لماذا انسحبت امريكا من افغانستان

لماذا انسحبت امريكا من افغانستان، القرار الذي أثار جدل كبير في المجتمع الدولي، جاء ذلك في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي أبرم اتفاقًا مع حركة طالبان للانسحاب من أفغانستان، وكان من التوقع تراجع جو بايدن الرئيس الحالي لأمريكا عن الانسحاب، لكنه أكد على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، ما جعل حركة طالبان تسيطر على معظم الأراضي الأفغانية، جاء ذلك ضمن تخوفات روسية وصينية، لاشتراكهم في الحدود مع أراضي أفغانية، وسيعرض لكم موقع المرجع من خلال هذا المقال لماذا انسحبت أمريكا من أفغانستان.

قرار انسحاب أمريكا من أفغانستان

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في شهرر أبريل الماضي لعام 2021، أنه قرر سحب القوات الأمريكي من أفغانستان اعتبارًا من أول مايو، لإنهاء أطول حرب أمريكية، ورفض الدعوات التي نادت لبقاء القوات الأمريكي لضمان حل سلمي للصراع الأفغاني، وجاء ذلك في خطاب ألقاه بايدن في البيت الأبيض، وأقر فيه بأن أهداف الولايات المتحدة في أفغانستان أصبحت غامضة على نحو متزايد، خلال هذا العقد، وحدد مهلة لسحب جميع القوات الأمريكية المتبقية في أفغانستان والبالغ عددها 2500 في موعد أقصاه 31 أغسطس 2021، وجاء ذلك عقب 20 عامًا من هجمات تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت هذه الحرب، وقال بايدن أن الحرب لم يقصد منها مطلقًا أن تكون مهمة أجيال متعددة، لقد هوجمت أمريكا وذهبت للحرب بهدف واضح، وقد حققت هذه الأهداف، وقامت القوات الأمريكية بقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011، وقد تراجع التظيم بشدة في أفغانستان، وقد حان الوقت لإنهاء الحرب الأبدية.

وأكد بايدن أن الحرب أودت بحياة 2448 جنديًا أمريكيًا وبلغت تكاليفها ما يقدر بنحو 2 تريليون دولار، وقد بلغ حجم القوات الأمريكي في أفغانستان ذروته في 2011 عندما تجاوز 100 ألف جندي، وقال بايدن: “أنا الآن رابع رئيس أمريكي يشهد وجودًا للقوات الأمريكية في أفغانستان، جمهوريان وديمقراطيان،لن أنقل هذه المسؤلية إلى خامس”

اقرأ أيضًا: من هم حركة طالبان افغانستان

لماذا انسحبت امريكا من افغانستان

أكد الرئيس الأمريكي جو بادين أن قرار انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان، جاء بسبب إنتهاء تحقيق المصلحة القومية لبلاده في أفغانستان وكانت تتمحور بشكل أساسي حول منع استهداف الولايات المتحدة الأمريكية بهجمات إرهابية انطلاقًا من البلد الغارق في الحرب، كما أن السبب الأهم وراء ذلك الانسحاب هو إيقاف إراقة الدماء، فقد راح ضحية الحرب أكثر من 2400 جندي أمريكي، إلى جانب الخسائر المادية التي وصلت إلى 2 تريليون دولار أمركي، وشدد قائلًا: “المهمة في أفغانستان لم تكن يومًا بناء دولة”، وأكد تمسكه بهذه السياسية لأن الوقت حان للمغادرة من هذا البلد يعد 20 عامًا من الحرب، وقال: “أنا أقف بقوة وراء قراري بعد 20 عامًا، تعلمت بالطريقة الصعبة أنه لن يكون هناك أبدًا وقت جيد لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان”.

سقوط أفغانستان في يد طالبان

عقب إعلان انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، استطاعت حركة طالبان السيطرة على أفغانستان، وقال الرئيس الأمريكي بايدن في هذا الشأن، أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن لتستقر للأبد في أفغانستان، وأنه قد اتبع الاتفاق الذي أبرمه الرئيس السابق دونالد ترامب مع طالبان لسحب القوات الأمريكية، وأكد بايدن على أنه ليس نادمًا على تنفيذ قرار الانسحاب.

وكانت قد سيطرت حركة طالبات على مساحات من الأراضي الأفغانية خلال شهر يونيو وأغسطس 2021، وقد تجاوزت المساحات الي كانت تسيطر عليها عندما كانت الحركة في قمة قوتها قبل الإطاحة بها عن حكم أفغانستان عام 2001، وقد استطاع مسلحو حركة طالبان الانتشار في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية والأقاليم الوسطى مثل “غزني وميدان وردك”، كما أنهم يقتربون من المدن الكبرى مثل قندور وهيرات وقندهار ولشكرغاه.

شنت حركة طالبان هجومًا واسعًا آخر شمل عواصم ثلاث ولايات وهي “لشكر غاه، وقندهار، وهرات”، وراح ضجيتها آلاف المدنيين في ظل تقدم حركة طالبان، وأصبح العنف مستمر في البلاد بشكل متصاعد، وتستمر حركة طالبان في السيطرة على مزيد من الأراضي، وقد أعلنت طاجنكستان أنه ما يزيد عن ألف جندي أفغاني فروا عبر الحدود عقب سيطرة طالبان على مزيد من الأراضي في شمالي أفغانستان، وقالت لجنة الأمن الوطني أن القوات تراجعت لإنقاذ حياتها بعد اشتباكات مع متمردين في عدد من المناطق الحدودية، وسيطرت طالبان على معظم أجزاء إقليم بادخشان المجاور، بما في ذلك المعبر الحدودي الرئيسي.

اقرأ أيضًا: من هو رئيس طالبان الجديد

جو بايدن عن سيطرة طالبان على أفغانستان

تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب جاء تعليقًا على انسحاب قواته من أفغانستان، بإعطاء الأولوية للطريقة التي ستعامل بها النساء الأفغانيات تحت حكم طالبان بعد أن أتاح الانسحاب الأمريكي من أفغانستان للمترمدين المتأسلمين العودة إلى السلطة، وقال بأنه سوف يستمر برفع الصوت عاليًا بشأن الحقوق الأساسية للشعب الأفغاني والنساء والفتيات، وتوعد بايدن حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان ب “رد مدمر”، إن عرقلت أو عرضت للخطر عملية الإجلاء التي تحدث عبر مطار كابول لآلاف الدبلوماسين الأمريكيين والمترجمين الأفغان، وقال بادين أنه في حال وقوع أي هجوم فإن رد الولايات المتحدة الأمريكية سيكون قويًا وسريعًا وسيدافع عن الأمريكية بقوة مدمرة إذا لزم الأمر، وجاء ذلك بعد أن لزم الرئيس الأمركي جو بايدن الصمت بعد سيطرة طالبان على البلاد واستمرار عمليات إجلاء الأمريكيين الذين لا يزالون هناك، وقد احتشد آلاف المدنيين للفرار من أفغانستان بمطار كابول، مما دفع الجيش الأمريكي إلى تعليق عمليات الإجلاء مؤقتًا في حين تعرضت الولايات المتحدة لانتقادات كبيرة حول انسحابها من أفغانستان، وقد تعرض بايدن للكثير من الانتقادات، بسبب انسحابه من أفغانستان الذي وصفه البعض أنه أساء إدارة انسحاب القوات الأمريكية مما دفع الولايات المتحدة الأمريكية للمسارعة إلى إخلاء سفارتها وإجلاء رعايها.

تخوفات الصين من الانسحاب الأمريكي

قال يويه شياو يونغ المبعوث الخاص لشؤون أفغانستان بوزارة الخارجية الصينية، في حديث مع تلفزيون الصين المركزي عبر قناة سي سي تي في الصينية، أنه يجب وضع حد للحرب والعنق في أفغانستان لمنع انتشار الفوضى وامتداها إلى دخول دول أخرى، وقد حمّل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الأمني في أفغانستان، وأكد أنه يجب أن تدرك جميع الأطراف أن المهمة الأكثر إلحاحًا في الوقت الراهن هي وضع نهاية للحرب والعنف ووقف إطلاق النار لمنع انتشار الفوضى وتراكمها.

وأكد شياو يونغ أنه يجب على الطرفين المتصارعين “الحكومة وحركة طالبان” إطلاق محادثات السلام وعملية المصالحة على الفور، وأكمل حديثه قائلًا: “نحتاج أيضًا إلى ضمان عدم امتدام الفوضى إلى دول أخرى، خاصة أن هناك حدودًا بطول 90 كم بين الصين وأفغانستان، وهي دولة مجاورة لنا، ويجب ألا تمتد الفوضى إلى دول أخرى، وألا يهدد الإرهاب الدول المجاورة، ويجب علينا حماية السلام والأمن على طول الحدود الصينية”.

واعتبر المبعوث الصيني أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان يعد السبب المباشر لتدهور الوضع الأمني في البلاد، وأن أمريكا تتحمل مسؤولية لا يمكن التنصل منها، ويجب أن يدينها المجتمع الدولي، فقد تمركزت القوات الأمريكية في أفغانستان منذ 20 عامًا، ويشكل هذا الانسحاب المتهور من أفغانستان السبب لكل هذه الفوضى، وأضاف: “يمكن القول إن الوضع الأفغاني الراهن يمثل فشلًا كبيرًا للولايات المتحدة العسكرية والسياسية الدولية”.

تخوفات روسيا من الانسحاب الأمريكي

سيطرة تنظيم طالبان على معظم الأراضي الأفغانية ضاعف من المخاوف الروسية نتيجة تخوفها من تحالف طالبان مع الجماعات الاسلامية في الشيشان، وحذرت روسيا حركة طالبان بلهجة حادة من تجاوز الحدود خلال توسعتها السريعة في الأراضي الأفغانية، حيث اقتربت حركة طالبان في توسعتها من الحدود بين أفغانستان وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، وقد تعهدت حركة طالبان بعدم التحول لشن هجوم على دول حليفة أو حدودية مع روسيا، وصرح شهيل شاهين المتحدث باسم حركة طالبان أن طالبان تناقش مع الجانب الروسي قضية رفع العقوبات عن الحركة، لكن روسيا لا تستطيع الوثوق بتعهدات طالبان، خاصة بعد تقدمها على حدود طاجكستان التي سيطرت على 70% منها، لذلك أمر الرئيس الطاجيكي إمام على رحمان بتجهيز 20 ألف جندي لتعزيز الحدود مع أفغانستان بعد فرار ألاف الجنود الأفغان عبر الحدود بسبب تقدم طالبان، ومن جانبه أكد الرئيس الروسي فلادمير بوتين أن موسكو ستساعد الجمهورية السوفيتية السابقة الفقيرة في مواجهة تدعيات خروج الناتو من أفغانستان، وكانت روسيا قد بدأت في تنفيذ عدة إجراءات لحماية البلاد وهي: “زيادة الجاهزية العسكرية الروسية في القاعدة 201 الروسية بالقرب من الحدود الأفغانية، وزيادة التعاون العسكري مع طاجكستان في إطار منظمة الأمن الجماعي، وزيادة التعاون مع الصين التي تواجه نفس الخطر”.

اقرأ أيضًا: هل طالبان سنة ام شيعة

ختامًا; نكون قد عرضنا لكم لماذا انسحبت امريكا من افغانستان، وتفاصيل قرار انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، كما عرضنا لكم تخوفات الحكومة الصينية من سيطرة طالبان على أفغانستان، وتخوفات الحكومة الروسية من سيطرة طالبان على الأراضي الأفغانية القريبة من الحدود الروسية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *