ما هو اللحن الجلي وحكم قراءه القران به

هل اللحن الجلي يبطل الصلاة ومعناه الخطأ في قراءة القرآن، في الصلاة أو غيرها، وتختلف أحكامه باختلاف موضعه، فحكمه في الفاتحة، يختلف عن حكمه في بقية السور، وحكمه إن كان متعمدا يختلف عن حكمه في حال عدم التعمد، لذلك يسعى موقع المرجع في تفصيل جميع هذه الأمور، من خلال الحديث عن هل اللحن الجلي يبطل الصلاة.

هل اللحن الجلي يبطل الصلاة

اتفق الفقهاء على أن تعمد اللحن في الصلاة يبطلها إن كان في سورة الفاتحة، أما إذا كان اللحن غير متعمد، أو كان في غير سورة الفاتحة، فحكمه مختلف فيه، وتفصيله كما يأتي:[1]

الشافعية والحنابلة

إذا كان اللحن لا يغير المعنى كرفع هاء الحمد لله كانت إمامة من يلحن مكروهة كراهة تنزيهية، وتكون صلاته وصلاة من اقتدى به صحيحة، وإذا كان اللحن يغير المعنى كضم تاء أنعمت، وكسرها، وقول: المستقين بدل المستقيم، فإن كان يستطيع التعلم ففعله محرم، ويجب عليه التعلم، فإن قصر، وضاق الوقت لزمه أن يصلي، ويقضي، ولا يجوز الاقتداء به، وإن لم يتمكن من التعلم لعجز في لسانه فصلاته صحيحة، وكذلك صلاة من خلفه، هذا إذا كان قد وقع اللحن في الفاتحة، وإن كان اللحن في السورة التي بعد الفاتحة صحت صلاته، وصلاة كل من يصلى خلفه، لأن ترك السورة لا يبطل الصلاة فيصح الاقتداء به.

الحنفية

تفسد الصلاة عند الأحناف في حال وجود لحن في الصلاة، في عدة حالات، تفصيلها كما يأتي:

  • إذا كان اللحن به تغيير للمعنى، يؤدي اعتقاده إلى الكفر.
  • أو إذا كان اللحن يغير المعنى تغيير فاحش كقول هذا الغبار بدل هذا الغراب
  • أو إذا كان اللحن لا يغير المعنى تغييرًا فاحشًا.
  • أو إذا كان التغيير لا يوجد مثله في القرآن ولا يوجد له معنى، كقول السرائل بدلا من السرائر.

أما في حال أخطأ المصلي في الإعراب، فهنا لا تفسد الصلاة، لأن أكثر الناس لا يستطيعون التمييز بين وجوه الإعراب.

المالكية

لا تبطل الصلاة عند المالكية إن كان اللحن في الفاتحة أو غيرها، حتى وإن غير اللحن المعنى، لكن يأثم من يقتدي به إن وجد غيره ممن يحسن القراءة.

شاهد أيضًا: شروط الصلاة واركانها وواجباتها

هل تصح الصلاة خلف من يلحن في القرآن

إن صلاة من يخطئ في قراءة سورة الفاتحة خطأً يتغير به معنى الآيات هي صلاة باطلة، سواء كان المصلي إمامًا أو مأمومًا، لأن سورة الفاتحة ركن من أركان الصلاة، لا يجوز اللحن فيها، ويجب عليه تصحيح قراءته وتعلم قراءة الفاتحة على الوجه الصحيح، فإن عجز عن تعلم قراءتها، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، لكن إن كان إماماً فلا يقتدي به إلا من كان مثله أو دونه في قراءة الفاتحة، وأما إذا كان الخطأ لا يغير معنى الآيات، فيجوز الصلاة وراءه، مع وجوب تعلمه للقراءة، وأما إن كان الخطأ في غير الفاتحة، فذلك منقص من الصلاة ولكنه لا يبطلها، والصلاة خلف من يتقن القراءة أولى وأفضل.[2]

شاهد أيضًا: ما هي الصلاة التي ليس لها سنة راتبة

تعمد اللحن في قراءة القرآن

إن تعمد اللحن في قراءة القرآن حرام، لإن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز الذي أنزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم المنقول إلينا بالتواتر، سواء أدى اللحن إلى تغيير المعنى أم لم يغيره، لأن ألفاظ القرآن الكريم توقيفية نقلت إلينا بالتواتر، فلا يجوز تغيير أي لفظ منه بتغيير الإعراب أو بتغيير حروفه كوضع حرف مكان حرف آخر، وتعمد اللحن في قراءة القرآن يعتبر عبث بكلام الله، واستهزاء بآياته، وهو من الكفر البواح، قال تعالى: {قُل أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}،[3] وقد أجمع جمهور الفقهاء على أنه يجوز قراءة القرآن الكريم بالألحان التي لا تغير الكلمة عن وضعها، والذي لا يحصل به تطويل بحيث يصبح الحرف حرفين، بل يستحب ذلك، إن كان لتحسين الصوت، وتزيين القراءة.[4]

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل اللحن الجلي يبطل الصلاة، الذي تحدثنا فيه عن حكم اللحن في الصلاة، وعن حكم الصلاة خلف من يلحن في القرآن، وعن حكم اللحن في قراءة القرآن.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *