من هو النبي الذي صام لأول مرة

من هو النبي الذي صام لأول مرة سؤالٌ هامٌّ من أسئلة الفقه الإسلاميّ الذي أجاب عنه الشّرع الحكيم. وهو أحد الأسئلة التي على المسلم معرفة جوابها وذلك لتزيد من ثقافته ومعلوماته الشّخصيّة. فالمسلم من واجبه الإيمان بكلّ الأنبياء والرّسل وبما جاؤوا به من الحقّ. وما نزل عليهم من عند الله -سبحانه وتعالى- وسيهتمّ موقع المرجع في هذا المقال بالإجابة عن سؤال من هو النبي الذي صام لأول مرة. كما سيعلّمنا مفهوم الصّيام والحكمة منه.

مفهوم الصيام

من هو النبي الذي صام لأول مرة سؤالٌ يطرحه الكثير من النّاس. لكن قبل الإجابة عليه لابدّ من التّعريف بمفهوم الصيام. فالصّيام لغةً هو الإمساك والإمتناع. و كذلك يعرف اصطلاحاً بأنّه عبادةٌ لله -سبحانه وتعالى- بأن يمسك الصّائم عن الطّعام والشّراب وسائر المفطرات. و كذلك  ترك الشّهوات من طلوع الفجر إلى غروب الشّمس. كما قد حدّد الإسلام شهر رمضان المبارك ليكون شهر الصّيام. ففيه يكون الصّيام واجباً على كلّ مسلمٍ ومسلمة. و كذلك يكون الصّوم واجباً عندما يكون له سبب كالنّذر والكفّارة والقضاء. ويمكن الصّوم تطوّعاً في غير أوقات رمضان. وذلك من الأمور المستحبّة التي على المسلم القيام بها. وممّا لا يجوز في الصّوم أن يصوم المسلم يومي العيد فذلك محرّمٌ شرعاً. كما يكره الصّوم في بعض المواقف التي يكون فيها مشقّة على المسلم كصوم يوم عرفة للحجّاج والله أعلم.[1]

الحكمة من مشروعية الصيام

عندما يتساءل المسلم من هو النبي الذي صام لأول مرة فعليه معرفة الحكمة من مشروعية الصّيام في  الإسلام. فإنّ لله -سبحانه وتعالى- حكمة من تشريع الصّوم على النّاس. وقد ذكرت في القرآن الكريم. فالله -سبحانه وتعالى- لم يشرّع أمراً  أو حكماً إلا وكانت فيه فائدٌة عظيمة على العباد. فمن حكم الصّوم ما يأتي:[2]

• إنّ الصّيام وسيلة لتحقيق التّقوى وفعل ما أمر الله به المسلمين. وترك ما نهى عنه، فهو خير معينٍ للعبد على القيام بطاعة ربّه.
• كما يعدّ الصيام وسيلة لاستذكار شكر النّعم التي هي الطّعام والشراب والجماع. والتي يتركها المسلم بصيامه فترةً زمنيّة، فيشعر بقيمة وجودها فيشكر ربّه عليها.
• كذلك في الصّيام تعويدٌ للنّفس على ترك ما حرّم الله. وبالصيام ينقاد المسلم لاتّباع أوامر الله وترك الطّعام والشّراب وغيره من المحللات. ومن باب أولى للمسلم أن يترك المحرمّات طمعاً بمرضاة الله.
• كما أنّ في الصيام قوّة تقهر الشّيطان وتضعف وسوسته للمسلم.
• إنّ الصيام تدريب للصائم على مراقبة الله سبحانه وتعالى.
• و كذلك الصّيام للمؤمن تزهيدٌ في الدّنيا وترغيب بما عند الله. فبه يتعوّد المسلم على الإكثار من الطّاعات.

من هو النبي الذي صام لأول مرة

إن النبي الذي صام لأول مرة هو نبي الله آدم أبو البشر -عليه السّلام- وقيل أنّه نبي الله نوح -عليه السّلام-  حيث أنّ الله -سبحانه وتعالى- لم يكتب الصّيام على الأمّة الإسلاميّة فقط، بل كتبه على غيرها من الكثير من الأمم السّابقة، وقد ذُكر ذلك في القرآن الكريم في سورة البقرة عند قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.[3]

فقد صام نبيّ الله آدم -عليه الصّلاة والسّلام- ثلاثة أيامٍ في كلّ شهر، ويقال أنّها الأيام البيض وذلك كما ذكره السّيوطي في كتابه المسمّى بالوسائل إلى معرفة الأوائل، فنبي الله آدم -عليه السّلام- هو أوّل نبيّ صام، وقيل أيضاً كما ورد عن أهل العلم أنّ الصّيام الأول كان لنوح -عليه السّلام- وقد صام قوم موسى -عليه السلام- يوم عاشوراء، إلى أن نزل القرآن الكريم  على خاتم الأنبياء والمرسلين النّبي محمد -صلّى الله عليه وسلم- وتم تشريع فريضة الصّيام على المسلمين في شهر رمضان المبارك.

فقد ورد في الحديث النّبوي الشّريف الذي رواه الصّحابيّ الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم: “دَخَلَ عليه الأشْعَثُ وهْوَ يَطْعَمُ، فقالَ: اليَوْمُ عاشُوراءُ! فقالَ: كانَ يُصامُ قَبْلَ أنْ يَنْزِلَ رَمَضانُ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضانُ تُرِكَ، فادْنُ فَكُلْ”.[4] فالصّيام كان معروفاً من الأمم السّابقة حتّى جاء الإسلام وفرضه في شهر رمضان المبارك والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: من هو اول شخص قال سبحان ربي الاعلى

أفضل الصيام

قد تمّ فيما سبق الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي صام لأول مرة، حيث كانت الإجابة بأنّه نبيّ الله نوح عليه السّلام، لكن ما هو أفضل الصّيام الّذي أخبر عنه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وإنّه صيام داوود عليه السّلام، فلد قسم داوود الدّهر إلى نصفين، يصوم يوماً ويُفطر آخر، فلقد صام نصف الدّهر وأفطر النّصف الآخر، كذلك فإنّ صيام داود هو أصعب صفات الصّيام، وحيث أنّ للصيام العديد من من الأنواع الّتي نصّ عليها رسول الله في أحاديثه المباركة، منها صيام التّطوع والصّيام المفروض والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُحبًّا للصلاةِ مُقبلاً عليها يجدُ فيها سعادتَهُ، وأُنسَهُ وراحتَه

صيام التطوع

إنّ للصيام فضلٌ عظيمٌ وأجرٌ كبير، فالصيام لله -تبارك وتعالى- وهو يجزي أجره، وقد أوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه بالصّيام، ومن السّنّة أن يكثر المسلم من الصّيام، كما أخبر رسول الله عن أفضل الأيّام للصيام تطوعاً، وهي الأيّام البيض من كلّ شهر أيّ اليوم الثّالث عشر والرّابع عشر والخامس عشر منه، كذلك يوميّ الاثنين والخميس، ففيهما يتُعرض أعمال المسلم على الله تعالى، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ذانِكَ يومانِ تُعرَضُ فيهما الأَعمالُ على ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُعرَضَ عمَلي وأَنا صائمٌ”.[7]

كذلك قد أوصى النّبيّ أصحابه بصيام ستٍّ من شوّال، وصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهر، سواءً صامها مجتمعةً أو متفرّقة، كذلك لو كانت أوّل الشّهر أو في وسطه او آخره لا فرق في ذلك، كما استحبّ رسول الله صيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجّة، وذلك لغير من كان يحجّ في مكّة، والله أعلم.[8]

صيام شهر رمضان

فرض الله تعالى صوم رمضان على المسلمين، وجعل هذه العبادة من أركان الإسلام الخمسة الّتي يقوم عليها، والصّيام المفروض يكون في شهر رمضان المبارك، قال تعالى في محكم تنزيله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.[9]

وإنّ الصيام في شهر رمضان فيه الأجر العظيم والخير الكثير، ومن فضائله تكفير الذّنوب والخطايا، رضا الله تعالى، وكذلك استجابة الدّعاء ودخول الجنّة يوم القيامة من باب الرّيّان، وغيرها من الفضائل العظيمة الّتي لا تعدّ ولا تُحصى، فعلى المسلم ألّا يفرّط بهذا الشّهر العظيم، بل عليه أن يقدره حقّ قدره وأن يعطيه حقّه من العبادة والإخلاص والتّقوى والله أعلم.[10]

شاهد أيضًا: كم مرة ذكر رمضان في القران الكريم

آيات من القرآن على وجوب فريضة الصوم على كل مسلم

من هو النبي الذي صام لأول مرة هو السّؤال الرّئيس في المقال، والذي قد تمّت الإجابة عنه فيما سبق، وفيما يأتي سيتمّ ذكر  آياتٍ قد تحدّثت عن وجوب الصّيام على المسلمين، والآيات هي:

• قال تعالى في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.[11]
• كذلك قال الله تعالى في سورة المجادلة: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}.[12]
• كما يقول الله تعالى في قرآنه العظيم في سورة البقرة: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.[13]
• و كذلك قال الله -جلّ جلاله- في سورة النّساء: {لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}.[14]

قد قدمنا في هذا المقال معلوماتٍ وفيرةٍ عن الصّيام مع بعض الآيات الّتي توجب الصّيام على المسلمين، في مختلف الأسباب، كما تمّت فيه الإجابة عن السّؤال المحوريّ فيه وهو من هو النبي الذي صام لأول مرة ، حيث توضّح ممّا سبق بأنّه نبيّ الله نوح عليه السّلام.