هل المغذي يفطر الصائم

هل المغذي يفطر الصائم وهل يوجد أنواع من المحاليل المغذية لا تفطر؟ من أهم الأحكام الشرعية التي ترتبط بشهر رمضان المبارك ويبحث عنه المسلمون حرصًا على صحّة الصيام والعبادة في هذا الشهر العظيم، فالصيام من أركان الإسلام الخمسة ومن واجب المسلمين عدم تضييعه فهو فريضةٌ عليهم، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان هل المحلول المغذي يفطر في رمضان وهل الإبر المغذية تفطر.

هل المغذي يفطر الصائم

إنّ المغذي يفطر الصائم بحسب قياس أهل العلم، فهذا النوع من العلاج لم يكن موجودًا على زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في زمن السلف الصالح، فهو من المسائل الموجودة حديثًا والتي يجب على العلماء أن يبحثوا في حكمها، وقد فعلوا ذلك قياسًا، فالمغذي يعطى للمريض ويعدّ غذاءً حسيًا ومعنويًا، وهو في الحقيقة يغني عن الطعام والشراب ويأخذ حكمهما فهو مفطر ومفسد للصوم، والمغذي يحتوي على السكر والأملاح فلذلك يفطر الصائم ويفسد صومه بأخذه، فالله سبحانه وتعالى أمر عباده بالصوم في رمضان ورخّص للمرضى أن يفطروا ثمّ يقضوا في غير وقت، والمريض الذي يحتاج للمغذي الطبي يباح له أن يأخذه لو أنّ عدم أخذه سيكون ضررًا عليه والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل تنظيف الاسنان يفطر الصائم

هل المحلول المغذي يفطر

ببيان هل المغذي يفطر الصائم، فإنّ الكثير من أهل العلم قاموا بدراسة المحاليل المغذية للتفصيل في حكمها، فالكثير من أهل العلم قالوا أنّه يفطر لأنّه يغني عن الطعام والشراب ويأخذ حكمهما، وآخرون من أهل العلم أيضّا فصلوا فيه بعد دراسته، ومعرفة لو كان نفعه كالطعام والشراب أم لا، فقالوا إن كل محلول مغذي يحلّ مكان الطعام ويعطي مفعوله ويغذّي الجسد بالسكر والأملاح فهو من المفطرات، أمّا ما كان لا يمكن أن يتمّ تعويض الطعام والشراب به، فهو من الأمور التي لا تفطر، على أن يكون المغذي يدخل وريديًا وحقنًا والله ورسوله أعلم.[2]

هل يفطر الصائم بأخذ الإبر المغذية في الوريد

ببيان هل المغذي يفطر الصائم، فإنّ أهل العلم قد بيّنوا حكم الإبر المغذية في الوريد، فلو كانت الإبرة غير مغذية فلا يفسد بها الصيام ولو أعطيت عن طريق الوريد، والصيام بها صحيح، وقد وردت فتوى عن الشيخ ابن عثيمين بخصوص ذلك قال فيها: “لا يفطر الصائم بأخذ الإبر في الوريد ولا في غيره، إلا أن تكون هذه الإبرة قائمة مقام الطعام بحيث يستغني بها الإنسان عن الأكل والشرب، فأما ما ليس كذلك فإنها لا تفطر مطلقاً، سواء أخذت من الوريد أو من غيره، وذلك لأن الأصل صحة الصوم حتى يقوم دليل على فساده، وهذه الإبر ليست أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب، وعلى هذا فينتفي عنها أن تكون في حكم الأكل والشرب” فجميع الإبر التي لا تغني عن الأكل والشرب لا تفطر، سواء كانت من الوريد أو من الفخذ أو من أي مكان والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: المفطرات في رمضان عمدا أو بدون عمد بالتفصيل

حكم من كان يأخذ المغذي الذي يفطر جاهلا حكمه

ذكر أهل العلم أنّ من كان يأخذ المغذي وهو يجهل أنّه يفطر الصائم ويتابع صومه فإنّ صومه صحيح ولا قضاء عليه، ذلك أنّ الجهل بالمفطرات عذرٌ صحيح، لكن من واجب المسلم أن يتفقه في الدين وأن يسأل ويستفسر عن كلّ أمرٍ يريبه حتى لا يقع في المحظور، وقد بيّن أهل العلم ومنهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنّ المفطرات التي تكون باختيار المسلم لا يفطر بها الإنسان إلا بشروط ثلاثة وهي كما يأتي:[4]

• أن يكون المسلم عالمًا بها: والعالم ضد الجاهل، فلو أخذ الإنسان المغذي وهو يجهل حكمه فلا قضاء عليه، فقد أجمع أهل العلم أنّ الجاهل بالحكم لا يفطر، وكذلك الجاهل بالوقت، فلو كان يعلم أنّه يفطر وتناوله ظنًّا منه أن الفجر لم يطلع لم يفسد صومه.
• أن يكون المسلم ذاكرًا للحكم: فلو علم المسلم أنّ المغذي يفطر ونسيه وتناوله لحاجته له فالحكم أنه لا يفطر لنسيانه.
• أن يكون مختارًا: فالمسلم الذي يُجبر على تناول مفطر لا يفطر وصيامه صحيح.

شاهد أيضًا: حكم الافطار في رمضان بدون عذر

حكم من كان يأخذ المغذي الذي يفطر عالما بحكمه

إنّ الله سبحانه وتعالى رحيمٌ بعباده رؤوفٌ بهم، ذلك أنّه مع فرض الصيام عليهم قد جعل لهم الرخص، فالمريض الذي يحيجه مرضه للفطر له أن يفطر، ومن أخذ المغذي وهو يعلم حكمه ولكنّه بحاجته لمرضٍ وما سواه يباح له للحاجة أن يأخذه ثم يقضي هذا اليوم بعد زوال البأس عنه، فالمريض إن شق عليه الصوم دون المُغَذِّي فالأفضل له أن يفطر، والله سبحانه وتعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته، ويتسحب للمسلم الأخذ باليسر والأرفق طالما أنّه مشروع ولم يكن حرامًا بل ذكر أهل العلم أنّه يكره للصائم أن يصوم لو كان عليه مشقة شديدة في الصوم مع المرض، وقد يكون صيامه محرمًا لو ترتب عليه ضررًا والله أعلم.[5]

إلى هنا نكون قد سلطنا الضوء على توضيح مسألة هل المغذي يفطر الصائم، وقد تعرفنا على حكم الإبر المغذية في الوريد وحكم المحلول المغذي مع الصيام، وأحكام استعمال المغذي مع الجهل والمعرفة في حكمه الشرعي وتأثيره على الصيام.