من هو ابن حجر العسقلاني وأهم أقواله

من هو ابن حجر العسقلاني وأهم أقواله الذي نشأ في بيت علمٍ وأدب، فقد تشرّب العلم من حوض جده أفقه علماء الإسكندرية، فبات عالماً على الرغم من نشأته يتيم الوالدين، تربى على العفّة في كنف وصيّه، مستفيداً من فطنته وذكائه وسرعته بالحفظ فلقب بالحافظ، فمن هو الحافظ ابن حجر العسقلاني، هو ما سيقدمه لكم موقع المرجع، عبر دراسة قصة حياته ونسبه وأهم أقواله في الدين.

من هو ابن حجر العسقلاني

إن ابن حجر العسقلاني عالم دين إسلامي ومُحدِّث أصله من عسقلان في فلسطين المحتلة اليوم، عاش بين عامي 1371م الموافق للعام 773 هجري – 1449 م الموافق للعام 852 هجري، اسمه الحقيقي شهاب الدين أبو الفضل، ونظراً لشدة علمه وفطنته نال لقب أمير المؤمنين الحديث، كما لقب أيضًا بشيخ الإسلام والحافظ، ولد ابن حجر في الفسطاط القاهرة حالياً، تربى لدي وصي بعد وفاة والده عندما كان طفلاً، درس العلوم ودرَّسها.

أوّل ما بدأ دراسة الأدب والشعر ثم أمعن في الحديث، أخذ علمه من مشايخ مصر والشام واليمن، وقدّم عدة مؤلفات تجاوزت الـ 200 مصنفاً أهمها “فتح الباري”، الذي شرح خلاله صحيح الإمام البخاري، وقد تنوعت مؤلفاته بين آفاق علوم الدين الإسلامي، وقد شغل خلال حياته عدة مناصب، حيث تولى الإفتاء وصار قاضي قضاة الشافعية عندما عمل في دار العدل، وعلى الرغم من حساسية مناصبه إلا أنه لم يبتعد عن ساحة التدريس فكان من أبرز الأساتذة في العالم الإسلامي، كمدارس (المحمودية – الشيخونية – الحسنية – البيبرسية – جمال الدين الأستادار – الفخرية – المؤيدية – الصلاحية).[1]

نسب ابن حجر العسقلاني

يرجع نسب ابن حجر العسقلاني إلى قبيلة كنانة، لقب بين أقرانه بـشهاب الدين لعلمه وفطنته، وكناه أبوه بأبي الفضل تيمناً بأبي الفضل الشيخ محمد ابن أحمد ابن عبد العزيز آل العقيلي قاضي مكة، واسمه الكامل عند ولادته هو أحمد ابن علي ابن محمد ابن محمد ابن علي ابن محمود ابن أحمد ابن حجر شافعي عسقلاني كناني، ولد في مصر ومات فيها، ويقال كناني نسبةََ لقبيلة كنانة وهو ما أثبته غالبية المؤرخين، وأولهم شمس الدين السخاوي، ويقال عسقلاني لنسبه من عسقلان التي تعود أصوله إليها، وهي مدينة ساحلية في ولاية الشام على شواطئ فلسطين المحتلة اليوم، أما الشافعي نسبةً  للمذهب الذي تفقّه منه، وهو مذهب الإمام محمد بن إدريس الشافعي في تعاليم الفقه الإسلامي.

لماذا سمي ابن حجر بهذا الاسم

اشتهر بالحافظ ابن حجر، وقد اختلف المؤرخين مراراً في ألقابه وأنسابه حتى أنهم ضاعوا بين ماهية ابن حجر هل هو اسم أم لقب، وهو ما أشار إليه الإمام المؤرخ السخاوي، أنّ الاختلاف حول الموضوع وقع لكن الاسم يعود لوالده، فقد أكد ابن حجر بنفسه ذلك، ضمن جواب دعوة منظوم بقوله:

“من أحمد بن علي بن محمد بن محمد …. بن علي الكناني المحتدِ

ولجــد جـد أبيـه أحمـد لقبـوا …. حجرا وقيـل بل اسم والـد أحمـدِ.”

وبالمقابل كان لابن تغري بردي وابن العماد رأي آخر، فالأمر متعلق بنسبه لآل حجر؛ وهم قوم سكنوا أراضي الجريد في بلاد قابس بتونس.

شاهد أيضًا: ما هو مستقبل تخصص الشريعة الاسلامية

زوجة ابن حجر العسقلاني

تزوج ابن حجر أربعة من الزوجات خلال حياته، وهنَّ:

• أُنس بنت عبد الكريم ابن أحمد اللخمي النستراوي: يعود نسبها للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عاشت بين عامي ( 780 – 867 هـ)، كانت معينة لزوجها ومكنته من التفرغ لجمع العلم وتدريسه، حجت بصحبته إلى بيت الله، كما حجت مرةً أخرى لوحدها، أخذت من علم زوجها ولقنت غيرها من النسوة، تتمتع بشخصية ديّنة كثيرة الكرم محبة للدعاء، يقال أن الله منّ عليها ورأت ليلة القدر، وأنجبت لابن حجر خمس بنات(زين خاتون – فرحة – غالية – رابعة – فاطمة).
• أرملة الزين أبي بكر الأمشاطي: تزوجها ابن حجر بعد أن أوصى أبا بكر الأمشاطي بها إليه بعد موته.
• عتيقة يحيى ابن الصيّرامي “نظام الدين”: تزوجها بن حجر خلال العام 834 هجري، بعد موت سيدها العلامة نظام الدين، انجبت له بنتاً أسموها آمنة، وفي يوم موتها طُلّقت أمها طلاقاً معلقاً على وفاتها.
• ليلى ابنة محمود ابن طوغان الحلبية: تزوجها ابن حجر خلال العام 836 هجري، وهي ثيّب ولديها ولدان بالغان، هاجرت لبدها ثم عادت وأقامت في كنف ابن حجر حتى توفي، توفيت سنة 881 للهجرة.

عقيدة ابن حجر العسقلاني

لم يدلي الحافظ ابن حجر بما تبناه من مذهب في العقيدة، فعند البحث ضمن مؤلفاته في تعاليم الفقه والدين الإسلامي، وُجد أنّه لم يصرح أبداً بشيء من هذا القبيل، حتى أنّ سعيه في التأليف لم يتطرق لباب العقيدة، ولم يسبق أن يرد شيئًا من عقيدته فيما ترجم مؤلفات الإسلام، لذلك اختلف مؤرخو التاريخ الإسلامي في هذا السياق، فأكد السخاوي نقلاً عن محمد ابن عبد الهادي المقدسي علاقته القويّة بابن تيمية، بينما نسبه الكثير من المؤرخين المعاصرين للأشاعرة، مستندين إلى سيادة المذهب في تلك الحقبة من التاريخ الإسلامي “العهد المملوكي”، وإلى ميله لتأويل الصفات في مؤلفه فتح الباري، لكنه خالف الأشاعرة في مسائل جوهرية، رأى سفر الحوالي أنّه من عقيدة مفوضة الحنابلة، وكثرة الأقاويل في ذلك لكن وعلى الرغم من ذلك جزم الكثيرين أنه أشعري العقيدة.

شاهد أيضًا: ما هو المصدر التشريعي الثالث في الاسلام

أقوال ابن حجر العسقلاني

كان لابن حجر آراءه وأقواله في أصول الدين والعقيدة، ذكر منها ما يلي:

• رأي ابن حجر في علم الكلام: حث ابن حجر المسلمين على عدم الخوض في الكلام، ونقل في مؤلفاته ما يؤيد قوله، فقد حثهم على الاكتفاء بما قاله الأئمة المتقدمون، وعدم الخوض في القضايا أو في جوهرها، وعدَّ كل من يتجاوز قولهم ضالاً.
• رأي ابن حجر في صفات الخالق: نوّه ابن حجر إلى عدم وجوب التأويل بل لا بد من التفويض في مسائل صفات الخالق، كأن نقول الله أعلم بمراده، كما فوَّض أيضًا معنى الاستواء، ومعنى الحديث عن نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا خلال الثلث الأخير من الليل، وهو ما تطرق للحديث عنه في مقدمة مؤلفه فتح الباري.
• رأي ابن حجر في مبدأ القصد والنظر: انتقد ابن حجر مبدأ هذا المبدأ، فمن الأولى بالمكلف معرفة الخالق بالأدلة القاطعة الدالة عليه، والابتعاد عن التقليد وهو ما اتفق فيه مع الأشاعرة.
• رأي ابن حجر في دخول الفلسفة بالدين: أكد ابن حجر أنّ الفلسفة الإغريقية مليئة بالبدع التي نهانا الدين الإسلامي عنها، كما أن اعتمادها قد يكون سبباً في ظهور البدع، ولا يجوز خلط مسائل الدين بآراء اليونان.

من هم شيوخ ابن حجر العسقلاني

سافر ابن حجر وارتحل كثيراً في بلاد المسلمين بحثاً عن العلم، فدرس على أيدي شيوخه اللغة والفقه والحديث النبوي الشريف وتجويد القرآن الكريم، وتتلمذ على يده قرابة الـ 50 تلميذ، وكان من أبرز شيوخه الأسماء التالية:[2]

• الشيخ إبراهيم ابن أحمد التنوخي.
• الشيخ المحب بن هشام.
• الشيخ البدر البشتكي.
• الشيخ شمس الدين ابن عبد الرزاق آل الغماري.
• الشيخ ابن القطان المصري.
• الشيخ عز الدين ابن جماعة.
• الشيخ ابن الملقن.
• الشيخ جمال الدين بن ظهيرة.
• الشيخ نور الدين الهيثمي.
• الشيخ الشهاب ابن الفقيه علي الخيوطي..
• الشيخ سراج الدين البلقيني.
• الشيخ الفيروز آبادي.
• الشيخ صدر الدين ابن عبد الرزاق السفطي المقرئ.
• الشيخ عبد الرحيم العراقي.
• الشيخ الأبناسي.
• فاطمة ابنة محمد ابن عبد الهادي المقدسية.
• عائشة ابنة محمد بن عبد الهادي المقدسية.
• فاطمة ابنة المنجا التنوخية.

شاهد أيضًا: من اول من بنى السجون في الاسلام

مصنفات ابن حجر العسقلاني

استهل العالم ابن حجر العسقلاني مشواره بالتأليف والتصنيف منذ العام 796 هجري، واستمر به إلى أن أقعده المرض إبّان وفاته، وبفضل البداية المبكرة قدم عدد كبير تجاوز الـ 200 تصنيف، وقد اختُلف بين خلفه على عددها الحقيقي، نذكر منها:[3]

• نزهة النظر بشرح نخبة الفكر
• فتح الباري
• تبصير المنتبه بتحرير المشتبه
• نزهة الألباب في الألقاب
• النكت على كتاب ابن الصلاح
• قوة الحجاج في عموم المغفرة للحجاج
• المجمع المؤسس للمعجم المفهرس
• عوالي مسلم
• الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف
• المطالب العالية

شاهد أيضًا: من هو عالم جليل وليد عام 630 ه وتوفي 711 ه

تاريخ وفاة ابن حجر العسقلاني

توفي ابن حجر العسقلاني في العام 852 هجري، ولكن اختلف المؤرخون بتحديد يوم وفاته، كما في يوم ولادته، لكن بالإجماع الوفاة تمت في سبت ذي الحجة، وفي الثلث الأخير منه، فقد أقعده المرض في ذي القعدة من عام وفاته، بعدما أصابه مرض شدي بالمعدة، منعه من صلاة العيد وهو ما ترك جماعةً قط، آخر ما سمع عليه فضل شهر ذي الحجة ويوم عرفة لابن أبي الدنيا، خرج بجنازة مشهودة أسوةً بابن تيمية، شارك في تشييعه جُلّ أهل القاهرة برأسهم الخليفة سليمان المستكفي بالله، فقيل شَيّع ابن حجر خمسين ألفاً.

هكذا؛ وبهذا القدر من المعلومات عن حياة العالم ابن حجر، نكون قد أنهينا بحثنا الذي علمنا به من هو ابن حجر العسقلاني وأهم أقواله، وتعرفنا بنسبه وعقيدته وأهم أعماله.