لماذا سمي العصر الجاهلي بهذا الاسم

لماذا سمي العصر الجاهلي بهذا الاسم هو السّؤال الذي سيناقشه ويجيب عنه هذا المقال، فالمهتمّين بالتّاريخ وخاصّةً التّاريخ الإسلامي والعربي، سيولون اهتماماً كبيراً للعصر الجاهلي الذي سبق عصراً عظيماً جدّاً، وهو عصر البعثة النّبويّة وبداية العصر الإسلامي الذي غيّر مسار الأمّة العربيّة وكذلك غيّر من مسار التّاريخ، وحوّل النّاس من الظّلمات للنّور ومن الضّلال للهداية، وقد كان العصر الجاهليّ يمتاز بعدّة خصائص وميّزات منها الإيجابي ومنها السّلبي، فكان أرضاً خصبة لزرع بذرة الإسلام ونموّها منه، ولذلك سيجيب موقع المرجع في هذا المقال على سبب تسمية العصر الجاهلي بهذا الاسم وسيعرّف بالعصر الجاهلي ومصطلح الجاهلية.

مصطلح الجاهلية

سيدفع البحث عن لماذا سمي العصر الجاهلي بهذا الاسم القارئ أو الباحث للبحث عن مصطلح الجاهلية ومعناه، خصوصاً وأنّ كلمة الجاهليّة من الكلمات الكثيرة التي تتبادر إلى السّمع، والجاهلية لغةً اسمٌ مؤنّث من اسم الفاعل جاهل، والجاهليّة مصطلحٌ يُطلق على حال العرب قبل الإسلام من الضّلالة والوثنيّة والجهالة والعصبيّة القبليّة، وقد وردت كلمة الجاهليّة في القرآن الكريم وتُشير كذلك إلى حياة الأمم قبل الإسلام والجهل من النّاحية الدّينية، ويرى المفسّرون أنّها ليست خاصّةً بالعرب بل هي لكلّ الأمم الموجودة قبل الإسلام.[1]

شاهد أيضًا: لماذا سمي الخوارج بهذا الاسم

لماذا سمي العصر الجاهلي بهذا الاسم

سمي العصر الجاهلي بهذا الاسم بسبب الجهل المناقض للحلم والخضوع لسطوة الانفعال والاستسلام لقوة العاطفة دون الاحتكام للعقل والمنطق وبسبب الجهل عند الناس حينها بأمور الدّين، ويطلق اسم العصر الجاهلي على حال العرب تمييزاً وتفريقاً مع العهد الإسلاميّ، وذلك بعد بعثة النّبي -صلى الله عليه وسلّم- فقد كان النّاس في الجاهلية يتركون عبادة الواحد الأحد ويعبدون الأوثان والأصنام ويقدّمون القرابين لها، إلى أن جاء الإسلام وأخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور الهداية، فلم يكن هنالك دينٌ يوحّد النّاس في الجاهليّة، فمنهم من دان بالدّين المسيحي الذي كان متحرّفاً، ومنهم من دان باليهوديّة، وقد كان العرب في الجهليةّ يتفرّقون لقبائل وعشائر، ويسود النّظام الاجتماعي القبلي فكانت القبائل تشنّ الحروب على بعضها البعض للعيش ونهب الخيرات من القبائل الأخرى، وكان النّظام المجتمعيّ في حالةٍ يُرثى لها، والأصل في المعنى اللّغوي لمفهوم الجاهليّة يعود للجهل، وهو الخفّة وخلاف الطّمأنينة ونقيض العلم:[1]

  • وفي المعنى الأوّل يعبّر عنه العرب بالطّيش والسّفه والتّهوّر والحميّة.
  • أمّا المعنى الثّاني للجهل والجاهليه فله طرفان اثنان الجهل والعلم.
  • وقد طُبع مفهوم الجاهليّة بطابعٍ إسلاميّ، فصار يُعرف بأنّه المرحلة الزّمنية قبل الإسلام، ويُشير إلى التّحضّر الإسلاميّ وعلوّه على عصر ما قبل الإسلام، فلقد جاء الإسلام رافضاً ما للجاهلين من مظاهر وتصرّفاتٍ بنحوٍ لا يُرضي الله ولا يقرّ عليه النّاس.

شاهد أيضًا: لماذا سمي عام الحزن بهذا الاسم

العصر الجاهلي

العصر الجاهلي أو الجاهلية هو مفهومٌ إسلامي أطلق على أيّام الجهل والكفر قبل الإسلام ويشير إلى الحالة التي وُجد العرب فيها في شبه الجزيرة العربيّة في تلك الفترة، ويعود أصل هذا المصطلح إلى الجهالة أي التّصرّف بغباء، وقد كان هذا العصر يحمل الكثير من السّمات البارزة، فعلى الرّغم من سوء بعض العادات إلا أنّه يجود أخرى جيّدة وحسنة، كان أهل الجاهليّة يتبنّون فكرة عدم وجود الله بل كانوا يقولون بتعدّد الألهة، فصنعوا الأصنام وعبدوها وقدّموا لها القرابين، ومن أشهر أصنامهم اللات وهبل، وقد قام بعضهم بعبادة الشّمس أو الكواكب وغيرها، وبالرّغم من إطلاق اسم العصر الجاهليّ عليهم إلا أنّهم امتازوا بصفاتٍ كالذكاء والحنكة رغم جهلهم بالأمور الدينيّة والأخلاقية، وبرعوا أيضا في مختلف المجالات العلمية كالطب والتاريخ، وقد عمل النّاس في الجاهليّة بالزّراعة وتربية الماشية والتّجارة  بشكلٍ رئيسي.[1]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفاتحة بالسبع المثانى

الأخلاقيات في العصر الجاهلي

تباينت  الأخلاق عند العرب في العصر الجاهلي فكما كان فيهم رذائل الأخلاق كانت فيهم محاسنها، ومن الأخلاق الحميدة التي كانت موجودة في العصر الجاهلي:[2]

  • الكرم وهو من أكثر الصّفات التي حرص العرب على التّحلّي بها والتفاخر بوجودها، وكذلك ذمّ العرب البخيل وعُيّر ببخله، وقد أصبح إكرام الضّيف من الواجبات في الجاهليّة.
  • الوفاء بالعهد فقد كان العرب يبذلون كلّ غالٍ ونفيس في سبيل العهود واحترامها، ولم تكن العهود مكتوبة أو موثّقة بل كانت تعتمد على الكلمة، وإنّ نقض أيّ عهد كان يُعرّض بذلك من نقضه للنّقص والمعايرة.
  • الشّجاعة وعزّة النّفس، حيث لم يكن العرب يقبلون بالذّل والهوان ولا يقيمون على الضّيم، فأيّ تعرّضٍ لإهانة قد تُشعل حرباً ضروساً، ولو راحت فيها الأرواح، فكانوا سريعي  الإنفعال والغضب.
  • الحلم فبالرّغم من شدّة انفعال العرب الذي عُرفوا به فقد غلب على شاسادتهم وأشرافهم صفة الحلم، فهم يمثّلون الحكمة والعقل والطّمأنينة.
  • التفاخر والزهوّ وهي من الصّفات التي اشتهر بها العرب فيتفاخرون بالنّسب والحسب والمال والشّرف السّيادة وكثرة العدد والانتصارات والأملاك والأمجاد.
  • كان العرب يستأذنون عند دخول البيوت ويحترمون كبار السّن وكانت فيهم خصال الصّدق والصّبر وبالرّغم من هذه الصّفات والأخلاق الحسنة إلا أنّه يوجد أخلاقٌ وصفات سيّئة كثيرة.

شاهد أيضًا: لماذا سمي جبل عرفات بهذا الاسم

الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي

كانت الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي مختلفةً من أمّةٍ لأخرى ومن شعبٍ لآخر، فامتازت كلّ منطقةٍ في ذلك الزّمان بميّزاتٍ خاصّة، ففي بلاد الفرس كانت العبوديّة تنتشر بقوّة بتأليه الحاكم الفارسي، ويُقسم المجتمع لطبقاتٍ كثيرة ويُشكّل الأغلبيّة من الشّعب الطّبقة الدّنيا التي لا حقوق لها، أما عند الروم فقد كانت حياة الرّومان توحي بضلال وجهل فانتشر بينهم زواج المحارم، وكان الرّوم يعدّون الطّهارة من الخطايا، وكان ملوكهم يتلذذون بمشاهدة  الوحوش وهي تأكل النّاس، أمّا حياة العرب الاجتماعية في العصر الجاهلي تتميّز بالعصبيّة، ويُقسم المجتمع العربي لطبقاتٍ ثلاث السّادة وعامّة النّاس والعبيد، وكان السّادة الأعلى شأناً بين الطّبقات، وتورث السيادة للأبناء ونادراً ما تُكتسب اكتساباً، والطّبقات الأخرى كانت تكرّس نفسها في العمل وخدمة السّادة من القوم، انتشر الزّنا بين العرب بشكلٍ كبير، وظُلم العبيد كثيراً ولم يملكوا حقّاً من حقوق البشر أبداً، أمّا المرأة فقد كانت مظلومةً في امجتمع العربي لما تعرّضت له من وأدٍ في صغرها، وكانت تُعدّ من الأشياء المملوكة فتورّث كما يورّث المال، فكان الابن يرث زوجة أبيه بعد موته، لكن كانت في طبقة السّادة مكرّمة ومصونة، وبالرّغم من كلّ هذا انتشرت محاسن الأخلاق بين العرب.[3]

شاهد أيضًا: لماذا سمي الامام علي ابو تراب

الشعر الجاهلي

الشعر الجاهلي أو الأدب في العصر الجاهلي موطنه الجزيرة العربيّة وهو أقدم  الأدب، وقد كان الشّعر الجاهليّ من الأمور النّاضجة التي تمّ توارثها عن العصر الجاهلي، ولم يكن الشّعر المعروف الآن يشمل حقبة الجاهليّة كلّها قبل الإسلام، لذلك لا يُعرف الكثير عن نشأته وتطوّره حتى وصوله للصّورة المعروفة، وقد قيل أنّه بدأ قبل الإسلام بمائتي عام، ومن أقدم الشّعراء المعروفين امرؤا القيس بن حجر الكندي، وكانت القبائل العربيّة تتفاخر بأن شعرائها هم الأقدم والأطول باعاً، فامرؤ القيس في اليمانيّة، وعبيد بن الأبرص في بني أسد، ومهلهل بن ربيعة في تغلب، وغيرهم من الشّعراء، ولم يكن الشّعر الجاهليّ يُكتب أو يدوّن بل كان يُنقل من لسانٍ للسان وعن طريق الحفظ، وذلك بسبب انتشار الأمّيّة عند العرب وجهلهم بالكتابة، وكان الشّعر ديواناً لمناقب العرب وسجلّاً لحياتهم وانتصاراتهم، وقد صوّر الشّعر البيئة الاجتماعية السّياسيّة والمعرفيّة والاقتصاديّة وغيرها، ثمّ وصف الأخلاق الحميدة والشّجاعة والفروسيّة والكرم، وتعدّدت أغراضه فكان فيه الغزل والمدح والفخر والرّثاء والهجاء، وكانت القصيدة الواحدة تتطرّق للعديد من المواضيع والأمور، ويكاد الغزل يفوز بالنّصيب الأكبر بين الأغراض الشّعريّة، وذلك لأنّه أعلق بالأفئدة وأقربها للنّفوس وهذا يدلّ على عمق تأثير المرأة في الرّجل، وكان المديح غرضاً من أغراض الشّعر القويّة لأنّ العرب كانوا يملكون مُثلاً عليا ومعايير خلقيّة تعارفوا عليها وجاء المديح ليشهد بهذه السّجايا ويؤكّدها كالعقل والعفّة والعدل والرأي وغيرها، وكذلك كان الفخر الذي ارتبط بالمدح ارتباطاً وثيقاً.[3]

لماذا سمي العصر الجاهلي بهذا الاسم هو الموضوع الذي تناوله هذا المقال، الذي عرّف بمصطلح الجاهلية والعصر الجاهلي، ثمّ عرّف بالأخلاقيات في العصر الجاهلي، وتحدّث عن الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي وختم بالتّعريف بالشعر الجاهلي.

المراجع

  1. marefa.org , جاهلية , 04/08/2021
  2. wikiwand.com , أخلاق العرب قبل الإسلام , 04/08/2021
  3. marefa.org , جاهلية , 04/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *