لماذا سميت طالبان بهذا الاسم

لماذا سميت طالبات بهذا الاسم الذي كان سبب رعب مخيف لكثير من الناس في أفغانستان بشكل خاص، والعالم أجمع بشكل عام، تلك الحركة السياسية التي لبست عباءة الدين الإسلامي، محاربة لوصولها إلى السلطة لتفرض من التشدد الديني العنيف على شعب المنطقة التي انطلقت منها ما جعلها تسحق الإدراج قي قائمة الإرهاب العالمية، ونظرًا لخطورة هذه الجماعة سنخط لكم في سطور مقالنا عبر موقع مرجع سبب تسميتها بهذا الاسم، بالإضافة إلى كل ما يتعلق به من ظهور وامتداد وسياسة وأهداف.

لماذا سميت طالبان بهذا الاسم

سميت طالبان بهذا الاسم باعتبار أن الجماعة المؤسسة لهذه الحركة هم في الأساس طلاب المعاهد الدينية التي تمولها السعودية، وكانت تعرف باسم طالبان، مع العلم أن كلمة طالبان تعني الطلاب أي جمع طالب في لغة الباشتو، ومن الجدير بالذكر كانت تبشر هذه المعاهد بشكل متشدد من تعاليم الإسلام السني، فقامت هذه الحركة واعدةً بإعادة السلام والأمان إلى المنطقة مع فرض أرائها المشتقة من الشريعة، ومن شمال باكستان إلى جنوب غرب أفغانستان حيث بدأت الحركة في عام 1994، وسّعت حركة طالبان نفوذها بسرعة، إذ استولت على مقاطعة هرات في أيلول عام 1995، وبعد عام استطاعت السيطرة على كابول العاصمة الأفغانية، حيث أطاحت بنظام الرئيس برهان الدين رباني وهو أحد المؤسسين للمجاهدين الذين قاموا الاحتلال السوفياتي، ثم بدأت بأعمالها التي لاتزال محفورة في أذهان الكثيرين. [1]

شاهد أيضًا: قصة طالبان وافغانستان

ظهور حركة طالبان

ظهرت حركة طالبان في أوائل التسعينات في شمال باكستان وتحديدًا 1994 بعد انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان، وبعد صراعات وحروب عدة استطاعت طالبان وبحلول 1998 السيطرة على ما يقارب 90% من أفغانستان، ومن الجدير بالذكر رحب الأفغان، الذين سئموا من تجاوزات المجاهدين والاقتتال الداخلي بعد طرد السوفيتيين، بطالبان بشكل عام، ويعود ذلك إلى نجاح الحركة في القضاء على الفساد والسيطرة على المناطق الخاضعة لهم، فنشروا الأمان، ودعموا التجارة، ووضعوا حدًا للخروج عن القانون.

ولكن سرعان ما ظهرت الضريبة القاسية لكل ذلك، حيث فرضت طالبان وأيدت العقوبات التي تتماشى مع تفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية، حيث عدمت كل قاتل وزاني، وبترت أطراف كل سارق، هذا فضلًا عن فرضهم لإطالة اللحية عند الرجال، وإرغام النساء على التغطية الكاملة في ملابسهم، كما حظرت حركة طالبان التلفزيون والموسيقى والسينما، ورفضت ذهاب الفتيات البالغات من العمر 10 سنوات فأكثر إلى المدرسة، وغيرها من الأفعال التي انتهكت حقوق الإنسان إلى جانب الانتهاكات الثقافية، ولعل من أكثر الأمثلة سيئة السمعة على ذلك هو ما حدث خلال عام 2001، عندما دمرت حركة طالبان تماثيل بوذا الشهيرة في باميان في وسط أفغانستان. [1]

شاهد أيضًا: من هم طالبان وماذا يريدون

سياسة وأيديولوجية حركة طالبان

تعتبر طالبان حركة ثورية معارضة شديدة للهيكل القبلي في أفغانستان، تسعى إلى بناء إمارة إسلامية على أساس الشريعة في كابول مع الارتباط الدولي لإنشاء شبكات جهادية مدعومة سياسيًا، مع العلم أن أفراد طالبان تعتنق المذهب الحنفي من الطائفة الإسلامية السنية، بدأت مسارها لاستعادة الأمن والاستقرار بعد الفوضى العارمة التي خلفها الاحتلال السوفيتي، ولكن وبعد نجاحها في السيطرة على عدد من الولايات بدأ فكرها الديني المتشدد بالظهور، فكانت فكرة إقامة حكومة إسلامية الفكرة الأهم لديها مع عرضها لمجموعة من التطلعات المتمثلة بجعل الشريعة الإسلامية مصدر القوانين في البلاد، مما يضمن أموال الناس وأعراضهم وحقوقهم، كما وضعت ضمن سياستها تحسين العلاقات مع مختلف الدول الإسلامية بهدف تقوية قاعدتها الجماهرية تمهيدًا لانتشار أكبر. [2]

أهداف حركة طالبان المباشرة

بالتأكيد لم تزهق كل تلك الأرواح خلال معارك متتالية، أقل ما يقال عنها بأنها دامية، بدون أهداف كبيرة رسمتها تلك الحركة في سياستها وخطتها الأساسية، وتمثلت تلك الأهداف بإقامة دولة إسلامية أساسها أفغانستان، إذ تبدأ من تفويض السلطة في جميع أنحاء البلاد، والمحافظة عليها خوفًا من وقوعها بأيدي باقي الجماعات الأفغانية، حيث وجدت الحركة أن المحافظة على تلك السلطة أصعب بكثير من الوصول إليها، كما شملت تطلعاتهم  إقامة علاقات تجارية مع الصين وباكستان وإيران ودول آسيا الوسطى لضمان استمرار إمدادات الغذاء والمعدات العسكرية. [3]

ماذا يعني حكم طالبان بالنسبة للنساء

تأسست حركة طالبان في أيديولوجية تملي على المرأة أن تلعب فقط الأدوار الأكثر تقييدًا في المجتمع، وكان هذا واضحًا إذ في المرة الأخيرة التي حكموا فيها، منعوا النساء والفتيات من تولي معظم الوظائف أو حتى الذهاب إلى المدرسة، كما أن النساء اللواتي يظهرن بوجه مكشوفة معرضات لأشد أنواع العقاب، هذا فضلًا عن الخطر المحدق بكل رجل وامرأة شوهدا معًا ولم يكن يجمعهما الزواج الشرعي، ولكن بعد الإطاحة بحكومة طالبان من قبل تحالف تقوده الولايات المتحدة، حققت النساء العديد من المكاسب في أفغانستان.

ومن الأمثلة الدالة على ظلم طالبان للنساء، عندما دخل مقاتلو طالبان مصرفًا في قندهار، وأمروا تسع نساء يعملن هناك بالمغادرة، وقالوا إن الأقارب الذكور يجب أن يأخذوا مكانهن، كما أمر حكام طالبان الجدد النساء في مدينة قندوز الشمالية اللواتي عملن لدى الحكومة بترك وظائفهن وعدم العودة أبدًا، وهذا طبيعي بالنسبة لجماعة طلاب الدين الإسلامي المتشدد، فأجابت هذه الممارسات وغيرها على سؤال لماذا سميت طالبان بهذا الاسم؟ [1]

شاهد أيضًا: هل طالبان سنة أم شيعة

أهم قادة طالبان

من الطبيعي أن تضم تلك الحركة بكل ما فيها مجموعة لا يستهان به من القادة التي اختلفت في صفاتها القيادية سواء العسكرية أو الدينية، وفيما يلي سنستعرض أهم الأسماء التي مرت في تاريخ حركة طالبان: [4]

هبة الله أخوندزاده

أصبح هبة الله أخوندزادا القائد الأعلى لحركة طالبان في أيار عام 2016، مع العلم أنه ممن شاركوا في المقاومة الإسلامية ضد الحملة العسكرية السوفيتية في أفغانستان، في الثمانينيات، وتجدر الإشارة إلى أن سمعته كانت سمعة زعيم ديني أكثر من أنها قائد عسكري، فعمل أخوندزادا رئيسًا للمحاكم الشرعية في التسعينيات، ويعتقد أنه في الستينات من عمره وعاش معظم حياته في أفغانستان.

عبد الغني برادر

هو أحد الرجال الأربعة الذين اسسوا حركة طالبان في افغانستان في 1994، وأصبح محورًا للتمرد بعد الإطاحة بطالبان في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة خلال عام 2001، ولكن قبض عليه في عملية أمريكية باكستانية مشتركة في مدينة كراتشي جنوب باكستان في فبراير 2010، وبقي في السجن لمدة ثماني سنوات، إلى أن أطلق سراحه كجزء من خطة لتيسير عملية السلام، ثم استلم رئيس مكتبهم السياسي في قطر منذ يناير 2019، وفي عام 2020، أصبح برادار أول زعيم لطالبان يتواصل مباشرة مع رئيس أمريكي بعد إجراء محادثة هاتفية مع دونالد ترامب، وقبل ذلك وقع برادار اتفاقية الدوحة حول انسحاب القوات الأمريكية نيابة عن طالبان.

محمد يعقوب

هو ابن مؤسس حركة طالبان الملا محمد عمر، ويعتقد أن عمره لا يتجاوز 30 عامًا، وهو حاليًا قائدًا للعمليات العسكرية في الجماعة، وبعد وفاة زعيم طالبان السابق أراد بعض المسلحين تعيين يعقوب قائدًا أعلى جديدًا للجماعة، ولكن ظن بعضًا منهم بأنه شاب ويفتقر إلى الخبرة، ووفًقا للصحافة المحلية، يعيش يعقوب في أفغانستان.

سراج الدين حقاني

هو أحد كبار نواب قادة الجماعة، وبعد وفاة والده جلال الدين حقاني، أصبح الزعيم الجديد لشبكة حقاني، التي ينسب إليها بعض أعنف الهجمات التي وقعت في أفغانستان ضد القوات الأفغانية وحلفائها الغربيين في السنوات الأخيرة، كما تعد شبكة حقاني حاليًا واحدة من أقوى الجماعات المسلحة في المنطقة ويخشى منها، إذ يقول البعض إنها أكثر نفوذًا من تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان.

شاهد أيضًا: من هو رئيس طالبان الجديد

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي أوضحنا في لماذا سميت طالبان بهذا الاسم مع مجموعة من المعلومات المتعلقة بسياسة هذه الحركة ومسارها وأهدافها، بالإضافة إلى القادة المهمين في تنظيمها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *