حديث شريف عن اللغة العربية

حديث شريف عن اللغة العربية موضوع تتجلَّى في ملامحه أهمية اللغة العربية في الإسلام وفي مصادر التشريع الإسلامي من قرآن كريم وسنة نبوية مباركة، فاللغة العربية لغة الفصاحة والبيان، التي نزل بها القرآن الكريم وبها تحدّث خير الخلق أجمعين رسول الله محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وبها جاءت أحاديث السنة الشريفة، لهذا يهتمُّ موقع المرجع في ذكر حديث شريف عن اللغة العربية، ويهتمُّ أيضًا بالمرور على أهمية اللغة العربية ومكانتها وبذِكْر آياتٍ وأقوالٍ وحِكمٍ وأشعار عن اللغة العربية.

أهمية اللغة العربية ومكانتها

لا يشك عاقلان في أنَّ اللغة العربية هي واحدة من أهم اللغات في هذا العالم، لأنَّها لغة من اللغات السامية القديمة المعروفة في العالم، وفيما سيأتي سنعرف اللغة العربية بشكل عام، وسوف نتحدَّث عن أهمية اللغة العربية ومكانتها في العالم منذ القديم وفي الوقت الحالي:

أهمية اللغة العربية

اللغة العربية هي واحدة من اللغات السامية المعروفة في العالم، ينطق بها كلغة أم أكثر من 470 مليون إنسان حول العالم، جُلُّهم من العرب، يعيشون في دول الوطن العربي الممتدة من المحيط إلى الخليج، ويعيش آخرون في بعض الدول المحيطة بالوطن العربي، مثل: تركيا وإيران ومالي والسنغال ونيجيريا وجنوب السودان وغيرها من الدول غير العربية، وتُعدُّ اللغة العربية لغة الفصاحة والبيان، فقُد عُرف عرب الجزيرة القدماء بالفصاحة والبلاغة والبيان، فقد عرفوا خفايا لغتهم فأحسنوا الإبداع فيه، وتُعدُّ اللغة العربية لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي اللغة التي سيتحدَّث بها أهل الجنة جميعًا، وهي لغة العبادات في الإسلام.

لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ اللغة العربية تتألف من ثمانية وعشرين حرفًا، تشكل باجتماعها حروف الأبجدية العربية، وأضاف بعض اللغويين الهمزة إلى هذه الحروف لتكون حرفًا مستقلًا، ولتكون اللغة العربية تسعة وعشرين حرفًا، يُكتب بها من اليمين إلى اليسار في السطر الواحد، ومن أعلى الصفحة إلى الأسفل وليس من الأسفل إلى العالي، وهي بهذا تتشابه مع لغات عدة، مثل اللغة الفارسية.[1]

مكانة اللغة العربية

إنَّ الأسباب التي كانت وراء الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها اللغة العربية في العالم منذ القدم كثيرة ومختلفة ومنطقية أيضًا، فكيف لا تكون هذه اللغة اليوم من أهم لغات العالم وهي اللغة الرسمية للدول العربية جميعها، كما أنَّها اللغة الرسمية للدين الإسلامي الحنيف الذي يُعدُّ ثاني أكثر الأديان انتشارًا في العالم اليوم بعد الدين المسيحي، ومن المعروف أنَّه إذا أخذت اللغة طابعًا دينيًا أصبح انتشارها وأهميتها مرتبطًا بشكل كبير بانتشار وأهمية الدين الذي ارتبطتْ به، وهذا ما حدث مع اللغة العربية التي اختارها الله تعالى لغة للمعجزة الباقية التي أنزلها على الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- قبل قرون بعيدة، وفيما يأتي نضع بعض الأسباب التي من شأنها أن تُعالي مكانة اللغة العربية اليوم:

  • تكمن أهمية اللغة العربية في أنَّها لغة الفصاحة ولغة البيان ولغة البلاغة، وهذه القوة التي تمتلكها اللغة العربية زادت من أهميتها واهتمام الناس بها من مختلف الشعوب والحضارات والأمم.
  • إنَّ أهم ما يرفع من قيمة اللغة العربية في العالم هو نزول القرآن الكريم بها، قال تعالى في محكم التنزيل: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}[2].
  • تُعدُّ اللغة العربية من أهم مقومات الأمة العربية، فهي واحد من الأشياء التي ما زالت تجمع بين العرب، والتي من الممكن أن تكون في يوم من الأيام سببًا في اتحاد الأمة العربية.
  • تكمن أهمية اللغة العربية أيضًا في كونها اللغة التي كُتبت بها معظم كتب العلوم في العصور الوسطى، ففي تلك العصور كان العرب أهل العلوم في العالم، وكانت ولم تزل مؤلفاتهم تلك مرجعًا عظيمًا لكل العلوم الحديثة.

حديث شريف عن اللغة العربية

لقد ذكر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- اللغة العربية في أحاديثه التي وردت في السنة النبوية الصحيحة في غير موضع واحد، روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال في الحديث: “أحبُّوا العربَ لثلاثٍ، لأني عربيٌّ، والقرآنُ عربيٌّ، وكلامُ أهلِ الجنةِ عربيٌّ”[3] وفي هذا الحديث دعوة وأمر من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لسائر المسلمين، يأمرهم بحب العرب لأنَّه عربي ولأن القرآن الكريم بلسان عربي ولأن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة أيضًا، والله تعالى أعلم.[4]

حديث عن أهمية اللغة العربية من السنة

لقد ورد ذكر اللغة العربية في السنة النبوية الشريفة في أكثر من موضع، وفيما سيأتي نضع الأحاديث التي ذكر فيها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- اللغة العربية في أي معنى كان:

  • عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إنَّ أول من فُتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل،  وَهُوَ ابنُ أربعَ عشرةَ سنةٍ”[5].
  • وفي موضع آخر ذكر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- اللغة العربية في حديثه عن قصة حدثت مع أم نبي الله إسماعيل، قال: “فألْفَى ذلكَ أُمَّ إسْمَاعِيلَ وهي تُحِبُّ الإنْسَ فَنَزَلُوا وأَرْسَلُوا إلى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا معهُمْ، حتَّى إذَا كانَ بهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ منهمْ، وشَبَّ الغُلَامُ وتَعَلَّمَ العَرَبِيَّةَ منهمْ، وأَنْفَسَهُمْ وأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَ..”[6].

آيات قرآنية عن اللغة العربية

بعد أن مرَّ حديث شريف عن اللغة العربية جدير بالقول إنَّ اللغة العربية في القرآن الكريم ذُكرت في أكثر من آية قرآنية كريمة، وفيما يأتي نضع هذه الآيات مع السورة التي تنتمي إليها كلُّ آية:

  • قال تعالى في سورة يوسف: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[7].
  • قال تعالى في سورة طه: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً}[8].
  • قال تعالى في سورة الشورى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}[9].
  • قال تعالى في سورة الزخرف: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}[10].

أقوال عن اللغة العربية

طالما تحدّث العلماء والشعراء والأدباء والفقهاء عبر التاريخ عن اللغة العربية وعن أهميتها ومكانتها بين الناس في هذا العالم، وفيما سيأتي نضع أشهر هذه الأقوال وأجملها مع ذكر صاحب كلِّ قول منها:

  • يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون”.
  • قال ابن القيم الجوزية: “وإنما يعرف فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب، فعرف علم اللغة وعلم العربية، وعلم البيان، ونظر في أشعار العرب وخطبها”.
  • قال الثعالبي في كتابه فقه اللغة: “ومن هداه الله للإسلام ، وشرح صدره للإيمان ، وأتاه حسن سريرة فيه اعتقد أن محمداً خير الرسل ، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم ، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال عليها وعلى تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم”.
  • قال مصطفى صادق الرافعي: “ما ذلت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار وأن هذه العربية بنيت على أصل يجعل شبابها خالدًا عليها فلا تهرم ولا تموت”.
  • قال ابن تيمية أيضًا: “أعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرًا قويًا بينًا، ويؤثر أيضًا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق، وأيضًا فإن نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب اقتضاء الصراط المستقيم”.

حكم عن اللغة العربية

بعد أن وضعنا أشهر أقوال أهل العلم عن اللغة العربية العظيمة، فيما يأتي نضع بعض الحكم عن أهمية اللغة العربية لغة القرآن الكريم:

  • تعلّموا العربية، فإنها تثبت العقل، وتزيد في المروءة، ليست العربية لأحدكم من أبٍ ولا أم، وإنّما هي من اللسان فمن تكلّم بالعربية فهو عربي.
  • ستبقى اللغة العربية على مر العصور نبعًا لا ينضب، وتاريخًا وتراثيًا عربيًا عظيمًا لا يمكن تجاهله.
  • كيفما تشاء أن ترى مستقبلك، إن شئت أضعته بإهمال الفصحى وإن شئت أحسنت فيه من إجادتك للعربية الفصيحة منذ الآن.
  • اللغة العربية لغة كاملة محببة عجيبة، تكاد تصور ألفاظها مشاهد الطبيعة، وتمثل كلماتها خطرات النفوس، وتكاد تتجلى معانيها في أجراس الألفاظ، كأنما كلماتها خطوات الضمير ونبضات القلوب ونبرات الحياة.
  • إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقصٌ كبير ومهينٌ أيضًا.
  • تعلم اللغة العربية فيه حفظ للعقل وحفظ للقلب، فهي لغة البيان ولغة الفصاحة ولغة الجمال بكل أشكاله.

شعر عن اللغة العربية

طالما أبدع الشعراء في كتابة أحلى القصائد وأروع الكلمات عن اللغة العربية عبر العصور والتواريخ القديمة، وفيما يأتي نضع أجمل ما قاله الشعراء العرب في لغة الضاد منذ القدم:

  • قال الشاعر حافظ إبراهيم عن اللغة العربية:[11]

رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي
وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي

رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتيوَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي

وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ

فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ

أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي

فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني
وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي

فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي

أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً
وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ

  • يقول الشاعر خليل مطران عن اللغة العربية أيضًا:[12]

يَا أَمِيراً أَهْدَى إِلَى لُغَةِ الضَّادِ
كُنُوزاً مِنْ عِلْمِهِ وَبَيَانِهْ

ذَلِكَ المِعْجَمُ الزِّرَاعِيُّ قَدْ كَانَ
رَجَاءً حَقَّقَتْهُ فِي أَوَانِهْعَمَلٌ لا يُكَادُ يَقْضِيهُ إِلاَّ
مَجْمَعٌ بِالكَثِيرِ مِنْ أَعْوَانِهْ

دُمْتَ ذُخْراً لَهُ مَآثِرُهُ فِي
نَفْعِ هَذَا الحِمَى وَفِي رَفْعِ شَأْنِهْ

  • يقول الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب عن اللغة العربية:

لغة القرآن يا شمس الهدى
صانك الرحمن من كيد العدى
هل على وجه الثرى من لغة
أحدثت في مسمع الدهر صدىمثلما أحدثته في عالم
عنك لا يعلم شيئاً أبدا

فتعاطاك فأمسى عالمًا
بك أفتى وتغنى وحدا

وعلى ركنك أرسى علمه
خبر التوكيد بعد المبتدا

أنت علمت الألى أن النهى
هي عقل المرء لا ما أفسدا

ووضعت الاسم والفعل ولم
تتركي الحرف طليقًا سيدا

أنت من قومت منهم ألسنًا
تجهل المتن وتؤذي السندا

بك نحن الأمة المثلى التي
توجز القول وتزجي الجيدا

بهذه الأشعار والحكم والأقوال نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن اللغة العربية وأهميتها ومكانتها، ثمَّ مرَّ حديث شريف عن اللغة العربية ثمَّ آيات قرآنية عن اللغة العربية أيضًا، ووضعنا فيه حكمًا وأقوالًا وأشعارًا عن اللغة العربية لغة الضاد العظيمة.

المراجع

  1. wikiwand.com , اللغة العربية , 18-02-2021
  2. سورة الشعراء , الآية 192، 195.
  3. الجامع الصغير , السيوطي، عبد الله بن عباس، 224، حديث صحيح.
  4. ahlalhdeeth.com , لغة أهل الجنة , 18-02-2021
  5. صحيح الجامع , الألباني، علي بن أبي طالب، 2581، صحيح.
  6. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، 3364، صحيح.
  7. سورة يوسف , الآية 2.
  8. سورة طه , الآية 113.
  9. سورة الشورى , الآية 7.
  10. سورة الزخرف , الآية 3.
  11. aldiwan.net , رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي , 18-02-2021
  12. aldiwan.net , يا أميراً أهدى إلى لغة الضاد , 18-02-2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *