أسباب ظهور العروق الخضراء في الجسم

إنّ أسباب ظهور العروق الخضراء في الجسم، متعددة وكثيرة، فهي ليست سببًا واحدًا، كما أن هذه الأسباب، لا تحمل درجة الخطورة ذاتها، بل إن كثيرًا من هذه الأسباب، ينتمي إلى مجموعة الأسباب الطفيفة، البسيطة، المؤقتة، ويقدم موقع المرجع، في هذا المقال، تعريفًا بالعروق الخضراء، مع الإشارة إلى سبب كون هذه العروق، ذات لون أخضر، ثم يلحق ذلك، بشرح مفصل، لمجموعة من الأسباب، المؤدية لظهور هذه العروق، مع اتباعه بتعداد مجموعة أخرى من الأسباب، دون التفصيل فيها، وذكر بعض الأعراض، التي لا بد فيها، من مراجعة الطبيب بشكل طارئ، ومن ثم الإشارة إلى أكثر الأماكن، إبرازًا لهذه العروق الخضراء، واختتام المقال، بذكر طرق العلاج المتنوعة.

العروق الخضراء في الجسم

تُشير العروق الخضراء المشاهدة في الجسم، إلى بعض أوردة الجسم، فهناك ثلاثة أنواع من الأوردة؛ الأوردة العميقة، والأوردة السطحية، والأوردة الرئوية، والنوع الممكن مشاهدته، من هذه الأنواع الثلاثة، هو نوع؛ الأوردة السطحية، ويعود سبب ظهورها باللون الأخضر، بدلًا من اللون الأحمر؛ بسبب أن الطول الموجي، للون الأخضر، أقصر من الطول الموجي، للون الأحمر، وما نعتبره لونًا، هو في الحقيقة، ترددات طيف الضوء المرئي، المنعكس من السطح، بينما يتم امتصاص الموجات الأخرى، ويحدث وهم اللون الأخضر للأوردة؛ بسبب مشاهدة العين لها، من خلال طبقات الجلد والأنسجة، والتي تقوم بامتصاص الترددات الحمراء، بشكل أكبر، بينما تسمح لموجات الترددات الأعلى، بالوصول إلى العينين.[1]

شاهد أيضًا: أفضل طرق إزالة الخطوط البيضاء من الجسم نهائيا

أسباب ظهور العروق الخضراء في الجسم

قد يكون ظهور بعض العروق الخضراء، في الجسم، أمرًا طبيعيًا، إن كان الفرد، من ذوي البشرة الفاتحة، إلا أن هناك بعض الأشياء، التي تجعل العروق، تبدو أكثر وضوحًا، من حيث اللون والحجم، وقد يكون من الصعب، رؤية لون العروق، إن كان الشخص، من ذوي البشرة الداكنة، ولكن، إن بدت العروق، عند هذا الفرد، أكثر وضوحًا من ذي قبل، فقد يكون ذلك، بسبب أن حجم العرق، أصبح أكثر وضوحًا.[2]

كما وتحتوي الأوردة، على صمامات تعمل باتجاه واحد؛ لمنع تدفق الدم للخلف، أثناء تحركه باتجاه أعلى الساقين، وينتج جحوظ الأوردة، عندما لا تعمل الصمامات بشكل صحيح، مما يسمح للدم بالتجمع وتوسيع الوريد، وقد يحدث هذا في حالات، تؤثر على الوريد نفسه، أو بالاقتران مع حالات أخرى، أكثر عمومية؛ كالحمل والشيخوخة، إلا أن معظم حالات ظهور العروق الخضراء في الجسم، تعود لأسباب مؤقتة وحميدة، ومع ذلك، فإن بعض الأسباب؛ مثل جلطات الدم، تمثل حالات طبية طارئة[2][3]، ومن أسباب ظهور العروق الخضراء في الجسم، ما يأتي:

عمر الشخص مرتبط بظهور العروق الخضراء

مع تقدم الإنسان في العمر، تصبح بشرته أكثر رقة، وأقل مرونة، مما يجعل الأوعية الدموية لدى هذا الشخص، أكثر وضوحًا، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الصمامات الوريدية، تصبح أضعف من ذي قبل، مما قد يؤدي إلى؛ تجمع الدم في أوردة الجسم، لفترة أطول زمنًا من ذي قبل، وهذا يعمل على توسعة الوريد، وهذا كله يعد عملية طبيعية، للتقدم في السن.[4]

التمارين الرياضية والعروق الخضراء

أثناء ممارسة التمارين الرياضية، يرتفع ضغط دم الفرد، ومع هذا الارتفاع في الضغط، فإن أوردة الجسم، ستندفع ضد الجلد، فتصبح أكثر اتساعًا من ذي قبل، مما يجعل الأوردة تبدو أكثر وضوحًا، كما أن انقباض العضلات أثناء ممارسة التمارين، يشكل ضغطًا على الأوردة المحيطة بالعضلة، ويعد هذا أمرًا شائعًا، ولا سيما أثناء ممارسة الرفع، وفي معظم الحالات، فإن الأوردة، تعود إلى وضعها الطبيعي، بمجرد انتهاء الشخص من ممارسة التمارين الرياضية، ومن جهة أخرى، فإن ممارسة الشخص، للتمارين بشكل متكرر، قد يتسبب بجعل الأوردة، تبدأ بالانتفاخ بشكل دائم، في منطقة الأيدي، ومناطق أخرى من الجسم، ومن المرجح، حدوث هذا التأثير، عند الأشخاص الذين يحملون، الأشياء الثقيلة، بشكل متكرر.[2][5]

شاهد أيضًا: فوائد الرياضة للجسم والعقل

علاقة الحمل بالعروق الخضراء

من الممكن أن يؤدي الحمل، إلى انتفاخ الأوردة عند بعض النساء؛ إذ يزيد الحمل من حجم الدم داخل الجسم، إلا أنه يقلل من تدفق الدم من الساقين إلى الحوض، ومن الممكن أن يؤدي هذا الانخفاض، في تدفق الدم من الساقين، إلى انتفاخ الأوردة فيهما، وقد يتفاقم هذا التدفق، أثناء أواخر الحمل؛ وذلك لأن الرحم، يمارس ضغطًا أكبر على أوردة الساقين[3]، وبالإضافة إلى دور زيادة حجم الدم، ودور الوزن الزائد أثناء الحمل، في ظهور العروق الخضراء، فإن للتغيرات الهرمونية، المرافقة للحمل، دورًا آخر في ذلك، إلا أن الجيد في الأمر، هو أن في معظم الأوقات، فإن الأوردة الظاهرة، تختفي بعد وضع الأم لمولودها.[6]

الوزن والعروق الخضراء

يؤثر وزن الإنسان، بشكل مباشر على عروق جسمه؛ حيث يحتوي جلد الإنسان، على طبقة من الدهون، تعمل كعازل، وعندما يفقد الإنسان من وزنه، فإن هذه الطبقة تضعف، مؤدية بذلك، إلى جعل أوردة الجسم، أكثر وضوحًا، فالأشخاص الذين تكون، نسبة الدهون في أجسادهم منخفضة، ستكون أوردتهم أو عروقهم، أقرب إلى الجلد، إلا أن هذا لا يعني أن الأشخاص، الذين يعانون من السمنة، لا تظهر عروقهم الخضراء؛ إذ أن الوزن الزائد، لدى هذه الفئة من الأفراد، قد يتسبب باضطرابات في الأوردة؛ وذلك بسبب الضغط الإضافي المتسبب به، وهذا يعني؛ أن كلًا من؛ السمنة والنحافة، يتسببان ببروز أوردة الجسم، وجعلها أكثر ظهورًا، ووضوحًا.[4][7]

شاهد أيضًا: كيف اعرف وزني المثالي بالنسبة لعمري وطولي

أمراض الوريد والعروق الخضراء

إن مرض الوريد، يعد عاملًا شائعًا، في التسبب بمرض الدوالي (بالإنجليزية: Varicose veins)، وظهور الأوردة الملتوية، أو البارزة المنتفخة، وينتج مرض الدوالي، عندما لا ينتشر الدم، بشكل صحيح، ويبدأ بالتجمع في الساقين، ومع تراكم الدم، في أوردة الساقين، فإن هذه الأوردة، تصبح داكنة ومنتفخة، مما يجعلها أكثر وضوحًا، وإلى جانب ملاحظة العروق الخضراء، فقد يلاحظ المصاب بدوالي الساقين، بعض الأعراض الأخرى، من مثل:[6]

• تورم الساقين.
• تشنجات في الساقين.
• الشعور بألم وثقل في الساقين.
• حكة في الساقين.

ويعتبر الكثير ن البشر، أن دوالي الساقين، هو مشكلة جمالية فقط، إلا أنها من الممكن أن تتطور، وتتسبب بمشاكل صحية خطيرة، ولذا يوصى بمراجعة الطبيب، حال اعتقاد أن سبب العروق الخضراء، يعود إلى مرض في الأوردة.[6]

أسباب أخرى للعروق الخضراء

بالإضافة إلى ما سبق ذكره، من أسباب ظهور العروق الخضراء، فإن هناك أسباب عديدة أخرى، غير المذكورة سابقًا، ومن بينها ما يأتي:[2]

• ارتداء الملابس الضيقة.
• الطقس الحار.
• التعرض المفرط للشمس.
• الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة.
• الوراثة.
• تدخين السجائر.
• شرب الكحول.
• الإمساك المزمن.
• الجلطة الدموية.

حالات تستدعي مراجعة الطبيب بسبب العروق الخضراء

في بعض الحالات، قد تحدث الأوردة المنتفخة، مع أعراض أخرى، قد تشير إلى حالة صحية خطرة، ولا بد من الخضوع للتقييم الطبي بشكل عاجل، ومن هذه الأعراض المرافقة، والتي تتطلب مراجعة مركز الطوارئ على الفور، ما يأتي:[3]

• نزيف نتيجة جرح في الوريد.
• الشعور بشد أو ألم في الساق.
• احمرار، أو تورم، أو سخونة في الساق.
• سماكة في جلد الكاحل، أو بطة الساق، مع تغير في اللون.
• تقرحات في الساق أو الكاحل.

شاهد أيضًا: تجربتي مع جلطة الساق

أماكن ظهور العروق الخضراء بشكل واضح

قد تكون العروق الخضراء، أكثر وضوحًا، في أجزاء معينة من الجسم، ولا سيما الأجزاء الآتية:[1]

• ظهر اليدين.
• الساقان.
• منطقة الفخذ.
• البطن.
• الصدر.
• الجبين.
• الرقبة.

علاج العروق الخضراء

إن كيفية علاج العروق الخضراء، يعتمد بشكل كبير، على السبب الكامن خلفها، وفيما يأتي ذكر طرق العلاج، بحسب كون السبب طبيًا أم لا:

علاج العروق الخضراء الناتجة عن سبب غير طبي

في حال كان ظهور العروق الخضراء، يعود لسبب غير طبي؛ أي أن المريض، لا يعاني من مرض معين، فإن علاج هذه العروق، يتمثل بإجراء تعديلات، في نمط الحياة، ومن ذلك، ما يأتي:[2]

• الاستراحة وأخذ قسط من الراحة، إن كان السبب يعود لممارسة التمارين الرياضية.
• البحث عن الظل، من أجل تبريد الجسم، إن كان سبب ظهور العروق، يعود لحرارة الطقس، أو التعرض للشمس.
• استبدال الملابس الضيقة، بأخرى فضفاضة.
• تغيير وضعية الجسم، وتجنب الجلوس، أو الوقوف لفترات طويلة.
• العمل على إنقاص الوزن الزائد.

علاج العروق الخضراء الناتجة عن مشكلة صحية

إن وجود مشكلة صحية، يتطلب تقديم العلاج المناسب، لهذه المشكلة، لعلاج العروق الخضراء، الناتجة عنها، ومن الأمثلة على طرق العلاج، ما يأتي:[2]

• ارتداء الجوارب الضاغطة: إذ من الممكن أن تساعد هذه الجوارب الضاغطة، في تحسين تدفق الدم، إلى الساقين، وعادة ما ينصح بهذا الخيار، للأوردة البارزة بشكل خفيف.
• الأدوية المضادة للتخثر: ويوصى بها، في حال كانت العروق الخضراء، ناتجة عن تجلط في الأوردة العميقة (بالإنجليزية: Deep vein thrombosis).
• الإجراءات الغير جراحية: وتشمل هذه الإجراءات؛ العلاج بالتصليب (بالإنجليزية: Sclerotherapy)، ونظام الإغلاق (بالإنجليزية: Closure system)، والعلاج بالليزر عن طريق الجلد، والعلاج الحراري داخل الوريد.
• العلاج الجراحي: إذ قد تكون الراحة ضرورية، للأوردة الكبيرة جدًا في الحجم، وهي تشمل؛ استئصال الوريد (بالإنجليزية: Ambulatory phlebectomy)، وربط الوريد وتجريده (بالإنجليزية: Surgical ligation and stripping).

لقد تبين من السطور السابقة، في هذا المقال، أن العروق الخضراء، تمثل أوردة الجسم السطحية، وأن أسباب ظهور العروق الخضراء في الجسم، هي أسباب كثيرة متنوعة، من بينها؛ لون الجلد، ووزن الجسم، والحمل، وممارسة التمارين الرياضية، والتعرض للشمس بشكل مفرط، والتقدم في العمر، وأمراض الوريد، وغير ذلك من الأسباب، وقد أشير أيضًا، إلى بعض الأعراض، التي قد ترافق هذه العروق، وتتطلب مراجعة فورية للطبيب، بالإضافة لذكر طرق العلاج المناسبة.