هل الدخان يبطل الوضوء

هل الدخان يبطل الوضوء سنتعرف على ذلك في هذا المقال، إذ يعدُّ التدخين من الأمور الطارئة التي لم يكن لها وجود في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاختلف الفقهاء والعلماء في حكم التدخين أولًا ثمَّ في كثير من الأحكام المتفرعة عن التدخين، وسوف يقدم موقع المرجع بعض المعلومات عن الدخان، وسوف يتم الحديث عن حكم التدخين في الإسلام، ويجيب عن السؤال السابق، وإذا ما كان التدخين يبطل الصلاة أو يبطل الوضوء وغير ذلك من الأحكام والمعلومات المتعلقة بالموضوع.

حكم التدخين في الإسلام

إنَّ حكم التدخين في الإسلام من المحرمات وهو غير جائز لأنه يعدُّ من الخبائث، لأنه يحرم على كل إنسان جميع ما يَضُرُّ بالبَدَن سواء كان معنويًّا أو حسيًّا، ويقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ”،[1] وتعرف الطيبات في الإسلام بأنها كل ما يعود على الإنسان بالنفع سواء النفع الحسي أو النفع المعنوي أو الذي لا يجلب الضرر، وأمَّا الخبائث فهي كل ما يضرّ بالإنسان سواء كان ضررًا حسيًّا أو ضررًا معنويّا، وقال سبحانه وتعالى: “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ”،[2] ولقد رُوِي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: “لا ضرر ولا ضرار”، وقد ثبت في الطبِّ أنَّ التدخين بجميع أنواعه يضرُّ بصحَّة الإنسان وفي بدن الإنسان، لذلك فإنَّ محرم دون شك.[3]

شاهد أيضًا: طريقة الوضوء الصحيح للنساء الرجال

هل الدخان يبطل الوضوء

إنَّ الدخان في الإسلام لا يبطل الوضوء، على الرغم من أنَّ الفقهاء يعدونه من الخبائث، وهو من المحرمات، حيث أنَّه لم يرد في أيَّ مذهب من المذاهب عند أهل السنة والجماعة، ولم يُشر أن عالم من العلماء المسلمين الموثوقين إلى أنّ التدخين أو شرب الدخان بمختلف أنواعه وأشكاله من النراجيل أو السجائر يعد من نواقض الوضوء، ولم يرد أي قول في الشرع الإسلامي يدل على أنَّ ممارسة بعض تلك الأعمال تُؤدي إلى نقض الوضوء، ولذلك ليس على كل من يفعل ذلك أن يتوضأ إذا كان يريد الصلاة أو غيرها من الأمور التي تحتاج إلى الوضوء، وذلك بغض النظر عن الطهارة الحسية التي يتمتع بها الدخان من عدمها، وهذا الحكم هو نفسه سواءً  عند من قال بأنَّ التدخين حرام أو عند من قال غير ذلك، وقد أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أنَّ الدخان لا ينقض الوضوء وذلك إذا لم يكن المُدخن مُحدثًا قبل القيام بالتدخين، ومما وردَ في الفتوى تلك: “التدخين لا ينقض الوضوء، غير أنّه يُستحبّ للمسلم أن يُطهّر فمه من رائحة التّدخين عند الصّلاة حتى لا يُؤذي إخوانه المُصلّين”، ولذلك يجب على الشخص المدخن أن ينظف فمه من جميع ما عَلق به من روائح كريهة إذا أراد الصلاة في المسجد والذهاب إلى المسجد؛ وذلك من أجل دفع ضرر وأذى تلك الرائحة عن المُصلّين من حوله، وهذا بالقياس على ما جاء من نهي من أكل الثوم أو البصلٌ من الذهاب إلى المسجد.[4]

شاهد أيضًا: هل الحجامة تنقض الوضوء

هل التدخين يبطل الوضوء إسلام ويب

إن التدخين لا يعدّ من نواقض الوضوء رغم أنه حرام، وذلك حسب ما ورد في موقع إسلام ويب، وإنَّ كون جكم الدخان لا ينقض الوضوء ليس بحاجة إلى أي دليل، لأنَّ الأصل أن الشخص إذا كان متوضئًا لا يبطل وضوؤه إلا إذا حصل معه حدث أو حصل معه أحد من الأسباب التي تؤدي إلى بطلان الوضوء مثل زوال العقل أو النوم العميق أو الإغماء أو السكر وغير ذلك.[5]

شاهد أيضًا: تفسير حلم رؤية الوضوء في المنام لابن سيرين والنابلسي وابن شاهين

هل التدخين يبطل الصلاة

إنَّ التدخين لا يبطل الصلاة إذا كان الإنسان متوضئًا ودخن ثمَّ صلى مباشرة، لأنه كما سبق فإن الدخان لا يبطل الوضوء، فإذا كان المسلم متوضئًا وأراد الصلاة يمكنه أن يصلي مباشرة وصلاته صحيحة ولا حرج في ذلك، ولكن يجب عليه أن ينظف أسنانه وفمه من الروائح الكريهة التي علقت به من التدخين.[4]

شاهد أيضًا: اذاعة مدرسية عن الوضوء كاملة

هل التدخين من الكبائر

إنَّ التدخين في الشرع الإسلامي لا يعدُّ من كبائر الذنوب، وذلك لأنَّ كبائر الذنوب في الشريعة الإسلامية هي الذنوب التي قد لحق بصاحبها إقامة الحد عليه في الدنيا، أو لحقه وعيد شديد من الله تعالى في الآخرة سواء وعيد بلعن أو نار أو غضب، ولكن لا بدًّ من القول إنَّه عند اقتراف الصغائر من الذنوب مع الإصرار على ارتكابها وفعلها قد يجعلها من كبائر الذنوب عند الله تعالى، وإنَّ التهاون في ارتكاب الصغائر يتنافي مع إجلال الله سبحانه تعالى وتعظيم حدوده ومحرماته.[6]

شاهد أيضًا: هل الاستحمام يغني عن الوضوء

مبطلات الوضوء

لقد ذكر الفقهاء المسلمون في المذاهب الأربعة العديد من المبطلات للوضوء، اتفقوا على بعضها وبعضها اختلفوا عليها وفيما يأتي سوف يتم توضيحها:[7]

• ما خرج من السبيلين: اتفق الفقهاء المسلمون على أن ما يخرج من السبيلين وهما: القُبل والدبر، يُبطل الوضوء  باستثناء المَني، فإنّه يوجب الغُسُل وليس الوضوء فقط.
• ذهاب العقل: اتفق الفقهاء المسلمون على أن ذهاب عقل المسلم إذا كان متوضئًا سواء بجنون أو نتيجة إغماء، أو غير ذلك مما يذهب العقل مثل الخمر أو البنج أو غير ذلك يعدُّ من نواقض الوضوء، ويندرج تحت ذلك النّوم أيضًا، إلا إذا نام الشخص وكان ممكّنًا مقعدته من الأرض، أي إذا نام جالسًا مُسندًا ظهره، وفي ذلك تفصيل في كتب الفقه.
• التقاء البشرة: وذلك بين المرأة والرجل الأجنبيين، وقد اختلف أصحاب المذاهب الأربعة في ذلك، فاشترط بعض الفقهاء وجود الشهوة، ومنهم من قال أنَّ اللمس ينقض الوضوء بشكل مطلق.
• مس الفرج: وفي ذلك خلاف بين المذاهب أيضًا، فقد ذهب المالكية والشافعية والحنابلة على أنَّ مس الفرج من مبطلات الوضوء، أمَّا الحنفية فلم يروا ذلك.
• خروج الدم والقيء: وغير ذلك من الجسد، فقد ذهب الشافعية والمالكية إلى أنها لا تفسد الوضوء، وذهب الحنابلة والحنفية إلى أنها من مفسدات الوضوء.
• الردة عن الإسلام: ذهب الحنفية والشافعية إلى أنَّ الردة لا تنقض الوضوء، وذهب الحنابلة والمالكية إلى أنَّها تفسد الوضوء.
• أكل لحم الإبل: ذهب الجمهور من الفقهاء بالإضافة إلى قول عند الحنابلة بأنه لا ينقض الوضوء، وذهب الحنابلة إلى أنَّ ذلك ينقض الوضوء.

في نهاية مقال هل الدخان يبطل الوضوء تعرفنا على حكم التدخين في الإسلام، وعرفنا أنَّه من المحرمات وعدَّه كثير من المعلومات من الخبائث لأنَّه يسبب الأضرار التي يسببها للإنسان، كما عرفنا هل الدخان يبطل الوضوء أم لا وعرفنا حكم الصلاة بعد التدخين دون وضوء، وغير ذلك من الأحكام.