دعاء سجود التلاوة

دعاء سجود التلاوة من أشهر الأدعية التي ينبغي على كلِّ مسلم أن يعرفها ويحفظها، لأنَّ عليه أن يقرأه عندما يسجد سجود التلاوة في أي وقت، وسجود التلاوة هو السجود الذي يكون في الصلاة دون السجود خلال الركعة، بل يكون سجود التلاوة عند قراءة آية من آيات السجود الخمسة عشر الموجودة في القرآن الكريم، ويهتمُّ موقع المرجع في الحديث عن دُعاء سُجود التِّلاوة كما يهتم بالحديث عن وقت هذا الدعاء وحكمه، وعن هذا الدعاء كما ورد في القرآن الكريم في حصن مسلم وفي الصحيح وعن ابن باز.

ما هو دعاء سجود التلاوة

يمكن القول في تعريف دُعاء سُجود التِّلاوة بأنَّه الدعاء الذي يقرؤه المؤمن عند سجود التلاوة، وسجود التلاوة هو سجود يكون في الصلاة غير سجود الركعة، حيث يسجد المسلم عند قراءته آية من آيات السجود الخمسة عشر الموجودة في سور القرآن الكريم، وقد ورد عن أهل العلم أنَّ دعَاء سُجود التِّلاوة هو: “سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى، اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره، اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين”، والله تعالى أعلم.[1]

جدير بالقول إنَّه ورد عن الإمام النووي -رحمه الله- أنَّه قال فيما يتعلَّق بدعَاء سُجود التّلاوة: “ويستحب أن يقول في سجوده: سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته. وأن يقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجرا واجعلها لي عندك ذخرا، وضع عني بها وزرا، واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود عليه السلام. ولو قال ما يقول في سجود صلاته جاز، ثم يرفع رأسه مكبرا كما يرفع من سجود الصلاة”، والله أعلم.[2]

متى يقال دعاء سجود التلاوة

يُقال دعاء سجود التلاوة عندما تمر آية من آيات السجود أثناء التلاوة فيسجد المسلم في الصلاة غير سجود الركعة، فإذا سجد ولمست جبهته الأرض قال دُعاءَ سُجود التِّلاوة المنصوص عليه في ما ورد عن السلف الصالح، وهو أن يقول: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، أي أن يقول ما يقوله في سجود الركعة، والله تعالى أعلم.

حكم دعاء سجود التلاوة

جاء في حكم دعاء سجود التلاوة أنَّ هذا السجود مثل سجود الصلاة، ومن السُّنَّة أنَّ يسجد من مرَّ في تلاوته للقرآن الكريم بآية من آيات السجود الخمسة عشر الموجودة في القرآن الكريم، أمَّا مشروعيته فدعَاء سُجود التِّلاوة مشروع في الإسلام، والأدلة على مشروعيته كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقد قال تعالى في سورة الإسراء: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا}[3] وجاء في صحيح السنة النبوية الشريفة عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّه قال: “رُبَّما قَرَأَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ، فَيَمُرُّ بالسَّجْدَةِ فَيَسْجُدُ بنَا، حتَّى ازْدَحَمْنَا عِنْدَهُ، حتَّى ما يَجِدُ أحَدُنَا مَكَانًا لِيَسْجُدَ فيه في غيرِ صَلَاةٍ”[4] وبهذا قال القرطبي والنووي وابن تيمية وابن حجر وغيرهم، والله تعالى أعلم.

دعاء سجود التلاوة في القران

سجود التلاوة في القرآن هو السجود الذي يسجده المسلم إذا مرَّ بإحدى آيات السجدة في القرآن الكريم، فإذا قرأ آية من آيات السجود الخمسة عشر فعليه أن يسجد لله تعالى، وأن يقول في سجوده دعاء سجود التلاوة، وهو: “اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره” أو أن يقول في سجوده: “اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين”، والله تعالى أعلم.

دعاْء سجود التلاوة حصن المسلم

ورد دعاء سجود التلاوة في كتاب حصن المسلم، وحصن المسلم كتاب فيه جميع الأذكار التي يُستحب أن يقولها المسلم في يومه وليلته وفي كلِّ شؤون حياته، ودعَاء سُجود التلاوة الوارد في حصن المسلم هو: “سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين”، ويُستحب أيضًا لمن سجد للتّلاوة أن يقول إذا سجد: “اللهم اكتب لي بها عندك أجرًا، وضع عني بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود”، والله تعالى أعلم.

دعاْء سجوْد التلاوة الصحيح

لقد جاء دعاء سجود التلاوة في صحيح السنة النبوية عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في غير موضع واحد، وفيما يأتي نذكر الأحاديث النبوية الشريفة التي ورد فيها دُعاء سُجود التّلاوة:

  • عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “كان النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقولُ في سجودِ القرآنِ بالليلِ: سجدَ وجهي للذِي خلقهُ وشقَّ سمعهُ وبصرهُ بحولهِ وقوتهِ”[5].
  • جاء عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- ما يأتي: “جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ، إني رأيتُنِي الليلةَ وأنا نائمٌ، كأني أُصَلِّي خلفَ شجرةٍ، فسجدتُ فسجَدَتِ الشجرةُ لسُجُودِي، فسَمِعْتُها وهي تقولُ: اللهم اكتُبْ لِي بها عندَك أَجْرًا، وضَعْ عني بها وِزْرًا، واجعلْها لي عندك ذُخْرًا، وتَقَبَّلْها مِنِّي كما تَقَبَّلْتَها من عبدِكَ دَاوُدَ”[6].

دعاْء سجوْد التلاوة ابن باز

لقد ذكر الشيخ ابن باز سجود التلاوة فيما ورد عنه من فقه وأحكام شرعية، وجاء عنه أنَّ دعاء سجود التلاوة الصحيح هو أن يقول المسلم عند سجوده: “سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى، اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره، اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين”، وأن يقول: “اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره”، وأن يقول: “اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين”، والله تعالى أعلم.[1]

مواضع سجدة التلاوة في القرآن الكريم

في ختام ما ورد من حديث عن دعاء سجود التلاوة، وردت في القرآن الكريم خمس عشرة آية قرآنية فيها سجود، فإذا مرَّ المسلم وهو يقرأ كتاب الله تعالى بإحدى هذه الآيات فعليه أن يسجد لله سجود التلاوة، وتقع هذه الآيات في السور الآتية:

  • سورة الأعراف.
  • سورة الرعد.
  • سورة النحل.
  • سورة الإسراء.
  • سورة مريم.
  • سورة الحج، وفيها سجدتان.
  • سورة الفرقان.
  • سورة النمل.
  • سورة السجدة.
  • سورة ص.
  • سورة فصلت.
  • سورة النجم.
  • سورة الانشقاق.
  • سورة العلق.

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي فصَّلنا فيه في الحديث عن دعاء سُجود التلاوة وتحدَّثنا عن وقت قراءة هذا الدعاء وعن حكمه والأدلة الشرعية على مشروعيته، كما سلَّطنا الضوء على هذا الدعاء في صحيح السنة النبوية وفي كتاب حصن المسلم وفيما ورد عن الشيخ ابن باز أيضًا.

المراجع

  1. binbaz.org.sa , ما يقال في سجود التلاوة , 22-02-2021
  2. islamweb.net , سجود التلاوة في القرآن وما يقال فيه , 22-02-2021
  3. سورة الإسراء , الآية 107.
  4. صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن عمر، 575، صحيح.
  5. سنن الترمذي , الترمذي، عائشة أم المؤمنين، 3425، حسن صحيح.
  6. صحيح الترمذي , الألباني، عبد الله بن عباس، 579، حسن.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *