على التاريخ، بالرغم من التعرض لزلزال مدمر محى البعض من أوابدها، لغناها بفنون العمارة والنحت بالصخور.
• نظام التغذية المائية في البتراء: واجه سكان البتراء الأصليين شح الأمطار والمياه الجوفية في الصحراء بنظام تغذية مائية مميز، مؤلف من عدد من الأقنية التي تجر مياه السدود المتجمعة من الأمطار والسيول لداخل المدينة، فتجمع بخزانات للاستفادة منها على مدار العام.
• البتراء ما بعد القرن الثامن للميلاد: تحولت البتراء بعد التخلي عنها لفقد قيمتها التجارية لمأوى الرعاة على مدى عدة قرون، إلى أن اكتشفت من جديد على يد المستكشف السويسري يوهان لودفيج بوركهارت سنة 1812 مـ، حيث تحولت بعد هذا التاريخ لوجهة سياحية، وفي العام 1985 قامت الحكومة الأردنية بتوطين من تبقى داخل حطامها لتخصيصها للسياحة، وفي في مطلع الألفية الجديدة باتت البتراء مصنفة كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة.

كم عمر البتراء حاليا

يرجح علماء التاريخ أن عمر البتراء يقدّر بحوال 2350 – 2400 عام، حيث أنّ تاريخ إشادتها الدقيق غير معلوم، إلا أن غالبية الدراسة تؤكد أنها أشيدت منذ مطلع القرن الرابع قبل الميلاد، علماً أن المنطقة كانت مأهولة بشعب يسمون أنفسهم الأدوميين بين عام 1200 – 539 قبل الميلاد، ممن عرفوا بدمويتهم وعدائهم للجوار، وقد قطنوا تلال المنطقة المقصودة، دون أن يكون لهم أي اهتمام بفنون العمارة وهو ما جعل أوابدهم متلاشة من المنطقة، لكنهم ورّثوا البدو الأنباط فنون صناعة الفخاريات والزجاج وأمور أخرى استخدما الأنباط في تأسيس البتراء.

لماذا سميت البتراء بهذا الاسم

هناك خلاف حول التسمية الصحيحة للبتراء فمتخصصون بعلوم اللغة والآثار يؤكدن أنّ التسمية الصحيحة هي “البترا” بدون همزة، وأصل الكلمة ليس عربياً “بيترس” ويعني الصخر، ويؤكد لغويين أيضًا أن البترا كلمة معرّبة أصلها يوناني منوهين إلى أن كتابتها بالهمز يغير معناها، ويجعلها مأخوذة من القطع، وفي اللغة العربية البتراء صفة مؤنث الأبتر يعني مبتور الذنب، المعنى البعيد كل البعد عن معنى اسم المدينة المنحوتة بالصخر، جرت العادات خطأً بإطلاق التسمية عليها بعد التعريب وإلباسها صيغة صرفية عربية بوزن “فَعْلاء” مع “الـ” التعريف.

البتراء من عجائب الدنيا السبع

استمرت جهود علماء التاريخ في اكتشاف ماضيها وماضي الأمم التي أنجزتها حتى تكللت باعتبار البترا إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة خلال العام 2007 مـ، وذلك بعد تصويت شعبي كان محط جدل لاعتراض اليونسكو بشأن بعض مفاصله، وقد شارك بالتصويت 70 مليون مهتم حول العالم وسط مقاطعة اليونسكو، وقد ضمت اللائحة سبع عجائب جديدة في الدنيا وهي: (سور الصين العظيم – مدرج الكولوسيوم بروما – تمثال يسوع بالبرازيل – مدينة إيتزا في المكسيك – ضريح تاج محل بالهند – آثار الأنكا – مدينة البترا).

اثار مدينة البتراء

من أهم آثار البتراء ما يأتي:

• السيق: طريق رئيسي يقود للمدينة وهو شق صخري متلوِّ بطول 1,2 كم وعرض 3 – 12 متراً، بحواف صخرية يصل ارتفاعها لـ 80 متر الجزء الأكبر منه طبيعي المنشأ وينتهي بالخزنة.
• الخزنة: مبنى منحوت بالصخر، وقد جاءت التسمية للاعتقاد بأن الجرّة الموجودة أعلاه تضم كنزاً، لكنه ضريح ملكي.
• الدير: يقدر عمره ب 2000 عام، ويضم تماثيل طبقية منوعة تأخذ التيجان.
• مسرح البتراء: ويعرف بالمدرج النبطي وهو أكبر المباني بالبترا، شكله نصف دائرة قطرها 95 متراً أما الارتفاع فهو 23 متراً، نحت المبنى بالصخر باستثناء جزئه الأمامي، ويتسع لـ 7 – 10 آلاف مشهد.
• قصر البنت: أو قصر بنت فرعون، عبارة عن معبد نبطي عمره 2100 عام.
• المحكمة: يقع بالجهة المقابلة للمسرح، يتألف المبنى الرئيس من طابقين مدعومي الواجهات بالأقواس دون مستوى صالة المدفن، ومدموجة مع  حجرات دفن بعضها مبني والآخر منحوت.
• المعبد الكبير: جنوبية من الشارع المُعمد.
• المذبح: ستخدم بعهد الصليبيين، لكن أصوله آدومية، ويربط بين قلاع الحبيس والوعيرة.

هكذا؛ وفي ظل الاطلاع على تفاصيل التصويت الذي جعل البترا من عجائب الدنيا السع، نختتم مقالنا وهو بعنوان من بنى مدينة البتراء في الاردن، الذي تعرفنا عبر فقراته المنوعة على تاريخ البترا من حيث فنون العمارة والشعوب التي قطنتها والخلاف حول التسمية.