ملخص رواية فوضى الحواس

ملخص رواية فوضى الحواس يعد من الملخصات المهمّة التي يبحث عنها قرّاء الرواية بشكل عام وقرّاء الأدب الرومانسي بشكل خاص، وهي رواية أدبية ناجحة بامتياز أجبرت قرّاءها على الدّهشة بسبب لغتها الجميلة وخطابها الفلسفي البسيط، حتّى شعر القارئ بأنّه أحد فرسان تلك الرواية، ويحرص موقع المرجع على تقديم ملخص رواية فوضى الحواس بعد تسليط الضوء على مؤلف الرواية وذكر نبذه عنه.

مؤلف رواية فوضى الحواس

هي أحلام مستغانمي، تولّد عام 1953 للميلاد، ترجع أصولها إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشّرق الجزائري، كاتبة جزائرية عملت في الإذاعة الوطنية ممّا خلق لها شهرة كشاعرة، انتقلت في سبعينيات القرن الماضي إلى فرنسا حيث تزوّجت من صحفي لبناني، وفي سنة 1980 نالت شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون، تقطن حاليًا في بيروت، بلغت أوج الشهرة لتتربّع على عرشها في الوسط العربي والتي لم يبلغها الكثير من الكتّاب العرب، وكانت منذ إصدار روايتها الأولى، ذاكرة الجسد في العام 1993 للميلاد، أولى ثلاثيّتها الرائعة، والتي حازت بها على جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية.[1]

اقرأ أيضًا: ملخص كتاب البخلاء

ملخص رواية فوضى الحواس

يلاحظ القارئ بأنّ الكاتبة أحلام مستغانمي تتناول في هذه الرواية التناقضات التي تصل بالإنسان العاشق حدّ التطرّف في المشاعر، فقد يصل في حبّه حدّ الكره، وقد يكره إلى درجة أسمى من الحب، فتختلط عليه الأمور، ما يجعل التمييز بين العدو والصّديق أمر صعب، ويقلّص من مجال الرؤية السّليمة فيجعلها ضبابية، وهو بالذّات ما رمت إليه أحلام في فوضى الحواس، فقد تناولت في روايتها الحب والسّياسة والصّراعات التي تتحكّم في كل منهما، ونقاط الاختلاف والتشابه، وفيما يلي ملخص رواية فوضى الحواس:[2]

بداية الفوضى

تبدأ قصّة رواية فوضى الحواس على أحداث قصّة قصيرة لإحدى الكاتبات اللواتي توقفت عن الكتابة لسنوات، وكانت بعنوان صاحب المعطف، فتبدأ قصّتها بالحديث عن لقاء بين حبيبين بعد فراق لعدّة أشهر، وتبدأ حرب اللغة بين كرٍّ وفر رغم علمهما المسبق بأنّه لا غالب ولا مغلوب في الحب.

ومنذ اللحظة الأولى لتأليف القصة عقدت كاتبتها على إرغام صاحب المعطف على الكلام، وجلست تواصل الكتابة حتّى انتهت من قصّتها صاحب المعطف، لتضع نقطة النهاية في نفس نقطة البداية التي كانت سبب الفراق بينهما، عندما اعتذرت عن مرافقته لمشاهدة فيلم سينمائي.

فأخبرها بعد الفراق أن الفيلم ما يزال يعرض في صالة السينما نفسها التي كان يعرض فيها منذ شهرين من عمر فراقهما، وللمفارقة عندما تعود إلى الصحف القديمة تكتشف بأنّ اسم الصالة هو أولمبيك وهو ذاته الاسم التي اختارته في قصّتها، وهنا تبدأ الدهشة.

لقاء عابر يصنعه القدر

تذهب الى صالة السينما متأخرة عن الموعد المحدّد لبطل قصّتها، فتجلس هناك في الصالة خلف امرأة ورجل كجاسوسة، وتقنع القارئ بأنّهما بطلا قصّة صاحب المعطف، فيجلس شخص بجوارهما ليتابع الفيلم، وهنا يسقط من أذنها القرط بعد أن تنحني لمراقبة الرجل والمرأة الجالسين أمامها، تُحاول البحث عن القرط في الظلام، وفجأة تشتعل ولاعة الرّجل الجالس بجوارها في مساعدة واضحة، فتنسى المراقبة وتنشغل بمشاعر الإعجاب التي باغتتها، فعطر الرجل قد دوّخها كما قالت.

تُغادر السينما قبل نهاية الفيلم، وتعود لمنزلها فتجد أنّ القرط قد وقع في حقيبة يدها، فتتعجّب من القدر الذي شاء لها تلك المُصادفة، وشاء لها ذلك التعارف المجّاني، والوسطي ما بين الكتابة والواقع، تعود لقصّتها فتعثر على شيء ما، كانت كمن وجد شيئًا قد أضاعه في كومه قش، وجدت اسم مقهى حقيقي مُشابه لاسم المقهى في القصّة!

تذهب للمقهى، فتجد الرجل هناك جالس ويقوم بالكتابة، ثمّ يحضر شخص آخر وينظر إليها باهتمام وكأنّه يعرفها سابقًا، العطر هو دليلها الوحيد لمعرفة الرجل، فجأة يقترب ويقدّم لها السّكر، ويخوض معها في حديث عابر وجميل ينتهي بدعوته لها إلى منزله، فتذهب خلف أحداثها وتفاجئ القرّاء بأنَ الرجل يعرف عنها الكثير ولا تعلم عنه أي شيء سوى ما عرفته من خيالها القصصي.

التعريف بالفتاة حياة

ابنة شهيد وزوجة عسكري ولديها أخ وحيد هو ناصر، فتقوم أحلام برسم حالة الأخوة بينهما، ومعاتبته لأخته حياة على موهبة الكتابة وانتقاده لها، بعد مشوار طويل من التغيّرات والعقبات التي أجبرت شخصيّة ناصر على التغيير فجعلت منه صديقًا للخذلان والصّمت، ممّا حوله إلى أصولي.

شاهد أيضًا: تلخيص كتاب كليلة ودمنة

الجو العام في تلك الحقبة من تاريخ الجزائر

تقوم الكاتبة بتصوير الحالة الاجتماعية في الجزائر، وتقارن بين العاصمة التي تذخر بالشّوارع العريضة وبين القرى والبلدات الريفية الفقيرة، وتوجّه سلسلة من الانتقادات لدور الصحافة بتبرير الخديعة التي يتعرض لها الشعب العربي، وتتّهمها بدور كبير في إلهاء الشعوب عن القضايا المهمة، وإشغالهم بالأقل أهميّة.

القدر مرّة أخرى

يقوم زوج حياة بالطّلب من زوجته الذّهاب معه في رحلة، بعد أن اشترى فيلا بمبلغ زهيد كونه عسكري وذو شأن، وعندما تذهب الكاتبة لشراء صحيفة في رحلة سفر، تجتمع بالرجل مرّة أخرى في صدفة رتبّها القدر بشكل مُتقن، فيتبادلان الأرقام الهاتفية، لتَقوم فيما بعد بالاتصال به بلهفة عارمة، لم تعتد عليها سابقًا، ثمّ تذهب إلى منزله بعد أن يصف لها العنوان.

وهناك تشعر بأنّها تعرفه منذ أعوام، كان رجلًا لطيفًا، يَفرض نفسه وحضوره بشكل شاعري يفيض بالإحساس، فكان شعور الأمان والطمأنينة يسيطر عليهما معًا، لترى أثناء جولتها في منزله إحدى رواياتها، فتفاجأت بأنّه يحفظها عن ظهر قلب.

ينتهي اللقاء ويغادرها إلى باريس، لتكتشف فيما بعد بأنّه إنسان ذو عمل دبلوماسي، ويستخدم اسم أحد شخصيات رواياتها السّابقة عند كتابته للمقالات الصحفية باسم خالد بن طوبال، وقد عمل صحفيًا وتعرّض سابقًا لإطلاق نار في يده.

نهاية رواية فوضى الحواس

بمنتهى البراعة والشاعرية تصف أحلام ذلك المشهد عندما تكتشف بأنّ الشخص الذي أُغرمت به لم يكن الرجل الذي جلس جوارها ذات يوم في صالة السينما، وإنّما صديقة الصحفي الذي يدعى عبد الحق، لتفاجئ بنبأ اغتياله عندما تقرأ الخبر في إحدى الصّحف، فتذهب لتشارك في عزائه بذات الثوب الأسود الذي ارتدته عندما التقت بعبد الحق أول مرّة في المقهى، عجزت حتّى عن البكاء واكتفت بوضع دفترها الأسود على قبره بعد أن رحل الجميع، فهي قصّة رائعة نقلت فيها الكاتبة ومضات من النضال الجزائري والمرأة الجزائرية، وسلّطت فيها الضوء على تراث مدينة قسنطينة.

اقرأ أيضًا: ملخص رواية 1984

اقتباسات من رواية فوضى الحواس

بعد أن تعرّفنا على الكاتبة ومررنا على تلخيص أحداث رواية فوضى الحواس لا بد لنا من تسليط الضّوء على أبرز الاقتباسات التي وردت في سياق الرواية ومنها:[3]

• “لحظة حب تبرّر عمرًا كاملًا من الانتظار”
• “نحن لا نتعلّم الحياة من الاخرين.. نتعلّم من خدوشنا.. من كلّ ما يبقى منّا أرضًا بعد سقوطنا ووقوفنا”
• “لا يحدث للإنسان ما يستحقّه بل ما يُشبهه”
• “الحزن لا يحتاج الى معطف مُضاد للمطر إنّه هُطولنا السّري الدّائم”
• “الصّمت لا يزعجني. وإنّما أكره الرجال الذين هم في صمتهم المطبق يشبهون أولئك الذين يُغلقون قُمصانهم من الزر الأوّل، حتّى الزرّ الأخير كباب كثير الأقفال والمفاتيح، بنيّة إقناعك بأهميّتهم”
• “هو لم يقل سوى ” كيف أنتِ؟” وهي قبل اليوم لم تكن تتوقّع أن يربكها الجواب عن سؤال كهذا وإذا بها تكتشف، كم هي رهيبة الأسئلة البديهية في بساطتها، تلك التي نجيب عنها دون تفكير كلّ يوم”
• “عندما تنتظر أحدًا، أنت لا ترى شيئًا بعينه، ولا تتأمل شيئًا بالتًحديد نظراتك مبعثرة كمزاجك. والذي تنتظره قد يأتي من اللامكان، ويفاجئك، وسط ذهولك وفوضى أفكارك وأسئلتك”
• “الأكثر غموضًا ومفاجأة، ذلك الجيل من الرجال، الذين ينتمون إلى حروب طويلة النَفَس، ابتلعت طفولتهم وشبابهم دون رحمة، وحوّلتهم رجالاً عنيفين، وسريعي العطب في آن واحد، عاطفيين وجبابرة في الوقت نفسه”

اقرأ أيضًا: ملخص رواية الجريمة والعقاب

أبرز مؤلفات الكاتبة أحلام مستغانمي

بعد أن مررنا على اقتباسات من رواية فوضى الحواس، لا بدّ أن نقدّم لكم قائمة من أفضل مؤلّفات الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي وهي:[4]

• الأسود يليق بك: تدور أحداث الرواية حول قصة حب بين رجل مليونير في عقده الخامس ومطربة جزائرية في عقدها العشرين، يحاول الرجل أن يحظى بحب الفتاة التي ترتدي السّواد حدادًا على قتل والدها في فترة الاضطرابات التي شهدتها الجزائر.
• ذاكرة الجسد: تدور أحداث الرّواية حول رسّام فقد ذراعه أثناء الحرب، ليقع لاحقًا في غرام ابنة صديقه المناضل الجزائري الذي قُتل في حرب تحرير الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.
• نسيان com: تتحدّث الكاتبة عن المرأة وما تتعرض له من قصص حب فاشلة وطرق التخلّص من آثار هذه القصص، تمزج الكاتبة بين الجدّية والطّرافة في الكتاب وهذا هو سر نجاحه.
• عابر سرير: تدور أحداث الرواية حول مصوّر صحفي يلتقي بأبطال الرواية السّابقة في فوضى الحواس وفي نفس المكان الذي كانت تدور حوله الأحداث، وتنتهي الرواية بموت بطل ذاكرة الجسد.
• قلوبهم معنا وقنابلهم علينا: وهو عبارة عن مجموعة مقالات كتبتها أحلام مستغانمي في مجلة زهرة الخليج والتي كانت في غالبيتها عن أحداث الاحتلال الأمريكي للعراق.
• على مرفأ الأيّام: ديوان شعري، حيث كان أوّل مؤلفاتها الشعرية والأدبية على حد سواء.
• أكاذيب سمكة: ديوان شعري يتألف من عدّة قصائد سهلة وبسيطة، وقد نال إعجاب الكثيرون.

إلى هنا ينتهي مقالنا الذي تحدّثنا فيه عن ملخص رواية فوضى الحواس بعد أن تعرّفنا بكاتبة الرواية أحلام مستغانمي، وسبب شهرتها الكبيرة، لننتقل بعدها مع أبرز الاقتباسات والمؤلفات الأخرى.