هل المثليين يدخلون الجنة إن لم يرتكبوا الفاحشة؟

هل المثليين يدخلون الجنة إن لم يرتكبوا الفاحشة؟ حيثُ أنّ المثليين يعتبرون من الأشخاص المنبوذين في المجتمعات لممارستهم أموراً تخالف الشريعة والدين الإسلامي، كما أنّها تتعارض مع الثقافات المتنوعة والعادات والتقاليد التي نشأت عليها المجتمعات، إلّا أنّ ظاهرة المثليين أصبحت منتشرة بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، لذا وعبر هذا المقال ضمن موقع المرجع سوف نجيب على السؤال المطروح هل المثليين يدخلون الجنة إن لم يرتكبوا الفاحشة؟

من هم المثليين

إنّ المثلية هي ظاهرة تنتشر بين المجتمعات مسببةً انجذاب شعوري ورومانسي تجاه الشخص الآخر من نفس الفصيل، أي أنّها تكون بين الصنف الواحد من الذكور أو الإناث، ومما تبين وفقًا للدراسة، فإنّ هذه الظاهرة نتيجة حالة من الانتقاص المعنوي لدى الشخص، وكلمة المثليين لها كلمة مرادفة تصف الذكور منهم وهي “اللواط”، وأخرى تصف المثليين من الإناث وهي “السحاق”، ويعتبر المثليون بأنهم أصحاب نهج غير أخلاقي وغير سوي للفطرة الإنسانية، وهم منبوذون من معظم الديانات والثقافات العربية والغربية.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الشراء من شركة تدعم المثليين

هل المثليين يدخلون الجنة إن لم يرتكبوا الفاحشة؟

لم يرد في صدد هذا السؤال أيّ دليل ثابت على أنّ المثليين يدخلون الجنة إن لم يرتكبوا الفاحشة، فالله -سبحانه وتعالى- خلق عباده سويّون حنفاء يميل الذكر منهم للأنثى، وتميل الأنثى للذكر، وإنّما يحصل ذلك بسبب خارجي، فقد ورد في الحديث الصحيح أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَا من مولودٍ إلّا يُولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه، كما تنتج البهيمةُ بهيمةً جَمْعَاءَ، هل تحسُّون فيها من جَدْعَاءَ؟!، ثُمَّ يقولُ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عليها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلكَ الدِّينُ القَيِّمُ}”(الروم: 30)[2].

حكم المثليين في الاسلام

حيثُ أنّ المثلية هي انحراف عن الفطرة، ومعصية من أقبح المعاصي، توجب قتل الفاعل والمفعول به لما ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “من وجدتُموه يعملُ عمَلَ قومِ لوطٍ فاقتلوا الفاعلَ والمفعولَ بِه”[3]، ومن مات وفي قلبه ذلك الشذوذ طهّره الله منه إمّا بفضل من الله -سبحانه وتعالى- دون عقاب، وإلّا تطهّره بذلك نار جهنّم (أجارنا الله منها)، كما يطهّر الله أهل الجنة من الغلّ والحقد في القلوب، والأخلاق السيئة حتى يكونوا إخوانًا متحابين.[4]

شاهد أيضًا: ما هي الدول العربية التي تدعم المثليين

هل يقبل الله توبة المثلي

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: أنّه من أعظم المعاصي مفسدة هي مفسدة قوم لوط، فقد عاقبهم الله تعالى بأشد أنواع العقاب، من هلاك وخسف وقلب للديار عليهم، ورجمهم بالحجارة من السماء، وذلك لعظم تلك المفسدة التي أقدموا على فعلها، وبمثلها اليوم المثلية التي انتشرت بين المجتمعات ومن المسيء جدًا بأنّها تتلقّى دعمًا وتعتبر بأنّها حرية شخصية، فضلًا عن محاربتهم ونصحهم بالتوبة والعودة إلى الله تعالى.

شروط قبول توبة المثليين

إن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة من عباده في الليل والنهار، شريطة أن تستوفي التوبة الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه، والدليل على ذلك في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[5]، وقال صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها”[6]، نسأل الله تعالى العفو والمغفرة وقبول التوبة والابتعاد عن المعصية.[7]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي تحدثنا من خلاله هل المثليين يدخلون الجنة إن لم يرتكبوا الفاحشة؟ ومن ثم تنقلنا في الحديث عن حكم المثليين في الإسلام، وهل يقبل الله توبة المثلي.