قصة طالبان وافغانستان

قصة طالبان وافغانستان كاملة حيث تهدف حركة طالبان إلى استعادة السلطة في دولة أفغانستان، وذلك منذ دخولها إلى العاصمة كابول، كما أن هذا نتج عن التقدم الذي قامت به على القوات الحكومية، بالإضافة إلى ذلك بدء القوات الأجنبية في الانسحاب من الأراضي الأفغانية، في حين أن القصة التي تكمن وراء حركة طالبان مع أفغانستان ليست حديثة، حيث إنهم سيطروا على الحكم طوال فترة طويلة سابقة، وعن طريق موقع المرجع سوف نشرح قصة طالبان وأفغانستان.

قصة طالبان وافغانستان

كان ظهور حركة طالبان في أفغانستان خلال عام 1994م، وتم ذلك بعد حدوث حرب طويلة مع القوات السوفيتية، في محاولة للموازنة بين حروب المجاهدين الداخلية بعد إزالة النظام الشيوعي سنة 1992م، وقد تم تأسيس الحركة في مخيمات خاصة باللاجئين الأفغان في دولة باكستان، إذ لجأوا إليها أثناء هذه المعركة مع القوات السوفيتية، كما استمر الملا عمر في رئاسة هذه الحركة المبتدئة إلى أن توفي عام 2003م، بالإضافة إلى أنهم وصلوا إلى النفوذ والسلطة في أفغانستان بشكل سريع عن طريق الوعود بإرجاع العدل والأمن مع المساعدة المقدمة من باكستان، وبذلك بدأت في الاستيلاء على (قندهار) المدينة الملكية حينها في أكتوبر/ 1994م، دون وجود أي قتال، بينما بعد الأحداث التي تمت في الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر، قامت واشنطن والحلفاء المساندين لها في حلف شمال الأطلسي بدخول أفغانستان عن طريق عملية عسكرية كبيرة، وذلك نتيجة رفض الحركة تسليم (أسامة بن لادن).

مما تسبب في سقوط حكم طالبان في 6/ ديسمبر/ 2001م، ومن بعدها هرب القادة إلى المناطق القبلية في جبال باكستان، وهناك بدأوا في استعادة القوة مرة أخرى، ومع حلول منتصف عام 2018م، شرع الأميركيون وطالبان في القيام بمفاوضات بشكل سري في الدوحة، ولكنهم توقفوا كثيرًا نتيجة الاعتداءات الكثيرة على القوات الأميركية، إلى جانب أنه في 29 /فبراير/ 2020م، قامت الولايات المتحدة بتوقيع اتفاقًا تاريخيًا مع طالبان يدل على انسحاب الجنود الأجانب في إطار ضمانات أمنية، وكذلك البداية لعمل مفاوضات فيما بين المقاتلين والعاصمة كابول، وفي 8 /يوليو/ 2021م، قام الرئيس الأميركي (جو بايدن) بإعلان أن القوات الأمريكية بدأت في الخروج من أفغانستان منذ شهر مايو، على أن تصل إلى الانسحاب الكامل بحلول 31 أغسطس من نفس العام.

شاهد أيضًا: من هم طالبان وماذا يريدون

تفسير طالبان للشريعة

قامت حركة طالبان بإقامة نظامًا ينص على التفسير المتشدد للشريعة الإسلامية، إذ أنها قامت بمنع أي نشاطات تهدف إلى الترفيه، بالإضافة إلى منع الموسيقى، القنوات التلفزيونية، وإغلاق مدارس الفتيات، إلى جانب أن الحركة تسببت في تدمير تمثالي بوذا في (باميان) خلال مارس/ 2001م، ومن بعدها انتقل مركز السيطرة في هذه المرحلة إلى (قندهار)، وهناك تخفى الملا عمر في منزل بناه قائد تنظيم القاعدة (أسامة بن لادن)، ومن حينها باتت الأراضي التي تسيطر عليها حركة طالبان تبلغ حوالي 90% من مساحة الدولة، والتي أصبحت ملجأ للعديد من المجاهدين حول العالم، والذين ظلوا في تدريب مستمر إلى عام 2001م.

اقرأ أيضًا: هل طالبان سنة ام شيعة

التقدم السريع لطالبان

لقد قامت حركة طالبان بالاستيلاء على المناطق الأفغانية من الحكومة، كما أنه في مناطق أخرى، قام الجيش الوطني الأفغاني بالانسحاب دون حدوث أي إطلاق للنيران، وبالرغم من الاستمرار في الاشتباكات لبعض الأسابيع، إلا أنه خلال العشرة أيام الماضية استطاعت حركة طالبان التقدم بسرعة في كافة أنحاء البلاد، وذلك نتيجة خروج الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى فرار الرئيس الأفغاني (أشرف غني) في غضون ذلك، كما بدأ الاتحاد الأوروبي في تحذير حركة طالبان من أنهم سوف يتعرضون للقطع من المجتمع الدولي، في حال سيطروا على الحكم عن طريق العنف.[1]

شاهد أيضًا: من هو أسامة بن لادن السيرة الذاتية ويكيبيديا

أسباب سقوط أفغانستان في يد طالبان

إن السقوط السريع لأفغانستان في يد حركة طالبان وفشل القوات الأمريكية في الاستمرار مع الحكومة الأفغانية ضدهم، أدى إلى التساؤل حول الأسباب التي أدت إلى حدوث هذا، وفي الآتي توضيحها:

  • هروب الجنود: مع سقوط المناطق والمدن خلال هجوم طالبان دون وجود دعم واضح من الجيش الأفغاني أو قوات الشرطة، بدأ الجنود في الهروب بعد اكتشافهم أن القتال لم يعد يفيد بعد الآن، وبالأخص إذا عرضت الحركة عليهم الخروج بطريقة آمنة.
  • عدم تلقي المساعدات: لم تكن قوات الحكومة والشرطة الأفغانية تحصل على مساعدات، حيث إن عددهم يصل إلى حوالي 350 ألف مقاتل، ولكنهم لم يحصلوا على التكلفة المناسبة بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الحلفاء الغربيين، وهي من الأسباب التي جعلت الرئيس الأمريكي (بايدن) يعلن عن انسحاب كافة القوات الأميركية من أفغانستان.
  • اضطراب حكومة الرئيس: ازداد اضطراب حكومة الرئيس الأفغاني (أشرف غني) نتيجة التخبط الاستراتيجي، بالإضافة إلى أن حركة طالبان استغلت مفاوضات السلام التي أقامتها مع الولايات المتحدة من أجل خداع الحكومة حول أهدافها خلال التحضير وتنفيذ الهجوم.
  • فشل المحاولات الأمريكية: عندما فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة على حركة طالبان، بدأت في سحبت الدعم الجوي الخاص بها، مما يشير إلى أن الجيش الأفغاني أصبح غير قادر على المواجهة.

وهنا نصل إلى نهاية مقالنا وقد تناولنا فيه قصة طالبان وافغانستان كاملة، إلى جانب تفسير طالبان للشريعة، والتقدم السريع لطالبان، وأيضًا أسباب سقوط أفغانستان في يد طالبان.

المراجع

  1. bbc.com , Mapping the advance of the Taliban in Afghanistan , 18/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *