من أول من وضع التاريخ الهجري

من أول من وضع التاريخ الهجري الذي ما تزال كثير من الدول الإسلامية تسير عليه وتؤقّت به بداية عامها ونهايته والعطل الرسمية التي تكون فيه، في هذا المقال يفصّل موقع المرجع القول في التاريخ الهجري من حيث ماهيّته وكيفية حساب الأيام فيه، ثمّ يفصّل القول حول مسألة المقال الرئيسة، ويضيء على بعض الجوانب المتعلقة بالتاريخ الهجري من حيث قصة اختياره وترتيب شهوره ونحو ذلك.

التاريخ الهجري

التاريخ الهجري هو تاريخ وضعه المسلمون يبدأ مع هجرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مُعلنًا بذلك ابتداء عهد جديد للمسلمين صارت لهم فيه دولة وجيش وغير ذلك، ويعتمد التقويم الهجري على حساب منازل القمر ودورته حول الأرض في تعيين عدد الأيام والسنين، فيما يلي تفصيل القول حول واضعه وتاريخ ذلك.[1]

من أول من وضع التاريخ الهجري

إنّ أول من وضع التاريخ الهجري هو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعندما أدخل الخليفة عمر رضي الله عنه فكرة الدواوين إلى الدولة الإسلامية فإنّه وجد أنّ هناك حاجة لتدوين الوقائع وتأريخها، فتوصلوا إلى تذييل كتبهم وأحداثهم بتاريخ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتلخيص المسألة هو أنّه قد اتخذ المسلمون التاريخ الهجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.[2]

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية

قصة اختيار التاريخ الهجري

لقد ورد في سبب اختيار التاريخ الهجري أقوال كثيرة دفعت الخليفة الراشد عمر -رضي الله عنه- أن يتخذ هذا التاريخ تقويمًا للمسلمين، ولكنّ أشهر الأقوال في ذلك قولان، تفصيلهما فيما يلي:

القول الأول

ورد هذا القول في كتاب العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحامدية لابن عابدين الحنفي يقول فيه: “سَبَبُ وَضْعِ التَّارِيخِ أَوَّل الإِْسْلاَمِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِصَكٍّ مَكْتُوبٍ إِلَى شَعْبَانَ، فَقَال: أَهُوَ شَعْبَانُ الْمَاضِي أَمْ شَعْبَانُ الْقَابِل؟ ثُمَّ أَمَرَ بِوَضْعِ التَّارِيخِ، وَاتَّفَقَتِ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَلَى ابْتِدَاءِ التَّارِيخِ مِنْ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَجَعَلُوا أَوَّل السَّنَةِ الْمُحَرَّمَ”.[2]

القول الثاني

جاء هذا القول في كتاب الشماريخ في علم التاريخ للإمام السيوطي، ويقَل في ذلك نقلًا عن هبة الله ابن عساكر: “كَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ أَنَّهُ تَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكَ كُتُبٌ لَيْسَ لَهَا تَأْرِيخٌ فَأَرِّخْ. فَاسْتَشَارَ عُمَرُ فِي ذَلِكَ، فَقَال بَعْضُ الصَّحَابَةِ: أَرِّخْ بِمَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَال بَعْضُهُمْ: بِوَفَاتِهِ. فَقَال عُمَرُ: لاَ، بَل نُؤَرِّخُ بِمُهَاجَرِهِ؛ فَإِنَّ مُهَاجَرَهُ فَرَّقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِل، فَأُرِّخَ بِهِ”، فهذان القولان أشهر ما قيل في هذا السبب، ويجتمعان حول السبب الواحد والاختيار الواحد وإن اختلفت التفاصيل.[2]

شاهد أيضًا: لماذا سميت السنة القمرية الهجرية بهذا الاسم

متى بدأ التاريخ الهجري بالميلادي

إنّ التاريخ الهجري يبدأ بحسب العلماء في السنة التي هاجر فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة المنورة، وتبدأ السنة تلك باليوم الأول من شهر محرم الجمعة الموافق لـ 16 تموز / يوليو عام 622م، وكانت الهجرة النبوية يوم 12 ربيع الأول في السنة الأولى للهجرة الموافق لـ 21 أيلول / سبتمبر عام 622م، والله أعلم.[1]

سبب تسمية الشهور الهجرية

لقد اجتمع العرب في إحدى السنوات واتفقوا على تسمية الشهور تسمية موحدة تكون عند جميع القبائل من أجل الاتفاق على موسم واحد للحج وتكون الأشهر الحرم موحدة عند الجميع، فوافقت تسمية هذه الشهور زمانًا مناخيًّا معيّنًا جعلت العرب يسمّون الشهور عليها، أو أن تكون وافقت عادة ما أو حدثًا معيّنًا، والأشهر مع سبب تسميتها فيما يلي:[1]

  • محرم: سمي هذا الشهر بهذا الاسم لأنّ العرب كانت تحرم فيه القتال.
  • صفر: سمي هذا الشهر بهذا الاسم لأنّ ديار العرب كانت تصفر بمعنى تخلو من أهلها من أجل الحرب.
  • ربيع الأول: سمي هذا الشهر بهذا الاسم لأنّ تسميته وافقت فصل الربيع.
  • ربيع الآخر: سمي هذا الشهر بهذا الاسم لأنّه تبِعَ شهر ربيع الأول.
  • جمادى الأولى: سمي هذا الشهر بهذا الاسم لأنّ تسميته وافقت فصل الشتاء وقد جمد الماء وقتها.
  • جمادى الآخرة: سمي هذا الشهر بهذا الاسم لأنّه تبِع شهر جمادى الأولى.
  • رجب: سمي هذا الشهر بهذا الاسم لأن العرب يرجّبون الرماح من الأسنّة بمعنى ينزعونها فلا يقاتلون.
  • شعبان: سمي هذا الشهر بهذا الاسم لأنّه شعب بين رجب ورمضان، وقيل لأنّ الناس يتشعّبون فيه ويتفرقون طلبًا للماء.
  • رمضان: سمي هذا الشهر بهذا الاسم لأنّ وقت تسميته وافق رموض الحر وشدة وقع الشمس فيه.
  • شوال: سمي هذا الشهر بهذا الاسم لشولان النوق فيه بأذنابها إذا حملت، بمعنى ينقص لبنها ويجف.
  • ذو القعدة: سمي هذا الشهر بهذا الاسم لقعود العرب في رحالهم عن الغزو والترحال.
  • ذو الحجة: سمي هذا الشهر بهذا الاسم لأنّ العرب كانوا يحجون فيه إلى الكعبة.

ترتيب الشهور الهجرية

إنّ ترتيب الشهر الهجرية هو كما يلي:[1]

  • محرّم.
  • صفر.
  • ربيع الأول.
  • ربيع الآخر.
  • جمادى الأولى.
  • جمادى الآخرة.
  • رجب.
  • شعبان.
  • رمضان.
  • شوال.
  • ذو القعدة.
  • ذو الحجة.

الأشهر الحرم في التقويم الهجري

إنّ الشهر الحرم في التقويم الهجري هي أربعة كما قال تعالى في سورة التوبة: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}،[3] وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلّم- هذه الأشهر في الحديث الشريف الذي يقول فيه: “إنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ والأرْضَ، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ، مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى، وشَعْبانَ”،[4] والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: متى يبدأ العام الهجري الجديد 1443

وإلى هنا يكون قد تم مقال من أول من وضع التاريخ الهجري بعد أن تعرّفنا فيه على واضع هذا التاريخ ومؤسسه، ومعاني أسماء الشهور الهجرية وترتيبها وسبب تسميتها وما هي قصة وضع هذا التقويم في مطلع عصر صدر الإسلام من حيث الأسباب الدافعة إلى ذلك واختيار زمان الهجرة وغيره مما يتصل بموضوع المقال الرئيس.

المراجع

  1. wikiwand.com , تقويم هجري , 06/08/2021
  2. al-maktaba.org , الموسوعة الفقهية الكويتية , 06/08/2021
  3. سورة التوبة , الآية: 36
  4. صحيح البخاري , البخاري، أبو بكرة نفيع بن الحارث، الرقم: 4662، حديث صحيح.
  5. islamweb.net , الأشهر الحرم... تعريفها... ومضاعفة الثواب والعقاب فيها , 06/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *