من هو المحصن في الشرع

من هو المحصن في الشرع، جاءت العقيدة الإسلامية مُوضحة ومفسرة لكافة الأحكام الشرعية في حياة المسلمين، بحيث وضعت ضمن عقوبات، وكفارات، ومواطن أخرى ترأف بالمسلم وتوازن بين رحمة الله جل علاهُ به وبين عقوبته سبحانه، ومن خلال موقع المرجع سنتعرفُ على أحد الأحكام الشرعية الخاصة بالزنا وعقوبته ومعناه للمحصنُ وغير المحصن بآيات قرآنية من كتابته سبحانه.

من هو المحصن

المحصن هو الشخص المتزوج الذي وطأ زوجته بصورة جائزة وبعقد صحيح، وكان بالغًا، عاقلاً، حرًا، وقد حددت الشريعة الإسلامية عقاب الزاني المحصن وشددت على ذلك، وعقابه هو الرجم حتى الموت، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رجلاً جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في المسجد، فاعترف على نفسه بالزنا فقال:(يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي زَنَيْتُ، فأعْرَضَ عنْه، فَلَمَّا شَهِدَ علَى نَفْسِهِ أرْبَعًا قالَ: أبِكَ جُنُونٌ؟ قالَ: لا، قالَ: اذْهَبُوا به فارْجُمُوهُ. قالَ ابنُ شِهابٍ: فأخْبَرَنِي مَن سَمِعَ جابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ قالَ: كُنْتُ فِيمَن رَجَمَهُ بالمُصَلَّى).[1]

شاهد أيضًا: ما هو حد الزاني البكر في الإسلام بمذاهبه الأربعة؟

من هو المحصن إسلام ويب

اتفق الفقهاء على مجموعة من الشروط لاعتبار الشخص مُحصن أم لا، أولها أن يكون وطئ امرأة محصنة بعقد صحيح، إضافة إلى البلوغ، الحرية، والعقل، وقد عرف موقع إسلام ويب المحصنِ بصورة دقيقة، ووضح عقاب الزاني المحصن ما إن كان الرجم حتى الموت أم الجلد وفقًا للشروط التي نصت عليها الشريعة الإسلامية، على النحو الآتي:

 المحصن الذي حده الرجم هو الحر البالغ الذي قد وطئ زوجة في قبلها في نكاح صحيح، ولا يكون محصنًا بمجرد عقد الزواج حتى يتم الدخول والوطء في القبل، وتكون المرأة محصنة إذا اتصفت بمثل هذه الصفات، ولا يشترط أن يكون متزوجًا عند الوقوع في ما يوجب الرجم، فمن طلق أو ماتت زوجته فإنه محصن إذا توفرت فيه بقية الشروط، وكذا طلقت أو مات زوجها.

شاهد أيضًا: الزاني البكر كم جلده مع الدليل

من هو الزاني المحصن وغير المحصن

حذر الإسلام من فاحشة الزنا، وبين أنه من أبغض وأشنع الأفعال، وقد حددت له عقوبة اختلفت بحسب حال الزاني إن كان محصنْ أم غير محصنْ، وفي ذلك توضيح لمعنى الزاني المحصنْ وغير المحصنْ وفق ما اتفق عليه فقهاء الشريعة الإسلامية:

  • الزاني المحصن: المحصنُ هو من سبق له الزواج بعقد نكاح شرعي، وإن ارتكب الزنا، فإن عقوبته مغلظة، وهي الرجم حتى الموت، وقد ثبت حكم الرجم على الزاني المحصنِ، بما ثبت عن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه رجم رجلاً كان متزوجًا ثم زنا، ومعه امرأةٌ من بني غامد، وعلى ذلك أجمع كبار الصحابة وفقهائهم، فثبت بذلك حكم رجم الزاني المُحصن حتى الموت.
  • الزاني غير المحصن: غير المحصنِ هو من لم يسبق له الزواج، وقد ثبت عقوبته وهي الجلد مئة جلدة، وقد ثبتت عقوبة الجلد ونص عليها الله -تعالى- في القرآن الكريم، حيث قال: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ).[2]

من هي المحصنة

جاءَ الذكر الحكيم بمعنين للمرأة المحصنة ضمن آيات قرآنية مختلفة السياق والمعنى، على النحو الآتي:

  • المعنى الأول: بمعنى الحرائر العفيفات في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ).[3]
  • المعنى الثاني: بمعنى من سبق بها الزواج، وقد ورد ذكرها في قوله تعالى: (فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).[4]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا من هو المُحصن في الشرع، حيث سلطنا الضوء على معنى شروط المحصن، وعقوبة الزاني المحصن وغير المحصن وفق ما نصت عليه آيات الشريعة الإسلامية.

المراجع

  1. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 6815، صحيح
  2. سورة النور , الآية 2
  3. سورة المائدة , الآية 5
  4. سورة النساء , الآية 25

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *