لماذا نهى النبي عن نوم امرأتين في فراش واحد

لماذا نهى النبي عن نوم امرأتين في فراش واحد فقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتفريق بين الأولاد في المضاجع إذا بلغوا سن العاشرة بصفة عامة، لأن هذا العمر بداية الدخول في مرحلة البلوغ ومعرفة الشهوة، لذلك يهتم موقع المرجع في الإجابة عن لماذا نهى النبي عن نوم امرأتين في فراش واحد، وعن حكم الجمع بين الزوجتين في فراش واحد، وعن لماذا نهى النبي عن النوم بين الظل والشمس، وعن لماذا نهى النبي عن نوم الرجل لوحده.

لماذا نهى النبي عن نوم امرأتين في فراش واحد

لقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نوم امرأتين في فراش واحد سدًا لكل ذرائع الفتنة التي ممكن أن تحصل نتيجة هذا الأمر، ولم يقتصر نهي النبي على ذلك فقط، فقد دلت السنة الصحيحة على وجوب التفريق بين الأولاد في المضاجع إذا بلغوا عشر سنين، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ”،[1] وهذا يشمل الذكور مع الذكور، والإناث مع الإناث، والذكور مع الإناث، فقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتفريق بين الأولاد في المضاجع إذا بلغوا سن العاشرة بصفة عامة، لأن هذا العمر بداية الدخول في مرحلة البلوغ ومعرفة الشهوة، حتى إذا وصلوا إلى سن البلوغ والشهوة يكونون قد اعتادوا على هذا الفصل.

وقد فسر أهل العلم التفريق في المضاجع بأمرين: الأول؛ التفريق بين فرشهم، والثاني: ألا يناما متجردين على فراش واحد، فإن ناما بثيابهما من غير ملاصقة جاز ذلك عند أمن الفتنة، وبناء على ذلك فالأصل أن يكون لكل بنت فراش، وألا تشارك أختها البالغة أو الصغيرة فيه، لكن إذا لم يتيسر ذلك، واحتجن إلى النوم معًا في سرير واحد، أو إلى نوم اثنتين في سرير، فلا بأس، على أن يكون لكل واحدة منهن غطاء أو لحاف يخصها، قال الحافظ ابن حجر في نوم الجماعة في فراش واحد: “وثبت من طرق أخرى أنه يشترط أن لا يجتمعوا في لحاف واحد”، وبالتالي فإنه يحرم أن تضطجع المرأتان في فراش واحد متجردتين، فإن لم يكن هناك تجرد من الثياب فلا حرج في اضطجاعهما في فراش واحد، ولو كانتا متلاصقتين، إذا لم تُخش من ذلك الفتنة بينهما.[2]

حكم الجمع بين الزوجتين في فراش واحد

لا يجوز الجمع بين الزوجتين في فراش واحد، فمجامعة الزوجتين بهذه الكيفية لا تجوز، وهي أقرب إلى فعل البهائم وبعيد تمام البعد عن فعل الإنسان السوي والعاقل، وقد نص الفقهاء على عدم جواز مجامعة إحدى الزوجتين بحيث ترى ذلك الأخرى، ولو رضيتا بذلك لما في ذلك كشف للعورات وهذا حرام باتفاق الفقهاء، كما فيه أذى للنفسية، حيث قال ابن قدامة في المغني: “وإن رضيتا بأن يجامع واحدة بحيث تراه الأخرى، لم يجز؛ لأن فيه دناءة وسخفًا وسقوط مروءة، فلم يبح برضاهما”، وقال أيضًا في مصنف آخر، وهو يتحدث عن آداب الجماع: “ولا يجامع بحيث يراهما أحد، أو يسمع حسهما، ولا يقبلها ويباشرها عند الناس، وقال أحمد: ما يعجبني إلا أن يكتم هذا كله، وقال الحسن، في الذي يجامع المرأة، والأخرى تسمع، قال: كانوا يكرهون الوجس وهو الصوت الخفي”.[3]

لماذا نهى النبي عن النوم بين الظل والشمس

نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النوم بين الظل والشمس، لأنه مجلس الشيطان، فكما ورد النهي عن مشابهة الشيطان في الأكل والشرب بالشمال فكذلك هنا، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:[4] “نَهى أنْ يَجلِسَ بين الضِّحِّ والظِّلِّ، قال: مجلِسُ الشيطانِ”، وعن بريدة بن حصيب الأسلمي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نَهى أن يُقعَدَ بينَ الظِّلِّ والشَّمسِ”،[5] لا ينبغي أن يجلس الإنسان في ذلك المجلس؛ لا ابتداءً ولا عارضًا، ومعنى ابتداء، أي: لا يأتي ويتعمد أن يجلس بين الشمس والظل، والعارض: هو أن يجلس كله بالشمس أو بالظل، ثم يتحول به الجو فيكون بعضه في الظل وبعضه الآخر في الشمس، والذي ينبغي أن يكون كله في الشمس أو كله في الظل.

فإذا كان الإنسان جالسًا في الشمس، أو جالسًا في الظل، ثم تقلص الظل بحيث صار بعضه في الشمس وبعضه في الظل، فإنه في هذه الحال يقوم وينتقل إما إلى الشمس أو إلى الظل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا كان أحدُكم في الشمسِ فقلص عنه الظلُّ وصار بعضُه في الشمسِ وبعضُه في الظلِّ فليقمْ”،[6] وعلَّل العلماء هذا النهي بأن الشخص يتضرر منه لاختلاف المؤثرين المتضادين، فالظاهر أنه مكان لقعود الشيطان، وقيل: إنما أضافه إليه؛ لأن الشيطان هو الباعث للإنسان على الجلوس كذلك؛ ليصيبه السوء؛ لإفساده للمزاج؛ لاختلاف حال المؤثرين المتضادين، فالشيطان عدو للبدن، كما هو عدو للدين، ويمكن أن تكون عداوته للبدن بناء على استعانته بضعف البدن على ضعف الدين.[7]

لماذا نهى النبي عن نوم الرجل لوحده

يجوز للرجل أن ينام وحده ولا حرج في ذلك في حال الضرورة، إلا أن نوم الرجل وحده من الأمور المكروهة لما له من الانعكاسات التي قد تضر الإنسان، وأيضا فقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- منه ونهى عنه، وقد ورد ذلك في الحديث الشريف الوارد عن عبد الله بن عمر أنه قال: “أنَّ النبيَّ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ نهى عن الوحدةِ أن يبيتَ الرجلُ وحدَه أو يسافرُ وحدَه”،[8]، وذلك من حرص الإسلام على نفس الإنسان المسلم من كل شر وضرر، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نوم الرجل وحده لعدد من الأسباب وهي:[9]

  • لأن وحدة الرجل وانفراده قد يكون مصدرا للخطر على الإنسان.
  • لأن الوحدة قد تسبب الوحشة للإنسان.
  • يحتاج الإنسان لوجود شخص آخر معه ليساعده في حال الطوارئ مثل المرض المفاجئ أو تعرضه للسرقة أو ما شابه ذلك.
  • إن الليل هو الوقت الذي تنتشر فيه الشياطين بكثرة، لذا إن وجود شخص آخر مع الإنسان يدرأ عنه وساوس الشياطين.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن لماذا نهى النبي عن نوم امرأتين في فراش واحد، وعن حكم الجمع بين الزوجتين في فراش واحد، وعن لماذا نهى النبي عن النوم بين الظل والشمس، وعن لماذا نهى النبي عن نوم الرجل لوحده.

المراجع

  1. صحيح أبي داود , الألباني، جد شعيب بن عمرو، 495، صحيح.
  2. islamweb.net , حكم نوم فتاتين متلاصقتين أو غير متلاصقتين في لحاف واحد , 15/08/2021
  3. islamweb.net , مجامعة إحدى الزوجتين بحيث ترى ذلك الأخرى حرام , 15/08/2021
  4. صحيح الجامع , الألباني، رجل من الصحابة، 6823، صحيح.
  5. صحيح ابن ماجه , الألباني، بريدة بن حصيب الأسلمي، 3013، صحيح.
  6. صحيح أبي داود , الألباني، أبو هريرة، 4821، صحيح.
  7. islamweb.net , العلة في النهي عن القعود بين الظل والشمس , 15/08/2021
  8. binothaimeen.net , حكم نوم الشخص بمفرده , 15/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *