لماذا المحامي يدافع عن المجرم رغم معرفته للحقيقة

لماذا المحامي يدافع عن المجرم رغم معرفته للحقيقة، يسعى المحامي بكافة السبل إلى الدفاع عن موكله لتبرئته من أي أفعال مشينة نُسبت إليه، كما يُقدم الأدلة والبراهين على ذلك، وبصرف النظر عن الحقيقة، والتي تترك أخيرًا إلى المرفق القضائي، لذلك خصص الموقع المرجع هذا المقال للإجابة عن سؤال لماذا المحامي يدافع عن المجرم رغم معرفته للحقيقة، وبيان من هو المحامي، ومن هو المجرم، وتوضيح حكم العمل في مهنة المحاماة، ومعرفة ما إذا كان يجوز الدفاع عن المجرم، وشروط ممارسة مهنة المحاماة.

لماذا المحامي يدافع عن المجرم رغم معرفته للحقيقة

محامو الدفاع ملزمون أخلاقياً بتمثيل جميع العملاء ويبذلون في ذلك العناية اللازمة بموجب وكالة ممنوحة لهم، بغض النظر إن كانوا جناة، أو مجني عليهم، فالمحامون هم أسياد الحق، وفي نظرهم أن جميع الأشخاص بريئون، ويجب الدفاع عنهم، ما لم تثبت قريتة قاطعة على أنهم مذنبون، وكذلك أولئك الذين يعتقدون أنهم أبرياء من الناحية الواقعية، لذلك الدفاع القوي بالنسبة لهم ضروري لحماية الأبرياء، لكن في الحقيقة، لا يعرف محامي الدفاع أبدًا تقريبًا ما إذا كان المدعى عليه مذنبًا بارتكاب جريمة ما، لمجرد أن المدعى عليه قال إنه فعل ذلك لا يجعل الأمر كذلك.[1]

في بعض الأحيان قد يكذب المدعى عليه ليأخذ جريمة ما عن شخص يريد حمايته، أو قد يكون مذنبًا، ولكن فقط بجريمة مختلفة وأقل من تلك التي يحاكمها المدعي العام، قد يكون المدعى عليه قد ارتكب الفعل المعني، ولكن قد يكون للموكل دفاعًا صالحًا من شأنه أن يبرئه لهذه الأسباب، من بين أسباب أخرى، أنه غالبًا لا يسأل محامو الدفاع موكليهم عما إذا كانوا قد ارتكبوا الجريمة أم لا، بدلاً من ذلك، يستخدم المحامي الحقائق لتقديم أفضل دفاع ممكن ويترك مسألة الذنب للقاضي أو هيئة المحلفين.[1]

شاهد أيضًا: ما هو لبس المحاميات في السعودية

من هو المحامي

المحامي (بالإنجليزية: Lawyer) هو مدرب ومرخص له لإعداد وإدارة ومقاضاة أو الدفاع عن دعوى قضائية كوكيل لآخر، كما يقدم المشورة بشأن المسائل القانونية التي قد تتطلب أو لا تتطلب إجراءات قضائية، كما يطبق المحامون القانون على قضايا محددة، بالإضافة على أنهم يقومون بالتحقيق في الوقائع والأدلة من خلال التشاور مع موكليهم ومراجعة المستندات، ويقومون بإعداد وتقديم المرافعات في المحكمة، في المحاكمة، يقدمون الأدلة، ويستجوبون الشهود، ويجادلون في مسائل القانون والوقائع، إذا لم يقروا بالقضية، فقد يسعون إلى محاكمة جديدة أو الحصول على مساعدة في محكمة الاستئناف.[2]

في كثير من الحالات، يمكن للمحامين التوصل إلى تسوية للقضية دون محاكمة من خلال التفاوض والمصالحة والتسوية، بالإضافة إلى ذلك، يمنح القانون الأفراد سلطة ترتيب وتحديد حقوقهم القانونية في العديد من الأمور وبطرق مختلفة، من خلال الوصايا أو العقود أو لوائح الشركات، ويساعد المحامون في العديد من هذه الترتيبات، منذ القرن العشرين، كان مجال عمل المحامين سريع التطور وهو تمثيل العملاء أمام اللجان الإدارية والمحاكم وأمام اللجان، يتمتع المحامون بعدة ولاءات في عملهم، بما في ذلك الولاء لعملائهم، وإقامة العدل، والمجتمع، وشركائهم في الممارسة العملية، ولأنفسهم، وعندما تتعارض هذه الولاءات، تهدف معايير المهنة إلى إحداث مصالحة.[2]

تختلف الممارسة القانونية من بلد إلى آخر، ينقسم المحامون في إنجلترا إلى محامين، يترافعون في المحاكم العليا، ومحامون، يقومون بأعمال مكتبية ويترافعون في المحاكم الأدنى، غالبًا ما يتخصص المحامون في الولايات المتحدة في مجالات محدودة من القانون، مثل الجنائية أو الطلاق أو الشركة أو الوصية أو الإصابة الشخصية، على الرغم من أن العديد منهم يشاركون في الممارسة العامة.[2]

من هو المجرم 

المجرم (بالإنجليزية: A criminal) مصطلح شائع يستخدم للإشارة إلى الشخص الذي ارتكب جريمة أو تمت إدانته قانونًا بارتكاب جريمة، المجرم يعني أيضًا الارتباط بجريمة، خاصة عندما تكون هناك أفعال أو أشخاص معينون متورطون في جريمة أو مرتبطون بها، يُطلق عليهم مصطلح إجرامي، على سبيل المثال: “مؤامرة إجرامية”، “أخذ إجرامي”، “عصابة إجرامية”، كما تتضمن بعض الاستخدامات الشائعة لمصطلح “جنائي” بالمعنى القانوني ما يلي:[3]

• القانون الجنائي: القانون الجنائي هو نظام قانوني يتعامل مع القضايا القانونية التي تنطوي على جريمة.
• القضية الجنائية: تتعلق بمحاولة الحكومة نيابة عن مواطنيها معاقبة شخص لمخالفته قانونها الجنائي.
• الإجراءات الجنائية: هو المصطلح المستخدم للقواعد المستخدمة من قبل المحكمة وهي تنظر في قضية جنائية منذ بدايتها وحتى المحاكمة.

حكم العمل في مهنة المحاماة

المحاماة من المهن العظيمة، وهي جائزة وغير مُحرمة، ولكن حتى تكون كذلك يجب أن تنصب بشكلٍ أساسي على الحق؛ أي إيصال الحق لكل ذي حق، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴾[4]، أيضًا قال الشيخ السعدي رحمه الله: “أي: لا تخاصم عمن عرَفت خيانته مِن مُدع ما ليس له، أو منكرٍ حقًّا عليه، سواء علِم ذلك أو ظنَّه”، ويُستنتج من قوله هذا أن مهنة المحاماة مُحرمة في حال الدفاع عن الباطل، سواء أكانت هذه الوكالة مُنصبة على الحقوق الدينية أو الحقوق الدنيوية.[5]

شاهد أيضًا: معلومات عن تخصص القانون

هل يجوز الدفاع عن المجرم

يجب أن لا يترافع المحامي عن الأشخاص المُجرمين، والسعي من أجل تبرئتهم من التهم المنسوبة لهم على وجه اليقين، ففي حال سعى المحامي من أجل الدفاع عن موكله، وهو يعلم بشكلٍ جازم أنه مُرتكب الجرم المنسوب إليه، فهو آثم؛ لأنه يعلم بحرمة ذلك مُسبقًا، وبالرغم من ذلك أصر على الدفاع عنه، ولكن يجدر بالذكر هنا أن مهنة المحاماة من المهن السامية والمشروعة، ولكن مشروعيتها مشروطة بالدفاع عن المظلومين فقط، ومن يقوم بالمرافعة عن مجرم يعلم أنه ارتكب جريمة فهو آثم وما له في ذلك باطل والله أعلم.[6]

شروط ممارسة مهنة المحاماة

يُشترط في الشخص الذي يرغب بأن يُصبح محامي الشروط الآتية مُجتمعة، وفي حال عدم توافر أي شرط لا يُمكنه أن يُصبح محاميًا، هذه الشروط متمثلة بما يأتي:

• الحصول على درجة البكالوريوس في القانون.
• الانتساب إلى نقابة المحامين الموجودة في الدولة التي يحمل جنسيتها الشخص.
• التدرب على أعمال المحاماة لمدة سنتين في مُعظم الدول؛ كالمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية.
• بعد انتهاء مدة التدريب يجب التقدم لاختبارات التدريب المنصوص عليها بحس نظام النقابة التي يتبع لها الشخص.
• بعد اجتياز ما سبق يتقدم المحامي بطلب لنقل اسمه من سجل المحامين المتدربين إلى سجل المحامين المزاولين.
• أخيرًا يُصبح المحامي قادرًا على الترافع أمام مُختلف المحاكم وتقديم الاستشارات القانونية وتنظيم العقود القانونية.

يتضح مما سبق مهنة المحاماة من المهن العظيمة، وبعد الإجابة عن سؤال لماذا المحامي يدافع عن المجرم رغم معرفته للحقيقة تبين أن هناك العديد من الأسباب التي يُدافع فيها المحامي عن موكله، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنه وفي حال تم الدفاع عن مجرم يعلم المحامي مُسبقًا بارتكابه الجرم فإنه يُعد آثم.