لماذا ندرس الجغرافيا

لماذا ندرس الجغرافيا هذا السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الكثيرين ممن يختصون بهذا النوع من أنواع المعرفة أو من قبل الطلاب الذين يطالعونها في فصولهم أو حتى من قبل عشاق المغامرات الطبيعية والنظر ما خلف الحدود وعلمائها ومحبي اكتشافها وغيرهم من المهتمين، وفي هذا المقال عبر موقع المرجع سوف نجيب على سؤالكم لماذا ندرس الجغرافيا بعد أن نتعرف على علم الجغرافيا وغيرها من المواضيع التي تهم قرائنا الكرام في هذا المجال. 

علم الجغرافيا

تعرف الجغرافيا على أنها دراسة البيئات والأماكن والمساحات المتنوعة على سطح الأرض وتفاعلاتها وبصيغة أخرى يمكن القول أن علم الجغرافيا يسعى للإجابة على أسئلة لماذا تكون الأشياء كما هي وأين توجد، وبشكل عام إن الانضباط الأكاديمي الحديث للجغرافيا متجذر في الممارسة القديمة من حيث أنه يهتم بخصائص الأماكن ولا سيما في بيئاتها الطبيعية وشعوبها والعلاقات بين الاثنين، ومع أن الملامح الأولية والهوية لهذا العلم  وضعت منذ 2000 سنة قبل اليونانيين القدامى الذي كان يعتمد على وصف الأرض إلا أن ما يُفهم الآن على أنه جغرافيا تم تفصيله قبل ذلك في العالم العربي وفي أماكن أخرى، وبطليموس كان مؤلف واحد من الكتب الأولى في دليل الجغرافيا، على الرغم من وجود تعليم سابق لما يسمى الآن بالجغرافيا فإن الانضباط الأكاديمي هو إلى حد كبير من إبداع القرن العشرين، والذي يشكل جسراً بين العلوم الطبيعية والاجتماعية، وتاريخ الجغرافيا هو تاريخ التفكير في مفاهيم البيئات والأماكن والمساحات والذي يغطي محتواها فهمًا للواقع المادي الذي نشغله وتحولاتها للبيئات إلى أماكن نجدها أكثر راحة للعيش فيها.[1]

شاهد أيضاً: من أول عالم استعمل كلمة جغرافيا

لماذا ندرس الجغرافيا

قد نقوم بدراسة الجغرافيا حباً بالطبيعة أو عشقاً للمغامرة واكتشاف الظواهر الطبيعة الجميلة والمبدعة، ولكن بصرف النظر عن شغفنا بالجغرافيا فنحن نعلم أنه لولا ما قام الإنسان به من اكتشاف وتفسير ما كنا لنعرف سبب اختلاف العالم كثيرًا عما هو عليه اليوم، وفيما يلي نقدم أهم الأسباب التي تدفعنا لدراسة هذه المادة الممتعة وهي التالي:[2]

• تساعدنا على فهم النظم الفيزيائية: فهذه النظم الأساسية تؤثر على الحياة اليومية في الطبيعة الأم مثل شرح دورات المياه وتيارات المحيطات جميعها باستخدام الجغرافيا وهذه أنظمة مهمة جداً للمراقبة والتنبؤ من أجل المساعدة في تقليل تأثير الكوارث أو بحثًا عن موارد مهمة للاستفادة منها.
• معرفة موقع الأماكن والخصائص المادية والثقافية: وهذه المعرفة للأماكن تساعدنا في العمل بفعالية أكثر في عالمنا المترابط بشكل متزايد وذلك نظرًا لمدى عالمية سوقنا الحديث، كما أنه من المهم أن يكون لديك فهم لأماكن تواجد البلدان والثقافات بالنسبة لبعضهم البعض.
• فهم جغرافيا العصور الماضية: وذلك لفهم كيف لعبت الجغرافيا أدوارًا مهمة في تطور الأشخاص وأفكارهم وأماكنهم وبيئاتهم حيث أنه تتقاطع المعرفة الجغرافية مع مواضيع أخرى مثل علم الأحياء والتاريخ ويمكن أن تساعد في اكتساب فهم أفضل للأمور في هذه المواضيع.
• فهم التنظيم المكاني للمجتمع: وذلك للنظر برؤية النظام فيما يبدو غالبًا أنه تشتت عشوائي للأشخاص والأماكن فنحن دائماً ما نسأل لماذا نعيش في المدن أو الأماكن التي نعيش فيها حالياً، حيث تعطينا دراسة الجغرافيا فكرة جيدة عن سبب إنشاء البلدات والمدن في مواقع معينة ولماذا ازدهر بعضها أكثر من الآخر.
• فهم العلاقة البيئة والمجتمع: وهذا يجعلك قادرًا على إصدار أحكام معقولة حول الأمور المتعلقة بالعلاقات بين البيئة المادية والمجتمع فنحن نسأل أحياناً لماذا لا نعيش في مواقع معينة، ومن هذه النقطة سنجد أن فهم الجغرافيا يتيح لنا معرفة المواقع غير المثالية للتطوير وكذلك أفضل طريقة لتطوير أو توسيع المدن والبلدات.
• تقدير الأرض كموطن للبشرية: وذلك يهدف لتقديم نظرة ثاقبة لقرارات الإدارة الحكيمة حول كيفية استخدام موارد كوكب الأرض من حيث أن موارد الأرض محدودة وتحتاج إلى إدارتها بطريقة مسؤولة، ولذلك تُعلمنا الجغرافيا كيفية الاستخدام المستدام للموارد المتاحة بالإضافة إلى المساعدة في تحسين حالة أولئك المعرضين لخطر النفاد.
• فهم الترابط العالمي: يمكن للجغرافيا أن تساعدنا على أن نكون أكثر وعياً بالعالم من حولنا حيث أنه كونك مواطنًا عالميًا أفضل يعني فهم الآخرين بشكل أفضل ومعرفة حدود الأرض وكلاهما يعمل على جعل كوكبنا أكثر ملاءمة.

فروع علم الجغرافيا

لا يقتصر علم الجغرافيا على على دراسة المناظر البيئات المختلفة وتوزعها على خارطة العالم، وإنما تشمل مجالات أخرى كالجغرافيا البشرية والجغرافية الطبيعية وغيرها والتي سنتعرف عليها فيما يلي:[3]

• الجغرافيا البشرية: يُعرف هذا المجال أيضًا باسم علم الجغرافيا البشرية والذي يستكشف الجوانب الاجتماعية للأرض  وكيف تطورت عبر العصور و الديناميكيات التي غيرت بيئتنا كما يحتوي هذا الفرع الجغرافي على مجالات مختلفة في حين أن المجالات الأربعة المهمة هي الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتاريخية.
• الجغرافيا الفيزيائية: ويشمل هذا الفرع  الكثير من الدراسات مثل الجغرافية العملية و الديناميكيات الطبيعية والأغلفة المختلفة للأرض مثل الغلاف الجوي والغلاف المائي والمحيط الحيوي وما إلى ذلك ، كما أنه يحتوي على حقول فرعية مختلفة أكثر أهمية من حولنا مثل الهيدرولوجيا وعلم المناخ وعلوم التربة وتكوينها.
• الجغرافيا المتكاملة: والذي يتعامل مع علاقة الأرض بالبشر والعكس فمنذ الانفجار العظيم الذي حصل في الماضي إلى العصر الحديث الحالي فقد تطور كوكبنا وتأثر بشكل كبير بوجودنا، حيث أن البشر قاموا باستهلاك موارد الأرض المختلفة وقاموا أيضًا ببناء آلات ومعدات للسيطرة عليها، فكل ط أجهزة الاستشعار عن بعد هذه إضافة إلى الموارد التي صنعت من قبل الإنسان  والكوارث وما إلى ذلك تندرج تحت اسم الجغرافية المتكاملة.
• رسم الخرائط: وهو فرع آخر مثير للاهتمام من الجغرافيا والتي تسمى ممارسة صنع الخرائط وعرض البيانات الدقيقة إضافة إلى رسم الخرائط  كما يشمل المعرفة العلمية والرسومية والفنية في مختلف المناطق والدول والقارات، وبالرغم من أن الأمر يبدو مشوقاً  إلا أن التفوق في هذا المجال يتطلب منحنى ذهنيًا جيدًا ومبدعًا مع مواقع وتفاصيل دقيقة، حيث يمكن تغيير البيانات المكانية للخريطة بسبب البيئة المتغيرة وديناميكيات الأرض ولذلك من الضروري الاستمرار في تحديث الخريطة العالمية الحالية.  •الجغرافية الهندسية أو الجيوماتكس: ترتبط الجيوماتكس بأنظمة المعلومات الجغرافية والعلوم الجغرافية المكانية الأخرى حيث يدرس هذا الفرع الجغرافي هندسة الجمع والتوزيع والتخزين والتحليل والمعالجة وتقديم البيانات التي تم جمعها حول المعلومات الجغرافية، وتأتي أهمية هذا الفرع من حيث أنه سمح  بتطوير أنظمة تحديد المواقع العالمية GPS والصور الجوية الرقمية عبر الأقمار الصناعية وأنظمة المعلومات الجغرافية القائمة على الكمبيوتر GIS كما يدخل هذا الفرع في مجال العلوم الأخرى والهندسة لمسح المجالات الأخرى ودمجها.

شاهد أيضاً: ماهي دول شرق آسيا

أهمية علم الجغرافيا

يتعدى مفهوم علم الجغرافيا أكثر من مجرد خرائط وبوصلة وسلاسل جبلية وغيرها بل هي دراسة الأماكن والعلاقات بين الناس وبيئاتهم، فلا تأتي أهمية الجغرافيا فقط من فهم الخصائص الفيزيائية للعالم على الرغم من أن هذا بالطبع مهم بحد ذاته، بل تأتي أهميتها من كيفية ربط الناس ببيئتهم، حيث تجعل القدرة على فهم هذا الترابط من الجغرافيا جزءًا مهمًا من التعليم وفهمنا للعالم من حولنا إضافة إلى فهمنا للتاريخ البشري:[4]

• أهميتها في التعليم: حيث تساعد الجغرافيا الطلاب على فهم العالم المادي  مثل الأرض والهواء والماء والبيئة كما أنه يساعدهم على فهم البيئات البشرية مثل المجتمعات المحلية والأخرى العالمية والانفتاح عليها، وهذا يشمل أيضًا الاقتصاد ، والقضايا الاجتماعية والثقافية ، وأحيانًا القضايا الأخلاقية، كما أنه يساعد الطلاب في التعرف أكثر على الترابط بين البشر وبيئتهم لاسيما فيما يتعلق بالتجارة والهجرة وتغير المناخ وغيرها.
• أهميتها في حياة الإنسان: حيث أنها توفر منظورًا مختلفًا للعالم وأحداثه سواء من الناحية المكانية أو على مستويات مختلفة، وهذا من شأنه أن يسمح بوضع الأحداث والأخبار العالمية في سياقها بناءً على المنطقة الجغرافية ومدى ارتباطها ببقية العالم، كما أن الجغرافيا مهمة لفهم العولمة  في العالم الحديث بعد أن أصبحت العولمة مهمة أكثر حيث يمكن للبلدان وشعوبها التواصل بشكل فوري، ومن ناحية أخرى يعد فهم الثقافات المختلفة بناءً على منطقتهم الجغرافية أمرًا أساسيًا للقدرة على الارتباط كجزء من المجتمع العالمي.
• أهميتها في التاريخ: فلا تحدث الأحداث البشرية في فراغ وإنما تحدث دائمًا في وقت معين وفي مكان معين وهذا ما تركز جغرافيا التاريخ عليه وهو فهم المكان، حيث يمكن للجغرافيا أن تساعد في معالجة الخصائص البشرية التي كانت مهمة للأحداث مثل السكان أو التركيبة السكانية، كما يمكن أن يساعد في فهم البيئة الجغرافية التي حدثت فيها الأحداث مثل مصادر المياه أو الارتفاع فالحضارة الفرعونية مثلاً تسمى أيضاً حضارة نهر النيل، والأهم من ذلك أنها يمكن أن تساعد في الكشف عن العلاقات بين الإنسان والبيئة التي ربما أثرت على الحدث.

وبهذا القدر نكتفي بعد أن أفضنا في الشرح في مقالنا الذي كان بعنوان لماذا ندرس الجغرافيا والذي تعرفنا من خلاله على علم الجغرافيا وفروعه المهمة وأهميته في العديد من المجالات.