علامات ليلة القدر بالادلة من السنة النبوية

علامات ليلة القدر بالادلة من السنة النبوية حيث تُعدّ ليلة القدر هي من الليالي المباركة عند الله -تعالى-، فهي الليلة التي يكتب بها الله -عزّ وجل- الأقدار، حيث ينتظرها المسلمون بشوق لنيل الأجر والثواب العظيم، كما أنّ لها العديد من الفضائل، ومن هذا المنطلق نبين في هذا المقال عبر موقع المرجع كل ما يتعلق بليلة القدر من حيث علاماتها في السنة النبوية ووقتها وفضائلها، كما تناولنا مسبقًا علامات ليلة القدر الصحيحة المتفق عليها وفضلها 2024.

ليلة القدر

تُعرف ليلة القدر إنها ليلة من ليالي شهر رمضان، حيث تأتي في الليالي الوترية من العشر الأواخر، وتُعدّ بأنها الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد وصفت بأنها ليلة مباركة، فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)[1]، كما أنزل الله بها سورة يتلوها الناس إلى قيام الساعة، وسميت بليلة القدر؛ لأن فيها تقدير الله- تعالى- لما يشاء من مقادير السنة إلى ليلة القدر التالية، وتعظيم قدر الليلة نفسها وعلو شأنها بين الليالي، والأجر والثواب العظيم فيها.[2]

شاهد أيضًا: ما هي علامات ليلة القدر الصحيحة كاملة

علامات ليلة القدر بالادلة من السنة النبوية

إنَّ ليلة القدر هي إحدى الليالي التي اختصّ الله بها أُمّة النبيّ مُحمد -صلّى الله عليه وسلم-، وقد فضّل الله ليلة القدر على غيرها من الليالي، حيث يحرص المسلمون على تتبُّع ليلة القَدْر، ومعرفة علاماتها التي تدلّ على وقوعها، كما وردت علامات ليلة القدر في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي كالآتي:[3]

• طلوع الشمس دون شعاعٍ في صباح اليوم التالي لها: فقد ورد عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-: “فسأَلْتُه عن ليلةِ القَدرِ، فقال: ليلةُ سَبعٍ وعِشرينَ، قُلْتُ: أبا المُنذِرِ، إني علِمْتَ ذلك؟ قال: بالآيةِ التي أخبَرَنا بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعدَدْنا وحفِظْنا، وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ”[4].
• اعتدال الجوّ في ليلة القدر: بحيث لا يُوصف بالحرارة أو البرودة، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: (ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ)[5].
• النقاء والصفاء: فقد رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: (أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ، ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ)[6].
• نزول الملائكة أفواجًا: فقد رُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى)[7].

وقت ليلة القدر

تُعتبر ليلة القَدْر بأنها أحد الليالي الوترية من العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث إنها ليس لها وقت محدد، فقد تكون في ليلة 21، وقد تكون في ليلة 23، وقد تكون في ليلة 25، وقد تكون في ليلة 27، أو قد تكون في ليلة 29، فمن قام ليالي العشر كلها إيمانًا واحتسابًا أدرك هذه الليلة بلا شك، وفاز بما وعد الله، كما يعود سبب تميُّزها إلى كونها الليلة التي أنزل الله فيها القرآن على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وفيها فضل عظيم للعامل فيها.[8]

شاهد أيضًا: ما هو الدعاء الذي أوصى به الرسول في ليلة القدر

فضل ليلة القدر

تُعتبر ليلة القَدْر بأنها ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ بأيامهم ولياليهم، لما في قيامها من الأجر العظيم والثّواب من الله -سبحانه وتعالى-، فهي ليلةٌ يعمّ فيها السّلام على جميع الخلائق من كثرة الطّاعات، ومن أبرز فضائل ليلة القدر ما يلي:[9]

• تعتبر بأنها الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم.
• تعد ليلة القدر ليلة مباركة، حيث إن لها أجرًا عظيمًا لمَن قامها.
• تحتوي على السلام، حيث إنها ليلة يبارك الله -تعالى- فيها الأرض بنزول الملائكة.
• تعد بأنها ليلة الغفران، فهي ليلة تُغفر فيها ذنوب من قامها بإخلاص لله.
• تعتبر ليلة القدر بأنها ليلة الخير، حيث بين الله منزلتها وفضل قيامها، بالإضافة إلى الأجر والثواب المُترتِّب على العبادة والدعاء فيها.

شاهد أيضًا: خريطة مفاهيم عن ليلة القدر

الفائدة من معرفة علامات ليلة القدر

هناك فائدة عظيمة من معرفة المسلم لعلامات ليلة القدر فهي دلالة على صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم، فعندما يعرِف المُسلم بأن هذه الليلة هي ليلة القدر يشعر بالسعادة والطمأنينة إلى قلبه، بحيث يُسنّ له إحيائها بالطاعات والعبادات المتعددة، بالإضافة إلى أنها تجعل المسلم يذكر الله- تعالى- على توفيقه لقيامها، بحيث يشعر بالمسؤولية إذا كان قَد قَصّر في قيامها، كما تُعدّ معرفة علامات ليلة القدر بأنها أحد علامات الخير للمسلمين لمضاعفة الأجر والثواب له، حيث إن العبادة فيها تساوي عبادة بعمر الإنسان بأكمله.[10]

الحكمة من إخفاء ليلة القدر

هناك حكمة من إخفاء ليلة القدر وعدم حصرها في ليلة محددة من شهر رمضان، فقد ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ)[11]، حيث إنّ الحكمة من إخفائها إشغال المسلم كل وقته بطاعة الله، وترغيب المسلم  وتحفيزه على الاستمرار والمداومة على العبادة، بالإضافة إلى المثابرة والمبالغة عند قيام المسلم بالطاعات والعبادات، بحيث لا يقتصر العبد على الطاعات والعبادات في ليلة واحدة وتحري الليالي العشر الأخيرة كاملة وقيامها والمواظبة على ذكر الله والدعاء والصلاة وقراءة القرآن.[12]

دعاء ليلة القدر

ليس هناك دعاء ًخاصًا لليلة القدر، إلّا أنّ رسول الله علّم عائشةَ -رضي الله عنها- دعاءً تدعوه في ليلة القدر إذا عَرَفتها، وهو: (اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني)[13]، ومن أبرز الأدعية المأثورة في ليلة القدر ما يلي:

• اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ ما سأَلكَ عبدُك ونَبيُّكَ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ ما عاذ به عبدُك ونَبيُّكَ وأسأَلُكَ الجنَّةَ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأعوذُ بكَ مِن النَّارِ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأسأَلُكَ أنْ تجعَلَ كلَّ قضاءٍ قضَيْتَه لي خيرًا).
• (اللَّهمَّ مالِكَ الملْكِ تُؤتي الملكَ من تشاءُ وتنزِعُ الملكَ ممَّن تشاءُ وتُعِزُّ من تشاءُ وتُذِلُّ من تشاءُ بيدِك الخيرُ إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهما تعطيهما من تشاءُ وتمنعُ منهما من تشاءُ ارحَمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ من سواك).