هل تقصر صلاة الجمعه للمسافر

هل تقصر صلاة الجمعه للمسافر الذي قد يضطر في بعض الأحيان إلى السفر في وقت الصلاة، ويتبادر حينها سؤال مقالنا هل تقصر صلاة الجمعه للمسافر، والذي ستتم الإجابة عليه في موقع المرجع، بالإضافة لمعرفة حكم صلاة الجمعة، وهل يجوز تأخير صلاة الجمعة مع العصر للمسافر، وما حكم الجمع للمسافر في صلاة الجمعة، وحكم جمع المرأة للظهر مع العصر في يوم الجمعة في هذا المقال.

حكم صلاة الجمعة

إن الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام العظيمة، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}،[1] وعن أبي هريرة، وابن عمر -رضي الله عنهما-أنَّهُما سَمِعا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ علَى أعْوادِ مِنْبَرِهِ: “لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِين”،[2] وصلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم، لما لها من أجر عظيم، هذا وهي في أحب الأيام الذي يعتبر عيد الأسبوع عند المسلمين، وصلاة الجمعة لا تفوت بصعود الإمام على المنبر، ولا بانتهاء الخطبتين، ولا بفوات ركعة منها، بل من أدرك ركعة من الجمعة، فقد أدرك الجمعة؛ لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: “من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام، فقد أدرك الصلاة”.

ومن الجدير بالذكر أن من تأخّر عن صلاة الجمعة، ليس له الأجر الذي يناله من بكَّر في الحضور؛ وهذا لما عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ..[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة

هل تقصر صلاة الجمعه للمسافر

نعم، تقصر صلاة الجمعة للمسافر، فالمسافر لا تلزمه الجمعة، ولكن إذا حضرها أجزأته، حيث إذا مر ببلد وصلى معهم أجزأته، وإلا فلا تلزمه، وقد صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع يوم الجمعة صلاة الظهر يوم عرفة، ولم يصل جمعة؛ لأنه مسافر صلاها ظهرًا، فكان يصلي في أسفاره ظهرًا ولا يصلي جمعة، والمدة التي يمنع فيها الإنسان من القصر وتلزمه الجمعة أربعة أيام، فإذا نوى أكثر من أربعة أيام صلى جمعة وصلى تمامًا، هذا الذي عليه جمهور أهل العلم، وعليه فإن الجمعة تسقط عن المسافر، فيصلي الظهر ركعتين قصرًا ، وإن شاء جمعها بحسب ما يحتاج إليه، حيث قال الشيخ ابن عثيمين: “المسافر لا جمعة عليه ، ودليل ذلك : أن النبي صلّى الله عليه وسلّم في أسفاره لم يكن يصلي الجمعة، مع أن معه الجمع الغفير، وإنما يصلي ظهراً مقصورة”.[4]

هل يجوز تأخير صلاة الجمعة مع العصر للمسافر

يجوز للمسافر تأخير صلاة الجمعة مع العصر، لأن المسافر ليس عليه جمعة، وإذا أخر صلاة الظهر مع العصر لا بأس، إن شاء جمع جمع تأخير، وإن شاء جمع جمع تقديم، ولكن من الأفضل للمسافر إذا سافر من مكانه قبل الظهر أنه يؤخر الظهر مع العصر، جمع تأخير، وإذا سافر بعد دخول الوقت الأول، يعني بعد دخول الظهر، الأفضل أن يقدم العصر مع الظهر فيصليهما جمع تقديم كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- أما إذا كان مسافر وقد وصل من وقت الضحى مثلًا فهذا مخير، إن شاء الله صلى كل صلاة في وقتها، وهو أفضل إذا كان ليس هنالك مشقة، أي الظهر في وقتها، والعصر في وقتها، وكل صلاة في وقتها، هذا هو الأفضل، وإن جمع فلا بأس عليه، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: من شروط صحة صلاة الجمعة

ما حكم الجمع للمسافر مع صلاة الجمعة

يجوز للمسافر الجمع بين الظهر والعصر في يوم الجمعة، حيث لا يلزمه أداء صلاة الجمعة في الطريق كذلك، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه: “الصواب ما عليه سلف الأمة وجماهيرها من الأئمة الأربعة وغيرهم،  من أن المسافر لا يصلي جمعة”، وقال الشيخ ابن باز: “المسافر ليس عليه جمعة، وإنما يصلي ظهرًا، ولا بأس أن يجمع بين الظهر والعصر”، ولكن إذا صلى المسافر مع الجمعة في أي بلد فإنه لا يجمع إليها العصر، بل عليه أن يصلي العصر في وقتها.

وعليه فإنه ليس هنالك ارتباط بين الجمع والقصر، فيجوز للمسافر أن يجمع بين الصلاتين من غير قصر، كما يجوز له القصر من غير جمع، وقيل في إجماع اللجنة الدائمة: “يجوز له الجمع بدون قصر، والقصر بدون جمع، والقصر في حقه أفضل من الإتمام ؛ لأن الله تعالى يُحب أن تُؤتى رخصه كما يحب أن تُؤتى عزائمه ، كما أن الجمع له في حال مسيره في السفر أفضل له ؛ لما ذُكر، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك”، وعليه فإنه لا حرج من جمع المسافر بين صلاتي الظهر والعصر من غير قصر.[6]

شاهد أيضًا: حكم البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني

حكم الجمع للمرأة المسافرة في يوم الجمعة

ذكرنا أنه يجوز للمسافر أن يجمع بين الظهر والعصر في يوم الجمعة، أما صلاة الجمعة فهي لا تجب على المرأة، ولكن إذا صلتها مع الإمام في المسجد فإنها تصح منها، حيث قال ابن قدامة: “والذكورية شرط لوجوب الجمعة وانعقادها؛ لأن الجمعة يجتمع لها الرجال ، والمرأة ليست من أهل الحضور في مجامع الرجال، ولكنها تصح منها؛ لصحة الجماعة منها ، فإن النساء كن يصلين مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجماعة”، وقد ذكر علماء اللجنة الدائمة بأنه: “لا تجب الجمعة على المرأة، لكن إذا صلت المرأة مع الإمام صلاة الجمعة فصلاتها صحيحة، وإذا صلت في بيتها فإنها تصلي ظهراً أربعًا، ويكون بعد دخول الوقت”.

وعليه فإنه لا يجوز الجمع بين صلاة الجمعة وصلاة العصر، لأن الجمع إنما ورد في الشرع بين الظهر والعصر، ولا يصح قياس الجمعة على الظهر في هذا، وقد تعددت الفروق بين الصلاتين، فإذا كانت المرأة مسافرة يوم الجمعة، ولم تصل الجمعة مع الناس في المسجد، فإن لها أن تجمع بين الظهر والعصر، جمع تقديم أو جمع تأخير، حسب ما حالها وما يتيسر لها.[7]

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال هل تقصر صلاة الجمعة للمسافر، وبينا أنه يجوز ذلك، وذكرنا جكم صلاة الجمعة، وهل يجوز تأخير صلاة الجمعة إلى العصر، ومن ثم تعرفنا على حكم الجمع سواء أكان للمرأة والرجل في يوم الجمعة.

المراجع

  1. سورة الجمعة , الآية 9
  2. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة وعبدالله بن عمر، 865، صحيح
  3. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 881، صحيح
  4. islamqa.info , أدرك الجمعة فهل يصليها جمع أن قصر , 12/09/2021
  5. binbaz.org.sa , هل للمسافر أن يؤخر الجمعة إلى العصر ويصليها ظهرا؟ , 12/09/2021
  6. islamqa.info , الجمع بين الظهر والعصر يوم الجمعة، وحكم الجمع دون قصر , 12/09/2021
  7. islamqa.info , هل يجوز للمرأة المسافرة أن تجمع بين الظهر والعصر يوم الجمعة ؟ , 12/09/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *