حوار بين شخصين عن بر الوالدين
جدول المحتويات
حوار بين شخصين عن بر الوالدين من الحوارات ذات الأهمية الكبيرة، حيث إن العلاقة بين الآباء وأولادهم إحدى أعظم العلاقات الإنسانية في تاريخ البشرية، ولأنها من أسمى العلاقات التي تعتمد عليها الحياة على كوكب الأرض، فقد اهتم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بها بشكل كبير من خلال ما ورد عنه من أحاديث عن بر الوالدين، فقد ثبتت أحاديث عن أهمية احترام الوالدين وطاعتهما في غير معصية الخالق. ونحن هنا في موقع المرجع نحرص عن ترسيخ هذه الفكرة لذلك فإننا نضع لكم في هذا المقال حوار بين شخصين عن بر الوالدين مميز جدًا.
أهمية بر الوالدين
لبر الوالدين أهمية كبير في حياة الإنسان المسلم، سوف نذكرها لكم فيما يأتي على شكل نقاط:
- بر الوالدين طاعة لله -عز وجل- ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى: “ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً”.
- طاعة الوالدين واحترامهما يعدان سببًا لدخول المسلم جنة الخلد.
- احترام الوالدين والحرص الكبير على طاعتهما سبب لتحقيق الألفة والمحبة وحفظ العلاقات الأسرية.
- احترام الوالدبن وطاعتهما تعد نوعًا من الشكر لهما فهما سبب وجود الابن في الحياة الدنيا، كما أنها شكر لهما على تربية الابن ورعايتهما له في صغره فقد قال الله تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”.
- بر الولد للوالدين تعد سببًا مهمًا لأن يبره أولاده، فكما تدين تدان، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}.
شاهد أيضًا: حديث شريف عن بر الوالدين
حوار بين شخصين عن بر الوالدين
محمد وعماد طالبان في المدرسة الثانوية، كانا على أعتاب مرحلة فيصلية تفصلهما عن اختيار تخصصهما الجامعي، وفي يوم من الأيام دار بين محمد وعماد الحوار الآتي:
- عماد: ماذا تريد أن تدرس يا محمد في الجامعة؟
- محمد: أريد أن أدرس الطب فأنا أحب هذا التخصص جدًا، لأن الطب يعد مهنة إنسانية، وأنت يا عماد؟
- عماد: أنا أريد أن أدرس التصميم الجرافيكي إلا أن والداي يريدان مني أن أدرس هندسة الكهرباء، الآباء دائمًا لا يفكرون إلا في أنفسهم، هم يريدون إجباري على دراسة الهندسة لكنني لن ألتفت إلى ما يقولون.
- محمد: احذر يا عماد، ما تقوله عن والديك حيف في حقهم، الوالدان لا يحبان إلا الخير لأبنائهم، وهم عندما ينصحونك إنما يريدونك أن تصبح خير إنسان في الدنيا، أنا مثلًا أشار عليّ والدي أن أدرس الطب وأحببت الفكرة جدًا.
- عماد: ربما تطابقت رغبتك مع رغبة والديك مصادفة، أما بالنسبة لي فأعتقد أنهما فهما كبيران في السن لا يعلمان عن متطلبات العصر شيء. يريدان مني أن أعيش في عصرهم القديم البالي.
- محمد: لكنني أرى أن هندسة الكهرباء اقتراح جيد، وليست من التخصصات البالية، بل إن علوم الكهرباء في تجدد مستمر.
- عماد: وإن يكن، أنا لا أحبها.
- محمد: هل ناقشت والداك بالأمر؟
- عماد: لا لا أحد أن أتحدث معهما، كل منا له اهتمامات مختلفة عن الآخر، ولا أحب أن أتصادم معهما حتى لا يرهقانني بالطلبات.
- محمد: لكن هذا لا يجوز يا عماد، فوالداك لهما عليك حق الاحترام والبر والرعاية، ولا يجوز أن تتعامل معهما في هذه الكيفية من الاستزراء، اسمحلي أن أقول لك يا عماد أنك مخطئ بشدة. قل لي هل قصر معك والداك يومًا؟
- عماد: في الحقيقة لا، هما يحضران لي كل شيء من دون أن أطلب.
- محمد: لم يقصر معك والداك منذ أن كنت طفلًا بالمهد واحتملا همومك إلى أن صرت رجلًا فتكبرت عليهم، أليس هذا ظلمًا كبيرًا في حقهما! أنت لم تبرهما كما يستحقان منك، ألا تخاف من غضب الله.
- عماد: كفى يا محمد، أظن أنك محق لا تكمل كلامك أشعر بالخزي على ما فعلت، سأتحدث إلى والداي واعتذر منهما.
شاهد أيضًا: صحة حديث الجنة تحت اقدام الامهات
حوار عن بر الوالدين مختصر
في الحديقة على مقعد خشبي صغير يقع تحت شجرة مثمرة، كان هناك عجوز يجلس تحت أشعة الشمس يستمع إلى زقزقة العصافير، إلى أن قطع خلوته صوت شاب يتحدث بصوت مرتفع وهو غاضب ثم يغلق الهاتف بشكل مزرٍ، ثم جاء الشاب وهو غاضب وجلس إلى جانب العجوز، فدار بينهما الحوار الآتي:
- العجوز: هدئ من روعك يا بني، هل فضولي يزعجك إن سألتك ما الأمر؟
- الشاب متأففًا: إنه والدي يريد مني أن يطلب مني أشياء كثيرة وأنا لم أعد أتحمل رعايته أكثر من ذلك لقد أصبح عجوزًا وأنا منزعج منه جدًا.
- العجوز: أتعلم يا بني الإنسان يحصد أجر بر الوالدين الأجر العظيم والثواب العظيم في الدنيا والآخرة، فيرده إليه في أولاده، فيكون له نفس البر من الأبناء.
- الشاب: لم أفهم ما الذي ترمي إليه.
- العجوز: كنت شابًا في مثل سنك، عندما كنت أتذمر من والدي كثيرًا، وكنت أتحدث إليه بطريقة سيئة، كنت أراه مصدر إزعاج لي، حتى أنني تركته في البلاد وحيدًا وسافرت، كونت أسرة فيها خمس أولاد، لكن يال الأسف.
- الشاب: ما الذي حدث معهم يا عمي؟
- العجوز: لا شيء، لكنني جوزيت على ما فعلت بوالدي منذ زمن، فردت إلي في أولادي، كنت أظن أنني أعيش حياة سعيدة، قدمت لأولادي كل شيء، لم أبخل عليهم يومًا كنت أظن أنني أفضل من أبي لذلك سأستحق بر أولادي، لكنني الآن كما ترى وحيدًا، تركني أولادي دون أن يكترثوا لي.
- الشاب: ووالدك؟
- العجوز: مات وأنا في غمرة السهوة أظن أنني مفلح، مات غاضبًا علي، وأنا الآن نادم جدًا أتمنى أن يعود الزمن بي يومًا واحدًا أقبل يد أبي وأطلب منه أن يسامحني، كانت المشكلة فيّ لا في أبي فقد كان مثل النسيم.
- الشاب: سامحك الله يا عم، دعني أذهب لألبي طلب والدي، فأنا أخاف من غضبه عليّ، لا أريد أن أندم كما تفعل أنت الآن.
شاهد أيضًا: صور عن الأم والأب جديدة ومؤثرة
حوار بين الأم والبنت عن بر الوالدين
كانت سارة فتاة في مرحلة المراهقة، بدت مراهقتها جلية من خلال التمرد على الأوامر، وعصيان أوامر والديها، وفي يوم من الأيام دار بين سارة ووالدتها الحوار الآتي:
- الأم: أراك يا سارة تبتعدين عنا أكثر كل يوم، أنت لا تطيعين أوامري وأوامر والدك ولا تأخذين ما نقوله على محمل الجد، ما هو الخطب يا ترى؟
- الابنة: أنا صرت فتاة كبيرة واعية يا أمي، وإن أوامركم لي تجعلني أشعر أنني ما زلت طفلة وأنا لا أحب ذلك.
- الأم: مهما كبرت يا ابنتي يبقى الأب أو الأم مدرسة طبيعية يعرف الولد الصالح من خلالها طريق حياته ومستقبله، وقد فقد من كان له أبوين صالحين ولم يستفد منهما الكثير من الخير، إننا أعلم بمصلحتك يا ابنتي.
- الابنة: لكن زمننا يختلف عن الزمن الذي عشتموه واهتماماتنا مختلفة.
- الأم: نحن لا نختار عنك يا بنتي ولا نحاول أن نكون دخيلين على مستقبلك لكننا نحاول أن نوصلك إلى بر الأمان، فإن خبرتنا في الحياة كبيرة، لا يمكن أن تكوني قد اكسبتيها في هذا العمر الصغير، وكما أنك تعيشين هذا العصر فإننا نعيشه أيضًا ونستطيع أن نشعر بك بهذا السن وبمتطلباتك الطبيعية وإننا نراعي ذلك.
- الابنة: قالت لنا المعلمة: ” إن الرابح الأكبر، من لديه والدين صالحين على قيد الحياة ويستفيد منهما، فهم كنز كبير يجب استغلاله والاعتماد عليه، والاستفادة من خبراتهم العظيمة في الحياة”، وأظن أنها محقة، أنا متأسفة يا أمي على ما بدر مني.
- الأم: لا تعتذري يا ابنتي أنت فلذة كبدنا، وإن أخطأت قومناك، نحن نحبك جدًا ولم نتعامل معك يومًا على أننا في صراع أو مواجهة، بل هي علاقة تكاملية، وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه.
شاهد أيضًا: كلام عن الأم جميل جدًا
تعبير عن بر الوالدين
يتمثل بر الوالدين في التعامل معهم بما يليق بهم من الأخلاق الحميدة التي أرسا قواعدها ديننا الحق الدين الإسلامي. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: ” وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً”
وبقد قرن الله -سبحانه وتعالى- بر الوالدين بعبادته – جلّ في علاه- وهذا إن دلّ على شيء فإنما هو يدل على علو شأن الوالدين وأهمية برهما في الحياة الدنيا سواء في حياتهما أو بعد موتهما. فإن بر الوالدين يكون من خلال احترامهم حال حياتهم وقوتهم، والاستماع إليهم، وتنفيذ نصائحهم، وعدم فعل الأشياء التي تثير غضبهم، بالإضافة إلى الحفاظ على رضاهم دائمًا، لأن هذا كله من تعاليم الشريعة الإسلامية.
وإن بر الوالدين يختلف حال شيخوختهما؛ وذلك لأن الإنسان يكون عندها ناضجًا وله آراء وأفكار شخصية، لكن هذا لا يمنعه من احترام آراء الوالدين والاستفادة من خبراتهم في الحياة والاستماع لنصحهما وتقدير ذلك منهما. واحترامهم وعدم إنكارهم لا في حضرة الناس ولا عندما يكونون وحدهم، وكذلك الاهتمام بأمورهم الخاصة وصحتهم لأن ذلك فيه أجر عظيم. وعندما يفعل الإنسان العكس فهو يغضب الله -تعالى- ويقلل من البركة في حياة الإنسان، كما أن لدعوة الوالدين أثر كبير في حياة الإنسان.
وفي الختام لا بد لنا من أن نؤكد على أهمية بر الوالدين والاعتناء بشؤونهما الخاصة حتى عند موتهما؛ وإن ذلك يكون من خلال تنفيذ وصيتهما والدعاء لهما، وإكرام أصدقائهما، والتصدق عنهما، والكثير من أعمال الأخرى التي لا بد للمسلم الصالح من تحريها.
شاهد أيضًا: شعر عن الأم
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد سلطنا الضوء فيه على أهمية بر الوالدين، كما كتبنا لكم فيه حوار بين شخصين عن بر الوالدين مميز ورائع، فضلًا عن تزويدكم بعدد من النماذج الأخرى التي يمكنكم الاستعانة بها، بالإضافة إلى كتابة موضوع تعبير عن بر الوالدين.
التعليقات