من هو ابو لهب ومن هو ابو جهل

من هو ابو لهب ومن هو ابو جهل؟ هو ما سيتم التعرف عليه من خلال هذا المقال، فمع بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعوته الناس لعبادة الله الواحد القهار، وترك عبادة الأوثان والأصنام، وأمرهم بالأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة، ونبذ القبيح من الأعمال وتركها، وقد آمن كثيرٌ من الناس وكفر الكثير، وقد اشتهر من بين الذين كفروا شخصيّاتٌ فاجرة، كما اشتهر من المؤمنين شخصيّاتٌ تقية صالحة، ويعرفنا موقع المرجع من أبو جهل وأبو لهب.

من هو ابو لهب ومن هو ابو جهل

ابو لهب وابو جهل هما رجلان من سادات قريش في الجاهلية، وهما من فجّار المشركين وأسوأهم، وأبو لهب هو عمّ النبي صلى الله عليه وسلم، أما أبو جهل فهو مخزومي، وكلاهما يشتركان بعداوتهما للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، حتّى إنّ الكثير من الناس من يخلط بينهما، فيحسب أبو لهب هو أبو جهل ذاته والعكس بالعكس، وكلا الرجلين نزل فيها آياتٌ في القرآن الكريم تصف حالتهما التعيسة وفجورهما وكفرهما بالله، وتصف العذاب الذي سيلاقيانه، وفيما يأتي من فقرات المقال سيتمّ التعرف أكثر من هو ابو لهب ومن هو ابو جهل.

شاهد أيضًا: كان عامة مشركي العرب يقرون بتوحيد

أبو لهب

في بداية التعريف بمن هو ابو لهب ومن هو ابو جهل سيتمّ التعرف على أبو لهب، وهو عمّ الرسول صلى الله عليه وسلم، ويكنّى أبو عتبة، وهو الأخ الغير شقيق لعبد الله بن عبد المطلب، وقد عرف باسم أبو لهب واسمه عبد العزى أبوه عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، ونسبه من نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من صناديد الكفر في مكة، ومن أشدّ الناس تكذيبًا وعداوةً للإسلام وأذىً للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعه امرأته حمالة الحطب التي كانت تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم.[1]

موقف أبي لهب من النبي ودعوته

تلقى أبو لهب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام بالسخرية والعداوة الشديدة، فحاربه وأذاه مع زوجته وأولاده، وقد كانت عداوته للنبي مبكرة منذ إعلان الدعوة والجهر بها، حتّى أنّه أمر أولاده عتبة وعتيبة اللذان كانا قد خطبا بنات النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلقا بنات رسول الله، وهما رقية وأمّ كلثوم رضي الله عنهما، ولم يتوانى أبو لهب بأذية النبي صلى الله عليه وسلم بالقول والفعل أبدًا، وقد حدث أنّه مع عودة النبي صلى الله عليه وسلم من الإسراء والمعراج، ليقوم أبو لهب بأخذه لقومه ليقص عليهم ما حدث معه وكان يستهزئ ممّا يقول ويسخر، وقيل أنّ أبو لهب جاء ذات مرّةٍ بروث الجزور ووضعه على النبي أثناء سجوده ليسخر الناس منه، فدعا عليه النبي بالهلاك.[1]

سورة نزلت في حق أبي لهب

روى عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه قال: “لَمَّا أنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، قال: أتى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّفا، فصَعِدَ عليه، ثم نادى: يا صَباحاه. فاجتمَعَ النَّاسُ إليه، بيْنَ رَجُلٍ يَجيءُ إليه، وبَينَ رَجُلٍ يَبعَثُ رَسولَه، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا بَني عَبدِ المُطَّلبِ، يا بَني فِهرٍ، يا بَني لُؤَيٍّ، يا بَني… أرأَيتُم لو أخبَرتُكم أنَّ خَيلًا بِسَفحِ هذا الجَبَلِ، تُريدُ أنْ تُغيرَ عليكم، صدَّقتُموني؟ قالوا: نَعَمْ. قال: فإنِّي نَذيرٌ لكم بيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَديدٍ. فقال أبو لَهَبٍ: تَبًّا لك سائِرَ اليَومِ، أما دعَوتَنا إلَّا لهذا؟ فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1]”. [2] فكان نزول سورة المسد في أبو لهب بقوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ* سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ* وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ}.[3]

شاهد أيضًا: هل أسلم عتبة بن أبي لهب

أبو جهل

هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن لؤي بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، وقد اجتمع نسبه مع نسب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عند مرّة بن كعب، ولقد كان سيّدًا من سادات قريش، وكان من أشدّ المعارضين لدعوة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأكثرهم تعرّضًا له بالأذى اللّفظيّ والجسديّ، ولد كان يُلقّب بأبي الحكم لحكمته ورأيه السّديد منذ أن كان عمره خمسًا وعشرين سنة، ولكن بعد مجيء الإسلام فقد أبو جهلٍ حكمته وسداد رأيه وصار جاهلًا فاسقًا، لذلك لقّبه أهل مكّة بأبي جهل، والجهل في لغة العرب أي قلّة الصّبر وعدم العفو والصّفح عند المقدرة، وقد قيل بأنّه قد طعن امرأةً بحربةٍ حتّى ماتت، وذلك لأنّها أشهرت إسلامها.[4]

شاهد أيضًا: لماذا سمي ابو لهب بهذا الاسم

نهاية أبو جهل وأبو لهب

أبو جهلٍ وأبو لهب يعدّان في الصّف الأول والمتقدّم من العداء للإسلام والمسلمين، والّذين قد آذوا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والمسلمين كثيرًا في العهد المكّي، ولقد وجدوا ما استحقّوا وما وعد الرّحمن سبحانه في نهاية المطاف، فقد كانت نهاية أبا جهلٍ في غزوة بدرٍ على أيدي المسلمين، ولقد قتله شابّان من الأنصار هما معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله عنهما وأرضاهما وكانا حديثا السّن صغيران فقتلاه معًا بعد أن سألا عنه عبد الرّحمن بن عوفٍ رضي الله عنه ودلّهما عليه.[5]

وأمّا أبو لهبٍ فقد قضى عليه المرض، فلقد أُصيب بمرضٍ خبيثٍ تعرفه العرب يُقال له العدسة، ففارقته زوجته وفارقه أبناؤه، فلم يعد ينفعه ماله ولا جاهه، ولا سيادته، وكان ذلك بعد أن هُزم المشركون في غزوة بدرٍ المباركة، وقد اجتمع عليه البلاء والمرض والألم النّفسي، فمات أسوء وشرّ ميتة، وتركه ولداه ما دفنوه ليومين فأنتن في بيته، ثم غسّلاه قذفًا بالماء من بعيدٍ خشيةً من المرض، وبعد ذلك دفناه في أعلى مكّة وقذفاه بالحجارة قذفًا، ولقي ما استحقّه من الله تبارك وتعالى، إنّه صادق الوعد ينصر عباده المظلومين.[1]

شاهد أيضًا: من هي هند زوجة ابو سفيان