لماذا الشيعة يحبون الحسين

لماذا الشيعة يحبون الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإمام الثالث عند الشيعة، وسيد شباب أهل الجنة كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن لماذا الشيعة يحبون الحسين، وعن من هو الحسين الذي يحبه الشيعة، ومن هم الشيعة، وعن نشأة الشيعة وجذورها التاريخية.

لماذا الشيعة يحبون الحسين

إن سبب محبة الشيعة للحسين هو استشهاده رضي الله عنه على يد جيش الأمويين بعد مطالبته بالخلافة معتمدًا على دعوات من أهل العراق، حيث يروي المؤرخون أن الحسين بن علي بن أبي طالب توجه مع رهط من صحبه وأهله إلى الكوفة، للمطالبة بالخلافة بعد تلقيه دعوات من أهل العراق، وكان يزيد بن معاوية قد تولى الخلافة بعد وفاة أبيه، الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان، لكن والي يزيد في البصرة والكوفة أرسل قوة لمواجهة الحسين مع العدد القليل من أنصاره، مما اضطره إلى مواصلة السير باتجاه كربلاء حيث جرت محاصرتهم ومنع الماء عنهم، ومن ثم قتلهم وأسر النساء والأطفال من أهله وبينهم ابنه، علي زين العابدين، الإمام الرابع لدى الشيعة، وتشكل هذه الواقعة بمقتل الحسين وأنصاره، منعطفًا هامًا في تحديد المنحى الذي سارت عليه طقوس الطائفة الشيعية، الأمر الذي أسهم، إلى حد كبير، في تشكيل هويتها.

وهناك سبب آخر هو أن الحسين كان قد تزوج من ابنة كسرى يزدجرد، وأصل الشيعة يرجع إلى بلاد فارس، وبذلك فهم يعتبرون من أحفاد كسرى وأهله، فلهذا السبب يحب الشيعة الحسين -رضي الله عنه- ويعظمونه ويقدسونه.

شاهد أيضًا: هل الشيعة يصومون يوم عرفه

من هو الحسين الذي يحبه الشيعة

هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد في المدينة، ونشأ في بيت النبوة، وهو الّذي تأصلت العداوة بسببه بين بني هاشم وبني أمية حتى ذهبت بعرش الأمويين، وذلك أن معاوية بن أبي سفيان لما مات، وخلفه ابنه يزيد، تخلف الحسين عن مبايعته، ورحل إلى مكة في جماعة من أصحابه، فأقام فيها أشهرا، ودعاه إلى الكوفة أشياعه فيها، على أن يبايعوه بالخلافة، وكتبوا إليه أنهم في جيش متهيئ للوثوب على الأمويين. فأجابهم، وخرج من مكة مع مواليه ونسائه وذراريه ونحو الثمانين من رجاله. وعلم يزيد بسفره فوجه إليه جيشا اعترضه في كربلاء فنشب قتال عنيف أصيب الحسين فيه بجراح شديدة، وسقط عن فرسه، فقطع راسه شمر بن ذي الجوشن، وأرسل رأسه ونساءه وأطفاله إلى دمشق، دفن جسده في كربلاء. واختلف في الموضع الّذي دفن فيه الرأس فقيل في دمشق، وقيل في كربلاء، مع الجسد، وقيل في مكان آخر، كان استشهاده يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية، وهو يوم حزن وكآبة الشيعة.[1]

شاهد أيضًا: من هم أهل البيت الذين خصهم الله في القرآن الكريم

من هم الشيعة

الشيعة في اللغة الأتباع والأنصار والأعوان والخاصة، قال الأزهري: “والشيعة أنصار الرجل وأتباعه، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة”، وقال الزبيدي: “كل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، وكل من عاون إنساناً وتحزب له فهو شيعة له، وأصله من المشايعة وهي المطاوعة والمتابعة”، وقد اختلفت وجهات نظر العلماء في التعريف بحقيقة الشيعة، كما يلي:[2]

  • أنه علم بالغلبة على كل من يتولى علياً وأهل بيته، كقول الفيروزآبادي: “وقد غلب هذا الاسم على كل من يتولى علياً وأهل بيته، حتى صار اسماً لهم خاصاً”، وهذا التعريف غير سديد، لأن أهل السنة يتولون علياً وأهل بيته، وهم ضد الشيعة.
  • هم الذين نصروا علياً واعتقدوا إمامته نصاً، وأن خلافة من سبقه كانت ظلماً له، وهذا التعريف ينقضه ما ذهب إليه بعض الشيعة من تصحيحهم خلافة الشيخين، وتوقف بعضهم في عثمان، وتولى بعضهم له كبعض الزيدية.
  • هم الذين فضّلوا علياً على عثمان رضي الله عنهما، وهذا التعريف غير صحيح كذلك؛ لانتقاضه بما ذهب إليه بعض الشيعة من البراءة من عثمان.
  • الشيعة اسم لكل من فضل علياً على الخلفاء الراشدين قبله رضي الله عنهم جميعاً، ورأى أن أهل البيت أحق بالخلافة، وأن خلافة غيرهم باطلة، وهذا التعريف هو الراجح لضبطه تعريف الشيعة كطائفة ذات أفكار وآراء اعتقادية.

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته

نشأة الشيعة وجذورها التاريخية

إن الشيعة بأصولها ومعتقداتها لم تولد فجأة، بل مرت بمراحل كثيرة ونشأت تدريجياً، وفيما يلي نورد الأقوال المختلفة في نشأة الشيعة:[3]

رأي الشيعة في نشأة التشيع

لم يكن لهم رأي موحد في هذا، ويمكن تلخيص ذلك في ثلاثة أقوال:

  • القول الأول: إن التشيع قديم ولد قبل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه ما من نبي إلا وقد عرض عليه الإيمان بولاية علي، وقد وضع الشيعة أساطير كثيرة لإثبات هذا الشأن.
  • القول الثاني: يزعم أصحاب هذا الرأي أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي وضع بذرة التشيع، وأن الشيعة ظهرت في عصره، وأن هناك بعض الصحابة الذين يتشيعون لعلي، ويوالونه في زمنه صلى الله عليه وسلم.
  • القول الثالث: يجعل تاريخ ظهور الشيعة يوم الجمل.

آراء غير الشيعة في نشأة التشيع

يمكن تلخيص أقوال غير الشيعة لنشأة التشيع فيما يلي:

  • القول الأول: إن التشيع ظهر بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث وجد من يرى أن أحقية علي -رضي الله عنه- بالإمامة. وهذا الرأي قال به طائفة من القدامى والمعاصرين، منهم العلامة ابن خلدون، وأحمد أمين، وبعض المستشرقين، وهذا القول منهم مبني على ما نقله البعض من وجود رأي يقول بأحقية قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخلافة بعده.
  • القول الثاني: أن التشيع لعلي بدأ بمقتل عثمان – رضي الله عنه، يقول ابن حزم: “ثم ولي عثمان، وبقي اثني عشر عاماً، وبموته حصل الاختلاف، وابتدأ أمر الروافض”، والذي بدأ غرس بذرة التشيع هو عبد الله بن سبأ اليهودي، والذي بدأ حركته في أواخر عهد عثمان، وأكد طائفة من الباحثين القدماء والمعاصرين على أن ابن سبأ هو أساس المذهب الشيعي والحجر الأول في بنائه، وقد تواتر ذكره في كتب السنة والشيعة على حد سواء.
  • القول الثالث: ويقول بأن منشأ التشيع كان سنة 37هـ‍، ومن أشهر القائلين بهذا الرأي صاحب مختصر التحفة الاثني عشرية حيث يقول: “إن ظهور اسم الشيعة كان عام 37هـ”، وهذا القول يربط نشأة التشيع بموقعة صفين، حيث وقعت سنة 37هـ، بين الإمام علي ومعاوية -رضي الله عنهما- وما صاحبها من أحداث، وما أعقبها من آثار.

شاهد أيضًا: متى كان يوم غدير خم

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن لماذا الشيعة يحبون الحسين، وعن من هو الحسين الذي يحبه الشيعة، ومن هم الشيعة، وعن نشأة الشيعة وجذورها التاريخية.

المراجع

  1. marefa.org , الحسين بن علي , 13/08/2021
  2. dorar.net , التعريف بالشيعة لغة واصطلاحا , 13/08/2021
  3. dorar.net , نشأة الشيعة وجذورها التاريخية , 13/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *