هل تنبح الكلاب في ليلة القدر

هل تنبح الكلاب في ليلة القدر، معرفة العلامات الخاصّة بليلة القدر تُدخل السّعد إلى قلب المسلم، إذ يُسَنُّ له إحياء ليلة القدر بالطاعات، ويُؤدّي المسلم شُكر الله -تعالى- على توفيقه لقيامها، كما يشعر المسلم بالمسؤولية إن كان قد قصّر في قيامها، وفي معرفة ليلة القدر بشارة خير للمُسلم بمضاعفة الأجر والثواب له، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على علامات ليلة القدر الصحيحة، بالإضافةِ إلى سمع نباح الكلاب في ليلة القدر.

ليلة القدر

ليلةُ القدرِ من اللياليْ العشرِ الأواخِر من شهرِ رمضانَ المُبارك، وهِيْ غيّرُ محددّة بتاريخ مُعيّنْ، فقدْ جاءَ في صحيحِ البُخاريْ عنْ أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ)،[1] وقدْ اختصَها الله -سبحانهُ وتعالى- بشأن عظيّم، فأنزلَ القرآن الكريم فيها في مرحلةٍ من مراحل نزوله، قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)[2]، وهِي ليلةُ صالحةْ يُقدرُ فيها أقدار العباد في كُلِ عام، ويكونُ فيّها ثوابَ العملِ الصالحْ عنْ ثواب ألف شهر.[3]

شاهد أيضًا: إذا وافقت ليلة الجمعة ليلة وتر هل تكون هي ليلة القدر

هل تنبح الكلاب في ليلة القدر

عدمُ نبحُ الكلابِ من العلامات غيرُ الثابتةَ وغيرُ الواردة في السنّة النبويّة، أو ممَا أخبرَ به رسولُ الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم- عنْ ليلةْ القدر، بل منْ المُمكن أنْ تكونَ العلامةَ ممنْ شاهدَ ليلةَ القدرِ وأحَس بِها ولاحظَ بأنّ الكلابُ لا تنبحُ فيها، وقد دَرجت بعضُ العلاماتِ الأخرى غير الثابتة لليلةِ القدر على ألسنة الناسِ، لا يرمى بنجم فيها، أو أنَّ المطر لا بدّ وأن يهطل فيها ولكن كل تلك العلامات هي غير واردة في السنة النبوية الشريفة، وأما العلامات التي ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمنها ما تكون في الليلة نفسها ومنها ما تكون في صباح تلك الليلة حتى ينعم مَن قام تلك الليلة وأحيّاها بالذكرِ والقيام وتلاوة القرآن والدعاء.

شاهد أيضًا: كم باقي على ليلة القدر 2022 العد التنازلي

العلامات الصحيحة لليلة القدر

يحرص المسلمون على تتبُّع ليلة القَدْر، ومعرفة علاماتها التي تدلّ على وقوعها، مع الإشارة إلى أنّ العلامات الخاصّة بها لا تظهر إلّا بعد وقوعها، ومن أبرز العلامات الدالّة عليها:

• تكونُ ليلة القدرِ في ليلة من ليالي الوتر في رمضان، في العشر الأواخر منه، لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ).
• طلوع الشمس دون شعاعٍ في صباح اليوم التالي لها، فقد ورد عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: (وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ).[4]
• يتّصف لَيلها بالاعتدال، فقد وصف الرسول- صلّى الله عليه وسلّم- هذه الليلة في الحديث الذي رواه جابر- رضي الله عنه- عن النبيّ أنّه قال: (إني كنتُ أُرِيتُ ليلةَ القَدْرِ ، ثم نُسِّيتُها وهي في العَشْرِ الأَوَاخِرِ من ليلتِها ، وهي ليلةٌ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لا حارَّةٌ ولا باردةٌ).
• نزول الملائكة أفواجًا، فقد قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).[5]

شاهد أيضًا: علامات ليلة القدر بالادلة من السنة النبوية

فضل ليلة القدر

تختصّ ليلة القدر بالعديد من الفضائل العظيمة، والتي يُذكَر منها ما يأتي:

• تنزلّ في ليلة القدر أعظمَ الكُتب السماويّة وأفضلها، وهوَ كِتابُ القرآنِ الكريّم، حيثُ قال الله سبحانَهُ وتعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).[6]
• نزول سورة كاملة في فضلها، وينزل فيها جبريل -عليه السلام-، ومعه الملائكة إلى الأرض، ويبقون فيها يُؤمّنون على دعاء الداعين إلى طلوع الفجر، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).[7]
• تُقدَّر فيها الأرزاق والآجال، وتكتب فيها الملائكة الحوادث، والأعمال، وكلّ ما هو كائن في السنة التي فيها ليلة القدر إلى السنة التي تليها، قال -تعالى-: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).[8]
• اعتبارها ليلة سلام وأمان، فالله لا يُقدّر فيها إلّا السلامة، قال -تعالى-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[9]

شاهد أيضًا: علامات ليلة القدر الصحيحة المتفق عليها وفضلها

سبب تسمية ليلة القدر

اختلف العُلماء في سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، وبيان آرائهم فيما يأتي:

• القَدْر ليلة عظيمة من حيث الشرف والقدر، لأنّ الله -تعالى- أنزل فيها القُرآن الكريم، حيثُ قال الله سبحانَهُ وتعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
• القَدْر من الضيق، فهي ليلة تُصبح فيها الأرض ضيّقة، لكثرة ما فيها من الملائكة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى).
• القَدْر ليلة تُقدَّر فيها الأشياء، إذ يُطلع الله فيها الملائكة على تقديره لأمور السنة التي تليها.
• القَدْر في العبادة، أي أنّ العبادة فيها لها قَدْر عظيم، بحيثُ يعادلُ أجرها ألف شهر.

دعاء ليلة القدر

يستحب للمسلم أن يحرص على الدعاء بالمأثور الذي ورد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، ومن الأدعية الطيبة الجامعة للخير:

• اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديْتَ وعافني فيمن عافيْتَ، وتولَّني فيمن تولَّيْتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيْتَ، وقِني شرَّ ما قضيْتَ، فإنَّك تقضي، ولا يُقضَى عليك، وإنَّه لا يذِلُّ من واليْتَ، ولا يعِزُّ من عاديْتَ، تباركتَ ربَّنا وتعاليْتَ.
• لا إله إلا الله، المتوحّد في الجلال، في كمال الجمال تعظيمًا وتكبيرًا، المُتفرّد بتصريف الأمور على التّفصيل والإجمالي تقديرًا وتدبيرًا، لك الحمد كالذي نقول وخيرًا ممّا نقول، ولك الحمد كالذي تقول، ولك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرّضا.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا هل تنبح الكلاب في ليلة القدر، حيثُ سلطنَا الضوءَ على علاماتِ ليلة القدرِ الصحيحة، بالإضافةِ إلى فضلها، وأدعيّة مأثورة فيها.