هل تنقذ قمة المناخ في جلاسكو العالم من مخاطر الاحتباس الحراري؟

هل تنقذ قمة المناخ في جلاسكو العالم من مخاطر الاحتباس الحراري؟ حيث بدأت قمة المناخ السادس والعشرين أمس الأحد الموافق 31 أكتوبر 2021، باجتماع أكثر من 200 دولة من جميع أنحاء العالم، لبحث سبل التوصل إلى إنقاذ العالم من الاحتباس الحراري، الذي أصبح خطر على حياة البشر على كوكب الأرض، ومن المقرر استمرار المؤتمر لمدة أسبوعين، ومن خلال هذه المقال المقدم من موقع المرجع سنعرض تفاصيل قمة المناخ في جلاكسو.

قمة المناخ COP

إنّ قمة المناخ أو (COP) هي عبارة عن هيئة لاتخاذ القرارات، والمسؤولة بدورها عن مراقبة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بتغير المناخ (UNFCCC)، وتقوم الدول والأقاليم الموقعة على الاتفاقية الإطارية بالمشاركة في هذا المؤتمر، وتسمى هذه الدول “الأطراف” ويصل عد الدول المشاركة إلى 200، حيث يجتمع مؤتمر الأطراف (COP) كل عام بداية من عام 1995، وقد تم انعقاد الدورة ال26 هذا العام في مدينة جلاسكو في اسكتلندا.

هل تنقذ قمة المناخ في جلاسكو العالم من مخاطر الاحتباس الحراري؟

انطلقت قمة المناخ أو مؤتمر الأطراف السادس والعشرين يوم الأحد الموافق 31 أكتوبر 2021، في مدينة جلاكسو الاسكتلندية، وجاء هدف المؤتمر لهذا العام هو الحد من الانبعاثات الناتجة عن البشر من خلال محاولة الوصول إلى 1.5 درجة من الاحتباس الحراري عن طريق تقليل استخدام الفحم بالإضافة إلى وضع قواعد صارمة لسوق الكربون العالمي، مع جمع مليارات من أجل تمويل مشروعات المناخ، وقد شارك حوالي 200 دولة في هذه القمة وذلك لمحاولة إيجاد حلول للتقليل من الانبعاثات ومخاطر الاحتباس الحراري بحلول عام 2030، وذلك لإنقاذ الكوكب والمساعدة في طريقة حياة أفضل، حيث يحذر العلماء من حدوث كارثة مناخية ناتجة عن انبعاثات الوقود الأحفوري المتسببة بفعل الإنسان، حيث قال بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني إن هذه القمة “ستكون لحظة اختبار مصداقية العالم” كما أكد على القادة أن يحاولوا تحقيق أكبر استفادة للعالم من خلال هذه القمة، كما أضاف خلال حديثه وقال:[1]

“السؤال الذي يسأله كل شخص هو ما إذا كنا سنستغل هذه اللحظة أم سندعها تفلت منا”، وجاء ذلك خلال خطابه أمام المؤتمر الذي من المقرر أن يستمر لمدة أسبوعين”.

الدول المشاركة في جلاسكو

ضمت قمة المناخ السادس والعشرين نحو 200 دولة، ولكن من المقرر عدم حضور بعض القادة الرئيسيين، وذلك مثل الرئيس الصيني شي جين بينغ، بالإضافة إلى عدم حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، ومن المقرر إرسال الدول المشاركة ممثلين عنهم، وهناك بعض الدول التي سيحضر رؤسائها شخصيًا، وآخرون سيحضرون من خلال خاصية الاتصال المصور من المنزل، والجدير بالذكر أنه قد تم وضع قواعد حادة وصارمة لوضع الأقنعة الطبية والكمامات، والسماح لعدد معين من الحضور في غرف التفاوض، حيث جاءت هذه الإجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

اقرأ أيضًا: تعد أهم عناصر المناخ لتأثيرها في بقية العناصر الأخرى

أهداف قمة المناخ في جلاسكو

تم تحديد أهداف قمة المناخ في جلاكسو والتي تتمثل في إيجاد حل للمشكلات التالية: “الفحم والسيارات والنقود والأشجار“، وذلك من أجل الحد من الاحتباس الحراري، الأمر الذي يشير إلى إنهاء استخدام الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى التلوث العالمي، وبالتالي التخلص الإنهاء التدريجي من ما يسمى بمحركات الاحتراق الداخلي، كما يهدف المؤتمر إلى جمع الأموال لمساعدة الدول النامية للتحول إلى استخدام طاقة أكثر نظافة وحماية للبيئة للحد من تلوث المناخ، والجدير بالذكر أن الحد من إزالة الغابات هي أحد الموضوعات التي سيتم طرحها في المؤتمر، بالإضافة إلى العمل على تحديد القواعد العالمية لتسعير الكربون المُستخدم عالميًا.

تصريحات جو بايدن في قمة المناخ في جلاكسو

صرح الرئيس الأمريكي جو بايدة اليوم الاثنين الموافق الأول من نوفمبر أن الوقت قد حان من أجل التصرف في مواجهة التهديد الوجودي الذي يتسبب فيه التغير المناخي، حيث أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من ظواهر المناخ المتغيرة والمتطرفة حيث قال:

“لم نواجه الأسوأ بعد من جراء تغير المناخ.. ويجب أن تكون قمة غلاسكو انطلاقة جديدة للعمل ضد التغير المناخي”

وجاء ذلك خلال خطابه في قمة المناخ السادسة والعشرين في جلاكسو، الذي أكد من خلالها أن الإنسان هو السبب الرئيسي في تلويث المناخ والبيئة، ويلزم تغيير ممارسات البشر للحد من مخاطر المناخ المنتظرة، كما أشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقوم بتقليص الغازات الدفيئة بداية من الوقت الحالي وحتى عام 2030، بالإضافة إلى العمل على توليد الطاقة من خلال الرياح، وتابع حديثه قائلًا:

“يجب تسخير التكنولوجيا لزيادة كفاءة الطاقة البديلة”، مبيّنا أن “التحرك لمعالجة أزمة المناخ سيخلق وظائف جديدة”.

كما أكد بايدة خلال خطابه على أن واشنطن ستصبح رائدة في مواجهة تغيير المناخ عالميًا، كما أشار أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقوم بمساعدة الدول الفقيرة والنامية لمواجهة هذه الظاهرة.

احتجاجات ترافق قمة المناخ في جلاكسو

أقيم اليوم الاثنين الموافق الأول من نوفمبر احتجاجات ومظاهرات من قِبل ناشطي المناخ في مدينة جلاسكو، حيث سار الكثير منهم سيرًا لمسافات كبيرة من أجل الوصول إلى مدينة جلاسكو الاسكتلندية، حيث كانت الناشطة السويدية “غريتا تونبرغ” تقود تلك الاحتجاجات التي تهدف إلى تغيير المناخ وإنقاذ كوكب الأرض من الخطر الناتج من استخدام الوقود الأحفوري، وكان وصول الناشطة قد أثار الجدل في كافة أنحاء المدينة وقد رفاقها عدد من ضباط الشرطة الاسكتلندية للوصول عبر صفوف المحتجين في شوارع مدينة جلاسكو، كما قاد المظاهرة أعضاء من حركة “تمرد ضد الانقراض” وهي حركة بيئية عالمية، وجاء ذلك في الوقت الذي تجتمع فيه 200 دولة بنفس المدينة لبحث سبل إنقاذ الكوكب من خلال تغيير المناخ.[2]

اقرأ أيضًا: تنقل الرياح الحالة المناخية من الجهة القادمة منها. صواب خطأ

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *