توزيع الاضحية حسب الشرع

توزيع الاضحية حسب الشرع حيثُ أنّ الأُضحية هي إحدى شعائر الإسلام، التي يتقرّب بها العبد المسلم من الله -سبحانه وتعالى- بتقديم ذبح من الأنعام، وهي سنة متبعة عن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- إذ أراد أن يذبح ابنه وفقًا لرؤية في منامه، فافتداه الله تعالى بكبش عظيم من الأنعام فداءً لمنامه، وللأضحية شروط وأحكام يجب التقيد بها، لذا يهتم موقع المرجع بتوضيح كيفية توزع الاضحية حسب الشرع، كما ذكرنا سابقًا طريقة تقسيم الاضحية.

الاضحية في الاسلام

تُعرف الأضحية في الإسلام بأنّها ذبح من الأنعام (الإبل أو البقر أو الأغنام) يُقدم إلى الله -سبحانه وتعالى- تقربًا إليه وطلبًا لرضاه، حيثُ يقوم المسلم بذبح أضحيته في أحد أيام عيد الأضحى المبارك، بدءًا من يوم النّحر أول أيام عيد الأضحى وحتّى آخر أيام التشريق، كما أنّ الأضحية في الإسلام تعتبر سنّة مؤكدة لدى جميع مذاهب أهل السنة والجماعة إلّا في المذهب الحنفي، فيرى بأنّها واجبة، إلّا أنّ القول الأول أرجح لما ورد في عن أم سلمة زوج النبي -رضي اللهُ عنها- أن رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: “إذا دخَلَت العَشْرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا”[1]، والله أعلم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز اكل الاضحية كاملة

توزيع الاضحية حسب الشرع

إنّ الأضحية هي شريعة الله -سبحانه وتعالى- للمسلمين للتقرب إليه في يوم النحر وأيام التشريق، ولم يذكر الله -سبحانه وتعالى- المقدار الذي يجب أن يأخذه صاحبها، أو يعطيه للفقراء والمساكين أو الأقارب، فقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِير}[2]، وقال أيضًا عزّ وجل: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ}[3]، فالمشروع من هذه الآيات أن يأكل المسلم من أضحيته، ويطعم غيره من المسلمين، فلو أخرج الثلث للفقراء والمحتاجين، وأكل ما تبقى من الأضحية مع أهل بيته فلا حرج عليه، ولو أخرج أقل أو أكثر من ذلك لا إثم ولا حرج.[4]

اقرأ أيضًا: متى ينتهي وقت ذبح الاضحية

كيف توزع الاضحية اسلام ويب

ورد ضمن الفتاوى الشرعية في السنة من كيفية تقسيم الأضحية وفقًا لجماعة من الفقهاء بأنّه من المستحب للمسلم تقسيم أضحيته إلى ثلاثة أقسام متساوية، وهي موضحة كما يلي:[5]

  • ورد عن الإمام أحمد بن حنبل أن الأضحية تقسم إلى ثلاثة أجزاء: يأكل هو الثلث، ويطعم من أراد الثلث، ويتصدق على المساكين بالثلث.
  • كما ورد عن ابن قدامة أنّهم ينظرون لما روي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث”[6]
  • وفي قول بعض الفقهاء من أهل العلم أنّه يجعل الأضحية نصفين، فيأكل النصف ويتصدق بالنصف الآخر.

اقرأ أيضًا: كيف توزع الاضحية إسلام ويب

هل يجوز توزيع الاضحية على الأقارب

اختلف الفقهاء في حكم توزيع الأضحية، حيث ذهب الشافعية والحنابلة إلى ضرورة التوزيع من الأضحية عملًا بقوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِير}[2]، أما المذهب الحنفي والمالكي، فقد رأوا أنّ التصدق من الأضحية من الأمور المستحبة وهو أرجح من القول الأول؛ لأنّ الغاية من الأضحية إراقة الدماء تقربًا لله تعالى وشكرًا على نعمه، وعلى ذلك فيجوز للمسلم أن يجعل أضحيته كاملة لأهل بيته، ويجوز له أن يوزع الأضحية على الأقارب والأصدقاء، كما يجوز له أن يتصدق بالأضحية كاملة للفقراء والمحتاجين، بالإضافة إلى جواز توزيعها إلى ثلاثة أجزاء وفقًا للجماعة.[7]

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الذي تحدثنا من خلاله عن توزيع الأضحية حسب الشرع، ومن ثم وضحنا كيفية توزيع الأضحية كما جاءت موضحة وفق السنة النبوية، إضافة إلى الإجابة على سؤال هل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب.

المراجع

  1. صحيح مسلم , مسلم، أم سلمة أم المؤمنين، 1977، صحيح
  2. سورة الحج , الآية 28
  3. سورة الحج , الآية 36
  4. binbaz.org.sa , ما المشروع في توزيع الأضحية؟ , 06/06/2024
  5. islamweb.net , السنة في تقسيم الأضحية , 06/06/2024
  6. كشاف القناع , أبو موسى المديني، عبدالله بن عباس، 3/22، صحيح
  7. saaid.net , كيفية توزيع الأضحية , 06/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *