من أول من ركب الخيل

من أول من ركب الخيل من بني البشر وروّضه واستطاع أن يعلو فوق هذا الحيوان الذي كان غريبًا في البداية ثمّ صار صديقًا للإنسان، فلا يخوض الحروب ولا يخرج إلى الصيد إلّا برفقته، وفي هذا المقال يتوقف موقع المرجع للحديث عن الأوّل الذي اعتلى صهوة الجواد، ويقف كذلك لبيان أمور أخرى تتعلق بالحصان وصفاته والخيل العربية وخيل النبي صلى الله عليه وسلم.

من أول من ركب الخيل

إنّ أول من ركب الخيل هو نبي الله إسماعيل عليه السلام، فهو أوّل بني البشر وأوّل نبي يركب الحصان ويستطيع الاستفادة منه،[1] وإسماعيل هو النبي الذبيح ابن إبراهيم خليل الرحمن عليهما الصلاة والسلام، ووالدته هي هاجر القبطية المصرية التي أهداها ملك مصر لسارة زوجة أبيه ثمّ أهدتها لنبي الله إبراهيم عليه السلام، كان أكبر أبناء إبراهيم -عليه السلام- وهو الذي امتحن الله -تعالى- به والده عندما أمره بذبحه، ثمّ افتداه بكبش عظيم، وقد هاجر مع والدته إلى مكة المكرمة وكانوا أول من سكنها ولم يكن بها أسباب للحياة، ونبع ماء زمزم من أجله هو ووالدته، ومن نسله جاء النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن نسله جاءت العرب المستعربة.[2]

شاهد أيضًا: كم حضن يحتاج الإنسان في اليوم وما هي فوائد الحضن للرجل والمرأة والطفل.

أول مروض للخيل

إنّ أوّل مروّض للخيل هو نبي الله إسماعيل عليه السلام، فهو ليس فقط أوّل من ركبها، وإنّما كذلك هو أوّل من روّضها وعلّم الترويض لابنه كما يروي أبو هلال العسكري في كتابه الأوائل، فيرى العسكري أنّ العرب قد اختصّت بمعرفة الخيل لذلك الأمر؛ فقد بقي هذا العلم متوارثًا في أبناء إسماعيل -عليه السلام- وذريته من العرب الذين جاؤوا بعده، والخيول هي مما يُمدح بارتباطها، ففي الحديث الشريف يقول -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عنه عروة بن أبي الجعد البارقي رضي الله عنه: “الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَواصِيها الخَيْرُ إلى يَومِ القِيامَةِ: الأجْرُ والمَغْنَمُ”.[3][1]

شاهد أيضًا: من هي اول امراة فازت بجائزة نوبل.

أول من ركب الخيل في سبيل الله

إنّ أول من ركب الخيل في سبيل الله -تعالى- هو المقداد بن عمرو المعروف بالمقداد بن الأسود رضي الله عنه، وكان ذلك في غزوة بدر الكبرى، وقد ذكره جماعة من أهل التاريخ مثل ابن الجوزي في “المنتظم في تاريخ الملوك والأمم”، وجمال الدين المزي في “تهذيب الكمال”، وابن سعد في “الطبقات الكبرى”،[4] وقد ورد عن ابن حجر -رحمه الله- في الإصابة أنّه الوحيد الذي كان على فرس في تلك المعركة، يقول ابن حجر: “وكان فارسًا يوم بدر، حتى إنّه لم يثبت أنّه كان فيها على فرسٍ غيره”، وفي الحديث الشريف يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- مادحًا المقداد وبعض الصحابة رضي الله عنهم: “إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أمرني بحُبِّ أربعةٍ وأخبرني أنَّه يُحبُّهم : عليٌّ والمِقدادُ وأبو ذرٍّ وسلمانُ”.[5][6]

شاهد أيضًا: كم يبلغ طول سور الصين العظيم.

أول من ارتبط خيلًا في الإسلام

إنّ أول من ارتبط خيلًا في سبيل الله -تعالى- في الإسلام هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ذكر ذلك أبو عبد الله ابن الأعرابي في كتابه “أسماء خيل العرب وفرسانها”،[7] ومعنى رباط الخيل هو ربط الخيول في مكان ما والاعتناء بها من علف وشراب ومداواة وتدريب لتكون جاهزة للغزو في سبيل الله -تعالى- في أيّ وقت كان،[8] وقد حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على رباط الخيل فقال: “مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا في سَبيلِ اللَّهِ إيمانًا باللَّهِ وتَصْدِيقًا بوَعْدِهِ، فإنَّ شِبَعَهُ ورِيَّهُ ورَوْثَهُ وبَوْلَهُ في مِيزانِهِ يَومَ القِيامَةِ”.[9][10]

شاهد أيضًا: من هو اول شعب استخدم ساعة اليد.

صفات الخيل العربية

للخيول العربية الأصيلة صفات تميزها عن باقي أنواع الخيول في العالم، ومن تلك الصفات المميزة للخيل العربي الأصيل:[11]

• الرأس: صغير ومصقول ومتجانس مع العنق والرقبة.
• الآذان: آذان الحصان العربي صغيرة، وهي عند الذكور أصغر من الإناث.
• الطول: يتراوح ارتفاع الخيل العربي بين 145 إلى 160سم.
• العيون: العيون كبيرة ويُلمح منها ذكاء الخيل.
• العنق: طويلة ومقوّسة.
• البشرة: تكون بشرة الحصان ناعمة عمومًا.
• اللون: تتراوح ألوان الخيل العربي الأصيل بين الأسود والأبيض والبني والرمادي والأشقر.
• الذيل: مرتفع عمومًا.
• الشعر: قصير ولامع ورقيق ولامع.
• الجبين: يمتاز جبين الخيل العربي بأنّه عريض.

شاهد أيضًا: ما هو الذهب الأزرق.

أهمية الخيل عند العرب

للخيل مع العرب قصة طويلة لا تنتهي تبدأ منذ أن روّض هذه الخيل وركبها نبي الله إسماعيل -عليه السلام- وهو جد العرب المستعربة، فمنذ ذلك الوقت والخيل مرتبطة بالعرب كما هم مرتبطون بها، فصارت عندهم رمزًا يدل على الكرم والوفاء والشجاعة والمروءة، والخيل هي سلاح العرب الماضي الذي أرهبوا به أعداءهم وفتحوا وهم على صهوته فارس والروم حتى وصلوا حدود الصين، فأهميتها تعود إلى ركوبها عند الغزو ومرافقتها الإنسان حتى إنّها قد تفهمه ويفهمها وتبكي عليه إذا ما مات أمامها، وليس أدلّ على تلك المكانة التي حظيت بها الخيل من أنّ سورة في القرآن الكريم قد سمّيت بها وأقسم بها الله تعالى.[12]

وقصص بكاء الخيل على فارسها كثيرة، مما دفع بعض الفرسان إلى أنّهم تخيّلوا أنّ خيولهم ستبكي عليهم إن هم ماتوا، كالشاعر والفارس مالك بن الريب الشاعر المخضرم الذي رثى نفسه بأبيات من الشعر، فتخيّل أنّ من بين الباكين عليه فرسه، فيقول:[12]

تذكرتُ من يبكي عليَّ فلم أجِدْ
سوى السّيفِ والرّمحِ الردينيِّ باكيا

وأشقرَ خنذيذٍ يجرُّ عـنانَه
إلى الماءِ لم يترُكْ له الدّهرُ ساقيا

شاهد أيضًا: كم عدد الوان قوس قزح وما هي.

خيل النبي عليه الصلاة والسلام

لقد كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- خيول كثيرة يرتبطها في سبيل الله، فأجمع أهل المغازي والسير على بعض منها واختلفوا في أخرى، فالتي أجمعوا عليها هي:[13]

• المرتجز: وقيل اسمه الطِّرف وقيل النجيب، والطرف والنجيب هو الكريم من الخيل، وقد اشتراه النبي -عليه الصلاة والسلام- من أعرابي من بني مرة فجحده، وشهد له خزيمة بن ثابت رضي الله عنه، وكان الخيل أشهب اللون.
• اللحيف: ومعناه الذي يلحف الأرض بذنبه، وقد أهداه للنبي -عليه الصلاة والسلام- ربيعة بن أبي البراء رضي الله عنه.
• اللزاز: وهو هدية من المقوقس، وقيل معناه الذي يلازز الخصم لسرعته، وقيل سمي بذلك لاجتماع خلقه.
• الظرب: وسمي بهذا الاسم لكبره وسمنه، وقيل لقوته وصلابته، وهو هدية من فروة بن عمير الجذامي.
• السكب: وسمي بهذا الاسم تشبيهًا له بفيض الماء وانسكابه، وقد اشتراه النبي -عليه الصلاة والسلام بعشرة أوراق، وكان اسمه قبلها الضرس.
• سبحة: وهي فرس كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسابق عليها، ومعنى اسمها مأخوذ من الحصان السابح وهو الذي يحسن مد اليدين في الجري.
• الورد: وهو هدية من تميم بن أوس الداري، والورد هو لون بين الكميت والأشقر.

ومن أسماء خيله الأخرى -عليه الصلاة والسلام- التي ذكروها وليس عليها إجماع:[13]

• الأبلق.
• ذو العقال.
• ذو اللمة.
• المرتجل.
• المراوح.
• السرحان.
• اليعسوب.
• اليعبوب.
• البحر.
• الأدهم.
• الشحاء.
• السجل.
• ملاوح.
• الطرف.
• النجيب.

أحاديث نبوية عن الخيل

لقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كثير من الأحاديث التي تمتدح الخيول أو تمتدح رباطها في سبيل الله، ومن تلك الأحاديث:[14]

• “الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَواصِيها الخَيْرُ إلى يَومِ القِيامَةِ: الأجْرُ والمَغْنَمُ”.[3]
• “مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا في سَبيلِ اللَّهِ إيمانًا باللَّهِ وتَصْدِيقًا بوَعْدِهِ، فإنَّ شِبَعَهُ ورِيَّهُ ورَوْثَهُ وبَوْلَهُ في مِيزانِهِ يَومَ القِيامَةِ”.[9]
• “الخَيلُ ثلاثةٌ: ففَرَسٌ للرَّحمنِ، وفَرَسٌ للإنسانِ، وفَرَسٌ للشَّيطانِ، فأمَّا فَرَسُ الرَّحمنِ: فالذي يُربَطُ في سَبيلِ اللهِ، فعَلفُه ورَوثُه وبَولُه -وذكَرَ ما شاء اللهُ-، وأمَّا فَرَسُ الشَّيطانِ: فالذي يُقامَرُ أو يُراهَنُ عليه، وأمَّا فَرَسُ الإنسانِ: فالفَرَسُ يَرتبِطُها الإنسانُ يلتمِسُ بَطنَها، فهي تستُرُ مِن فَقرٍ”.[15]
• “امسَحوا الخَيلَ وجَلِّلوها”.[16]
• “لن يختلِ الشيطانُ إنسانًا في دارهِ فرسٌ عتيقٌ”.[17]
• “ما من فرسٍ عربيٍّ إلَّا يُؤذَنُ له عند كلِّ سحَرٍ بكلماتٍ يدعو بهنَّ اللَّهمَّ خوَّلتني من خوَّلتني من بني آدمَ وجعلتَني له فاجعلْني أحبَّ أهلِه ومالِه أو من أحبِّ أهلِه ومالِه إليه”.[18]

أنساب الخيول العربية الأصيلة

إنّ سلالات الخيل العربية الأصيلة كثيرة مشهورة، ومن أبرزها:[19]

• الكحيلان: يمتاز هذا الحصان بكبر جسمه وجماله وضخامة عضلاته، ويغلب عليه اللون البني، ومن فروعه:
  • الكحيلان.
  • الكحيلان الحمداني.
  • الكحيلان الهدبان.
  • الكحيلان الشويمان.
  • الكحيلان الودنان.
  • الكحيلان العجوز.
  • الكحيلان العجوز بن رضوان.
  • الكحيلان العجوز بن سودان.
  • الكحيلان الهيفي.
  • الكحيلان الجلابي.
  • الكحيلان الكروشان.
  • الكحيلان الرضوان.
• الصقلاوي: وهو أصغر من الكحيلان وأجمل منه، وتمتاز الفرس الصقلاوية بالجمال اللافت، ويمتاز هذا الحصان بجمال الرأس والجبهة العريضة، ومن فروعه:
  • الصقلاوي.
  • الصقلاوي الجدراني.
  • الصقلاوي الجدراني بن سودان.
  • الصقلاوي الجدراني بن زبيني.
  • الصقلاوي الشيفي.
• المعنكي: ويمتاز هذا الخيل بطول الرأس وضخامة الجسم والهيكل، وهذا الخيل هو من اكثر الخيول التي أخذها الغرب لتحسين سلالاتهم وبخاصة في إنجلترا وفرنسا، وقد حاول الغرب الطعن فيه كثيرًا ولكنها دعاوى تفتقر للدليل، ويتفرع عن هذا النوع:
  • معنكي هدري.
  • معنكي سبيلي.
• العبيان: وهذه السلالة هي أشهر سلالات الخيل العربي الأصيل، ويمتاز بالجمال ورفع الذيل عند الجري، ومن فروعه:
  • العبية أم جريس.
  • العبية الشراكية.
  • عبية السحيلية.
  • عبية الأطرم.
  • عبية العوبلي.
  • عبية منيحيز.
  • عبية هوينة.

وبذلك يكون قد انتهى مقال من أول من ركب الخيل وقد وقفنا فيه مع أول راكب ومروض للخيل وهو إسماعيل عليه السلام، وكذلك وقفنا مع الأوائل الذي ركبوا الخيل وربطوه في سبيل الله، ومع أسماء خيل النبي عليه الصلاة والسلام، وأخيرًا توقفنا مع سلالات الخيل العربية الأصيلة اليوم وما يتفرع عنها.